بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انّ احدى النعم التي منّها الله سبحانه وتعالى على البشر هي نعمة التوبة وقبولها وهذا دليل الرحمة الواسعة واللطف الواسع لله جل جلاله . التوبة : معناها العزم على ترك الذنب والعودة الى الله سبحانه وتعالى والاعتذار اليه .
« يقول الراغب في مفرداته : الاعتذار على ثلاثه انواع ، اما ان يقول المعتذر لم أفعل أويقول فعلت لأجل كذا او فعلت واسأت وقد اقلعت » (1) .
فعلى سبيل المثال : التوبة هي خلع الثوب القذر من البدن وارتداء ثوب طاهر ونظيف او غسل البدن في الحمام من التلوث والقذارة او تنظيف المكان وفرشه بفراش جديد . لذلك نرى ان الهداية
والدعوة الى الله سبحانه تأتى على اربعة اوجهٍ في سورة هود :
1 ـ اصل التوحيد . 2 ـ الحرب ضد الشرك . 3 ـ تهذيب الروح من الذنب . 4 ـ العودة الى الله سبحانه وتزيين الروح بزينة الصفات الالهية ( اصلان لهما علاقة بالعقيدة واصلان لهما علاقة بالعمل ) . وفي الآية 3 من سورة هود تبين لنا الاصلين الاخرين .
( وأن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا اليه ) .
فجاء الاستغفار والتوبة في هذه الآية يحكي عن امرين مختلفين اولهما : التهذيب والثاني : كسب الكمالات . وتقدم الاستغفار على التوبة ، ان الآية السابقة تقول : يجب على الانسان اولاً تطهير الروح من الذنوب وبعدها الاتصاف بالصفات الالهية . كما في الاول خلع اللباس الوسخ وارتداء الملابس النظيفة والطاهرة . او الاعتقاد اولاً ان كل معبود سوى الله سبحانه وتعالى باطل ومطرود من القلب ولا مكان له إلاّ عبادة الحق ومكانه في مكان القلب .
الاستغفار والتوبة في القرآن :
وردت كلمة ( الغفور ) ( 91 مرة في القرآن الكريم ) وكلمة ( الغفّار ) ( 5 مرات ) وآيات كثيرة تحث وتدعو الناس للعودة الى الله سبحانه وتعالى وطلب المغفرة منه . وجاءت اكثر من ثمانين مرة كلمة التوبة والعودة الى الله سبحانه وقبول التوبة .
ونذكر هنا عدة نماذج قرآنية منها :
1 ـ في الآية 135 من سورة آل عمران :
( والّذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ) .
2 ـ الآية 110 من سورة النساء :
( ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر الله يجد الله غفورا رحيماً ) .
3 ـ في الآية 9 من سورة المائدة :
( وعد الله الذّين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم مغفرة وأجر عظيم ) .
4 ـ في الآية 53 من سورة الزمر :
( قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله انّ الله يغفر الذّنوب جميعاً إنّه هوّ الغفور الرّحيم ) .
وفي الآية 74 من سورة المائدة :
( أفلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) .
في هذه الآية استفهام انكاري حيث تبين لنا ان الله سبحانه وتعالى يؤكد على الانسان ويدعوه الى التوبة والاستغفار ويحرك عواطف الانسان بذكر هاتين الصفتين وهما ( الغفور والرحيم ) لعله يرجع الى الله سبحانه ويغسل ذنوبه بماء الاستغفار ويستنير بنورها ليفضي عليه الكمال والفضائل .
التوبة في نظر الروايات :
عند استقراء الروايات التي لها علاقة بالتوبة والاستغفار نحصل على عدة مطالب متنوعة وجامعة أشير اليها في الآيات القرآنية السابقة وهنا نلخص قسماً مهماً من هذه المطالب .
1 ـ التوبة الحقيقية والنصوحة :
1 ـ ترك الذنب . 2 ـ الندم عن الذنب . 3 ـ العزم على ترك
الذنب . 4 ـ جبران الذنوب القابلة للجبران كـ ( اداء حق الله سبحانه وحقّ الناس و ... ) . 5 ـ الاستغفار باللسان .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) في تفسير كلمة « النصوح » .
« هو الذنب الذي لا يعود فيه أبداً » (2) .
وقال الامام الهادي ( عليه السلام ) في معنى التوبة النصوح :
« أن يكون الباطن كالظاهر وافضل من ذلك » (3) .
وقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في معنى التوبة النصوح :
« أن يتوب التائب ثمّ يرجع في ذنبٍ كما لا يعود اللبن الى الضرع » (4) .
وقال الامام علي ( عليه السلام ) :
« ندم بالقلب واستغفار باللسان والقصد على أن لا يعود » (5) .
2 ـ شرائط صحة وكمال التوبة وقبولها :
قال احد المرائين امام الامام علي ( عليه السلام ) : ( استغفر الله ) فالتفت اليه الامام علي ( عليه السلام ) وقال له : ثكلتك امك اتدري ما الاستغفار ؟
.
3 ـ انواع التوبة ومراحلها :
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« وكلّ فرقة من العباد لهم توبة .... وتوبة الخاص ، من الاشتغال بغير الله تعالى ، وتوبة العام من الذنوب » (6) .
الأمر الآخر هو الندم والعزم على ترك الذنب ، وهذه اولى مراحل التوبة ، بعد هذه المرحلة يكون للمذنب حالة روحانية كان عليها قبل ارتكابه للذنب مثل المريض الذي ابتلي بالحمى فعند تعاطيه الدواء تذهب عنه الحمى ويتعاطى المنشطات ليستعيد صحته الاولى قبل المرض . ولربما كان قول الامام الباقر ( عليه السلام ) على هذا الاساس :
« التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزى » (7) .
4 ـ الرحمة الواسعة لقبول التوبة
:
( .... لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذّنوب جميعاً ) .
تبين لنا هذه الآية ان باب التوبة مفتوح امام الجميع ، حتى ينقل ان « وحشي » قاتل الحمزة ( عليه السلام ) عندما سمع هذه الآية جاء الى الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآل وسلم ) واظهر التوبة على يديه فقبل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التوبة منه بشرط ان يغيب عن وجهه لانه لا يستطع النظر اليه ، وسأل البعض : هل ان هذه الآية مختصة بـ ( وحشي ) ام شاملة للجميع فأجاب الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) « بل تشمل الجميع لوسعة الرحمة » (8) .
روي ان احداً في حضور الامام الرضا ( عليه السلام ) قال : « اللهم العن كل من حارب الامام علي ( عليه السلام ) فقال له الامام الرضا ( عليه السلام ) : « بل قل الاّ من تاب واصلح » .
وهذا يبين اللطف الالهي للمذنبين لان الاسلام لا يسد الابواب امام العائدين الى الله سبحانه وتعالى . حتى نرى في ( الآية 10 ) من سورة البروج :
( إنّ الّذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثمّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم ) .
ويستفاد من مفهوم ( ثم لم يتوبوا ) إنّ الله تعالى ايضاً يقبل توبة المذنبين المعذّبين للمؤمنين
5 ـ محبة الله سبحانه الخاصة للتوابين :
جاء في الآية 222 من سورة البقرة :
( إنّ الله يحبّ التّوابين ) .
قال الامام الباقر ( عليه السلام ) :
« ان الله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلّ راحلته وزاده في ليلةٍ ظلماء فوجدها فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها » (9) .
وعنه ( عليه السلام ) : « التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزىء » (10) .
وقال الامام الباقر ( عليه السلام ) ايضاً :
« الله أفرح بتوبةٍ عبده من العقيم الوالد ، ومن الضّال الواجد ، ومن الظمآن الوارد » .
وقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« مثل المؤمن عند الله عزّ وجلّ كمثل ملك مقرب وأن المؤمن عند الله أعظم من ذلك ، وليس شيء أحب الى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة » (11)
6ـ الملامة في تأخير التوبة :
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انّ احدى النعم التي منّها الله سبحانه وتعالى على البشر هي نعمة التوبة وقبولها وهذا دليل الرحمة الواسعة واللطف الواسع لله جل جلاله . التوبة : معناها العزم على ترك الذنب والعودة الى الله سبحانه وتعالى والاعتذار اليه .
« يقول الراغب في مفرداته : الاعتذار على ثلاثه انواع ، اما ان يقول المعتذر لم أفعل أويقول فعلت لأجل كذا او فعلت واسأت وقد اقلعت » (1) .
فعلى سبيل المثال : التوبة هي خلع الثوب القذر من البدن وارتداء ثوب طاهر ونظيف او غسل البدن في الحمام من التلوث والقذارة او تنظيف المكان وفرشه بفراش جديد . لذلك نرى ان الهداية
والدعوة الى الله سبحانه تأتى على اربعة اوجهٍ في سورة هود :
1 ـ اصل التوحيد . 2 ـ الحرب ضد الشرك . 3 ـ تهذيب الروح من الذنب . 4 ـ العودة الى الله سبحانه وتزيين الروح بزينة الصفات الالهية ( اصلان لهما علاقة بالعقيدة واصلان لهما علاقة بالعمل ) . وفي الآية 3 من سورة هود تبين لنا الاصلين الاخرين .
( وأن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا اليه ) .
فجاء الاستغفار والتوبة في هذه الآية يحكي عن امرين مختلفين اولهما : التهذيب والثاني : كسب الكمالات . وتقدم الاستغفار على التوبة ، ان الآية السابقة تقول : يجب على الانسان اولاً تطهير الروح من الذنوب وبعدها الاتصاف بالصفات الالهية . كما في الاول خلع اللباس الوسخ وارتداء الملابس النظيفة والطاهرة . او الاعتقاد اولاً ان كل معبود سوى الله سبحانه وتعالى باطل ومطرود من القلب ولا مكان له إلاّ عبادة الحق ومكانه في مكان القلب .
الاستغفار والتوبة في القرآن :
وردت كلمة ( الغفور ) ( 91 مرة في القرآن الكريم ) وكلمة ( الغفّار ) ( 5 مرات ) وآيات كثيرة تحث وتدعو الناس للعودة الى الله سبحانه وتعالى وطلب المغفرة منه . وجاءت اكثر من ثمانين مرة كلمة التوبة والعودة الى الله سبحانه وقبول التوبة .
ونذكر هنا عدة نماذج قرآنية منها :
1 ـ في الآية 135 من سورة آل عمران :
( والّذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ) .
2 ـ الآية 110 من سورة النساء :
( ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر الله يجد الله غفورا رحيماً ) .
3 ـ في الآية 9 من سورة المائدة :
( وعد الله الذّين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم مغفرة وأجر عظيم ) .
4 ـ في الآية 53 من سورة الزمر :
( قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله انّ الله يغفر الذّنوب جميعاً إنّه هوّ الغفور الرّحيم ) .
وفي الآية 74 من سورة المائدة :
( أفلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) .
في هذه الآية استفهام انكاري حيث تبين لنا ان الله سبحانه وتعالى يؤكد على الانسان ويدعوه الى التوبة والاستغفار ويحرك عواطف الانسان بذكر هاتين الصفتين وهما ( الغفور والرحيم ) لعله يرجع الى الله سبحانه ويغسل ذنوبه بماء الاستغفار ويستنير بنورها ليفضي عليه الكمال والفضائل .
التوبة في نظر الروايات :
عند استقراء الروايات التي لها علاقة بالتوبة والاستغفار نحصل على عدة مطالب متنوعة وجامعة أشير اليها في الآيات القرآنية السابقة وهنا نلخص قسماً مهماً من هذه المطالب .
1 ـ التوبة الحقيقية والنصوحة :
1 ـ ترك الذنب . 2 ـ الندم عن الذنب . 3 ـ العزم على ترك
الذنب . 4 ـ جبران الذنوب القابلة للجبران كـ ( اداء حق الله سبحانه وحقّ الناس و ... ) . 5 ـ الاستغفار باللسان .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) في تفسير كلمة « النصوح » .
« هو الذنب الذي لا يعود فيه أبداً » (2) .
وقال الامام الهادي ( عليه السلام ) في معنى التوبة النصوح :
« أن يكون الباطن كالظاهر وافضل من ذلك » (3) .
وقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في معنى التوبة النصوح :
« أن يتوب التائب ثمّ يرجع في ذنبٍ كما لا يعود اللبن الى الضرع » (4) .
وقال الامام علي ( عليه السلام ) :
« ندم بالقلب واستغفار باللسان والقصد على أن لا يعود » (5) .
2 ـ شرائط صحة وكمال التوبة وقبولها :
قال احد المرائين امام الامام علي ( عليه السلام ) : ( استغفر الله ) فالتفت اليه الامام علي ( عليه السلام ) وقال له : ثكلتك امك اتدري ما الاستغفار ؟
.
3 ـ انواع التوبة ومراحلها :
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« وكلّ فرقة من العباد لهم توبة .... وتوبة الخاص ، من الاشتغال بغير الله تعالى ، وتوبة العام من الذنوب » (6) .
الأمر الآخر هو الندم والعزم على ترك الذنب ، وهذه اولى مراحل التوبة ، بعد هذه المرحلة يكون للمذنب حالة روحانية كان عليها قبل ارتكابه للذنب مثل المريض الذي ابتلي بالحمى فعند تعاطيه الدواء تذهب عنه الحمى ويتعاطى المنشطات ليستعيد صحته الاولى قبل المرض . ولربما كان قول الامام الباقر ( عليه السلام ) على هذا الاساس :
« التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزى » (7) .
4 ـ الرحمة الواسعة لقبول التوبة
:
( .... لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذّنوب جميعاً ) .
تبين لنا هذه الآية ان باب التوبة مفتوح امام الجميع ، حتى ينقل ان « وحشي » قاتل الحمزة ( عليه السلام ) عندما سمع هذه الآية جاء الى الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآل وسلم ) واظهر التوبة على يديه فقبل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) التوبة منه بشرط ان يغيب عن وجهه لانه لا يستطع النظر اليه ، وسأل البعض : هل ان هذه الآية مختصة بـ ( وحشي ) ام شاملة للجميع فأجاب الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) « بل تشمل الجميع لوسعة الرحمة » (8) .
روي ان احداً في حضور الامام الرضا ( عليه السلام ) قال : « اللهم العن كل من حارب الامام علي ( عليه السلام ) فقال له الامام الرضا ( عليه السلام ) : « بل قل الاّ من تاب واصلح » .
وهذا يبين اللطف الالهي للمذنبين لان الاسلام لا يسد الابواب امام العائدين الى الله سبحانه وتعالى . حتى نرى في ( الآية 10 ) من سورة البروج :
( إنّ الّذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثمّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم ) .
ويستفاد من مفهوم ( ثم لم يتوبوا ) إنّ الله تعالى ايضاً يقبل توبة المذنبين المعذّبين للمؤمنين
5 ـ محبة الله سبحانه الخاصة للتوابين :
جاء في الآية 222 من سورة البقرة :
( إنّ الله يحبّ التّوابين ) .
قال الامام الباقر ( عليه السلام ) :
« ان الله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلّ راحلته وزاده في ليلةٍ ظلماء فوجدها فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها » (9) .
وعنه ( عليه السلام ) : « التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزىء » (10) .
وقال الامام الباقر ( عليه السلام ) ايضاً :
« الله أفرح بتوبةٍ عبده من العقيم الوالد ، ومن الضّال الواجد ، ومن الظمآن الوارد » .
وقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« مثل المؤمن عند الله عزّ وجلّ كمثل ملك مقرب وأن المؤمن عند الله أعظم من ذلك ، وليس شيء أحب الى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة » (11)
6ـ الملامة في تأخير التوبة :
الانسان مأمور من الله سبحانه وتعالى في كل لحظة بالتوبة اليه ( توبوا ) فيجب التعجيل في التوبة وعليه فالتأخير عن طاعة الاوامر الالهية معناه عدم الطاعة والتسويف في تنفيذ الاوامر الالهية .
قال الامام الجواد ( عليه السلام ) :
« تأخير التوبة اغترار وطول التسويف حيرة » (12) .
وقال الامام علي ( عليه السلام ) لرجلٍ طلب منه الموعظة :
« لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل ويرجي التوبة بطول الامل » (13) .
وقال الامام علي ( عليه السلام ) أيضاً :
« لا دين لمسوفٍ بتوبته » (14) .
وقال الامام الباقر ( عليه السلام ) :
« إياك والتسويف فانّه بحر يغرق فيه الهلكى » (15) .
ويجب الانتباه الى ان التوبة لا تقبل عند حضور الموت ، كما انه لم يقبل ايمان وتوبة فرعون عند الغرق كما تصرح الآية ( 18 من سورة النساء ) قال محمد الهمداني : سألت الامام الرضا ( عليه السلام ) لماذا لم تقبل توبة فرعون مع العلم انه آمن بالله سبحانه ؟
فاجابه الامام الرضا ( عليه السلام ) : « لأنه أمن عند رؤية البأس والايمان عند رؤية البأس غير مقبول » (16) .
وهناك روايات متعددة تذكر ان المؤمن اذا ارتكب ذنباً يعطى مدة سبع ساعات للتوبة من هذا الذنب والاّ يكتب في صحيفة اعماله . وفي بعضها ان له من الصباح الى المساء .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« ان العبد اذا أذنب ذنباً أجّل من غدوة الى الليل فان استغفر الله لم يكتب عليه » (17) .
قال الامام الجواد ( عليه السلام ) :
« تأخير التوبة اغترار وطول التسويف حيرة » (12) .
وقال الامام علي ( عليه السلام ) لرجلٍ طلب منه الموعظة :
« لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل ويرجي التوبة بطول الامل » (13) .
وقال الامام علي ( عليه السلام ) أيضاً :
« لا دين لمسوفٍ بتوبته » (14) .
وقال الامام الباقر ( عليه السلام ) :
« إياك والتسويف فانّه بحر يغرق فيه الهلكى » (15) .
ويجب الانتباه الى ان التوبة لا تقبل عند حضور الموت ، كما انه لم يقبل ايمان وتوبة فرعون عند الغرق كما تصرح الآية ( 18 من سورة النساء ) قال محمد الهمداني : سألت الامام الرضا ( عليه السلام ) لماذا لم تقبل توبة فرعون مع العلم انه آمن بالله سبحانه ؟
فاجابه الامام الرضا ( عليه السلام ) : « لأنه أمن عند رؤية البأس والايمان عند رؤية البأس غير مقبول » (16) .
وهناك روايات متعددة تذكر ان المؤمن اذا ارتكب ذنباً يعطى مدة سبع ساعات للتوبة من هذا الذنب والاّ يكتب في صحيفة اعماله . وفي بعضها ان له من الصباح الى المساء .
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) :
« ان العبد اذا أذنب ذنباً أجّل من غدوة الى الليل فان استغفر الله لم يكتب عليه » (17) .
7 ـ النتائج المشرقة للتوبة :
تعتبر التوبة وقبولها احدى النعم الالهية التي لا نظير لها ولها آثار ونتائج مضيئة ، منها التوبة الحقيقية التي تغير الانسان الى كمن لا ذنب عليه كما قال الامام الصادق ( عليه السلام ) : « التائب من لا ذنب له » (18) .
ومنها التوبة الحقيقية تؤدي الى محو آثار الذنوب وتستر العبدكما قال الامام الصادق ( عليه السلام ) . ان الانسان اذا تاب توبة نصوحاً يكون محبوباً عندالله ويستر ذنوبه في الدنيا والآخرة . وكل ذنب اذنبه يومي الى ملكيه بالنسيان فلا يبقى اثر للذنب عليه حتى جوارحة . « فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب » (19) .
نستنتج من الآية الثامنة من سورة التحريم ان للتوبة النصوح ثماراً خمساً وهي :
1 ـ غفران الذنوب .
2ـ الدخول في الجنة .
3 ـ الستر في يوم القيامة .
4 ـ نور الايمان والعمل يضيء له الطريق الى الجنة .
5 ـ يشتد عند التائب التوجه الى الله والاستغفار الكامل لذنوبه (20) .
قال الامام الكاظم ( عليه السلام ) :
« وأحبّ العباد الى الله تعالى المفتنون التوابون » (21) .
وفي روايات اخرى عن الائمة المعصومين ( عليهم السلام ) ان الله يهب للتوابين ثلاث مواهب لو اعطى واحدة منها لاهل السماوات والارض لنجوا بها وهي قوله عزّ وجلّ :
( إنّ الله يحبّ التّوّابين ويحب المتطهرين ) .
فمن أحبه الله لم يعذبه ، وقوله الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربنّا وسعت كلّ شيءٍ رحمةً وعلماً فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدنٍ الّتي وعدتّهم ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم إنك انت العزيز الحكيم * وقهم السّيئات ومن تق السّيئات يومئذٍ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم ) (22) .
وقوله عزّ وجلّ :
( والّذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم الله الاّ بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * الاّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسناتٍ وكان الله غفوراً رحيماً ) (23) .
وفي الختام نقرأ مع الامام السجاد ( عليه السلام ) في مناجاته حول هذه الموهبة والمنة الالهية العظيمة :
« الهي أنت فتحت لعبادك باباً الى عفوك ، سميته التوبة فقلت : توبوا الى الله توبةً نصوحاً ، فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه » (24)
.
____________
(1) مفردات الراغب ص 72 .
(2) اصول الكافي ج 2 ص 432 .
(3) بحار الانوار ج 6 ص 22 .
(4) مجمع البيان ج 10 ص 318 .
(5) تحف العقول ص 149
(6) مصباح الشريعة ص 98 .
(7) اصول الكافي ج 2 ص 435 ـ ( في القرآن الكريم ذكرت ثمان مرات ( تواب رحيم ) وهذا يبين لنا ان الانسان اذا تاب وعاد لا يقطع الامل في قبول التوبة لان الله سبحانه وتعالى ( تواب رحيم )
(8) سفينةالبحار ( وحشي ) فخر الرازي ج 27 ص 4.
(9) اصول الكافي ج 2 ص 435 .
(10) نفس المصدر السابق .
(11) سفينة البحار ج 1 ص 137 ـ عيون اخبار الرضا ج 2 ص 29 .
(12) بحار الانوار ج 6 ص 30 .
(13) نهج البلاغة حكمة 150 .
(14) غرر الحكم ـ ميزان الحكمة ج 4 ص 589 .
(15) بحار الانوار ج 78 ص 164 .
(16) بحار الانوار ج 6 ص 23 .
(17) اصول الكافي ج 2 ص 437 .
(18) اصول الكافي ج 2 ص 435 .
(19) اصول الكافي ج 2 ص 431 .
(20) تفسير نمونة ج 24 ص 292 .
(21) اصول الكافي ج 2 ص 432
(22) سورة غافر آية 7 ـ 9 .
(23) سورة الفرقان آية 68 ـ 70 .
(24) بحار الانوار ج 94 ص 142
(1) مفردات الراغب ص 72 .
(2) اصول الكافي ج 2 ص 432 .
(3) بحار الانوار ج 6 ص 22 .
(4) مجمع البيان ج 10 ص 318 .
(5) تحف العقول ص 149
(6) مصباح الشريعة ص 98 .
(7) اصول الكافي ج 2 ص 435 ـ ( في القرآن الكريم ذكرت ثمان مرات ( تواب رحيم ) وهذا يبين لنا ان الانسان اذا تاب وعاد لا يقطع الامل في قبول التوبة لان الله سبحانه وتعالى ( تواب رحيم )
(8) سفينةالبحار ( وحشي ) فخر الرازي ج 27 ص 4.
(9) اصول الكافي ج 2 ص 435 .
(10) نفس المصدر السابق .
(11) سفينة البحار ج 1 ص 137 ـ عيون اخبار الرضا ج 2 ص 29 .
(12) بحار الانوار ج 6 ص 30 .
(13) نهج البلاغة حكمة 150 .
(14) غرر الحكم ـ ميزان الحكمة ج 4 ص 589 .
(15) بحار الانوار ج 78 ص 164 .
(16) بحار الانوار ج 6 ص 23 .
(17) اصول الكافي ج 2 ص 437 .
(18) اصول الكافي ج 2 ص 435 .
(19) اصول الكافي ج 2 ص 431 .
(20) تفسير نمونة ج 24 ص 292 .
(21) اصول الكافي ج 2 ص 432
(22) سورة غافر آية 7 ـ 9 .
(23) سورة الفرقان آية 68 ـ 70 .
(24) بحار الانوار ج 94 ص 142
الاستاذ الشيخ محسن القراءتي
تعليق