سلسلة من نبلاء الشيعة/24
هوسُلَيْمَانُ بنُ صُرَدٍ الخُزَاعِيُّ الأَمِيْرُ، يكنَّى أَبَا مُطَرِّفٍ،الصَّحَابِيُّ الكُوْفِيُّ كان خيراًفاضلاً له دين وعبادة كان اسمه في الجاهلية يساراً فسماه رسول الله (صلى عليه وآله)سليمان سكن الكوفة وابتنى داراً في خزاعة، وكان نزوله بها في أول ما نزلها المسلمون وكان له سن عالية وشرف وقدر وكلمة في قومه.
شهد سُلَيْمَانُ بنُ صُرَدٍ مع أمير المؤمنين(عليه السلام) مشاهده: كلها؛ الجمل وصفين والنهروان، وهو الذي قتل حوشباً ذا ظليم الألهاني بصفين مبارزة ثمَّ اختلط الناس يومئذ. وكان حوشب يومئذ سيد أهل اليمن أقبل في جمعه وصاحب لوائه يقول:
نحن اليمانون ومنا حوشب |
ذا ظليم أين منا المهرب |
فينا الصفيح والقنا المعلب |
والخيل أمثال الوشيج شزب |
إن العراق حبلها مذبذب |
إن علياً فيكم محبب |
في قتل عثمان وكل مذنب |
فحمل عليه سليمان بن صرد الخزاعي وهو يقول:
يا لك يوماً كاسفاً عصبصبا |
يا لك يوماً لا يوارى كوكبا |
يا أيها الحي الذي تذبذبا |
لسنا نخاف ذا ظليم حوشبا |
لأن فينا بطلا مجربا |
ابن بديل كالهزبر مغضبا |
أمسى عليٌّ عندنا محببا |
نفديه بالأم ولا نبقي أبا |
وكان سُلَيْمَانُ بنُ صُرَدٍ مِمَّنْ كَاتَبَ الحُسَيْنَ(عليه السلام) لِيُبَايِعَهُ، ولم يتمكن من نصـرته في كربلاء،ثمَّ خَرَجَ بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) فِي جَيش التوابين، وَسَارُوا لِلطَّلبِ بِدَمِهِ، فحَضَّ سُلَيْمَانُ عَلَى الجِهَادِ؛ وَسَارَ فِي أُلُوفٍ لِحَرْبِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ زِيَادٍ، وَقَالَ: إِنْ قُتِلْتُ، فَأَمِيْرُكُمُ المُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ،وَالتَقَى الجَمْعَانِ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ فِي جَيشٍ عَظِيمٍ،فَالتَحَمَ القِتَالُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ. وَاسْتَحَرَّ القَتْلُ بِالتَّوَّابِينَ شِيْعَةِ الحُسَيْنِ(عليه السلام)، وَقُتِلَ أُمَرَاؤُهُم الأَرْبَعَةُ؛ سُلَيْمَانُ، وَالمُسَيَّبُ، وَعَبْدُاللهِ بنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ وَالِي، وَذَلِكَ بِعَيْنِ الوَرْدَةِ،الَّتِي تُدْعَى رَأْسَ العَيْنِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ. وذكر ابن حبان أنَّ عددهم كان تسعة آلافمِن أصحاب الحسين، فتلقاهم عبيد الله بن زياد في أهل الشام فقتلهم عن آخرهم. وكان عمر سليمان حين استشهدثلاثاً وتسعين سنة.
وقد مدحه علماؤنا : قال السيدالخوئي في كتابه معجم رجال الحديث : سليمان بن صرد: هو مِن التابعين الكبار، ورؤسائهم، وزهادهم حكاه الكشي عن الفضل بن شاذان في ذيل ترجمة صعصعة بن صوحان.
وعن ابن نما في شرح الثار أنه أولمَن نهض بعد قتل الحسين طالباً بثاره(عليه السلام).
و قال السيد الخوئي : لا ينبغي الاشكال في جلالة سليمان بن صرد، وعظمته، لشهادة الفضل بن شاذان بذلك وأما تخلفه عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) في وقعة الجمل فهو غيرثابت، ولعل ذلك كان لعذر، أوبأمر من أميرالمؤمنين(عليه السلام) ، فإن ما روي عن كتاب صفين لنصربن مزاحم، عن أبي عبدالله سيف بن عمر، عن اسماعيل بن أبى عمرة، عن عبدالرحمان بن عبيد بن أبي الكنود من عتاب أميرالمؤمنين(عليه السلام) ، وعذله سليمان بن صرد في قعوده عن نصرته بعد رجوعه(عليه السلام) من حرب الجمل لا يمكن تصديقه لأنَّ عدة مِن رواته لمتثبت وثاقتهم على أنَّه لم يثبت كون هذا الكتاب عن نصر بن مزاحم بطريق معتبر، فلعل القصة مكذوبة عليه كما احتمله الشيخ ( قدس سره ). ثم إن ما ذكره الشيخ من كون سليمان بن صرد من أصحاب رسول الله(صلى عليه وآله)لعله مأخوذ من بعض كتب العامة،وإلَّا فقد صرح الفضل بن شاذان بأنه من التابعين .
تعليق