بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك ولا ريب بأن الامة الاسلامية كانت مسؤولة امام قيام سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ، وكان الواجب على المسلمين الذين كانوا حوله ان ينصروه ، لانه قام باحياء دين جده رسول الله صلى الله عليه واله ، واحياء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واي منكر في عصر الحسين الشهيد عليه السلام انكر من وجود بني امية الذين استهزؤا بالدين والاحكام الاسلامية وبالرسول الاعظم صلى الله عليه واله ، فكان اللازم عليهم الدفاع عن حياض الاسلام والقران .هناك خلاف فيما بين المؤرخين في عدد اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله الذين قتلوا مع الحسين عليه السلام في كربلاء ولسنا الان بصدد بيان ذلك ، والمهم هنا بيان دور صحابة رسول الله صلى الله عليه واله الذين كانوا في الحجاز او في مكان اخر حينما خرج الامام متوجها الى العراق او بالكوفة ولم ينصروا سيد شباب اهل الجنة والاهم من ذلك ان بعضهم مهدوا الامور والاوضاع لان يرتكب يزيد تلك الجريمة النكراء التي لا مثيل لها في تاريخ الانسانية .
ويمكن تقسيمهم الى الاقسام الاتية :-
- الصحابة الذين هيئوا البيعة ليزيد : المغيرة بن شعبة بن ابي عامر بن مسعود فهو حسب تصريح الذهبي في سيره كان من كبار الصحابة . (1)
- الصحابة الذين منعوا الامام من المسير نحو العراق بحجج مختلفة :مثل عبد بن عباس وعبد بن عمر وعبد الله بن جعفر بن ابي طالب وعبد الله بن الزبير وابي سعيد الخدري ومسور بن مخرمة واخرين فهولاء الصحابة ممن وقفوا امام الحسين بن علي عليه السلام ومنعوه من الذهاب الى العراق وكل واحد منهم تكلم بكلام خاص واجابهم الامام حسب ما يراه من المصلحة ، فعلى كل حال هؤلاء لم ينالوا الحضور في كربلاء للجهاد مع ابي الاحرار عليه السلام .
- الصحابة الذين كانوا بالكوفة :
ان مما يعصر القلب ويحرق الفؤاد حضور بعض الصحابة في الكوفة ولم ينصروا سيد شباب اهل الجنة ، بل من المؤلم جدا حضورهم في مجلس الطاغية وسلالة الرجس عبيد الله بن زياد في قصر دار الامارة بالكوفة ، فهؤلاء سمعوا قول الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء : (هل من ناصر ينصرني) ولم يجيبوا دعوته ، ولا ندري اسباب ذلك بالتحديد فالتاريخ هو الذي يحكم عليه في المستقبل . فمن جملة هؤلاء :
- زيد بن ارقم :
قال عنه شمس الدين الذهبي : زيد بن ارقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الاغر بن ثعلبة بن كعب ......نزيل الكوفة ، من مشاهير الصحابة ، واكثر المؤرخين قالوا بانه كان بالكوفة حينما قتل سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ولم ينصره وحضر مجلس عبيد الله بن زياد بعد استشهاده عليه السلام .
فعن ابن قتيبة الدينوري (ت282) قال : ولما أُدخل رأس الحسين عليه السلام على ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانه ثنايا الحسين ، وعنده زيد بن ارقم صاحب رسول الله ........(2)
- انس بن مالك:
هذا الصحابي المعروف ممن كان بالكوفة ولم ينصر ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله بل حضر مجلس عبيد الله بن زياد حينما كان يضرب اللعين على ثنايا الحسين عليه السلام .
قال ابن عساكر في كتابه المعروف (تاريخ دمشق الكبير) بسنده المتصل الى سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن هشام عن محمد عن انس قال شهدت ابن زياد حيث اتى برأس الحسين فجعل ينكت فيه بقضيب في يده فقلت : اما انه كان اشبههما بالنبي .
وعنه ايضا عن حفصة –هي بنت سيرين-قالت : حدثني انس بن مالك قال كنت عند ابن زياد فجئ برأس الحسين قال فجعل يقول بقضيبه في انفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسنا قلت اما انه كان اشبههم برسول الله كذا قال وصوبه عباس بن ابراهيم القراطيس .(3)
- ابو برزة الاسلمي :
قال الذهبي :هو صاحب النبي صلى الله عليه واله ......(4)
وابو برزة كان قد حضر مجلس عبيد الله بن زياد لعنه الله فعن الخوارزمي بسنده عن الحسن بن ابي الحسناء سمعت ابا العالية البراء قال : لما قتل الحسين عليه السلام أُتي عبيد الله بن زياد برأسه فأرسل الى ابي برزة فقال له عبيد الله : كيف شأني وشأن حسين بن فاطمة ؟ قال : الله اعلم فما علمي بذلك ؟ قال : انما اسألك عن علمك ؟ قال : اما اذا سألتني عن رأيي فان علمي ان الحسين يشفع له جده محمد صلى الله عليه واله ويشفع لك زياد فقال له : اخرج لو لا ما جعلت لك لضربت والله عنقك فلما بلغ باب الدار قال : لان لم تغد عليَ وترح لاضربن عنقك
- عمرو بن حريث :
قال الذهبي : كان عمرو من بقايا اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله الذين نزلوا الكوفة ....(6)
وعمر هذا كان في الكوفة حينما قتل الامام الحسين عليه السلام ولما خاطب عبيد الله بن زياد زينب عليه السلام فقال لها : كيف رأيت صنع الله باخيك واهل بيتك ؟ فقالت زينب عليها السلام : ما رأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم يابن زياد فتحاجون وتخاصمون فانظر الى من الفلج يومئذ هبلتك امك يابن مرجانه فغضب ابن زياد وكأنه هم بها فقال له عمرو بن حريث : انها امرأة والمرأة لا تواخذ بشئ من منطقها....(7)
- سير اعلام النبلاء 4/217 .
- الاخبار الطوال :259 ، انساب الاشراف 3:412 ، تذكرة الخواص 2:184 ، الكامل لابن الاثير 4:81 ، تاريخ الطبري 4:651 ، نور الابصار للشبلنجي:263 .
- راجع تاريخ دمشق الكبير 7/139 المعجم الكبير للطبراني 3/125حديث 2879.
- سير اعلام النبلاء 3/40رقم11.
- مقتل الخوارزمي 2/51.
- سير اعلام النبلاء 3/417 رقم 70.
- مقتل الخوارزمي 2:47.
تعليق