أمنة بنت الشريد
كما كان يفعل النظام البائد!!!،
وهذه الظاهرة غريبة عن الإسلام بل غريبة عن عادات الجاهلية أيضاً،
ومِن معاناة آمنة بنت الشريد زوجة الصحابي عمر بن الحمق أنَّ معاوية بن أبي سفيان حبسها في سجن دمشق سنتين، لأجل أن يلقي القبض على زوجها عمرو بن الحمق الذي كان من حواري عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وانضمَّ إلى مجوعة حجر بن عدي الكندي بعد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) وهذه المجموعة رفضت بيعة معاوية بن أبي سفيان ونادت بأعلى صوتها أمام الناس أنَّها باقية على بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكانت قوَّات معاوية بن أبي سفيان تطارد هذه المجموعة للقضاء عليها، فهرب عمرو بن الحمق ورفاعة بن شدّاد حتى نزلا المدائن ثم ارتحلا حتى وصلا أرض الموصل،ثمَّ إن عبد الرحمن ابن أم الحكم ظفر بعمرو بن الحمق، فقتله وبعث برأسه إلى معاوية، وهو أول راس حمل في الإسلام، فلما أتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى امرأته أمنة بنت الشريد في السجن ، فألقي في حجرهافارتاعت لذلك ثم وضعته في حجرها ووضعت كفها على جبينه، وقبلته،ثم قالت: غيبتموه عني طويلاًثم اهديتموه إلي قتيلا ! فأهلا بها مِن هديةغير قالية ولا مقلية.
وقالت لرسول معاوية: بلغ أيها الرسول عني معاوية ما أقول: " طلب الله بدمه وعجل الوبيل من نقمه فقد أتى أمرا فريا وقتل باراً تقياً".
فبلغ الرسول معاوية بما قالت، فبعث إليها فقال لها: أنتِ القائلة ما قلتِ؟قالت: نعم غير ناكلة عنه ولا معتذرة منه، قال لها: أخرجي من بلادي.
قالت: أفعل فوالله ما هو لي بوطن ولا أحن فيها إلى سجن، ولقد طال بها سهري واشتد بها عبري وكثر فيها دَيني من غيرما قرت به عيني، فقال عبد الله بن أبي سرح الكاتب لمعاوية : يا أمير المؤمنين إنهامنافقة فألحقها بزوجها، فنظرت إليه فقالت: يا من بين لحييه كجثمان الضفدع ألآ قلتَمَن أنعمكَ خِلَعًا وأصفاكَ كساء؟ إنماالمارق المنافق مَن قال بغير الصواب واتخذ العباد كالأرباب فأُنْزِل كفره في الكتاب،
فأومى معاوية إلى الحاجب بإخراجها، فقالت: وا عجباه من ابن هند يشير إليَّ ببنانه ويمنعني نوافذ لسانه، أما والله لأبقرنه بكلام عتيد كنواقد الحديد، أوماأنا بآمنة بنت الشريد.
تعليق