الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
قال الله تعالى في كتابه الحكيم: ﴿وَالآخرة خير وأبقى﴾[1].
ثراء النص القرآني
هناك ظاهرة في كتاب الله التدويني (القرآن الكريم) جديرة بالبحث والتأمّل، كما هي كذلك في كتابه التكويني جلّ وعلا، ألا وهي ظاهرة اختزال معانٍ كثيرة في كلمات قليلة. فكلمات الله كلها ينابيع لا تتوقف عن العطاء.
هل اتفق لك أن بلغت ينبوع ماء صغير في صحراء واسعة، تراه صغيراً في ظاهره، ولكن عندما تبحث وتنقّب تجد تحته بحراً عظيماً من الماء؟!
هكذا هي كلمات الله في القرآن الكريم، تنطوي على بحور من المعارف والحقائق.
فهذه الآية الكريمة - التي تصدرت البحث- مع أنها لا تزيد على بضع كلمات ولكنها تبيّن حقيقة هذه الدنيا كلها وحقيقة النشأة الآخرة، وتُجري مقارنة دقيقة بينهما.
1. الآخرة أبقى من الدنيا
من الفروق الرئيسية التي ذكرتها الآية الكريمة بين الدنيا والآخرة أن الآخرة أبقى من الدنيا. وهنا لابد من بيان أن الأشياء والحقائق على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الحقائق المحدودة: ككل الأمور المادية. فالدار محدودة بجدرانها، والبلدان محدودة بجيرانها، وهكذا.
النوع الثاني: الحقائق اللامتناهية بقول مطلق، ومثالها معلومات الله تعالى.
لقد خمّن العلماء أن معلوماتنا نحن البشر لو جُمعت من بداية حياتنا إلى نهايتها فربما بلغت تسعين مليون مجلداً لكل فرد منا. أما الله تعالى فليس لمعلوماته حد؛ لأنه تعالى غير محدود، وعلمه عين ذاته، فعلمه غير محدود أيضاً.
النوع الثالث: الحقائق اللامتناهية على نحو اللاتناهي اللاتوقف، ومثالها الدار الآخرة.
الفرق بين النوعين الأخيرين أن النوع الثالث محدود بالفعل ولكنه غير محدود بالقوة - كالأعداد؛ فإنها وإن كانت بالفعل محدودة بالمعدودات الموجودة، ولكنها لا تقف عند حد مهما تُصوّر- أما النوع الثاني فهو لامتناهٍ بالفعل.
والآخرة كما قلنا من النوع الثاني، أي أنها باقية ما شاء الله.
لقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ««وإنا خلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء»[2] .
إن عدد السنين التي سنبقى فيها في الآخرة غير متناه كما أن العدد نفسه غير متناه أيضاً، فإذا استطعت أن تقف بالعدد عند حد، فقف عند ذلك على سني الآخرة. وحيث أن الأول غير متصور إطلاقاً فكذلك الثاني. إذن نحن باقون في الآخرة، والله تعالى باق، بيد أن الله تعالى باق بذاته، أما نحن فباقون بإبقاء الله سبحانه لنا.
مهما ذهب بك الخيال ومهما استطعت أن تضع أصفاراً في يمين عدد ما، فإن الأمر لا يتوقف عند حد، بل يمكن أن تضيف أيضاً، وكذلك حال البقاء في الآخرة. أما الدنيا فمحدودة ولابد من يوم نرحل منها جميعاً. بل ما أسرع أن يرحل أحدنا منها!
كان السيد الوالد كلما شاهد إعلاناً بوفاة أحد، قال: سيأتي يوم يرى الآخرون صورتنا في إعلان كهذا.
والشيء نفسه يصدق بالنسبة لنا. وينتهي كل شيء، لنبدأ مسيرة الآخرة.
2. الآخرة خير من الدنيا
هل يمكنكم أن تأتوا بعبارة أفضل وأبلغ من هاتين الكلمتين تمثّل معادلة الدنيا والآخرة؟! لو أن أدباء العالم اجتمعوا لعجزوا عن ذلك.
لكي تتضح الفكرة نأتي بمثال:
إن من الشهوات القوية عند الإنسان في هذه الحياة شهوة الملك والحكم، حتى لقد عُدّت من العوامل المحرّكة لتاريخ البشر؛ فهي التي كانت وراء كثير من الحروب التي ربما غيّرت وجه التاريخ. هاهنا نسأل: ما هو أقصى ما يمكن لشخص أن يحققه في هذا المجال؟ إنه بلا شك لا يتعدى حكم الكرة الأرضية، وهل هي بالقياس إلى هذا الكون المترامي إلا كذرة أو دونها؟!
هذا عن مساحة الحكم، فما هو أقصى ما يمكن لإنسان أن يحكم إن استطاع؟ لاشك أن ذلك أيضاً لا يتجاوز بضعة عقود، لا تشكل شيئاً من عمر الدنيا فكيف بالآخرة! ناهيك عما سيتخلل هذا الحكم من منغصات وكدورات ومحن وهزائم وقلق دائم خوف الزوال والانتقال إلى الغير! ولذلك ورد في المأثور أن الرئاسة أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها عذاب يوم القيامة.
هذا حال ملك الدنيا، فتعال الآن لنسمع عن ملك الآخرة. يقول الله تعالى: «وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً»[3]
ولكي يتضح لنا الفرق أكثر يكفي أن نعرف أن الله تعالى عبّر عن الدنيا ونعيمها بقوله سبحانه: «متاع الدنيا قليل»[4].
ولقد روي أيضاً أن جبرئيل عليه السلام طلب من الله تعالى أن يريه أبعاد الجنة، فقال الله له: طر. فطار جبرئيل فوق الجنة واستمر يطير ثلاثين ألف عام، فضعف عن الطيران، وطلب من الله المدد، وأتاه المدد الإلهي فطار ثلاثين ألف أخرى، وتعب فطلب المدد وأتاه، وهكذا حتى ثلاثين ألف مرة، في كل منها ثلاثين ألف عام (أي ما مجموعه تسعمئة مليون عام)، وعندما بلغ هذه المرتبة وإذا بحورية تخاطبه بالقول: إنك منذ طرت لم تبلغ جنتي! فعجب جبرئيل منها وسألها: ومن تكونين؟ فأجابت: حورية أعدّني الله تعالى لمؤمن واحد من المؤمنين!
فهل يعد ملك الدنيا بعد هذا شيئاً إذا ما قيس إلى هذا الملك وما فيه من الخدم والحشم والحوريات التي لو أشرفت إحداهن على أهل الدنيا لماتوا بأجمعهم من هول جمالها! فكيف إذن بالمؤمنات ومقامهن أعلى من الحور العين؟! وهن المقصودات من قوله تعالى: «فيهن خيرات حسان»[5].
وليس في ملك الجنة كدر ولا قلق ولا غلّ ولا خوف من زوال النعمة.
أفلا تكون نعم الدنيا إلى نعم الآخرة بعد هذا كقطرة إلى بحر أو أقلّ؟!
وإذا كان الأمر كذلك، أفليس الخاسر الحقيقي من يخسر الآخرة؟
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: «إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ»[6]
حقاً أرأيتم ماذا فعل صدام من أجل أقل من ثلاث عقود من الحكم والرئاسة؟ وكم سيأخذ معه من أهليه ومن تبعه إلى نار جهنم وبئس المصير؟!
أجل هذه هي الخسارة التي ما بعدها خسارة.
3. ورضوان من الله أكبر
وأعظم من كل النعم في الآخرة شعور المؤمن برضا الله تعالى عنه. كم سيسرّ أحدنا إذا علم أن أباه راض عنه، فكيف سيكون الإحساس برضا الله تعالى؟!
· في قضية معروفة لا مجال لذكرها الآن، قال الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لأحد علمائنا وهو طه النجف (رحمه الله): أنت مرضيّ عندنا. فهنيئاً له.
· ويوم القيامة يشعر المؤمنون بلذة رضوان الله وهي لذة تفوق كل لذة وكل ما سواها من نعم الجنة؛ يقول الله تعالى: «وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»[7]
· عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قال: إذا صار أهل الجنة في الجنة ودخل ولي الله إلى جنانه ومساكنه واتكأ كل مؤمن منهم على أريكته وحفّته خدامه وتهدّلت عليه الثمار وتفجّرت حوله العيون وجرت من تحته الأنهار وبسطت له الزرابي وصففت له النمارق وأتته الخدام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك.. وخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله... ثم إن الجبار يشرف عليهم فيقول لهم: أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنتي في جواري! ألا هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه؟ فيقولون: ربنا و أي شيء خير مما نحن فيه؟ نحن فيما اشتهت أنفسنا ولذت أعيننا من النعم في جوار الكريم. قال: فيعود عليهم بالقول. فيقولون: ربنا نعم فأتنا بخير مما نحن فيه. فيقول لهم تبارك و تعالى: رضاي عنكم ومحبتي لكم خير وأعظم مما أنتم فيه. قال: فيقولون: نعم يا ربنا رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا[8].
·
تركيز القرآن على موضوع الآخرة والعيش في أجوائها
من الأمور المثيرة للعجب أنا عندما نطالع التوراة المتداولة اليوم نرى غلبة الطابع المادي عليها ولا نرى ذكراً للآخرة إلا في آية واحدة تشير إلى الموت والحياة وأن الرب يحيي ويميت!
ولا يختلف الأمر كثيراً في الإنجيل وإن كان أفضل بقليل.
أما القرآن الكريم فإن الطابع العام فيه هو تذكير المؤمنين بالآخرة، ونقلهم للعيش في أجوائها؛ لما له من أثر في تحسين سلوك الفرد وتغيير نظرته إلى الدنيا، حتى نقل عن بعض الأعلام أن ثلثي آيات القرآن تدور حول الآخرة، أي أكثر من ألفي آية.
أما كيف نعيش أجواء الآخرة، فإن ذلك يتحقق من خلال أمور، منها:
· المواظبة على قراءة القرآن الكريم ولو بمعدل صفحة في اليوم الواحد.
· وكذلك مطالعة نهج البلاغة وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، فهي الأخرى تنقل الفرد إلى عوالم الآخرة. قال ابن أبي الحديد المعتزلي عن إحدى خطب الإمام في نهج البلاغة: «وأقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرة ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفاً وعظة وأثّرت في قلبي وجيباً وفي أعضائي رعدة ولا تأمّلتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودي وخيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف (عليه السلام) حاله[9].
فمن كلمات الإمام (عليه السلام) في الخطبة قوله: «سلكوا قي بطون البرزخ»، وهذا معناه أن للبرزخ بطوناً كلما تدخل بطناً ينتهي بك إلى بطن، والموتى يتقلبون فيها!
· ومن الأمور الأخرى التي تزيد من ارتباط الإنسان بالآخرة وتقلل من اهتمامه وتعلقه بالدنيا، تشييع الجنائز وزيارة القبور؛ فإن الإنسان عندما يذهب إلى المقابر تخيّم عليه حالة من الهدوء لأنه يترك وراءه كل الجلبة والضوضاء ويبدأ يفكّر في حال من سبقوه وكان فيهم لاشك من هو أعقل منه وأكبر وأعظم وأكثر دهاءً وحيلة، ومع ذلك لم تنفعه إمكاناته كلها وصار رهين القبر!
مما ينقل عن أحوال الجد (رحمه الله) حالة لم يحدّث هو بها بل نقلها شخص تعقبه وعرف الحالة بعدما لاحظ عليه رفضه المتكرر دعوات الخروج للزيارات أيام الخميس أو الجمع، فإذا به يذهب إلى المقابر ويدخل قبراً مفتوحاً - وكانت توجد مثله يومذاك- ثم يضطجع ويتصور نفسه ميتاً، فيبدأ الطلب من الله ويقول: « رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ»[10]. ثم يجيب نفسه بالقول: كلا لقد أعطيناك فرصة فضيعتها! ففيم أنفقت عمرك؟ ويظل يلحّ حتى يأتيه الخطاب: قد أرجعناك يا مهدي، قم واستأنف العمل.
· ومن الأمور الأخرى النافعة في مجال تذكّر الآخرة النظر إلى الدنيا على حقيقتها وأنها جسر وقنطرة للآخرة فقط. فإذا كنت تنوي الوصول إلى مكان ما وكان في طريقك قنطرة لابد من عبورها، فهل ستفكّر في لون القنطرة مثلاً، أم لا تفكر سوى في اجتيازها بلوغاً للهدف المنشود؟ هكذا هو حال الدنيا بالنسبة للآخرة.
· ومما يذكّر الإنسان بالآخرة مطالعة أحوال الصالحين والتائبين وكيف ارتفعوا من حضيض الدنيا وسموا نحو الآخرة.
فإبراهيم بن أدهم مثلاُ ترك الملك دفعة وهام بوجهه في الصحراء طلباً للمغفرة، ولم يكن ذلك باستطاعته لولا أنه حقّر الدنيا وملكها في نظره!
- يروى عن أحوال السيد المسيح (على نبينا وآله وعليه السلام) أنه التقى حطّاباً فقيراً، وتعجب الحطاب من قدرة المسيح على تحويل التراب ذهباً، فسأله: لم لا تصنع لنفسك هذا؟ فأجابه السيد المسيح (عليه السلام): شُغلنا عن ذلك بما هو أغلى!
- عندما أثار موقف الحر بن يزيد الرياحي الشجاع والفريد من نوعه، عجب من شاهده، قال (رحمه الله) في جوابه: إني أخيّر نفسي بين الجنة والنار، ووالله ما كنت لأختار على الجنة شيئاً!
- تخلى أحد ولاة بني أميةٍ عن الولاية وزهد في الدنيا وتاب إلى الله، حتى أنه تخلى عن ثيابه، ليتطهّر من المال الحرام، وعندما دخل عليه أحد أصحابه حدّثه من وراء الباب، ولم يلبث أن مات!
عندما يعيش الإنسان أجواء الآخرة يتحوّل تحوّلاً عجيباً في حياته، ويترفّع عن سفاسف الدنيا فيسمو ويتجه صوب الكمال.
مسؤوليتنا ثقيلة في هذا المجال
كان السيد الوالد (رحمه الله) يؤكّد على الخطباء أن لا ينسوا هذا الموضوع المهم أبداً، وأن يكون التذكير بالآخرة أحد خمس خطب يخطبونها، لأن التذكير بالآخرة هو الطريق الوحيد لتحريك الفرد المشدود إلى الدنيا وتخليصه من الانشداد إلى الأرض.
إن الموعظة والتذكير بالآخرة كانا جزءاً ثابتاً من مادة المنبر في السابق، وينبغي لهذه الحالة أن تعود، ليس من على المنابر الخشبية وحدها، بل من خلال كل منبر إعلامي ممكن، وهذه الحاجة غدت اليوم أكثر ضرورية، إذا أخذنا بنظر الاعتبار حالة الشباب المسلم المتأثر بالغرب لاسيما الذين يعيشون منهم في بلاد الغرب وكر الفساد والانحراف والإباحية! فكيف سيقاومون كل تلك الإغراءات؟ لا شك أنهم لا يستطيعون المقاومة إلا إذا كان عندهم إيمان حقيقي بالآخرة. وهذا ما يثقل من مسؤوليتنا في هذا المجال.
فلنستثمر هذه الأعوام القليلة المتبقية من أعمارنا في هذه الدنيا، والتي لا تشكل إلا جزءاً صغيراً ضئيلاً من أعمارنا الحقيقية. فما أقصر الفترة القصيرة التي نقضيها في هذه الحياة، إذا ما قارناها بما لا نتذكره من الأعوام السابقة (في عالم الذر)، وبالسنوات التي لا نهاية لها في عالم الآخرة!
وما أقلّ ما نعمله من أجل حياتنا الأصلية والخالدة!
لو أن شخصاً بنى ألف مسجد وحسينية مثلاً فسيكتشف يوم القيامة أنه كان قليلاً أيضاً؛ لما سيرى من سعة الدار الآخرة وعظمتها وأن الزاد المطلوب لها كثير كثير.
لهذا يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق»[11].
إذن علينا أن لا نقنع بالقليل من أعمالنا، بل لابد من الاستزادة قبل أن يدركنا الأجل ولم ندّخر شيئاً.
روي أن الشيخ الكعبي (رحمه الله) جاء إلى المرحوم الجد وقال له: أحمل إليك رسالة ولكني أعتذر من بيانها. فقال له الجد: قل ما هي. قال: رأيت الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في عالم الرؤيا فقال لي: قل لمهدي فليستعد لسفر الآخرة. فأخذ الجد يبكي ويقلب كفيه وهو يقول: كيف أقدم على الله ويداي خاليتان؟
لا مجاملة في هذا الكلام، بل هو واقع يدركه أولياء الله. ألم يأمر الإمام علي (عليه السلام) أن يكتب على قبر سلمان (رضوان الله عليه): «وفدت على الكريم بغير زاد»؟
إننا مهما نفعل فهو قليل، وهناك سنفهم حقيقة هذا الأمر جيداً.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينبهنا من نومة الغافلين.
قال الله تعالى في كتابه الحكيم: ﴿وَالآخرة خير وأبقى﴾[1].
ثراء النص القرآني
هناك ظاهرة في كتاب الله التدويني (القرآن الكريم) جديرة بالبحث والتأمّل، كما هي كذلك في كتابه التكويني جلّ وعلا، ألا وهي ظاهرة اختزال معانٍ كثيرة في كلمات قليلة. فكلمات الله كلها ينابيع لا تتوقف عن العطاء.
هل اتفق لك أن بلغت ينبوع ماء صغير في صحراء واسعة، تراه صغيراً في ظاهره، ولكن عندما تبحث وتنقّب تجد تحته بحراً عظيماً من الماء؟!
هكذا هي كلمات الله في القرآن الكريم، تنطوي على بحور من المعارف والحقائق.
فهذه الآية الكريمة - التي تصدرت البحث- مع أنها لا تزيد على بضع كلمات ولكنها تبيّن حقيقة هذه الدنيا كلها وحقيقة النشأة الآخرة، وتُجري مقارنة دقيقة بينهما.
1. الآخرة أبقى من الدنيا
من الفروق الرئيسية التي ذكرتها الآية الكريمة بين الدنيا والآخرة أن الآخرة أبقى من الدنيا. وهنا لابد من بيان أن الأشياء والحقائق على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الحقائق المحدودة: ككل الأمور المادية. فالدار محدودة بجدرانها، والبلدان محدودة بجيرانها، وهكذا.
النوع الثاني: الحقائق اللامتناهية بقول مطلق، ومثالها معلومات الله تعالى.
لقد خمّن العلماء أن معلوماتنا نحن البشر لو جُمعت من بداية حياتنا إلى نهايتها فربما بلغت تسعين مليون مجلداً لكل فرد منا. أما الله تعالى فليس لمعلوماته حد؛ لأنه تعالى غير محدود، وعلمه عين ذاته، فعلمه غير محدود أيضاً.
النوع الثالث: الحقائق اللامتناهية على نحو اللاتناهي اللاتوقف، ومثالها الدار الآخرة.
الفرق بين النوعين الأخيرين أن النوع الثالث محدود بالفعل ولكنه غير محدود بالقوة - كالأعداد؛ فإنها وإن كانت بالفعل محدودة بالمعدودات الموجودة، ولكنها لا تقف عند حد مهما تُصوّر- أما النوع الثاني فهو لامتناهٍ بالفعل.
والآخرة كما قلنا من النوع الثاني، أي أنها باقية ما شاء الله.
لقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ««وإنا خلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء»[2] .
إن عدد السنين التي سنبقى فيها في الآخرة غير متناه كما أن العدد نفسه غير متناه أيضاً، فإذا استطعت أن تقف بالعدد عند حد، فقف عند ذلك على سني الآخرة. وحيث أن الأول غير متصور إطلاقاً فكذلك الثاني. إذن نحن باقون في الآخرة، والله تعالى باق، بيد أن الله تعالى باق بذاته، أما نحن فباقون بإبقاء الله سبحانه لنا.
مهما ذهب بك الخيال ومهما استطعت أن تضع أصفاراً في يمين عدد ما، فإن الأمر لا يتوقف عند حد، بل يمكن أن تضيف أيضاً، وكذلك حال البقاء في الآخرة. أما الدنيا فمحدودة ولابد من يوم نرحل منها جميعاً. بل ما أسرع أن يرحل أحدنا منها!
كان السيد الوالد كلما شاهد إعلاناً بوفاة أحد، قال: سيأتي يوم يرى الآخرون صورتنا في إعلان كهذا.
والشيء نفسه يصدق بالنسبة لنا. وينتهي كل شيء، لنبدأ مسيرة الآخرة.
2. الآخرة خير من الدنيا
هل يمكنكم أن تأتوا بعبارة أفضل وأبلغ من هاتين الكلمتين تمثّل معادلة الدنيا والآخرة؟! لو أن أدباء العالم اجتمعوا لعجزوا عن ذلك.
لكي تتضح الفكرة نأتي بمثال:
إن من الشهوات القوية عند الإنسان في هذه الحياة شهوة الملك والحكم، حتى لقد عُدّت من العوامل المحرّكة لتاريخ البشر؛ فهي التي كانت وراء كثير من الحروب التي ربما غيّرت وجه التاريخ. هاهنا نسأل: ما هو أقصى ما يمكن لشخص أن يحققه في هذا المجال؟ إنه بلا شك لا يتعدى حكم الكرة الأرضية، وهل هي بالقياس إلى هذا الكون المترامي إلا كذرة أو دونها؟!
هذا عن مساحة الحكم، فما هو أقصى ما يمكن لإنسان أن يحكم إن استطاع؟ لاشك أن ذلك أيضاً لا يتجاوز بضعة عقود، لا تشكل شيئاً من عمر الدنيا فكيف بالآخرة! ناهيك عما سيتخلل هذا الحكم من منغصات وكدورات ومحن وهزائم وقلق دائم خوف الزوال والانتقال إلى الغير! ولذلك ورد في المأثور أن الرئاسة أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها عذاب يوم القيامة.
هذا حال ملك الدنيا، فتعال الآن لنسمع عن ملك الآخرة. يقول الله تعالى: «وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً»[3]
ولكي يتضح لنا الفرق أكثر يكفي أن نعرف أن الله تعالى عبّر عن الدنيا ونعيمها بقوله سبحانه: «متاع الدنيا قليل»[4].
ولقد روي أيضاً أن جبرئيل عليه السلام طلب من الله تعالى أن يريه أبعاد الجنة، فقال الله له: طر. فطار جبرئيل فوق الجنة واستمر يطير ثلاثين ألف عام، فضعف عن الطيران، وطلب من الله المدد، وأتاه المدد الإلهي فطار ثلاثين ألف أخرى، وتعب فطلب المدد وأتاه، وهكذا حتى ثلاثين ألف مرة، في كل منها ثلاثين ألف عام (أي ما مجموعه تسعمئة مليون عام)، وعندما بلغ هذه المرتبة وإذا بحورية تخاطبه بالقول: إنك منذ طرت لم تبلغ جنتي! فعجب جبرئيل منها وسألها: ومن تكونين؟ فأجابت: حورية أعدّني الله تعالى لمؤمن واحد من المؤمنين!
فهل يعد ملك الدنيا بعد هذا شيئاً إذا ما قيس إلى هذا الملك وما فيه من الخدم والحشم والحوريات التي لو أشرفت إحداهن على أهل الدنيا لماتوا بأجمعهم من هول جمالها! فكيف إذن بالمؤمنات ومقامهن أعلى من الحور العين؟! وهن المقصودات من قوله تعالى: «فيهن خيرات حسان»[5].
وليس في ملك الجنة كدر ولا قلق ولا غلّ ولا خوف من زوال النعمة.
أفلا تكون نعم الدنيا إلى نعم الآخرة بعد هذا كقطرة إلى بحر أو أقلّ؟!
وإذا كان الأمر كذلك، أفليس الخاسر الحقيقي من يخسر الآخرة؟
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: «إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ»[6]
حقاً أرأيتم ماذا فعل صدام من أجل أقل من ثلاث عقود من الحكم والرئاسة؟ وكم سيأخذ معه من أهليه ومن تبعه إلى نار جهنم وبئس المصير؟!
أجل هذه هي الخسارة التي ما بعدها خسارة.
3. ورضوان من الله أكبر
وأعظم من كل النعم في الآخرة شعور المؤمن برضا الله تعالى عنه. كم سيسرّ أحدنا إذا علم أن أباه راض عنه، فكيف سيكون الإحساس برضا الله تعالى؟!
· في قضية معروفة لا مجال لذكرها الآن، قال الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لأحد علمائنا وهو طه النجف (رحمه الله): أنت مرضيّ عندنا. فهنيئاً له.
· ويوم القيامة يشعر المؤمنون بلذة رضوان الله وهي لذة تفوق كل لذة وكل ما سواها من نعم الجنة؛ يقول الله تعالى: «وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»[7]
· عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قال: إذا صار أهل الجنة في الجنة ودخل ولي الله إلى جنانه ومساكنه واتكأ كل مؤمن منهم على أريكته وحفّته خدامه وتهدّلت عليه الثمار وتفجّرت حوله العيون وجرت من تحته الأنهار وبسطت له الزرابي وصففت له النمارق وأتته الخدام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك.. وخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله... ثم إن الجبار يشرف عليهم فيقول لهم: أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنتي في جواري! ألا هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه؟ فيقولون: ربنا و أي شيء خير مما نحن فيه؟ نحن فيما اشتهت أنفسنا ولذت أعيننا من النعم في جوار الكريم. قال: فيعود عليهم بالقول. فيقولون: ربنا نعم فأتنا بخير مما نحن فيه. فيقول لهم تبارك و تعالى: رضاي عنكم ومحبتي لكم خير وأعظم مما أنتم فيه. قال: فيقولون: نعم يا ربنا رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا[8].
·
تركيز القرآن على موضوع الآخرة والعيش في أجوائها
من الأمور المثيرة للعجب أنا عندما نطالع التوراة المتداولة اليوم نرى غلبة الطابع المادي عليها ولا نرى ذكراً للآخرة إلا في آية واحدة تشير إلى الموت والحياة وأن الرب يحيي ويميت!
ولا يختلف الأمر كثيراً في الإنجيل وإن كان أفضل بقليل.
أما القرآن الكريم فإن الطابع العام فيه هو تذكير المؤمنين بالآخرة، ونقلهم للعيش في أجوائها؛ لما له من أثر في تحسين سلوك الفرد وتغيير نظرته إلى الدنيا، حتى نقل عن بعض الأعلام أن ثلثي آيات القرآن تدور حول الآخرة، أي أكثر من ألفي آية.
أما كيف نعيش أجواء الآخرة، فإن ذلك يتحقق من خلال أمور، منها:
· المواظبة على قراءة القرآن الكريم ولو بمعدل صفحة في اليوم الواحد.
· وكذلك مطالعة نهج البلاغة وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، فهي الأخرى تنقل الفرد إلى عوالم الآخرة. قال ابن أبي الحديد المعتزلي عن إحدى خطب الإمام في نهج البلاغة: «وأقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرة ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفاً وعظة وأثّرت في قلبي وجيباً وفي أعضائي رعدة ولا تأمّلتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودي وخيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف (عليه السلام) حاله[9].
فمن كلمات الإمام (عليه السلام) في الخطبة قوله: «سلكوا قي بطون البرزخ»، وهذا معناه أن للبرزخ بطوناً كلما تدخل بطناً ينتهي بك إلى بطن، والموتى يتقلبون فيها!
· ومن الأمور الأخرى التي تزيد من ارتباط الإنسان بالآخرة وتقلل من اهتمامه وتعلقه بالدنيا، تشييع الجنائز وزيارة القبور؛ فإن الإنسان عندما يذهب إلى المقابر تخيّم عليه حالة من الهدوء لأنه يترك وراءه كل الجلبة والضوضاء ويبدأ يفكّر في حال من سبقوه وكان فيهم لاشك من هو أعقل منه وأكبر وأعظم وأكثر دهاءً وحيلة، ومع ذلك لم تنفعه إمكاناته كلها وصار رهين القبر!
مما ينقل عن أحوال الجد (رحمه الله) حالة لم يحدّث هو بها بل نقلها شخص تعقبه وعرف الحالة بعدما لاحظ عليه رفضه المتكرر دعوات الخروج للزيارات أيام الخميس أو الجمع، فإذا به يذهب إلى المقابر ويدخل قبراً مفتوحاً - وكانت توجد مثله يومذاك- ثم يضطجع ويتصور نفسه ميتاً، فيبدأ الطلب من الله ويقول: « رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ»[10]. ثم يجيب نفسه بالقول: كلا لقد أعطيناك فرصة فضيعتها! ففيم أنفقت عمرك؟ ويظل يلحّ حتى يأتيه الخطاب: قد أرجعناك يا مهدي، قم واستأنف العمل.
· ومن الأمور الأخرى النافعة في مجال تذكّر الآخرة النظر إلى الدنيا على حقيقتها وأنها جسر وقنطرة للآخرة فقط. فإذا كنت تنوي الوصول إلى مكان ما وكان في طريقك قنطرة لابد من عبورها، فهل ستفكّر في لون القنطرة مثلاً، أم لا تفكر سوى في اجتيازها بلوغاً للهدف المنشود؟ هكذا هو حال الدنيا بالنسبة للآخرة.
· ومما يذكّر الإنسان بالآخرة مطالعة أحوال الصالحين والتائبين وكيف ارتفعوا من حضيض الدنيا وسموا نحو الآخرة.
فإبراهيم بن أدهم مثلاُ ترك الملك دفعة وهام بوجهه في الصحراء طلباً للمغفرة، ولم يكن ذلك باستطاعته لولا أنه حقّر الدنيا وملكها في نظره!
- يروى عن أحوال السيد المسيح (على نبينا وآله وعليه السلام) أنه التقى حطّاباً فقيراً، وتعجب الحطاب من قدرة المسيح على تحويل التراب ذهباً، فسأله: لم لا تصنع لنفسك هذا؟ فأجابه السيد المسيح (عليه السلام): شُغلنا عن ذلك بما هو أغلى!
- عندما أثار موقف الحر بن يزيد الرياحي الشجاع والفريد من نوعه، عجب من شاهده، قال (رحمه الله) في جوابه: إني أخيّر نفسي بين الجنة والنار، ووالله ما كنت لأختار على الجنة شيئاً!
- تخلى أحد ولاة بني أميةٍ عن الولاية وزهد في الدنيا وتاب إلى الله، حتى أنه تخلى عن ثيابه، ليتطهّر من المال الحرام، وعندما دخل عليه أحد أصحابه حدّثه من وراء الباب، ولم يلبث أن مات!
عندما يعيش الإنسان أجواء الآخرة يتحوّل تحوّلاً عجيباً في حياته، ويترفّع عن سفاسف الدنيا فيسمو ويتجه صوب الكمال.
مسؤوليتنا ثقيلة في هذا المجال
كان السيد الوالد (رحمه الله) يؤكّد على الخطباء أن لا ينسوا هذا الموضوع المهم أبداً، وأن يكون التذكير بالآخرة أحد خمس خطب يخطبونها، لأن التذكير بالآخرة هو الطريق الوحيد لتحريك الفرد المشدود إلى الدنيا وتخليصه من الانشداد إلى الأرض.
إن الموعظة والتذكير بالآخرة كانا جزءاً ثابتاً من مادة المنبر في السابق، وينبغي لهذه الحالة أن تعود، ليس من على المنابر الخشبية وحدها، بل من خلال كل منبر إعلامي ممكن، وهذه الحاجة غدت اليوم أكثر ضرورية، إذا أخذنا بنظر الاعتبار حالة الشباب المسلم المتأثر بالغرب لاسيما الذين يعيشون منهم في بلاد الغرب وكر الفساد والانحراف والإباحية! فكيف سيقاومون كل تلك الإغراءات؟ لا شك أنهم لا يستطيعون المقاومة إلا إذا كان عندهم إيمان حقيقي بالآخرة. وهذا ما يثقل من مسؤوليتنا في هذا المجال.
فلنستثمر هذه الأعوام القليلة المتبقية من أعمارنا في هذه الدنيا، والتي لا تشكل إلا جزءاً صغيراً ضئيلاً من أعمارنا الحقيقية. فما أقصر الفترة القصيرة التي نقضيها في هذه الحياة، إذا ما قارناها بما لا نتذكره من الأعوام السابقة (في عالم الذر)، وبالسنوات التي لا نهاية لها في عالم الآخرة!
وما أقلّ ما نعمله من أجل حياتنا الأصلية والخالدة!
لو أن شخصاً بنى ألف مسجد وحسينية مثلاً فسيكتشف يوم القيامة أنه كان قليلاً أيضاً؛ لما سيرى من سعة الدار الآخرة وعظمتها وأن الزاد المطلوب لها كثير كثير.
لهذا يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق»[11].
إذن علينا أن لا نقنع بالقليل من أعمالنا، بل لابد من الاستزادة قبل أن يدركنا الأجل ولم ندّخر شيئاً.
روي أن الشيخ الكعبي (رحمه الله) جاء إلى المرحوم الجد وقال له: أحمل إليك رسالة ولكني أعتذر من بيانها. فقال له الجد: قل ما هي. قال: رأيت الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في عالم الرؤيا فقال لي: قل لمهدي فليستعد لسفر الآخرة. فأخذ الجد يبكي ويقلب كفيه وهو يقول: كيف أقدم على الله ويداي خاليتان؟
لا مجاملة في هذا الكلام، بل هو واقع يدركه أولياء الله. ألم يأمر الإمام علي (عليه السلام) أن يكتب على قبر سلمان (رضوان الله عليه): «وفدت على الكريم بغير زاد»؟
إننا مهما نفعل فهو قليل، وهناك سنفهم حقيقة هذا الأمر جيداً.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينبهنا من نومة الغافلين.
---------------------
[1]ـ سورة الأعلى: 17.
[2] ـ بحار الأنوار: 18 / 214.
[3] ـ سورة الإنسان: 20.
[4] ـ سورة النساء: 77.
[5] ـ سورة الرحمن: 70.
[6] ـ سورة الزمر: 15.
[7] ـ سورة التوبة: 72.
[8] ـ بحار الأنوار: 8 / 140.
[9] ـ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي،: 11 / 153.
[10] ـ سورة المؤمنون: 99 - 100.
[11] ـ شرح نهج البلاغة: 18 / 225.
* تقرير المحاضرة التربوية الأسبوعية لسماحة آية الله السيد رضا الشيرازي
تعليق