محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كان الإمام الرضا ( عليه السلام ) يشيد دوماً بولده الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و يدلِّلُ على فضله و مواهبه .
و قد بعث الفضل بن سهل إلى محمد بن أبي عباد كاتب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله عن مدى علاقة الإمام الرضا بولده الجواد ( عليهما السلام ) .
فأجابه : ما كان الرضا يذكر محمداً ( عليهما السلام ) إلا بكنيته ، فيقول : كتب لي أبو جعفر ، و كنتُ أكتب إلى أبي جعفر .
و كان آنذاك بالمدينة و هو صبي ، و كانت كتب الإمام الجواد ترد إلى أبيه ( عليهما السلام ) ، و هي في منتهى البلاغة و الفصاحة .
و حدَّث الروَاة عن مدى تعظيم الإمام الرضا لولده الجواد ( عليهما السلام ) ، فقالوا : ( إنَّ عباد بن إسماعيل ، و ابن أسباط ، كانا عند الإمام الرضا ( عليه السلام ) بمنى إذ جيء بأبي جعفر ( عليه السلام )، ) ، فقالا له : هذا المولود المبارك ؟!!
فاستبشر الإمام ( عليه السلام ) ، و قال : ( نعم هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه ) .
و هناك طائفة كثيرة من الأخبار قد أثرت عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، و هي تشيد بفضائل الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و تدلِّل على عظيم مواهبه و ملكاته .
إكبار وتعظيم :
و أحيط الإمام الجواد ( عليه السلام ) منذ نعومة أظفاره بهالة من التكريم و التعظيم من قبل الأخيار و المتحرِّجين في دينهم .
فقد اعتقدوا أنه من أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الذي فرض الله مودتهم على جميع المسلمين .
و قد ذكر الرواة أنَّ علي بن جعفر الفقيه الكبير ، و شقيق الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، و أحد أعلام الأسرة العلوية في عصره ، كان ممن يقدس الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و يعترف له بالفضل و الإمامة .
فقد روى محمد بن الحسن بن عمارة ، قال : ( كنت عند علي بن جعفر جالساً بالمدينة ، و كنت أقمت عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه – يعني الإمام الكاظم ( عليه السلام ) – إذ دخل أبو جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لارداء ، فقبّل يده و عظّمه ، و التفت إليه الإمام الجواد ( عليه السلام ) قائلاً : اجلس يا عَم ، رحمك الله ) . و انحنى علي بن جعفر بكل خضوع قائلاً : ( يا سيدي ، كيف أجلس ، و أنت قائم ؟! ) .
و لما انصرف الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، رجع علي بن جعفر إلى أصحابه ، فأقبلوا عليه يوبّخونه على تعظيمه للإمام ( عليه السلام ) مع حداثة سِنِّه ، قائلين له : أنتَ عَمُّ أبيه ، و أنت تفعل به هذا الفعل ؟!!
فأجابهم علي بن جعفر جواب المؤمن بِرَبِّه و دينه ، و العارف بمنزلة الإمامة قائلاً : ( اسكتوا ، إذا كان الله – و قبض على لحيته – لم يؤهل هذه الشيبة – للإمامة – و أهَّل هذا الفتى ، و وضعه حيث وضعه ، نعوذ بالله ممّا تقولون ، بل أنا عبد له ) .
و دلَّل علي بن جعفر على أن الإمامة لا تخضع لمشيئة الإنسان و إرادته ، و لاتنالها يد الجعل الإنساني ، و إنما أمرها بيد الله تعالى ، فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده ، من دون فرق بين أن يكون الإمام صغيراً أو كبيراً .
أقوال المؤرخين :
و قد مَلَكت مواهب الإمام الجواد ( عليه السلام ) عواطف العلماء ، فسجَّلُوا إعجابهم و إكبارهم له في مؤلَّفَاتهم ، و فيما يلي
بعض ما قالوه :
الأول ، قال الذهبي : ( كان محمد يُلقَّب بـ ( الجواد ) ، و بـ ( القانع ) ، و ( المرتضى ) ، و كان من سروات آل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و كان أحد الموصوفين بالسخاء ، فلذلك لُقِّب بـ ( الجواد ) .
الثاني ، قال السبط بن الجوزي محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم و التقى و الجود ) .
الثالث ؛ قال الشيخ محمود بن وهيب : ( محمد الجواد هو الوارث لأبيه علماً و فضلاً ، و أجلُّ أخوته قَدراً و كمالاً ) .
الرابع ؛ قال خير الدين الزركلي : ( محمد بن الرضي بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، المُلقَّب بـ ( الجواد ) ، تاسع الأئمة الإثني عشر عند الإمامية ، كان رفيع القدر كأسلافه ، ذكياً ، طليق اللسان ، قوي البديهة ) .
الخامس ؛ قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة : ( أما مناقب أبي جعفر الجواد فما اتَّسَعت حلبات مجالها ، و لاامتدَّت أوقات آجالها ، بل قضت عليه الأقدار الإلهية بِقِلَّة بقائه في الدنيا بحكمها و أسجالها ، فَقَلَّ في الدنيا مقامه ، و عجَّل القدوم عليه كزيارة حمامه ، فلم تَطُل بها مدَّتُه ، و لا امتدَّت فيها أيامُه ) .
السادس ؛ و أدلى علي بن عيسى الأربلي بكلمات أعرب فيها عن عميق إيمانه و ولائه للإمام الجواد ( عليه السلام ) فقال : ( الجواد في كلِّ أحواله جواد ، و فيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة ) .
فاق الناس بطهارة العنصر ، و زكاء الميلاد ، و افترع قِلَّة العلاء ، فما قاربه أحد ، و لا كاد مجده ، عالي المراتب ، و مكانته الرفيعة تسمو على الكواكب ، و منصبه يشرف على المناصب .
إذا أنس الوفد ناراً قالوا : ( ليتها ناره ، لا نار غالب ، لَهُ إلى المعالي سُموٌّ ، و إلى الشرف رَوَاح وَ غُدُو ، و في السيادة إِغراق وَ عُلُو ، وعلى هَام السماك ارتفاع و عُلُو ، و عن كلِّ رذيلة بعد ، و إلى كلِّ فضيلة دُنُو . تتأرج المكارم من أعطافه ، و يقطر المجد من أطرافه ، و ترى أخبار السماح عنه و عن أبنائه و أسلافه ، فطوبى لمن سعى في ولائه ، و الويل لمن رغب في خلافه ) .
هذه بعض الكلمات التي أدلى بها كبار المؤلِّفين ، و هي تمثِّل إعجابهم بمواهب الإمام وعبقرياته ، و ما اتَّصف به من النزعات الشريفة التي تحكي صفات آبائه الذين رفعوا مشعل الهداية في الأرض .
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كان الإمام الرضا ( عليه السلام ) يشيد دوماً بولده الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و يدلِّلُ على فضله و مواهبه .
و قد بعث الفضل بن سهل إلى محمد بن أبي عباد كاتب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله عن مدى علاقة الإمام الرضا بولده الجواد ( عليهما السلام ) .
فأجابه : ما كان الرضا يذكر محمداً ( عليهما السلام ) إلا بكنيته ، فيقول : كتب لي أبو جعفر ، و كنتُ أكتب إلى أبي جعفر .
و كان آنذاك بالمدينة و هو صبي ، و كانت كتب الإمام الجواد ترد إلى أبيه ( عليهما السلام ) ، و هي في منتهى البلاغة و الفصاحة .
و حدَّث الروَاة عن مدى تعظيم الإمام الرضا لولده الجواد ( عليهما السلام ) ، فقالوا : ( إنَّ عباد بن إسماعيل ، و ابن أسباط ، كانا عند الإمام الرضا ( عليه السلام ) بمنى إذ جيء بأبي جعفر ( عليه السلام )، ) ، فقالا له : هذا المولود المبارك ؟!!
فاستبشر الإمام ( عليه السلام ) ، و قال : ( نعم هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه ) .
و هناك طائفة كثيرة من الأخبار قد أثرت عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، و هي تشيد بفضائل الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و تدلِّل على عظيم مواهبه و ملكاته .
إكبار وتعظيم :
و أحيط الإمام الجواد ( عليه السلام ) منذ نعومة أظفاره بهالة من التكريم و التعظيم من قبل الأخيار و المتحرِّجين في دينهم .
فقد اعتقدوا أنه من أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الذي فرض الله مودتهم على جميع المسلمين .
و قد ذكر الرواة أنَّ علي بن جعفر الفقيه الكبير ، و شقيق الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، و أحد أعلام الأسرة العلوية في عصره ، كان ممن يقدس الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و يعترف له بالفضل و الإمامة .
فقد روى محمد بن الحسن بن عمارة ، قال : ( كنت عند علي بن جعفر جالساً بالمدينة ، و كنت أقمت عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه – يعني الإمام الكاظم ( عليه السلام ) – إذ دخل أبو جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لارداء ، فقبّل يده و عظّمه ، و التفت إليه الإمام الجواد ( عليه السلام ) قائلاً : اجلس يا عَم ، رحمك الله ) . و انحنى علي بن جعفر بكل خضوع قائلاً : ( يا سيدي ، كيف أجلس ، و أنت قائم ؟! ) .
و لما انصرف الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، رجع علي بن جعفر إلى أصحابه ، فأقبلوا عليه يوبّخونه على تعظيمه للإمام ( عليه السلام ) مع حداثة سِنِّه ، قائلين له : أنتَ عَمُّ أبيه ، و أنت تفعل به هذا الفعل ؟!!
فأجابهم علي بن جعفر جواب المؤمن بِرَبِّه و دينه ، و العارف بمنزلة الإمامة قائلاً : ( اسكتوا ، إذا كان الله – و قبض على لحيته – لم يؤهل هذه الشيبة – للإمامة – و أهَّل هذا الفتى ، و وضعه حيث وضعه ، نعوذ بالله ممّا تقولون ، بل أنا عبد له ) .
و دلَّل علي بن جعفر على أن الإمامة لا تخضع لمشيئة الإنسان و إرادته ، و لاتنالها يد الجعل الإنساني ، و إنما أمرها بيد الله تعالى ، فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده ، من دون فرق بين أن يكون الإمام صغيراً أو كبيراً .
أقوال المؤرخين :
و قد مَلَكت مواهب الإمام الجواد ( عليه السلام ) عواطف العلماء ، فسجَّلُوا إعجابهم و إكبارهم له في مؤلَّفَاتهم ، و فيما يلي
بعض ما قالوه :
الأول ، قال الذهبي : ( كان محمد يُلقَّب بـ ( الجواد ) ، و بـ ( القانع ) ، و ( المرتضى ) ، و كان من سروات آل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و كان أحد الموصوفين بالسخاء ، فلذلك لُقِّب بـ ( الجواد ) .
الثاني ، قال السبط بن الجوزي محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم و التقى و الجود ) .
الثالث ؛ قال الشيخ محمود بن وهيب : ( محمد الجواد هو الوارث لأبيه علماً و فضلاً ، و أجلُّ أخوته قَدراً و كمالاً ) .
الرابع ؛ قال خير الدين الزركلي : ( محمد بن الرضي بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، المُلقَّب بـ ( الجواد ) ، تاسع الأئمة الإثني عشر عند الإمامية ، كان رفيع القدر كأسلافه ، ذكياً ، طليق اللسان ، قوي البديهة ) .
الخامس ؛ قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة : ( أما مناقب أبي جعفر الجواد فما اتَّسَعت حلبات مجالها ، و لاامتدَّت أوقات آجالها ، بل قضت عليه الأقدار الإلهية بِقِلَّة بقائه في الدنيا بحكمها و أسجالها ، فَقَلَّ في الدنيا مقامه ، و عجَّل القدوم عليه كزيارة حمامه ، فلم تَطُل بها مدَّتُه ، و لا امتدَّت فيها أيامُه ) .
السادس ؛ و أدلى علي بن عيسى الأربلي بكلمات أعرب فيها عن عميق إيمانه و ولائه للإمام الجواد ( عليه السلام ) فقال : ( الجواد في كلِّ أحواله جواد ، و فيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة ) .
فاق الناس بطهارة العنصر ، و زكاء الميلاد ، و افترع قِلَّة العلاء ، فما قاربه أحد ، و لا كاد مجده ، عالي المراتب ، و مكانته الرفيعة تسمو على الكواكب ، و منصبه يشرف على المناصب .
إذا أنس الوفد ناراً قالوا : ( ليتها ناره ، لا نار غالب ، لَهُ إلى المعالي سُموٌّ ، و إلى الشرف رَوَاح وَ غُدُو ، و في السيادة إِغراق وَ عُلُو ، وعلى هَام السماك ارتفاع و عُلُو ، و عن كلِّ رذيلة بعد ، و إلى كلِّ فضيلة دُنُو . تتأرج المكارم من أعطافه ، و يقطر المجد من أطرافه ، و ترى أخبار السماح عنه و عن أبنائه و أسلافه ، فطوبى لمن سعى في ولائه ، و الويل لمن رغب في خلافه ) .
هذه بعض الكلمات التي أدلى بها كبار المؤلِّفين ، و هي تمثِّل إعجابهم بمواهب الإمام وعبقرياته ، و ما اتَّصف به من النزعات الشريفة التي تحكي صفات آبائه الذين رفعوا مشعل الهداية في الأرض .
تعليق