عدم التسامح يجعل طاقة الإنسان طاقة سلبية وتفكيره سلبيا ويرغب الإنسان في الانتقام ممن حوله .التسامح ليس بينك وبين العبد ولكن هذا التسامح هو شيء بينك وبين الله تعالى وهو فرصة لتقترب من الله أكثر وأكثر وهو يريح القلب والعقل لأنك عندما تسامح من حولك أو من يؤذيك فأنت لا تنشغل بالتفكير فيما فعله فيك وكيف آذاك وكيف تؤذيه ولكنك تسامحه فتريح القلب من الغل والحقد والحسد وتريح العقل من التفكير فيما يرد إليك اعتبارك وماذا تفعل معه . فالتسامح والغفران هما أساس الطاقة المجردة النقية وهما أساس المستقبل المشرق لأنك تتعلم من مشاكل الناس ما يصلح حالك مع الله ومع الناس . والتسامح هو الصفاء والنقاء الداخلي فعليك بالتسامح أولا بأول حتى تنظف ما بداخلك فتكون إنسانا نظيف السريرة نقي القلب والجوهر والظاهر فعليك بالتسامح ولا تشغل نفسك بالكيد والغل والحقد حتى تفرغ طاقتك للحب ولتحقيق أهدافك وآمالك ولتنال حب الله وغفرانه . والتسامح سيجعلك إنسان ايجابي في الحياة وتُعاملك الناس باحترام وتقدير اكبر ويبقى موقفك يذكر بكل خير في كل وقت .فالتسامح يقربك إلى الله عز وجل وعند عدم التسامح تكون من الناحية الصحية غير جيد حيث تفرز المعدة أحماضا وهذه الأحماض تؤذي المعدة حتى إن العلماء اخذوا هذه الأحماض ووضعوها في طعام الفئران فماتت فهذه الأحماض تؤذي المعدة وتؤذيك صحيا .وكذلك العقل فهو دائما مشغول بعدم التسامح وكيف تؤذي هذا الشخص وكيف تقف في وجهه فهو دائم التفكير مما يجعلك عصبيا جدا ويجعلك دائما متذمرا متضايقا سريع الغضب إذا لم تسامح الماضي فستظل تحمله طيلة حياتك فوق أكتافك فكم من الناس ظل بسبب موقف في الماضي يتحسر طيلة حياته ولم يتقدم خطوة للأمام ويرثى هذه النكبة طوال العمر . يقول غاندي الذي قال تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فانتصر وهو نفسه غاندي يقول إن التسامح من سمات الأقوياء. الم يمر عليك قول الرسول الله الأكرم ص: الجماعة رحمة والفرقة عذاب. وقوله ص : الجمال في اللسان. وقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع : من حاسب نفسه سعد . وقوله أيضا ع : الحليم من احتمل إخوانه. وقول الإمام علي الهادي ع : العتاب خير من الحقد.وقول آخر للإمام علي بن أبي طالب ع :من بالغ في الخصومة أثم , ومن قصر فيها ظلم , ولا يستطيع أن يتقي الله من خاصم . آلا تلاحظ هذا الحديث الأخير ماذا يبين عن ما ينجم من آثار الخصومة إن كل من لا يسامح ويبالغ بالخصومة هو آثم , وكذلك كل من يَعلم هناك متخاصمان ولا يسعى بينهما للصلح والتسامح بينهم فسيسب ظلم , والذي يبالغ في الخصومة فلا يستطيع أن يتقي الله مهما حاول أن يعمل عمل لرضا الله فلن يستطيع لأنه لم يسامح نتيجة للتعالي والغرور الذي في نفسه الذي سيحمله إلى قبره وسيحاسب عليه أمام الله .وأكيد لا يُغفَر لمن لا يَغفر. ادعُ لمن ظلمك أو أساء إليك ولا تدعُ عليه فلعل الله يهديه بدعائك فتأخذ اجر هدايته واجر أعماله الصالحة .فقد قال رسول الله ص: أفضل الإيمان الصبر والسماحة . والله سبحانه وتعالى بعث الأنبياء لتزكية النفس وتهذيبها وقيادتها إلى الأفضل والأكمل قبل أي شيء آخر يمكن آن يحتاجه الإنسان في جميع مجالاته فقد قال تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) سورة الجمعة الآية 2 فالتسامح هو من مكارم الأخلاق والحبيب المصطفى ص بعث ليتمم مكارم الأخلاق وأنت هويتك مسلم ومحب لله ورسوله وأهل بيته وتقول انك من أتباعه فأين صفة التسامح من حياتك ؟ اجعلها من الآن في نفسك فبالتسامح تعش مرتاح الضمير والبال ما حييت تشملك عناية الله في كل مكان لا تقول لا يمكنني ذلك بل اذهب الآن لمن خاصمك وسترىالله كم يحبك فسلام عليكم على من قاطعته تزرع بذرة سريعة النمو وكثيرة الثمر طيبة في دواخل النفس لا تحرم نفسك من مشاعر الراحة والرضا والاطمئنان بادر ولا تتردد قاصدا التقرب إلى الله متوكلا عليه . فلماذا نتخاصم أيستحق شيئا أن نتخاصم من اجله؟! إذا كان سيسلب منا الراحة ويجعل بيننا الفرقة بعد آن كانت بيننا أوقات لا تعوض بكنوز الأرض من المودة والوئام والتفاؤل فكن من المتقين ليجازيك الله أحسن الجزاء .وممن يسعى من اجل حياة حرة كريمة يملئها التسامح.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
ياترى هل انت متسامح
تقليص
X
تعليق