بسم الله الرحمن الرحيم
البرزخ
هو الحاجز أو عالم بين مرحلتين أو شيئين كما في قوله تعالى ((بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ )) {الرحمن/20}
والبرزخ عندما يرد في ذهن القارئ أو المستمع لهذه الكلمة يخطر بباله كلمة القبر تلك الحفرة التي هي مؤوى كل ميت ، قال تعالى (( وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ )) {الانفطار/4} وقد استخدمت كلمة الأجداث في القرآن أكثر من كلمة القبر قال تعالى (( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ )) {المعارج/43} وقوله تعالى (( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ )) {يس/51} أي في الحقيقة أن البرزخ هو القبر (1) وذلك لأن القبر للجميع ولكن ليس شرط أنه يدفن الجميع في التراب بل أن بعض البشر يكونون طعمة للحيوانات وبعضهم يكونون عرضة للحوادث الطبيعية حتى لا يبقى منهم أثر ولكن كل أولئك يتعرضون لسؤال القبر ولعالم البرزخ . والإنسان في نشأة البرزخ لا أحد يعلم حدود هذه النشأة وذلك لأن نهاية البرزخ هي القيامة ولا أحد يعلم زمان وقوع القيامة كل ما نعلمه أن القيامة بعد البرزخ قال تعالى ((رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) {المؤمنون/99ــ100}
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله (( البرزخ القبر وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة )) (2)
وهناك عدة دلائل على وجود البرزخ ففي تفسير القمي : قوله عزوجل ((وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) قال : البرزخ هو أمر بين أمرين وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة ، وهو قول الصادق (عليه السلام) : والله ما أخاف عليكم إلا البرزخ وأما إذا صار الأمر ألينا فنحن أولى بكم )) (3)
وفي الكافي قال علي بن الحسين (عليه السلام) (( أن البر أما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )) (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) بحار الأنوار : ج6 ، ص 271
(2) بحار الأنوار : ج6 ، ص 218
(3) تفسير القمي : ج2 ، ص94
(4) الكافي : ج3 ص243 ح 2
\\\\\\\\\\\\\\\\
تعليق