بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج ال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج ال محمد
وسألت جبرئيل أن يستغفر لي من تبليغ ذلك اليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وادغال الآثمين وختل المستهزئين الذين وصفهم الله في كتابه: " بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "، لكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني اذنا وزعموا أنه لكثرة ملازمته أياي واقبالي عليه حتى انزل الله في ذلك: (الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن) فقال قل على الذين يزعمون أنه اذن خير لكم الى آخر الآية، ولو شئت اسمي القائلين بأسمائهم لسميت وأومأت إليهم بأعيانهم ولو شئت أن ادل عليهم لدللت ولكني في أمرهم قد تكرمت وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما انزل الي فقال (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) - الآية، فافهموا معاشر الناس وافهموا واعلموا أن الله قد نصب لكم وليا وإماما مفترضة طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين وعلى البادي والحاضر والأعجمي والعربي والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد ماض حكمه جايز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من صدقه قد غفر الله لمن سمع له وأطاع، معاشر الناس انه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فإان الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم ثم الأئمة الذين من صلبه إلى يوم يلقون الله ورسوله لا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرم الله، علمني الحلال والحرام وأنا أفضيب مما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه، معاشر الناس ما من علم إلا وقد أحصاه الله في وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين، ما من علم إلا علمته عليا وهو الإمام المبين، معاشر الناس لا تضلوا عنه ولا تفرقوا عنه ولا تستنكفوا من ولايته فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم وهو أول من آمن بالله ورسوله والذي فدى رسول الله بنفسه والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره، معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله واقبلوه فقد نصبه الله، معاشر الناس أنه إمام من الله ولن يتوب الله على من أنكر ولايته ولن يغفر الله له حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الآباد ودهر الدهور فأحذروا أن تخالفوني فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين، أيها الناس هي والله بشرى من الأولين من النبيين والمرسلين فجميع المرسلين إليهم من العالم من أهل السماوات والأرضين فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى ومن شك في قولي هذا فقد شك في الكل منه والشاك في ذلك فله النار، معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة بمنه علي وإحسانه منه الي ولا إله إلا هو له الحمد مني أبد الآباد ودهر الدهور على كل حال، معاشر الناس فضلوا عليا فأنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى، بنا أنزل الله الرزق وبقى الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب على من رد قولي هذا عن جبرئيل عن الله فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوا أن الله خبير بما تعملون، معاشر الناس تدبروا القرآن وأفهموا آياته ومحكماته ولا تتبعوا متشابهه فو الله لهو مبين لكم نورا واحدا ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ومصعده إلي وشائل بعضده ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا مولاه وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي وموالاته من الله تعالى أنزلها علي، معاشر الناس أن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الاكبر وكل واحد منهما مبين عن صاحبه موافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض بأمر الله في خلقه وبحكمه في أرضه وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، ألا أن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله، ألا أنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا نحل إمرة المؤمنين لأحد غيره، ثم ضرب بيده الى عضد علي (ع) فرفعه فكان أمير المؤمنين منذ أول ما صعد رسول الله (ص) قد شال عليا حتى صارت رجليه مع رقبة رسول الله ثم قال: معاشر الناس هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على امتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه والمعامل بما يرضيه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والامام الهادي بأمر الله، أقول ما يبدل القول لديه بأمر ربي أقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والعن من أنكره واغضب على من جحده اللهم أنك أنت أنزلت الأمامة لعلي وليك عند تبيين ذلك بتفضيلك إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأنعمت عليهم بنعتك ورضيت لهم الأسلام دينا فقلت: " ومن يتبع غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " اللهم أني اشهدك أني قد بلغت، معاشر الناس إنما اكمل الله عز وجل دينكم بامامته فمن لم يأتم به ويمن كان من ولدي من صلبة الى يوم القيامة والعرض على الله تعالى " فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم فيها خالدون، ولا تخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون "، معاشر الناس هذا أنصركم لي وأحق الناس بي والله عز وجل وإنا عنه راضيان وما نزلت آية رضا إلا فيه وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه ولا شهد الله بالجنة في هل اتى على الانسان إلا له ولا أنزلها في سواه ولا مدح بها غيره، معاشر الناس هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله وهو التقي النقي الهادي المهدي نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي، معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي، معاشر الناس أن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم فأن آدم هبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله فكيف أنتم وان زللتم وأنتم عباد الله ما يبغض عليا إلا شقي ولا يتولى عليا إلا تقي ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص في علي والله سورة والعصر بسم الله الرحمن الرحيم (والعصر إن الأنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، معاشر الناس قد أشهدت الله وبلغتكم الرسالة وما على الرسول إلا البلاغ المبين، معاشر الناس " اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "، معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله بالنور الذي انزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على اعقابها، معاشر الناس النور من الله عز وجل في ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه الى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبحق كل مؤمن لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والغادرين والمخالفين والخائبين والآثمين والظالمين من جميع العالمين معاشر الناس: " أني رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مت أو قتلت أنقلبتم على اعقابكم وإن تنقلبوا فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين الصابرين،