الثلاثون ومائتان السحابتان اللتان ركب - عليه السلام - أحدهما وأركب غيره الاخرى، وما في ذلك من المعجزات
الثلاثون ومائتان السحابتان اللتان ركب - عليه السلام - أحدهما وأركب غيره الاخرى، وما في ذلك من المعجزات 351 - روى بعض علمائنا الامامية في كتاب له سماه منهج التحقيق إلى سواء الطريق: عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: كنا جلوسا مع أمير المؤمنين [ علي بن أبي طالب ] (5) - عليه السلام - بمنزله لما بويع عمر بن الخطاب، (قال): (6) كنت أنا والحسن والحسين - عليهما السلام - ومحمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر والمقداد بن الاسود الكندي - رضي الله عنهم - قال له ابنه الحسن - عليه السلام -: يا أمير المؤمنين إن سليمان [ بن داود ] (7) - عليهما السلام - سأل ربه ملكا لا ينبغي لاحد من بعده، فأعطاه ذلك، فهل ملكت ما (8) ملك سليمان بن داود ؟
(1) كذا في المصدر والنوادر، وفي الاصل: وعليهم، وهو مصحف. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأودعتك. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: من. (4) عيون المعجزات: 35 - 37. ورواه في نوادر المعجزات: 44 - 47 بسنده عن محمد بن ذخيرة، عن أبي جعفر ميثم التمار - رضوان الله عليه - باختلاف يسير. والحديث طويل، والمصنف قد ترك ذيله لجعله في المصدر: حديثين، ونقله بطوله في النوادر. (5) من المحتضر. (6) ليس في المحتضر. (7) من المحتضر والبحار. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: مما. [ * ]
[ 550 ]
فقال: - عليه السلام -: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إن سليمان بن داود - عليهما السلام - سأل الله عزوجل الملك فأعطاه، وإن أباك ملك ما لم يملكه بعد جدك رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ أحد ] (1) قبله ولا يملكه أحد بعده. فقال [ له ] (2) الحسن - عليه السلام -: نريد ترينا مما فضلك الله تعالى به من الكرامة. فقال - عليه السلام -: أفعل إن شاء الله تعالى. فقام أمير المؤمنين (علي) (3) - عليه السلام - فتوضأ، وصلى ركعتين، ودعا الله عزوجل بدعوات لم يفهمها أحد، ثم أومأ [ بيده ] (4) إلى جهة المغرب، فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة فوقفت على الدار، وإلى (5) جانبها سحابة اخرى. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أيتها السحابة اهبطي بإذن الله تعالى، فهبطت وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك خليفته ووصيه، من شك فيك فقد هلك، [ ومن تمسك بك سلك ] (6) سبيل النجاة. قال: ثم انبسطت السحابة إلى الارض حتى كأنها بساط موضوع، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: اجلسوا على الغمامة، فجلسنا وأخذنا مواضعنا، فأشار إلى السحابة الاخرى، فهبطت وهي تقول كمقالة الاولى، وجلس أمير المؤمنين عليها [ منفردا ] (7)، ثم تكلم بكلام وأشار إليها بالمسير نحو المغرب، وإذا بالريح قد دخلت السحابتين، فرفعتهما رفعا رقيقا، فتمايلت (8) نحو
(1 و 2) من المحتضر والبحار. (3) ليس في المحتضر والبحار. (4) من المحتضر والبحار. (5) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: وإذا. (6) من المحتضر والبحار. (7) من المحتضر. (8) في المحتضر والبحار: فتأملت. [ * ]
[ 551 ]
أمير المؤمنين - عليه السلام - وإذا به على كرسي والنور يسطع من وجهه يكاد يخطف الابصار. فقال [ له ] (1) الحسن - عليه السلام -: يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود - عليهما السلام - كان مطاعا بخاتمه، وأمير المؤمنين - عليه السلام - بماذا يطاع ؟ فقال: أنا عين الله في أرضه، أنا لسان [ الله ] (2) الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه، وحجته على عباده. ثم قال: أتحبون أن اريكم خاتم سليمان بن داود - عليهما السلام - ؟ قلنا: نعم. فأدخل يده إلى جيبه، فأخرج خاتما من ذهب، فصه من ياقوتة حمراء، عليها مكتوب محمد وعلي. قال سلمان: فتعجبنا من ذلك. فقال: من أي [ شئ ] (3) تعجبون ؟ وما العجب من مثلي ؟ ! أنا اريكم اليوم ما لم تروه أبدا. فقال الحسن - عليه السلام -: اريد [ أن ] (4) تريني يأجوج ومأجوج والسد الذي بيننا وبينهم، فسارت الريح تحت السحابة، فسمعنا لها دويا كدوي الرعد، وعلت في الهواء، وأمير المؤمنين - عليه السلام - يقدمنا حتى انتهينا إلى جبل شامخ في العلو، وإذا شجرة جافة وقد تساقطت أوراقها، وجفت أغصانها. فقال الحسن - عليه السلام -: ما بال هذه الشجرة قد يبست ؟ فقال - عليه السلام - [ له ] (5): سلها فإنها تجيبك. فقال الحسن - عليه السلام -: أيتها الشجرة ما بالك قد حدث بك ما نراه من الجفاف ؟ فلم تجبه. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: [ بحقي عليك ] (6) إلا ما أجبتيه. * (هامش) (1) من المحتضر. (2 و 3) من المحتضر والبحار. (4 و 5) من المحتضر. (6) من المحتضر والبحار. [ * ]
[ 552 ]
قال (الراوي) (1): والله لقد سمعتها [ وهي ] (2) تقول: لبيك يا وصي رسول الله وخليفته. ثم قالت: [ يا أبا محمد ] (3) إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان يجيئني في كل ليلة وقت السحر، ويصلي عندي ركعتين، ويكثر من التسبيح، فإذا فرغ من دعائه جاءته غمامة بيضاء ينفح منها رائحة المسك، وعليها كرسي، فيجلس (عليه) (4)، فتسير به، وكنت أعيش (بمجلسه) (5) وبركته، فانقطع عني منذ أربعين يوما، فهذا سبب ما تره مني. فقام أمير المؤمنين - عليه السلام - وصلى ركعتين، ومسح بكفه عليها، فاخضرت وعادت على حالها، ثم أمر (6) الريح فسارت بنا، وإذا نحن بملك يده في المغرب و اخرى بالمشرق، فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (7)، وأشهد أنك وصيه وخليفته حقا وصدقا. فقلت: يا أمير المؤمنين من هذا الذي يده في المغرب و (يده) (8) الاخرى في المشرق ؟ فقال (أمير المؤمنين) (9) - عليه السلام -: هذا الملك الذي وكله الله بظلمة الليل
(1) ليس في المحتضر. (2) من البحار. (3) من المحتضر والبحار. (4) ليس في البحار. (5) ليس في البحار والمحتضر. (6) كذا في المحتضر، وفي البحار والاصل: وأمر. (7) مقتبس من سورة التوبة: 33. (8) ليس في المحتضر والبحار. (9) ليس في البحار. [ * ]
[ 553 ]
وضوء النهار ولا يزوله إلى يوم القيامة، وإن الله تعالى جعل أمر الدنيا، إلي، وإن أعمال العباد (1) تعرض علي (في) (2) كل يوم ثم ترفع إلى الله تعالى. ثم سرنا حتى وقفنا على سد يأجوج ومأجوج، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - للريح: اهبطي بنا مما يلي هذا الجبل، وأشار (بيده) (3) إلى جبل شامخ في العلو وهو جبل الخضر - عليه السلام -، فنظرنا إلى السد وإذا ارتفاعه (4) مد البصر، وهو أسود كقطعة الليل الدامس يخرج من أرجائه (5) الدخان، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا أبا محمد أنا صاحب هذا الامر على هؤلاء العبيد. قال سلمان: فرأيت أصنافا (6) ثلاثة، طول أحدهم مائة وعشرون ذراعا، و الثاني طول كل واحد ستون ذراعا، والثالث يفرش إحدى اذنيه تحته والاخرى يتلحف بها (7). ثم إن أمير المؤمنين - عليه السلام - أمر الريح فسارت بنا إلى جبل قاف، فانتهينا إليه، وإذا هو من زمردة خضراء، وعليها ملك على صورة النسر، فلما (8) نظر إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - قال الملك: السلام عليك يا وصي رسول رب العالمين (9) وخليفته، أتأذن لي في الكلام ؟ (10) فرد عليه السلام وقال له: إن شئت تكلم، و
(1) في المحتضر: بالليل والنهار فلا يزول.. وأن أعمال الخلائق. (2 و 3) ليس في المحتضر. (4) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: ما يحد. (5) أي شديد السواد، والارجاء: النواحي. (6) في المحتضر: أصناما، وهو مصحف. (7) في المحتضر: طول أحدها.. والثاني طوله أحد وسبعون والثالث مثله ولكنه.. ويلتحف بالاخرى. (8) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: ثم. (9) في المحتضر والبحار: رسول الله. (10) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل الرد. [ * ]
[ 554 ]
إن شئت أخبرتك عما تسألني عنه. فقال الملك: بل تقول [ أنت ] (1) يا أمير المؤمنين، قال: تريد أن آذن لك أن تزور الخضر - عليه السلام -، قال: نعم، فقال - عليه السلام -: قد أذنت لك. فأسرع الملك بعد أن قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تمشينا (2) على الجبل هنيئة، فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر - عليه السلام -، فقال سلمان (3): يا أمير المؤمنين رأيت الملك ما زار إلى الخضر إلا حين أخذ أذنك (4). فقال - عليه السلام -: [ يا سلمان ] (5) والذي رفع السماء بغير عمد، لو أن أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له، وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين تاسعهم قائمهم، فقلنا: ما اسم الملك الموكل بقاف ؟ فقال - عليه السلام -: ترحائيل (7). فقلنا (8): يا أمير المؤمنين كيف تأتي كل ليلة إلى هذه الموضع وتعود ؟ فقال: كما أتيت بكم. والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إني لاملك [ من ] (9) ملكوت السماوات والارض مالو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم، إن اسم الله الاعظم [ على ] (10) اثنين وسبعين حرفا، وكان عند اصف بن برخيا واحد، فتكلم به، فخسف الله تعالى الارض ما بينه وبين عرش بلقيس، حتى تناول السرير، ثم عادت
(1) من المحتضر والبحار. (2) في المحتضر والبحار: مشينا. (3) في المحتضر: فقلنا. (4) في المحتضر: ما زار حتى أخذ الاذن. (5) من المحتضر. (6) في المحتضر: بعدي، ثم الحسين بعده، ثم تسعة. (7) في البحار: ترجائيل، وفي المحتضر: برجائيل. (8) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: قال. (9 و 10) من البحار والمحتضر. [ * ]
[ 555 ]
الارض كما كانت أسرع من طرف النظر، وعندنا نحن والله اثنان وسبعون حرفا، وحرف واحد (عند الله تعالى) (1) استأثر به في علم الغيب، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم عرفنا من عرفنا، وأنكرنا من أنكرنا. ثم قام - عليه السلام - وقمنا وإذا (نحن) (2) بشاب في الجبل يصلي بين قبرين، فقلنا: يا أمير المؤمنين من هذا الشاب ؟ فقال - عليه السلام -: صالح النبي - عليه السلام -، وهذان القبران لامه وأبيه، [ وأنه ] (3) يعبد الله بينهما، فلما نظر إليه [ الشاب لم يتمالك نفسه حتى بكى، وأومأ بيده إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وأعاد إلى صدره وهو يبكي، فوقف أمير المؤمنين - عليه السلام - عنده حتى فرغ من صلاته، فقلنا له: ما بكائك ؟ فقال ] (4) صالح: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان يمر بي عند كل غداة، فيجلس فتزداد عبادتي بنظري إليه، فقطع ذلك (5) مذ عشرة أيام فأقلقني ذلك، فتعجبنا (6) من ذلك. فقال - عليه السلام -: تريدون أن اريكم سليمان بن داود - عليهما السلام - ؟ فقلنا: نعم. فقام ونحن معه، فدخل بنا (7) بستانا ما رأينا أحسن منه، وفيه من جميع الفواكه والاعناب، وأنهاره تجري، والاطيار يتجاوبون على الاشجار، فحين رأته الاطيار أتت (8) ترفرف حوله توسطنا البستان وإذا سرير عليه شاب ملقى على ظهره،
(1 و 2) ليس في المحتضر. (3) من البحار. (4) مابين المعقوفين من المحتضر والبحار. (5) في المحتضر: فانقطع عني مدة. (6) في المحتضر: فعجبنا. (7) في المحتضر والبحار: حتى دخل. (8) كذا في البحار، وفي الاصل: وأنهار.. أتته، وفي المحتضر: تجري فيه الانهار وتتجاوب الاطيار على الاشجار، فلما رأته الاطيار أتت. [ * ]
[ 556 ]
واضع يده (1) على صدره، فأخرج أمير المؤمنين - عليه السلام - الخاتم من جيبه، وجعله في إصبع سليمان - عليه السلام - فنهض قائما، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين، أنت والله الصديق الاكبر، والفاروق الاعظم، قد أفلح من تمسك بك، وقد خاب وخسر من تخلف عنك، وإني سألت الله بكم أهل البيت فاعطيت ذلك الملك. قال سلمان: فلما سمعنا كلام سليمان بن داود - عليهما السلام - لم أتمالك (2) نفسي حتى وقعت على أقدام أمير المؤمنين - عليه السلام - اقبلها، وحمدت الله تعالى على جزيل عطائه بهدايته إلى ولاية أهل البيت - عليهم السلام - الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وفعل أصحابي كما فعلت، ثم سألت (3) أمير المؤمنين - عليه السلام -: وما وراء قاف ؟ قال - عليه السلام - وراءه مالا يصل إليكم علمه، فقلنا: أتعلم ذلك (يا أمير المؤمنين) (4) ؟ فقال - عليه السلام -: علمي بما وراءه كعلمي بحال هذه الدنيا وما فيها، وإني الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكذلك الاوصياء من ولدي (من) (5) بعدي. ثم قال - عليه السلام -: إني لاعرف بطرق السماوات مني بطرق (6) الارض، نحن الاسم المخزون المكنون، نحن الاسماء الحسنى التي إذا سئل الله تعالى بها أجاب، نحن الاسماء المكتوبة [ على العرش، ولاجلنا خلق الله عزوجل السماء، والارض و ] (7) العرش والكرسي والجنة والنار، ومنا تعلمت الملائكة التسبيح والتقديس والتوحيد والتهليل والتكبير، ونحن الكلمات التي تلقاها آدم - عليه السلام - من ربه
(1) في المحتضر: يديه. (2) في المحتضر: أملك. (3) في المحتضر: سألنا. (4) ليس في المحتضر. (5) ليس في المحتضر والبحار. (6) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: السماوات من طرق. (7) من المحتضر والبحار. [ * ]
[ 557 ]
فتاب عليه. ثم قال - عليه السلام - أتريدون (1) أن اريكم عجبا ؟ قلنا: نعم. قال: غضوا أعينكم، ففعلنا، ثم قال - عليه السلام -: افتحوها، ففتحناها فإذا نحن بمدينة ما رأينا أكبر منها، الاسواق منها قائمة، وفيها اناس ما رأينا أعظم من خلقهم على وطول النخل، قلنا: يا أمير المؤمنين من هؤلاء ؟ قال: بقية قوم عاد، كفار لا يؤمنون بالله تعالى أحببت أن اريكم إياهم، وهذه المدينة وأهلها اريد أن أهلكهم وهم لا يشعرون. قلنا: يا أمير المؤمنين أتهلكهم (2) بغير حجة ؟ قال: لا، بل بحجة عليهم، فدنا منهم وترائي لهم، فهموا أن يقتلوه، ونحن نراهم وهم يروننا (3)، ثم تباعد عنهم، ودنا منا، و (4) مسح بيده على صدورنا [ وأبداننا وتكلم بكلمات لم نفهمها، و عاد إليهم ثانية حتى صار بإزائهم ] (5) وصعق فيهم صعقة، (قال سلمان: لقد ظننا أن الارض قد انقلبت، والسماء قد سقطت، وأن الصواعق من فيه قد خرجت، فلم يبق منهم في تلك الساعة أحد، قلنا: يا أمير المؤمنين ما صنع الله بهم ؟ قال: هلكوا وصاروا كلهم في النار) (6) قلنا: هذا معجز ما رأينا ولاسمعنا بمثله. فقال - عليه السلام -: أتريدون أن اريكم أعجب من ذلك ؟ فقلنا: لانطيق (بأسرنا على) (7) احتمال شئ آخر، فعلى من لا يتولاك و [ لا ] يؤمن (8) بفضلك وعظيم
(1) ما أثبتناه من البحار والمحتضر، وفي الاصل: تريدون. (2) ما أثبتناه من المحتضر، وفي الاصل والبحار: تهلكهم. (3) كذا في المحتضر، وفي البحار: لا يرون، وفي الاصل: لا يرونه. (4) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل: ثم. (5) من البحار والمحتضر. (6) في المحتضر هكذا: فكأن الارض قد انقلبت بنا، والسماء قد سقطت علينا، وظننا أن الصواعق قد خرجت من فيه فاهلكوا ولم يبق منهم.. وصاروا إلى النار. (7) ليس في المحتضر. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: لايتوالاك، (لا) زيادة منا تقتضيها العبارة. [ * ]
[ 558 ]
قدرك عند الله لعنة الله ولعنة اللاعنين والناس والملائكة (1) أجمعين (إلى يوم الدين) (2). ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا، فقال: أفعل ذلك أن شاء الله تعالى وأشار إلى ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا، فقال: أفعل ذلك أن شاء الله تعالى وأشار إلى السحابتين، فدنتا منا، فقال - عليه السلام -: خذوا مواضعكم، فجلسنا على السحابة، وجلس - عليه السلام - على الاخرى، وأمر الريح فحملتنا حتى صرنا في الجو و (3) رأينا الارض كالدرهم، ثم حطتنا في دار أمير المؤمنين - عليه السلام - في أقل من طرفة عين (4)، وكان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر والمؤذن يؤذن، وكان خروجنا منها وقت ارتفاع (5) الشمس، فقلنا: يا لله (6) العجب ! كنا في جبل قاف مسيرة خمس سنين وعدنا في خمس ساعات من النهار. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: لو أنني أردت أن أخرق (7) الدنيا بأسرها والسماوات السبع وأرجع في أقل من طرفة عين لفعلت (8) بما عندي من اسم الله الاعظم، فقلنا: يا أمير المؤمنين ! أنت والله الآية العظمى، والمعجزات الباهرة (9) بعد أخيك وابن عمك رسول الله - صلى الله عليه وآله -. (10) تم المجلد الاول ولله الحمد، ويليه المجلد الثاني بإذنه تعالى
(1) في البحار والمحتضر: اللاعنين من الملائكة. (2) ليس في المحتضر. (3) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل: حتى. (4) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: طرف النظر. (5) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: علت. (6) كذا في المحتضر، وفي الاصل: فقلت: أبالله. (7) في البحار: أجوب، والاجابة: القطع. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل: من الطرف لفعلت. (9) في المحتضر والبحار: والمعجز الباهر. (10) أورده صاحب المحتضر: 71 - 76 وعنه البحار 27 / 33 ح 5. وتقدم في معجزة: 62. [ * ]
الثلاثون ومائتان السحابتان اللتان ركب - عليه السلام - أحدهما وأركب غيره الاخرى، وما في ذلك من المعجزات 351 - روى بعض علمائنا الامامية في كتاب له سماه منهج التحقيق إلى سواء الطريق: عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: كنا جلوسا مع أمير المؤمنين [ علي بن أبي طالب ] (5) - عليه السلام - بمنزله لما بويع عمر بن الخطاب، (قال): (6) كنت أنا والحسن والحسين - عليهما السلام - ومحمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر والمقداد بن الاسود الكندي - رضي الله عنهم - قال له ابنه الحسن - عليه السلام -: يا أمير المؤمنين إن سليمان [ بن داود ] (7) - عليهما السلام - سأل ربه ملكا لا ينبغي لاحد من بعده، فأعطاه ذلك، فهل ملكت ما (8) ملك سليمان بن داود ؟
(1) كذا في المصدر والنوادر، وفي الاصل: وعليهم، وهو مصحف. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأودعتك. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: من. (4) عيون المعجزات: 35 - 37. ورواه في نوادر المعجزات: 44 - 47 بسنده عن محمد بن ذخيرة، عن أبي جعفر ميثم التمار - رضوان الله عليه - باختلاف يسير. والحديث طويل، والمصنف قد ترك ذيله لجعله في المصدر: حديثين، ونقله بطوله في النوادر. (5) من المحتضر. (6) ليس في المحتضر. (7) من المحتضر والبحار. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: مما. [ * ]
[ 550 ]
فقال: - عليه السلام -: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إن سليمان بن داود - عليهما السلام - سأل الله عزوجل الملك فأعطاه، وإن أباك ملك ما لم يملكه بعد جدك رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ أحد ] (1) قبله ولا يملكه أحد بعده. فقال [ له ] (2) الحسن - عليه السلام -: نريد ترينا مما فضلك الله تعالى به من الكرامة. فقال - عليه السلام -: أفعل إن شاء الله تعالى. فقام أمير المؤمنين (علي) (3) - عليه السلام - فتوضأ، وصلى ركعتين، ودعا الله عزوجل بدعوات لم يفهمها أحد، ثم أومأ [ بيده ] (4) إلى جهة المغرب، فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة فوقفت على الدار، وإلى (5) جانبها سحابة اخرى. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أيتها السحابة اهبطي بإذن الله تعالى، فهبطت وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك خليفته ووصيه، من شك فيك فقد هلك، [ ومن تمسك بك سلك ] (6) سبيل النجاة. قال: ثم انبسطت السحابة إلى الارض حتى كأنها بساط موضوع، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: اجلسوا على الغمامة، فجلسنا وأخذنا مواضعنا، فأشار إلى السحابة الاخرى، فهبطت وهي تقول كمقالة الاولى، وجلس أمير المؤمنين عليها [ منفردا ] (7)، ثم تكلم بكلام وأشار إليها بالمسير نحو المغرب، وإذا بالريح قد دخلت السحابتين، فرفعتهما رفعا رقيقا، فتمايلت (8) نحو
(1 و 2) من المحتضر والبحار. (3) ليس في المحتضر والبحار. (4) من المحتضر والبحار. (5) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: وإذا. (6) من المحتضر والبحار. (7) من المحتضر. (8) في المحتضر والبحار: فتأملت. [ * ]
[ 551 ]
أمير المؤمنين - عليه السلام - وإذا به على كرسي والنور يسطع من وجهه يكاد يخطف الابصار. فقال [ له ] (1) الحسن - عليه السلام -: يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود - عليهما السلام - كان مطاعا بخاتمه، وأمير المؤمنين - عليه السلام - بماذا يطاع ؟ فقال: أنا عين الله في أرضه، أنا لسان [ الله ] (2) الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه، وحجته على عباده. ثم قال: أتحبون أن اريكم خاتم سليمان بن داود - عليهما السلام - ؟ قلنا: نعم. فأدخل يده إلى جيبه، فأخرج خاتما من ذهب، فصه من ياقوتة حمراء، عليها مكتوب محمد وعلي. قال سلمان: فتعجبنا من ذلك. فقال: من أي [ شئ ] (3) تعجبون ؟ وما العجب من مثلي ؟ ! أنا اريكم اليوم ما لم تروه أبدا. فقال الحسن - عليه السلام -: اريد [ أن ] (4) تريني يأجوج ومأجوج والسد الذي بيننا وبينهم، فسارت الريح تحت السحابة، فسمعنا لها دويا كدوي الرعد، وعلت في الهواء، وأمير المؤمنين - عليه السلام - يقدمنا حتى انتهينا إلى جبل شامخ في العلو، وإذا شجرة جافة وقد تساقطت أوراقها، وجفت أغصانها. فقال الحسن - عليه السلام -: ما بال هذه الشجرة قد يبست ؟ فقال - عليه السلام - [ له ] (5): سلها فإنها تجيبك. فقال الحسن - عليه السلام -: أيتها الشجرة ما بالك قد حدث بك ما نراه من الجفاف ؟ فلم تجبه. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: [ بحقي عليك ] (6) إلا ما أجبتيه. * (هامش) (1) من المحتضر. (2 و 3) من المحتضر والبحار. (4 و 5) من المحتضر. (6) من المحتضر والبحار. [ * ]
[ 552 ]
قال (الراوي) (1): والله لقد سمعتها [ وهي ] (2) تقول: لبيك يا وصي رسول الله وخليفته. ثم قالت: [ يا أبا محمد ] (3) إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان يجيئني في كل ليلة وقت السحر، ويصلي عندي ركعتين، ويكثر من التسبيح، فإذا فرغ من دعائه جاءته غمامة بيضاء ينفح منها رائحة المسك، وعليها كرسي، فيجلس (عليه) (4)، فتسير به، وكنت أعيش (بمجلسه) (5) وبركته، فانقطع عني منذ أربعين يوما، فهذا سبب ما تره مني. فقام أمير المؤمنين - عليه السلام - وصلى ركعتين، ومسح بكفه عليها، فاخضرت وعادت على حالها، ثم أمر (6) الريح فسارت بنا، وإذا نحن بملك يده في المغرب و اخرى بالمشرق، فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (7)، وأشهد أنك وصيه وخليفته حقا وصدقا. فقلت: يا أمير المؤمنين من هذا الذي يده في المغرب و (يده) (8) الاخرى في المشرق ؟ فقال (أمير المؤمنين) (9) - عليه السلام -: هذا الملك الذي وكله الله بظلمة الليل
(1) ليس في المحتضر. (2) من البحار. (3) من المحتضر والبحار. (4) ليس في البحار. (5) ليس في البحار والمحتضر. (6) كذا في المحتضر، وفي البحار والاصل: وأمر. (7) مقتبس من سورة التوبة: 33. (8) ليس في المحتضر والبحار. (9) ليس في البحار. [ * ]
[ 553 ]
وضوء النهار ولا يزوله إلى يوم القيامة، وإن الله تعالى جعل أمر الدنيا، إلي، وإن أعمال العباد (1) تعرض علي (في) (2) كل يوم ثم ترفع إلى الله تعالى. ثم سرنا حتى وقفنا على سد يأجوج ومأجوج، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - للريح: اهبطي بنا مما يلي هذا الجبل، وأشار (بيده) (3) إلى جبل شامخ في العلو وهو جبل الخضر - عليه السلام -، فنظرنا إلى السد وإذا ارتفاعه (4) مد البصر، وهو أسود كقطعة الليل الدامس يخرج من أرجائه (5) الدخان، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا أبا محمد أنا صاحب هذا الامر على هؤلاء العبيد. قال سلمان: فرأيت أصنافا (6) ثلاثة، طول أحدهم مائة وعشرون ذراعا، و الثاني طول كل واحد ستون ذراعا، والثالث يفرش إحدى اذنيه تحته والاخرى يتلحف بها (7). ثم إن أمير المؤمنين - عليه السلام - أمر الريح فسارت بنا إلى جبل قاف، فانتهينا إليه، وإذا هو من زمردة خضراء، وعليها ملك على صورة النسر، فلما (8) نظر إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - قال الملك: السلام عليك يا وصي رسول رب العالمين (9) وخليفته، أتأذن لي في الكلام ؟ (10) فرد عليه السلام وقال له: إن شئت تكلم، و
(1) في المحتضر: بالليل والنهار فلا يزول.. وأن أعمال الخلائق. (2 و 3) ليس في المحتضر. (4) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: ما يحد. (5) أي شديد السواد، والارجاء: النواحي. (6) في المحتضر: أصناما، وهو مصحف. (7) في المحتضر: طول أحدها.. والثاني طوله أحد وسبعون والثالث مثله ولكنه.. ويلتحف بالاخرى. (8) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: ثم. (9) في المحتضر والبحار: رسول الله. (10) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل الرد. [ * ]
[ 554 ]
إن شئت أخبرتك عما تسألني عنه. فقال الملك: بل تقول [ أنت ] (1) يا أمير المؤمنين، قال: تريد أن آذن لك أن تزور الخضر - عليه السلام -، قال: نعم، فقال - عليه السلام -: قد أذنت لك. فأسرع الملك بعد أن قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تمشينا (2) على الجبل هنيئة، فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر - عليه السلام -، فقال سلمان (3): يا أمير المؤمنين رأيت الملك ما زار إلى الخضر إلا حين أخذ أذنك (4). فقال - عليه السلام -: [ يا سلمان ] (5) والذي رفع السماء بغير عمد، لو أن أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له، وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين تاسعهم قائمهم، فقلنا: ما اسم الملك الموكل بقاف ؟ فقال - عليه السلام -: ترحائيل (7). فقلنا (8): يا أمير المؤمنين كيف تأتي كل ليلة إلى هذه الموضع وتعود ؟ فقال: كما أتيت بكم. والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إني لاملك [ من ] (9) ملكوت السماوات والارض مالو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم، إن اسم الله الاعظم [ على ] (10) اثنين وسبعين حرفا، وكان عند اصف بن برخيا واحد، فتكلم به، فخسف الله تعالى الارض ما بينه وبين عرش بلقيس، حتى تناول السرير، ثم عادت
(1) من المحتضر والبحار. (2) في المحتضر والبحار: مشينا. (3) في المحتضر: فقلنا. (4) في المحتضر: ما زار حتى أخذ الاذن. (5) من المحتضر. (6) في المحتضر: بعدي، ثم الحسين بعده، ثم تسعة. (7) في البحار: ترجائيل، وفي المحتضر: برجائيل. (8) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: قال. (9 و 10) من البحار والمحتضر. [ * ]
[ 555 ]
الارض كما كانت أسرع من طرف النظر، وعندنا نحن والله اثنان وسبعون حرفا، وحرف واحد (عند الله تعالى) (1) استأثر به في علم الغيب، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم عرفنا من عرفنا، وأنكرنا من أنكرنا. ثم قام - عليه السلام - وقمنا وإذا (نحن) (2) بشاب في الجبل يصلي بين قبرين، فقلنا: يا أمير المؤمنين من هذا الشاب ؟ فقال - عليه السلام -: صالح النبي - عليه السلام -، وهذان القبران لامه وأبيه، [ وأنه ] (3) يعبد الله بينهما، فلما نظر إليه [ الشاب لم يتمالك نفسه حتى بكى، وأومأ بيده إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وأعاد إلى صدره وهو يبكي، فوقف أمير المؤمنين - عليه السلام - عنده حتى فرغ من صلاته، فقلنا له: ما بكائك ؟ فقال ] (4) صالح: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان يمر بي عند كل غداة، فيجلس فتزداد عبادتي بنظري إليه، فقطع ذلك (5) مذ عشرة أيام فأقلقني ذلك، فتعجبنا (6) من ذلك. فقال - عليه السلام -: تريدون أن اريكم سليمان بن داود - عليهما السلام - ؟ فقلنا: نعم. فقام ونحن معه، فدخل بنا (7) بستانا ما رأينا أحسن منه، وفيه من جميع الفواكه والاعناب، وأنهاره تجري، والاطيار يتجاوبون على الاشجار، فحين رأته الاطيار أتت (8) ترفرف حوله توسطنا البستان وإذا سرير عليه شاب ملقى على ظهره،
(1 و 2) ليس في المحتضر. (3) من البحار. (4) مابين المعقوفين من المحتضر والبحار. (5) في المحتضر: فانقطع عني مدة. (6) في المحتضر: فعجبنا. (7) في المحتضر والبحار: حتى دخل. (8) كذا في البحار، وفي الاصل: وأنهار.. أتته، وفي المحتضر: تجري فيه الانهار وتتجاوب الاطيار على الاشجار، فلما رأته الاطيار أتت. [ * ]
[ 556 ]
واضع يده (1) على صدره، فأخرج أمير المؤمنين - عليه السلام - الخاتم من جيبه، وجعله في إصبع سليمان - عليه السلام - فنهض قائما، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين، أنت والله الصديق الاكبر، والفاروق الاعظم، قد أفلح من تمسك بك، وقد خاب وخسر من تخلف عنك، وإني سألت الله بكم أهل البيت فاعطيت ذلك الملك. قال سلمان: فلما سمعنا كلام سليمان بن داود - عليهما السلام - لم أتمالك (2) نفسي حتى وقعت على أقدام أمير المؤمنين - عليه السلام - اقبلها، وحمدت الله تعالى على جزيل عطائه بهدايته إلى ولاية أهل البيت - عليهم السلام - الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وفعل أصحابي كما فعلت، ثم سألت (3) أمير المؤمنين - عليه السلام -: وما وراء قاف ؟ قال - عليه السلام - وراءه مالا يصل إليكم علمه، فقلنا: أتعلم ذلك (يا أمير المؤمنين) (4) ؟ فقال - عليه السلام -: علمي بما وراءه كعلمي بحال هذه الدنيا وما فيها، وإني الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكذلك الاوصياء من ولدي (من) (5) بعدي. ثم قال - عليه السلام -: إني لاعرف بطرق السماوات مني بطرق (6) الارض، نحن الاسم المخزون المكنون، نحن الاسماء الحسنى التي إذا سئل الله تعالى بها أجاب، نحن الاسماء المكتوبة [ على العرش، ولاجلنا خلق الله عزوجل السماء، والارض و ] (7) العرش والكرسي والجنة والنار، ومنا تعلمت الملائكة التسبيح والتقديس والتوحيد والتهليل والتكبير، ونحن الكلمات التي تلقاها آدم - عليه السلام - من ربه
(1) في المحتضر: يديه. (2) في المحتضر: أملك. (3) في المحتضر: سألنا. (4) ليس في المحتضر. (5) ليس في المحتضر والبحار. (6) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: السماوات من طرق. (7) من المحتضر والبحار. [ * ]
[ 557 ]
فتاب عليه. ثم قال - عليه السلام - أتريدون (1) أن اريكم عجبا ؟ قلنا: نعم. قال: غضوا أعينكم، ففعلنا، ثم قال - عليه السلام -: افتحوها، ففتحناها فإذا نحن بمدينة ما رأينا أكبر منها، الاسواق منها قائمة، وفيها اناس ما رأينا أعظم من خلقهم على وطول النخل، قلنا: يا أمير المؤمنين من هؤلاء ؟ قال: بقية قوم عاد، كفار لا يؤمنون بالله تعالى أحببت أن اريكم إياهم، وهذه المدينة وأهلها اريد أن أهلكهم وهم لا يشعرون. قلنا: يا أمير المؤمنين أتهلكهم (2) بغير حجة ؟ قال: لا، بل بحجة عليهم، فدنا منهم وترائي لهم، فهموا أن يقتلوه، ونحن نراهم وهم يروننا (3)، ثم تباعد عنهم، ودنا منا، و (4) مسح بيده على صدورنا [ وأبداننا وتكلم بكلمات لم نفهمها، و عاد إليهم ثانية حتى صار بإزائهم ] (5) وصعق فيهم صعقة، (قال سلمان: لقد ظننا أن الارض قد انقلبت، والسماء قد سقطت، وأن الصواعق من فيه قد خرجت، فلم يبق منهم في تلك الساعة أحد، قلنا: يا أمير المؤمنين ما صنع الله بهم ؟ قال: هلكوا وصاروا كلهم في النار) (6) قلنا: هذا معجز ما رأينا ولاسمعنا بمثله. فقال - عليه السلام -: أتريدون أن اريكم أعجب من ذلك ؟ فقلنا: لانطيق (بأسرنا على) (7) احتمال شئ آخر، فعلى من لا يتولاك و [ لا ] يؤمن (8) بفضلك وعظيم
(1) ما أثبتناه من البحار والمحتضر، وفي الاصل: تريدون. (2) ما أثبتناه من المحتضر، وفي الاصل والبحار: تهلكهم. (3) كذا في المحتضر، وفي البحار: لا يرون، وفي الاصل: لا يرونه. (4) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل: ثم. (5) من البحار والمحتضر. (6) في المحتضر هكذا: فكأن الارض قد انقلبت بنا، والسماء قد سقطت علينا، وظننا أن الصواعق قد خرجت من فيه فاهلكوا ولم يبق منهم.. وصاروا إلى النار. (7) ليس في المحتضر. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: لايتوالاك، (لا) زيادة منا تقتضيها العبارة. [ * ]
[ 558 ]
قدرك عند الله لعنة الله ولعنة اللاعنين والناس والملائكة (1) أجمعين (إلى يوم الدين) (2). ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا، فقال: أفعل ذلك أن شاء الله تعالى وأشار إلى ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا، فقال: أفعل ذلك أن شاء الله تعالى وأشار إلى السحابتين، فدنتا منا، فقال - عليه السلام -: خذوا مواضعكم، فجلسنا على السحابة، وجلس - عليه السلام - على الاخرى، وأمر الريح فحملتنا حتى صرنا في الجو و (3) رأينا الارض كالدرهم، ثم حطتنا في دار أمير المؤمنين - عليه السلام - في أقل من طرفة عين (4)، وكان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر والمؤذن يؤذن، وكان خروجنا منها وقت ارتفاع (5) الشمس، فقلنا: يا لله (6) العجب ! كنا في جبل قاف مسيرة خمس سنين وعدنا في خمس ساعات من النهار. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: لو أنني أردت أن أخرق (7) الدنيا بأسرها والسماوات السبع وأرجع في أقل من طرفة عين لفعلت (8) بما عندي من اسم الله الاعظم، فقلنا: يا أمير المؤمنين ! أنت والله الآية العظمى، والمعجزات الباهرة (9) بعد أخيك وابن عمك رسول الله - صلى الله عليه وآله -. (10) تم المجلد الاول ولله الحمد، ويليه المجلد الثاني بإذنه تعالى
(1) في البحار والمحتضر: اللاعنين من الملائكة. (2) ليس في المحتضر. (3) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل: حتى. (4) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: طرف النظر. (5) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: علت. (6) كذا في المحتضر، وفي الاصل: فقلت: أبالله. (7) في البحار: أجوب، والاجابة: القطع. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل: من الطرف لفعلت. (9) في المحتضر والبحار: والمعجز الباهر. (10) أورده صاحب المحتضر: 71 - 76 وعنه البحار 27 / 33 ح 5. وتقدم في معجزة: 62. [ * ]
تعليق