بسم الله الرحمن الرحيم
الأعم الأغلب من أبناء السنة يؤمنون بالإمام صلوات الله عليه، ولكنهم ينظرون إليه بعنوانه قائداً سياسياً ودينياً، لا كما ننظر إليه نحن بكونه هو الإمام الذي يجب أن ينقاد إليه الناس في كل صغيرة وكبيرة.
وثمة فارق جوهري آخر بيننا وبينهم يتمثل في كونهم يعتقدون أنه سيولد في آخر الزمان، فيما نرى نحن بأننا ولد صلوات الله عليه، وبالرغم من أنهم يرون مشكلة في تقبّل فكرة أن يبقى كل هذا الزمن ما يدفع بعضهم إلى السخرية في عقيدتنا، إلّا أنهم في عين الوقت يرون أن الأعور الدجال وعندهم اسمه صائد بن الصيد، كان موجوداً على زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد رآه ويرون عنه حكايات عدة، والفارق بينه وبين الإمام روي فداه من حيث الوجود الزمني كبير فهو موجود قبل ولادة الإمام روحي فداه، وسيبقى قريباً من يوم القيامة فهو من أشراط الساعة بينما نحن نرى أن الإمام عليه السلام ليس من أشراط الساعة، وقد ترتب على هذا الفارق أننا نحس بوجوده العملي معنا ونعمل من أجل أن نحقق التزامات هذا الوجود، بينما هم لا يعترفون بذلك، ولذلك لا تجد أثراً عملياً في حياتهم لما يعربون عن إيمانهم به، وأحاديث ظهوره وعلاماته كثيرة جداً لديهم، بل ربما فاقت ما لدينا من حيث العدد، وهنا يمكن مراجعة كتاب الفتن لنُعيم بن حماد أو السنن الواردة في الفتن لأبي بكر الداني للتعرف على ذلك، ومع انهم رووا في العلامات بهذه الطريقة إلّا أنك لا تجد ثقافة مهدوية تتناسب مع ما طرح له من علامات.
ثمة فارق آخر هم يختلفون معنا في كون الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف من أشراط الساعة، ونحن لا نرى ذلك، إضافة إلى أن بعضهم يروي حديثاً ضعيفاً لديهم بحسب موازينهم، من أن الإمام صلوت الله عليه اسم والده عبد الله لروايتهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، وقد أشرت إلى أن معاييرهم في قبول الأحاديث ترفض القبول به، ولكنهم بالفعل يرون ذلك، بالرغم من أن بعض علمائهم يتحدثون عن الإمام بأبي وأمي كما نتحدث في شان ولادته وفي شان اسمه وكنيته.
تعليق