كان عند الحاج إسماعيل بستان كبير فيه أنواع كثيرة من الأشجار و النخيل و الازدهار و كل شي جميل و كان ابيضا يخاف الله عز وجل في أعماله و اجر العمال و الميزان و يعطي حق كل شيء و عندما دنى اجله طلب من أولاده الثلاث الحضور عنده كي يملي عليهم وصاياه . قال الحاج: أوصيكم أول شيء بتقوى الله عز وجل و حب محمد و آل محمد (ص) و أوصيكم بالبستان فان فيه الخير الكثير فحافظوا عليه كما تحافظون على أهليكم و أنفسكم و بعد ساعات توفى الحاج إسماعيل و بعد انقضاء العزاء و أيام الحزن . قال الكبير " حارث " الى أخوته " عبد الله ، حسن " هيا يا أخوتي دعونا ننفذ وصية والدنا و نذهب إلى البستان كي نحرث و نزرع و نروي الأرض و ذهبوا إلى هناك و قاموا بإعمال الزراعة و بعد فترة من الزمن جاء وقت الحصاد و قطف الثمار و وضعوها في الصناديق و ذهب حارث و عبد الله إلى السوق لبيعها و جاءوا بالنقود إلى البيت و هنا دخل الشيطان في قلب كل من حارث و عبد الله. فقالت زوجة حارث : هل تقسمون المال بينكم انتم الثلاثة؟ و هل ستعطون حسن نفس حصصكم ؟ . فقالت زوجة عبد الله : فهو ليس متزوج و ليس لديه أسرة و هنا بدأ الشيطان يسيطر عليهم . قال حارث لأخيه حسن: ماذا تفعل بحصة كاملة فأنت ليس لديك أسرة فخذ هذا المال فقط . قال حسن : لكن هذه حصتي فقد عملت ليلاً و نهاراً . قال له عبد الله : ليس لدينا المال الكافي، و هل تريده أم لا ؟ . قال حسن : لا ، خذ هذا المال و وقع شجار بينهم و طردوه من البيت و البستان . فقال لهم حسن : لا افعل أي شيء لكم فقط سأشتكي إلى الله وهو سيكون الحكم بيني وبينكم ، خرج حسن من منزل والديه لا يعرف أين يذهب سافر بعيدا و عمل لدى رجل غني جدا و كان لا يفكر سوى بعمله رأى رجل أعمال حسن و قال هذا الشاب لا يوحي بأنه فقير شرح حسن قصته كاملة للرجل . قال الرجل لا تحزن أن الله سبحان و تعالى ينتقم من الظالم و يعوضك بأحسن منها إن شاء الله . فقرر الرجل إن يزوج حسن ابنته الوحيدة و فعلا تزوجا و أصبح غنيا بفضل الله و هذا الرجل و بعد فترة علم بان بستان والديه أصبح خاويا فقد ذهبت كل تلك الروعة و الجمال فان الله عاقب أخوته بسبب أفعالهم فقد كانوا يغشون في كل شيء و الجشع عمى أبصارهم و قلوبهم . رجع حسن إلى بستان أبيه و عمل به بما يرضي الله تعالى و سامح أخوته على ما فعلوه به و لطيب قلب حسن و تسامحه مع أخوته رجع البستان كما كان بفضل الله عز وجل . بقلم خادمة زينب سمية