كان آية الله السيد علي القاضي (رضوان الله تعالى عليه ) مثالاً رائعاً للنفس الفانية في الحق
تبارك وتعالى ونموذجاً فريداً للتواضع فقد كان يطلب من أصحابه أن يعطوه ملابسهم حتى
يغسلها لهم وحين يمتنع البعض يقول له من يعرف السيد القاضي (ره ) أعطه أي شيء
قليلاً ولومنديلاً وإلا يمتعض السيد .
يذكر أية الله محسن الملايري كان أبي آية الله الميرزا أبو القاسم الملايري ملازماً للسيد القاضي
وحين دخلت عليه في النجف الأشرف قال لي :
كان والدك مقرب منا كنا نحمل الطعام بعضنا للبعض الآخر ويغسل أحدنا ثياب الآخر فحقه علينا
وطعامك عليّ مادمت في النجف الأشرف.
وفي اليوم الثاني أتاني ومعه رغيفان من الخبز والحساء فتناولت الطعام
ثم أصر عليّ أن أعطيه ثيابي التي تستحق الغسل فامتنعت إلا أن أحد مقربيه أخبرني أن أعطيه شيء
قليلاً من الثياب ولو منديلاً وإلا أنزعج السيد فأضطررت الى تسليمه بعض الثياب .
ثم يتجه بعد ذلك الى دكان ليشتري بعض الفواكه والخس الذابل ولما سأله بعضهم :
لماذا تشتري هذا الخس الذابل عكس الناس ؟!
قال المرحوم السيد القاضي :عزيزي صاحب هذا الدكان رجل مسكين وفقير وأنا أساعده من حين
لآخر ولا أريد أن أعطيه شيئاً حتى لا يذهب ماء وجهه وكرامته وثانياً لا أريد له أن يتعود على الأخذ
مجاناً فيضعف في كسبه وعمله ولا فرق عندنا بين الخس الجيد والرديء وأعلم أن لا أحد يشتري
منه هذا الخس فإذا أغلق الدكان طرحه جانباً ولذلك أبادر ألى شرائه حتى لا يتضرر.
وحين يريد أن يصف نفسه يقول :لا أصلح أن أكون نعلاً للأنسان الكامل ،و كان (رض ) يصف في
مجلس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام ) أحذية المعزين وينظفه دون أن يأبه بما يوجه إليه من
أنتقادات في أن هذه الأفعال لا تليق بشخص مثله ، كان السيد أبو القاسم الخوئي (قده ) يقول :
كنت كلما ذهبت ألى مجلس السيد القاضي أضع نعلي تحت إبطي حذراً من أن ينظفها السيد القاضي ويصفها .
رحم الله السيد علي القاضي فقد كان بحر لا حدود له من التواضع
تعليق