أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منذ أن أطلق (فرويد) نظريته في التحليل النفسي، وعلى الرغم من الإعتراضاتالمادية والموضوعية على مفارز هذه النظرية، الا ان الكثير من الباحثين مازالوايعتمدونها في توصيف نتائج بحوثهم على وفق ايقوناته الثلاث (الهُو – الهِي، الأنا،الأنا العليا) ولو سلمنا ان (الأنا) هو الحقل الذي يشمل وظائف (الإدراك والمهاراتالحركية والتفكير) وهي تقع مجتمعة ضمن ايقاع ظروف البيئة المنضوية تحت آلياتالدفاع عن نفسها بما يعرف بالحيل النفسية، التي عادة ما تقوم على تنظيم العواطفوالإندفاعات، وتتحكم في اتخاذ القرار، والمشي والحركات الإرادية والحواس الاداريةمثل السمع واللمس والرؤية، ويستعملها النفسيون في بعض الأحيان لتعني (الذات)، امافي الاستعمال الدارج في تعني الأنانية او (حب الذات) او الغرور.وعندما تنغمس (الذات) في اللاشعور الجمعي الذي من وجهة نظر (يونج) يعبّر عناشكال تفكير عالية، واستعداد لإدراك العالم وفهمه، تصبح جزءا لا يتجزأ من هذاالتكوين الذي يرسم خارطة على ادق ادوات الاحتفاظ بالتسجيل المتوازن عبر الزمانوالمكان، لتظهر في حالة تواتر الحدث (زمانيا ومكانيا) لتبدو وكأنها خبرة معادة، غالباما يشعر معها المرء وكأنه مرّ بهذه الخبرة في مرحلة ماضية من عمره، وذلك لوجودخارطة (الكروموسومات) التي أقرّ العلم الحديث بأنها افضل مخزن لكل الخبرات السابقةلأجيال متقدمة في حياة الفرد الواحد، وتتصل بخبرات البيئة والمجتمع.من هنا ننطلق الى ان الشعائر الدينية سيما (الحسينية) منها نابعة من ذلكالموروث الذي يعد من القيم الثابتة، تسليما بأن ثبات القيم يأتي بعد مرور ثلاثةقرون على تداولها، هذا في حال انها نابعة من حاجة امة ما يتوافق الشعور الجمعيعليها، ما بالنا اذا كانت نابعة من نهج الرسول الاعظم - صلى الله عليه وآله - الذيقال فيه رب العزة: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) فكان من وحي الإلهلرسوله ان السبط الثاني يُقتل مذبوحا على رمضاء كربلاء، فكان مأتمه الأول بين يديرسول الله - صلى الله عليه وآله - هنا تعاملالشعور الجمعي في حينه على ان المأتم على الحسين عليه السلام من الثوابت الدينية،وليس ثيمة طارئة افرزتها حاجة الأمة لحاجة ما في زمن ما.وهذا يتوافق مع منظوق النظريات النفسية في تشكل اللاشعور الجمعي عبر العصور(على انه يعتمد على الاستعدادات المتوارثة، وهي ليست الذاكرة والخبرات الشخصيةالمكبوتة بل تنتج عن التأثير الانفعالي التراكمي للخبرات الإنسانية، اي ردود الأفعالللاستجابة بطريقة محددة ورثت عن الأجيال).ولما كانت الشخصية العراقية ذات سمات خاصة تتفاعل مع الحدث بحسب قوتهوقدرته على التأثر والتأثير في الكم والنوع، نجد ان الشعائر الدينية تلقى اهتماماكبيرا سيما شعيرة الأربعين لمقتل الامام الحسين عليه السلام، اذ يتم فيها اسقاط(الأنا) بكل مكوناتها المادية (الفيزيقية) من المال والمنصب والمكانة العلمية،وبتجرد تام لتذوب في التكوين العام بعيدا عن الذاتية والأنانية والغرور، التي كانتتمارس بوعي او بدونه، فتصبح خليطا متجانسا مع ما يعد في موازين السلم الاجتماعي معمن هم ادناه.ولا يقتصر الامر على ذلك فحسب بل تصبح خدمة اعلى السلم الاجتماعي لأدناه مندواعي السمو والارتقاء بل الفخر، يتأتى بأساليب تقديم الخدمات القصوى، والتنازل عنالموقع المتقدم في المجالس، والبذل في اعلى مستوياته، والتفاني في ايصاله بسباق قدلا يصل اليه افضل العدائين.كل ذلك ينطلق من كون:1-ان الشعور الجمعي يتفق على انها من شعائر الله تعالى،ولولا ذلك لما اقدم رسوله الامين - صلى الله عليه وآله - على اقامة اول مأتم للسبطعليه السلام في حين لم يقِمْه على ابنائه.2-توافق الشعور الجمعي على هدف واحد وباتجاه واحدوبأسلوب واحد، على الرغم من وجود بعض الاختلافات غير الضمنية لأتباع آل البيت عليهمالسلام سيما في التقليد المرجعي.3-توحد الهم الشخصي في الإحساس بالمظلوميةوتوافقها مع مظلومية سيد الشهداء الحسين عليه السلام بتوالي الاحتلالات السياسيةوالاختلالات الفكرية واثر ذلك على اتباع اهل البيت عليهم السلام.نخلص من ذلك الى التساؤل كم من الجهد والمال والوقت لتوفير مصحّات تستوعبالملايين لإخراجهم من عقدة الشعور بالأنانية والتعالي والغرور.
تعليق