بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾
ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير الآية المذكورة، نوجزها في ما يلي: جاء في وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي (أعلى الله مقامه): عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن من عندنا يزعمون أن قول الله عز وجل: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ أنهم اليهود والنصارى، قال: اذن يدعوكم إلى دينهم، قال: - ثم قال بيده إلى صدره: - نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون.
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الذكر أنا، والأئمة أهل الذكر وقوله عز وجل
: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ قال أبو جعفر (عليه السلام):
نحن قومه، ونحن المسؤولون.
وعنه عن المعلى، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن أبيه، عن ابن أذينة، عن غير واحد، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) كلهم، وإمام زمانه، ويرد إليه ويسلم له الحديث.وعنه عن معلى، عن محمد بن أورمة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ قال: الذكر محمد (صلى الله عليه وآله)، ونحن أهله، ونحن المسؤولون قال: قلت: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ قال: إيانا عنى، ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.
وعنه عن معلى، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: فليذهب الحسن - يعني: البصري - يمينا وشمالا فوالله ما يوجد العلم إلا ههنا.
وعنه عن معلى، عن الوشاء قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قوله: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ فقال: نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون قلت: فأنتم المسؤولون ونحن السائلون؟ قال: نعم، قلت: حق علينا أن نسألكم؟قال: نعم، قلت: حق عليكم أن تجيبونا؟قال: لا، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل أما تسمع قول الله تعالى: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾؟! وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم، وعلى شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله عز وجل أن يسألونا قال: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ فأمرهم أن يسألونا، وليس علينا الجواب، إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا.
وورد في تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي (أعلى الله مقامه):
وقوله تبارك وتعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ قال آل محمد هم أهل الذكر
.وجاء في خصائص الوحي المبين للحافظ ابن البطريق
:نقلاً من تفسير الثعلبي في قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ بالإسناد المقدم قال الثعلبي بإسناده، قال جابر الجعفي: لما نزلت هذه الآية، قال علي عليه السلام: نحن أهل الذكر. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي (دام ظله الوارف):من هم أهل الذكر؟
ذكرت الروايات الكثيرة المروية عن أهل البيت (عليهم السلام) أن " أهل الذكر " هم الأئمة المعصومون (عليهم السلام)، ومن هذه الروايات: روي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في جوابه عن معنى الآية أنه قال: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾. وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير الآية أنه قال: "الذكر القرآن وآل الرسول أهل الذكر وهم المسؤولون ". وفي روايات أخرى: أن " الذكر " هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)،
و " أهل الذكر " هم أهل البيت (عليهم السلام).
وثمة روايات متعددة أخرى تحمل نفس هذا المعنى. وفي تفاسير وكتب أهل السنة روايات تحمل نفس المعنى أيضا، منها: ما في التفسير الاثني عشري: روي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية، قال: هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) هم أهل الذكر والعقل والبيان. فهذه ليست هي المرة الأولى في تفسير الروايات للآيات القرآنية ببيان أحد مصاديقها دون أن تقيد مفهوم الآية المطلق. وكما قلنا ف " الذكر " يعني كل أنواع العلم والمعرفة والاطلاع، و " أهل الذكر " هم العلماء والعارفون في مختلف المجالات، وباعتبار أن القرآن نموذج كامل وبارز للعلم والمعرفة أطلق عليه اسم " الذكر "، وكذلك شخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مصداق واضح لل " ذكر " والأئمة المعصومون باعتبارهم أهل بيت النبوة ووارثوا علمه (صلى الله عليه وآلهوسلم) فهم (عليهم السلام) أفضل مصداق ل " أهل الذكر ".
وهذا لا ينافي عمومية مفهوم الآية، ولا ينافي مورد نزولها أيضا (علماء أهل الكتاب) ولهذا اتجه علماؤنا في الفقه والأصول عند بحثهم موضوع الاجتهاد والتقليد إلى ضرورة ووجوب أتباع العلماء لمن ليست له القدرة على استنباط الأحكام الشرعية، ويستدلون بهذه الآية على صحة منحاهم. الذكر رسول الله ونحن أهله: وقد يتساءل فيما ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في كتاب (عيون أخبار الرضا (عليه السلام)): أن علماء في مجلس المأمون قالوا في تفسير الآية: إنما عني بذلك اليهود والنصارى، فقال الرضا (عليه السلام): "سبحان الله وهل يجوز ذلك، إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون: إنه أفضل من الإسلام... " ثم قال: "الذكر رسول الله ونحن أهله ".
ففي عصر الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لابد من الرجوع إليه على أساس إنه مرجع علماء الإسلام ورأسهم. وبعبارة أخرى:
إذا كانت وظيفة المشركين في صدر الإسلام لدى سؤالهم عن الأنبياء السابقين وهل أنهم من جنس البشر هي الرجوع إلى علماء أهل الكتاب لا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهذا لا يعني أن على جميع الناس في أي عصر ومصر أن يرجعوا إليهم، بل يجب الرجوع إلى علماء كل زمان. وعلى أية حال.. فالآية مبينة لأصل إسلامي يتعين الأخذ به في كل مجالات الحياة المادية والمعنوية، وتؤكد على المسلمين ضرورة السؤال فيما لا يعلمونه ممن يعلمه، وأن لا يورطوا أنفسهم فيما لا يعلمون. وعلى هذا فإن " مسألة التخصص " لم يقررها القرآن الكريم ويحصرها في المسائل الدينية بل هي شاملة لكل المواضيع والعلوم المختلفة، ويجب أن يكون من بين المسلمين علماء في كافة التخصصات للرجوع إليهم. وينبغي التنويه هنا إلى ضرورة الرجوع إلى المتخصص الثابت علمه وتمكنه في اختصاصه، بالإضافة إلى توفر عنصر الإخلاص في عمله فهل يصح أن نراجع طبيبا متخصصا - على سبيل المثال - غير مخلص في عمله ؟! ولهذا وضع شرط العدالة في مسائل التقليد إلى جانب الاجتهاد والأعلمية، أي لابد لمرجع التقليد من أن يكون تقيا ورعا بالإضافة إلى علميته في المسائل الإسلامية.جاء في كتاب الأمالي للشيخ الطوسي (قدس الله نفسه الزكية):قال: وبهذا الإسناد، عن هشام، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (تعالى): ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ من هم؟قال: نحن. قلت: علينا أن نسألكم؟قال: نعم. قال: قلت: فعليكم أن تجيبونا؟قال: ذاك إلينا.وورد في مستدرك الوسائل الميرزا النوري (رحمه الله): وعن الصادق (عليه السلام)، قال: "إياكم وتقحم المهالك بإتباع الهوى والمقاييس، قد جعل الله للقرآن أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق، لا علم إلا ما أمروا به، قال الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ إيانا عنى".وورد في بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار (رحمه الله)
:في باب (في أئمة آل محمد عليهم السلام إنهم أهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم والأمر إليهم إن شاؤوا أجابوا وإن شاؤوا لم يجيبوا)، حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد أخو الكميت فقال جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني مسألة واحدة منها قال ولا واحدة يا ورد قال بلى قد حضرني واحدة قال وما هي قال قول الله تبارك وتعالى فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال يا ورد أمركم الله تبارك وتعالى إن تسئلونا ولنا إن شئنا أجبناكم وان شئنا لم نجبكم.
وحدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سمعته يقول قال علي بن الحسين عليه السلام على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا أمرهم الله ان يسئلونا فقال فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فأمرهم إن يسئلونا وليس علينا الجواب ان شئنا أجبنا وان شئنا أمسكنا.
-وفي رواية أخرى- حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي نصر قال كتبت إلى الرضا عليه السلام كتابا فكان في بعض ما كتب إليه قال الله عز وجل فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وقال الله وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فقد فرضت عليكم المسألة ولم يفرض علينا الجواب قال الله عز وجل فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله.
وحدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون من هم قال نحن قال قلت علينا أن نسئلكم قال نعم قلت عليكم إن تجيبونا قال ذلك إلينا.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾
ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير الآية المذكورة، نوجزها في ما يلي: جاء في وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي (أعلى الله مقامه): عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن من عندنا يزعمون أن قول الله عز وجل: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ أنهم اليهود والنصارى، قال: اذن يدعوكم إلى دينهم، قال: - ثم قال بيده إلى صدره: - نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون.
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الذكر أنا، والأئمة أهل الذكر وقوله عز وجل
: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ قال أبو جعفر (عليه السلام):
نحن قومه، ونحن المسؤولون.
وعنه عن المعلى، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن أبيه، عن ابن أذينة، عن غير واحد، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) كلهم، وإمام زمانه، ويرد إليه ويسلم له الحديث.وعنه عن معلى، عن محمد بن أورمة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ قال: الذكر محمد (صلى الله عليه وآله)، ونحن أهله، ونحن المسؤولون قال: قلت: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ قال: إيانا عنى، ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون.
وعنه عن معلى، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: فليذهب الحسن - يعني: البصري - يمينا وشمالا فوالله ما يوجد العلم إلا ههنا.
وعنه عن معلى، عن الوشاء قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قوله: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ فقال: نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون قلت: فأنتم المسؤولون ونحن السائلون؟ قال: نعم، قلت: حق علينا أن نسألكم؟قال: نعم، قلت: حق عليكم أن تجيبونا؟قال: لا، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل أما تسمع قول الله تعالى: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾؟! وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم، وعلى شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله عز وجل أن يسألونا قال: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ فأمرهم أن يسألونا، وليس علينا الجواب، إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا.
وورد في تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي (أعلى الله مقامه):
وقوله تبارك وتعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ قال آل محمد هم أهل الذكر
.وجاء في خصائص الوحي المبين للحافظ ابن البطريق
:نقلاً من تفسير الثعلبي في قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ بالإسناد المقدم قال الثعلبي بإسناده، قال جابر الجعفي: لما نزلت هذه الآية، قال علي عليه السلام: نحن أهل الذكر. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي (دام ظله الوارف):من هم أهل الذكر؟
ذكرت الروايات الكثيرة المروية عن أهل البيت (عليهم السلام) أن " أهل الذكر " هم الأئمة المعصومون (عليهم السلام)، ومن هذه الروايات: روي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في جوابه عن معنى الآية أنه قال: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾. وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير الآية أنه قال: "الذكر القرآن وآل الرسول أهل الذكر وهم المسؤولون ". وفي روايات أخرى: أن " الذكر " هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)،
و " أهل الذكر " هم أهل البيت (عليهم السلام).
وثمة روايات متعددة أخرى تحمل نفس هذا المعنى. وفي تفاسير وكتب أهل السنة روايات تحمل نفس المعنى أيضا، منها: ما في التفسير الاثني عشري: روي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية، قال: هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) هم أهل الذكر والعقل والبيان. فهذه ليست هي المرة الأولى في تفسير الروايات للآيات القرآنية ببيان أحد مصاديقها دون أن تقيد مفهوم الآية المطلق. وكما قلنا ف " الذكر " يعني كل أنواع العلم والمعرفة والاطلاع، و " أهل الذكر " هم العلماء والعارفون في مختلف المجالات، وباعتبار أن القرآن نموذج كامل وبارز للعلم والمعرفة أطلق عليه اسم " الذكر "، وكذلك شخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مصداق واضح لل " ذكر " والأئمة المعصومون باعتبارهم أهل بيت النبوة ووارثوا علمه (صلى الله عليه وآلهوسلم) فهم (عليهم السلام) أفضل مصداق ل " أهل الذكر ".
وهذا لا ينافي عمومية مفهوم الآية، ولا ينافي مورد نزولها أيضا (علماء أهل الكتاب) ولهذا اتجه علماؤنا في الفقه والأصول عند بحثهم موضوع الاجتهاد والتقليد إلى ضرورة ووجوب أتباع العلماء لمن ليست له القدرة على استنباط الأحكام الشرعية، ويستدلون بهذه الآية على صحة منحاهم. الذكر رسول الله ونحن أهله: وقد يتساءل فيما ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في كتاب (عيون أخبار الرضا (عليه السلام)): أن علماء في مجلس المأمون قالوا في تفسير الآية: إنما عني بذلك اليهود والنصارى، فقال الرضا (عليه السلام): "سبحان الله وهل يجوز ذلك، إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون: إنه أفضل من الإسلام... " ثم قال: "الذكر رسول الله ونحن أهله ".
ففي عصر الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لابد من الرجوع إليه على أساس إنه مرجع علماء الإسلام ورأسهم. وبعبارة أخرى:
إذا كانت وظيفة المشركين في صدر الإسلام لدى سؤالهم عن الأنبياء السابقين وهل أنهم من جنس البشر هي الرجوع إلى علماء أهل الكتاب لا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهذا لا يعني أن على جميع الناس في أي عصر ومصر أن يرجعوا إليهم، بل يجب الرجوع إلى علماء كل زمان. وعلى أية حال.. فالآية مبينة لأصل إسلامي يتعين الأخذ به في كل مجالات الحياة المادية والمعنوية، وتؤكد على المسلمين ضرورة السؤال فيما لا يعلمونه ممن يعلمه، وأن لا يورطوا أنفسهم فيما لا يعلمون. وعلى هذا فإن " مسألة التخصص " لم يقررها القرآن الكريم ويحصرها في المسائل الدينية بل هي شاملة لكل المواضيع والعلوم المختلفة، ويجب أن يكون من بين المسلمين علماء في كافة التخصصات للرجوع إليهم. وينبغي التنويه هنا إلى ضرورة الرجوع إلى المتخصص الثابت علمه وتمكنه في اختصاصه، بالإضافة إلى توفر عنصر الإخلاص في عمله فهل يصح أن نراجع طبيبا متخصصا - على سبيل المثال - غير مخلص في عمله ؟! ولهذا وضع شرط العدالة في مسائل التقليد إلى جانب الاجتهاد والأعلمية، أي لابد لمرجع التقليد من أن يكون تقيا ورعا بالإضافة إلى علميته في المسائل الإسلامية.جاء في كتاب الأمالي للشيخ الطوسي (قدس الله نفسه الزكية):قال: وبهذا الإسناد، عن هشام، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (تعالى): ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ من هم؟قال: نحن. قلت: علينا أن نسألكم؟قال: نعم. قال: قلت: فعليكم أن تجيبونا؟قال: ذاك إلينا.وورد في مستدرك الوسائل الميرزا النوري (رحمه الله): وعن الصادق (عليه السلام)، قال: "إياكم وتقحم المهالك بإتباع الهوى والمقاييس، قد جعل الله للقرآن أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق، لا علم إلا ما أمروا به، قال الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ إيانا عنى".وورد في بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار (رحمه الله)
:في باب (في أئمة آل محمد عليهم السلام إنهم أهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم والأمر إليهم إن شاؤوا أجابوا وإن شاؤوا لم يجيبوا)، حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد أخو الكميت فقال جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني مسألة واحدة منها قال ولا واحدة يا ورد قال بلى قد حضرني واحدة قال وما هي قال قول الله تبارك وتعالى فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال يا ورد أمركم الله تبارك وتعالى إن تسئلونا ولنا إن شئنا أجبناكم وان شئنا لم نجبكم.
وحدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سمعته يقول قال علي بن الحسين عليه السلام على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا أمرهم الله ان يسئلونا فقال فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فأمرهم إن يسئلونا وليس علينا الجواب ان شئنا أجبنا وان شئنا أمسكنا.
-وفي رواية أخرى- حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي نصر قال كتبت إلى الرضا عليه السلام كتابا فكان في بعض ما كتب إليه قال الله عز وجل فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وقال الله وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فقد فرضت عليكم المسألة ولم يفرض علينا الجواب قال الله عز وجل فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله.
وحدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون من هم قال نحن قال قلت علينا أن نسئلكم قال نعم قلت عليكم إن تجيبونا قال ذلك إلينا.
تعليق