بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أحبائي أعلموا أن معرفة الدنيا والمرأة صعب شديد قدحير العلماء وتاهة فيه العقول—وقد زعم أناس أن الدنيا تشبه المرأة أو المرأة تشبهها. والدنيا والمرأة حالتين من أحوال القلب.. فهناك دنيا مذمومة وأمرأة مذمومة (غير صالحة )تتمثلان باللذة
كاللذة بالشهوة أو اللذة بالمطاعم الراقية والثياب الفاخرة والديار العامرة والسيارات الفارهة أي في هذه الحالة الدنيا لبست لباس المرأة فهي تغدر وتعشق وتسم ولافرق بينهما. فالدنيا عندما تضحك لك يضحك لك الكون وينفرج كربك ويزيل همك وبالمقابل يتدفق الحنان والدفء من بين ضلوع المرأة . وأذا غضبت هذه المرأة الغير صالحة صرخت بوجهك الدنيا وأندثرت تحتها النجوم والكواكب وكأنها ثورة بركانها لايغضب ولكن الويل كل الويل أذا أيغضتك هذه المرأة الملعونة وكنت أنت عاشقا لها كحبك لدنيا وبعدك للاخرة فأذا أقتربت منها أحترقت بها كالسعير الذي لاينطفئ واذا كرهت الدنيا او المرأة الملعونة أصرت في حبها لك ولاحقتك فلاتجد مسلكا تسلكه ألاهي ومعك فأنك هنا أنت الزاهد ..
فالانسان الذي ينظر الى الدنيا لبست لباس المرأة والمرأة تلبس لباس الدنيا هم أصحاب التشخيص الخاطئ وهم أصحاب النظرة السلبية للمرأة حيث يعتبرون المرأة والدنيامعا أنهما مصدر الشرور والغم واليأس ,
وهناك تيار أيجابي يرى في المرأة هي السر المقدس وتحقق له الخلاص (( وأنا منهم )) فالدين الاسلامي الحنيف حذر من الدنيا وربطها بالمرأة ربطا أستعاريا في سياق التحذير من الدنيا والترغيب في الاخرة كما في قول الامام علي (ع) في نهج ابلاغة (( يادنيا يادنيا أليك عني أبي تعرضت أم لي تشوقت لاحان حينك هيهات غري غيري لاحاجة فبك طلقتك ثلاثا لارجعة فيها )) فالنص هنا يخاطب الدنيا على أنها أمرأة غير صالحة جائت تغر الرجل بزينتها وجمالها ولكنه يرفضها . أما التصور الايجابي للاسلام عن المرأة أنه جاء ليرفع شأنها وقدرها من خلال أزدياد الوعي الحقوقي الذي تطرق به القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة التي زادت من الشأن الانساني للمرأة فقد كرمها القران بأحسن الصور كما في قوله تعالى (( لقد كرمنا بني آدم )) الاسراء – 70 لان هنا التكريم الالهي ليس مختص بالرجل دون المرأة بل هو شامل لكل بني آدم ذكورا وأناثا , وأعتبر الاسلام مثلما المرأة مصدر أغراء للرجل كذلك الرجل يكون مصدر أغراء للمرأة .
فالاسلام عرض علينا نساءا تفوقت على الرجل علما وعملا وأ دبا فالزهراء شاهدا على ذلك وأمتازها بالعصمة وعرض علينا زينب بطلة كربلاء ( ديمومة الدين وصوته العالي الخالد ) وكذلك قول الرسول (ص) بشأن رفعة المرأة قال : خياركم خياركم لنسائكم وأنا خيركم لنسائي .
أخي القارئ تخيل أنك تعيش في دنيا ليس فيها أمرأة فماذا يكون حالك ,,, أخي أعلم أن المراة هي الام الحنون وهي الاخت الحنينة وهي البنت الحلوة ( الحبيبه ) أذا أحبتك المرأة الصالحة ضمتك بين ذراعيها وتحنوا عليك وتجعلك أقوى الرجال وهي التي تعبرك الى بر الامان والوصول الى الجنة .
فلا يمكنا الحكم على أمرأة صالحة من خلال النظر الى عمل أمرأة غير صالحة فشتان بين أمرأة لوط وامرأة فرعون ( آسيا بنت مزاحم ) وشتان بين فاطمة الزهراء (ع) وعائشة التي خرجت عن أمام زمانها علي (ع ) .
كذلك الدنيا دنياءان كما قال السجاد (ع) الدنيا دنياءان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة . فالدنيا الملعونة كاالمرأة الملعونة ما أن تمسكت بهما فأعلم يا أخي أنك في جهنم وبئس المصير .
(( اللهم بارك في أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا المؤمنات المسلمات لانهم هم صمام الامان للوصول الى الجنة ))
أسألكم الدعاء \ .......... أخوكم الدكتور حسين
تعليق