بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن انتهت فصول تلك الملحمة العظيمة في التاريخ البشري باستشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) وصحبه الأوفياء , همّ نجل الإمام الحسين الشهيد الإمام زين العابدين (عليه السّلام) بحمل جثمان أبيه سيد الشهداء , فوجد على ظهره آثار جرح ليس كبقية الجراح ، فقد كان يبدو عليه القدم ، فقال الإمام (عليه السّلام) : (( حاشا لله أن يكون والدي قد جُرح من ظهره ! )) .
وقد صدق زين العابدين (عليه السّلام) ؛ فالحسين ما ولّى ولم يولِّ ظهراً لعدوٍ طلبه
حتّى يُصاب في ظهره ، فهذا هو شأن الأئمة (عليهم السّلام) ؛ لأنّ معنى الانهزام وتولية الأدبار لم يك يوجد في قاموس شجاعتهم وفروسيتهم ، فمن أين مصدر الجرح هذا إذاً ؟
إنه وكما تقول الروايات آثار ذلك الجُراب (الكيس) الذي كان يحمله في تلك الليالي المظلمة ؛ فقد كان (عليه السّلام) يحمل على ظهره تلك الجراب الملأى بالمساعدات , فيؤدّي خدمة للعباد ابتغاء مرضاة الله . فهذه الخدمات التي قد يستنكف بعضنا عن أدائها قد أدّاها أئمتنا المعصومون (عليهم السّلام) ومنهم الإمام الحسين (عليهم السّلام) .
إنّ هذه الأعمال الصالحة والخدمات الإسلاميّة العظيمة لا تضيع عند الله سبحانه , وحاشا له ذلك ، إنها لا بدّ أن تتحول في يوم من الأيام إلى خدمة كبيرة , ومنزلة عظيمة ، ودرجات علوية في الآخرة كما هي في الدنيا ، فهذه هي مسيرة الكمال والرفعة ؛ درجة بعد درجة حتّى بلوغ القمة.
تعليق