قصة جميلة وطريفة ومعبرة أعجبتني أحببت أن أنقلها لكم لتعم الفائدة.
وساعلق عليها ببعض التعليقات التي قد تكون مفيدة لنا
الاسد والثعلب والحمار::
الأسد - كالعادة - ملك الغابة وكان جائعاً
وكان معه الثعلب الذي لا يفارقه في حله وترحاله وكأنه رئيس وزرائه.
قال الأسد : يا ثعلب جيب لي طعاماً وإلا اضطررت لأكلك!!
قال الثعلب: تأكلني لا لا ، الحمار موجود سأجرجره لك حتى تأكله.
قال الأسد : طيب ولا تتأخر عليّ ..
ذهب الثعلب في زيارة مكوكية إلى الحمار
قال له: انتبه إن الأسد يبحث عن ملك للغابة فاذهب معي حتى تتقرب منه (علّها تظبط !! )
قال الحمار: هل أنت متأكد يا ثعلب؟
قال الثعلب: نعم
'وأخذ الحمار يفكر بالمنصب الذي ينتظره فرحاً بفرصة عمره
وأخذ يبني شكل وهيئة
مملكته وحاشيته من الأحلام الوردية التي حلقت به في فضاء آخر'.
طبعا وصل الحمار عند الأسد وقبل أن يتكلم قام الأسد وضربه على رأسه فقطع آذانه،
ففر الحمار على الفور.
وهكذا فشلت الخطةالأولى!!
قال الأسد: يا ثعلب جيب لي 'الحمار' وإلا أكلتك ؟
قال الثعلب : سأحضره لك ولكن أرجو أن تقضي عليه بسرعة.
قال الأسد : أنا بانتظارك.
راح الثعلب للحمار مره ثانيه وقال له:
صحيح انت حمار ولا تفهم، كيف تترك مجلس
ملك الغابة وتضيّع على نفسك هذا المنصب،
ألا تريد أن تصبح ملكاً؟!.
قال الحمار : العب غيرها يا ثعلب تضحك عليّ وتقول أنه يريد
أن ينصبني ملكا، وهو في الواقع يريد ان يأكلني .
قال الثعلب : يا حمار، هذا غير صحيح هو حقاً يريد
أن ينصبك ملكاً ولكن تمهل ولا تستعجل!!.
قال الحمار : إذن بماذا تفسر ضربته على رأسي، حتى طارت أذناي؟
قال الثعلب : أنت غشيم يا حمار، كيف ستتوج وكيف سيركب
التاج على رأسك، كان يجب
أن تطير أذناك حتى يركب التاج على رأسك يا حمار!!
قال الحمار : هه أع أع أع صدقت يا ثعلب، سأذهب معك
إلى الأسد الطيب الذي يبحث عن السلام!!
رجع الحمار برفقة الثعلب إلى عرين الأسد مرة ثانية.
قال الحمار : أع أع أع يا أسد أنا آسف ، فلقد أسأت الظن بك!!
قال الأسد : بسيطة ما صار شيء.
قام الأسد من مكانه واقترب من الحمار ثم ضربه مرة ثانية
على مؤخرته فقطع ذيل الحمار، ففرّ الحمار مرة أخرى.
قال الثعلب : أتعبتني يا أسد!!!
قال الأسد 'متذمراً' :جيب لي الحمار وإلا أكلتك!!
قال الثعلب: حاضر يا ملك الغابة.
وهكذا تكون قد فشلت المحاولة الثانية.
رجع الثعلب للحمار وقال : ما مشكلتك يا حمار ؟.
قال الحمار: أنت كذاب وتضحك عليّ ، فقدت آذاني ثم فقدت ذيلي
وأنت لا زلت تقول يريد أن ينصبني ملكا، أنت نصاب يا ثعلب!!.
قال الثعلب : يا حمار شغل عقلك، قل لي بالله عليك
كيف تجلس على كرسي الملك 'العرش' وذيلك من تحتك ؟
قال الحمار : لم أفكر في هذه ولم تخطر على بالي..!!
قال الثعلب : لهذا ارتأى الأسد ضرورة قطعه.
قال الحمار : أنت صادق يا ثعلب، أرجوك خذني عنده
لأعتذر منه وحتى نرتب الأمور.
أخذ الثعلب الحمار معه إلى الأسد مرة ثالثة.
قال الحمار: أنا آسف يا أسد، ومستعد لكل الذي تطلبه مني.
قال الأسد : لا تهتم هذه مجرد اختلافات في وجهات النظر.
قام الأسد وافترس الحمار من رقبته والحمار يصيح
'أين أضع التاج..أين أضع
التاج..أين أضع التاج '
وعند ذلك لفظ الحمار أنفاسه الأخيرة.
قال الأسد : يا ثعلب خذ اسلخ الحمار وأعطني المخ والرئة والكلى والكبد.
قال الثعلب : طيب
أكل الثعلب المخ ورجع ومعه الرئة والكلى والكبد .
قال الأسد : يا ثعلب أين المخ؟
قال الثعلب : يا ملك الغابة لم أجد له مخاً!!
قال الأسد : كيف ذلك ؟
قال الثعلب : لو كان للحمار مخ لم يرجع لك بعد قطع أذنيه وذيله .
قال الأسد : صدقت يا ثعلب فأنت خير صديق .
وهكذا نجحت الخطة الثالثة.
نستخلص من هذه القصة عدة امور لنتفكر فيها::
1- على الانسان ان يسعى لتحقيق هدفه ولايهم عدد المرات، فاليأس هو العدو اللدود للنجاح (طبعا من غير حيلة ومكر) بل بالطرق المشروعة
2- ونستفيد من هذه القصة انه ليس كل مايقال لنا نصدقه ، بل علينا التاكد والتروي.
3- وكذلك علينا الاعتبار من العثرة الاولى وان لانقع مرة اخرى بنفس الحفرة ، فالحصيف هو الذي يستفيد من اخطائه ويتعلم منها، وليس بعيب ان يخطا ولكن العيب ان يقع في نفس الخطا مرة ثانية.
3- وعلى الانسان ان يعرف طاقاته وقيمته ، ووفق هذه المعطيات يتحرك للوصول الى الهدف ، فتكليف النفس اكثر من طاقتها سيؤدي حتما الى الفشل لانه لايصل بذلك الى مايريد لانها اكبر من حجمه.
4- علينا الاعتماد في بعض امورنا على الغير وتكليفهم بها ، على ان يكون الغير على قدر المسؤولية والكفاءة.
5- ان تكون هناك دائما خططا بديلة لتلافي الاخطاء التي قد تحصل بارادتنا او خارجا عنها.
وهناك امور اخرى نستشفها من هذه القصة اترك لفطنتكم التوصل اليها لنعتبر منها.
تعليق