الأسئلة والأجوبة
س1- البعض يدّعي أن هناك روايتين عن حكيمة عمّة الإمام العسكري (ع) تصرّح بولادة الحجة عجل الله فرجه لكنهما ضعيفتان سنداً ومختلفتان مضموناً, إذ تقول إحداهما: إنّ الطير هو الذي أخذه وغيبه والثانية ليس فيها ذلك؟ ج- ذكر في إحدى الروايتين أن الطير أخذ الإمام لفترة وجيزة ثم إن الله سبحانه وتعالى أرجعه إلى أبيه الإمام الحسن العسكري، ولا تعارض بين الروايتين، إذ أن إحداهما تذكر هذا الأمر والأخرى لا تذكره. واختلاف الروايات في بعض الخصوصيات في قصة طويلة مع وجود كثير من الروايات الدالة على وجود الإمام المهدي لا يكون لها أثر أبداً. س2- هل أن ظهور الإمام عجل الله فرجه له علاقة طردية بملئ الأرض ظلماً وجوراً, أي كلما ملئت ظلماً وجوراً اقترب ظهور الإمام؟ وهل هذا الإملاء للظلم والجور حتم، أي إن لم تملأ الأرض ظلماً وجوراً سوف لا يظهر الإمام؟ ج- ليس المقصود من هذه الكلمات التي وردت في الروايات هذا المعنى. بل المقصود من ذلك أنه بعد ما طالت الفترة وطغى الطغاة على الأرض, وارتداد الناس والإجحاف الذي حصل بحق الدين وحماته امتلأت الأرض فساداً وظلماً, وهذا الامتلاء لا يمنع أن يكون هناك, أو يبقى هناك مؤمن, وإلاّ من أين يأتي الإمام عجل الله فرجه بأنصار له, فالمقصود من وراء ذلك أن المؤمنين من أمّة رسول الله صلى الله عليه وآله لا تأخذهم الحيلة ولا يأخذهم بذلك الضعف, حيث أن امتلاء الأرض لا يعني أنه لا يبقى حق, بل الحق يظهر ولو امتلأت الأرض ظلماً وجوراً وفساداً. س3- هل يمكن التوفيق بين ما روي عندنا وما روي عند العامّة أن المهدي عجل الله فرجه يولد آخر الزمان ونحن نقول أنه مولود؟ ووجه التوفيق أن العامة عندهم السنة منحصرة بقول النبي صلى الله عليه وآله وحين بشّر بالمهدي لم يكن مولوداً! ج- ليس هذا التزاماً بالروايات التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله ـ كما قلت في الجلستين السابقتين ـ فكلها تقول يظهر, يولد آخر الزمان, ولكن ما هو المقصود بآخر الزمان؟ لقد وصف آخر الزمان بالقياس إلى عدد الأئمّة عليهم السلام فهو آخر الزمان, وكلمة آخر الزمان كلمة إضافية لا يمكن تحديدها. والذي ذهب إليه جمع وما قلته بخدمتكم في الجلسة السابقة والأسبق هو أن الروايات الواردة في كتب أبناء العامة كلها تقول: إنّه سيظهر, وهناك روايات تقول: ولد وسيظهر. بهذا تجتمع الروايات. س4- وردت في دعاء العهد هذه الآية من القرآن الكريم }ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ وَالبَحْرِ بِما كَسَبَت أيْدي النّاس { (1) فما المقصود بفساد البحر؟ ج- ليس هناك من يسكن، ولكن الأرض المتصلة والقارات المتصلة بعضها مع بعض عبّر عنها بالبر والناس الذين يعيشون في الجزر المحاطة بالماء عبّر عنهم بالبحر. س5- قال أبو جعفر (ع)إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع به عقولهم وكملت به أحلامهم (2) إذا لم يكن للمعجزة دور في عصر الظهور فما هو الرد على هذا الحديث في قول الإمام:"وضع الله يده على رؤوس العباد"؟ ج- نعم, بالعكس سُئل كثير من المحققين والعلماء: ما السبب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وكذلك أمير المؤمنين لم يتمكن من فتح الأرض كلها! وكيف يتمكن الإمام المنتظر من ذلك؟ فأجاب أن وسائل أمير المؤمنين والرسول كانت عادية طبيعية. والإمام المنتظر يكون مؤيّداً بالمعجزات والقوة الخارقة وبذلك يتمكّن من ملء الأرض عدلاً وقسطاً. س6- كيف يمكن مواجهة الدول المسماة بالعظمى التي تملك أسحلة مدمّرة, القليل منها يدمر العالم فضلاً عن الكثير في حالة عدم تحقق المعجزة؟ ج- ممكن أن ينتشر الإسلام في تلك الدول وتصبح هذه الأسلحة بأيدي المسلمين بدون تعب, أليس الله قادراً على ذلك!! س7- من المعروف من خلال الروايات أن النداء في شهر رمضان والظهور في شهر محرم ألا تشكل هذه الفترة بين الشهرين خطورة على الإمام عجل الله فرجه من قبل أعدائه؟ ج- الله سبحانه وتعالى لا يسأل عمّا يفعل وهو سبحانه يفعل ما به مصلحة للإمام عجل الله فرجه. س8- ما هو دورنا نحن المكلّفون في زمن الغيبة وخصوصاً في هذه الأيام التي امتلأت بالفتن؟ ج- أشرنا سابقاً إلى أنّ علينا الالتزام بالدين والتقوى, وخصوصاً نحن طلاب العلوم الدينية نقدم لعامة الناس العون وبذلك نهدي الناس إلى الصراط المستقيم, والعمل معاً قولاً وفعلاً فردياً واجتماعياً. س9- اعطني دليلاً عقلياً على وجود الإمام الحجّة؟ ج- ذكر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة، وبعضهم أعطوا دليلاً عقلياً وراغ عنه بعض أعداء أهل البيت عليهم السلام, فإنهم يريدون دليلاً ليس عقلياً وذكرنا لهم روايات عديدة، ثم يطالبون بالدليل العقلي. وأقام علماؤنا الدليل العقلي أو العقلائي, وقامت الحجة والدليل على أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه, وهذا خير دليل على وجود إمام معصوم في الأرض. س10- مع إمكان وإقرار رؤية الإمام فهل عاصرتم أو سمعتم ممن عاصرتموه برؤية الإمام عجل الله فرجه في مدة حياتك الشريفة؟ ج- قلنا في الجلستين السابقتين أنّنا منعنا من ذكر اسمه الشريف فضلاً عن ذكر اللقاء به, ومن رآه إن لم يسمح له الإمام عجل الله بذكره لا يجوز له أن يذكره. نعم سمعنا ذلك لعله أكثر من سماع ولكن لا يجوز التفوّه بذلك. س11- ورد في الروايات أن الإمام الحجة عجل الله فرجه يقتل قتلة الإمام الحسين, فأين هم في زمن ظهوره؟ وورد في الأحاديث أنّه يقتل قتلاً كثيراً؟ ج- هذه الروايات التي تتعرّض إلى خصوصيات أحداث ظهوره روايات مختلفة, ويصعب التكهّن بكل ما يحدث في زمان الظهور, وهذه الروايات التي ذكرتها من هذا القبيل, فلا يمكن التكهّن بما يحصل أيام ظهوره وكيف يذهب عن الدنيا هل يذهب قتيلاً أو يموت حتف أنفه الروايات مختلفة. س12- ورد في الأحاديث أنه يظهر في عدد من السنين الفردية إلى غير ذلك، أفلا يعتبر هذا توقيتاً؟ ج- ليس هذا توقيتاً, بل هو من قبيل القول بأنّه عجل الله فرجه يظهر في آخر الزمان, والتوقيت هو ذكر اليوم والشهر والسنة. س13- الروايات التي ذكرتموها هل وردت في كتب أبناء العامّة مثل الصحاح وأنكروها أم لم ترد أصلاً؟ ج- الروايات في كتب أبناء العامّة تشير أكثر من مرة إلى هذا المعنى, وهو أنه سيظهر. أما ولادة شخصه فالروايات في كتبهم شبه نادرة. س14- يقال أن عدد أصحاب الإمام عجل الله فرجه بعدد أصحاب بدر، فهل هذا العدد هو عدد قادة الجيوش أم عدد الناصرين للإمام؟ ج- لا أعتقد أن يكون عدد الناصرين منحصراً في (313) فقط لأنّ هذا غير مقبول عقلاً. وقد علمنا أن الإمام يريد أن يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بالقوة وبالسيف فيمكن أن يكونوا قادته حسب ميزاننا أو قادة جيوشه أو مثل ما يقال برلمانه المقدّس. س15- ما اسم أمّ الإمام عجل الله فرجه ونسبها؟ ج- وردت عدّة أسماء: نرجس وصيقل وصقيل وحكيمة وأسماء أخرى, ونسبها ينتهي إلى بعض حواريي عيسى بن مريم (ع) وكانت في بلاد الكفر والإمام بشّرها فأسلمت ثم هاجرت إلى البلاد الإسلامية في قصة طويلة مذكورة في الكتب. س16- بالنسبة إلى أصحاب الإمام الحجّة عجل الله فرجه (313) هل يمتازون بصفات مناصب أو مراكز اجتماعية أو مراكز رئاسية؟ ج- لا يمكن التكهّن بذلك، هم أتقياء شرفاء , ومطيعون للإمام عجل الله فرجه, هذه صفة جامعة بينهم, أمّا غير ذلك فغير مذكور في الروايات. س17- هل يشترط بهم الاجتهاد؟ ج- لا يشترط الاجتهاد, إنّما يشترط التقوى والحكمة والشجاعة والبسالة والطاعة المطلقة. س18- البعض يقول لأجل تقريب ظهور الحجّة لا بد من أن ننشر الفساد والظلم في الأرض لكي نمهّد للظهور, فهل هذا الرأي صحيح؟ ج- هذا من نفحات الشيطان, الله يكره الفساد ويكره المفسدين وسوف يأتي سلام الله عليه ويقطع رقاب المفسدين ويذهبون إلى النار بغير حساب. س19- نأمل من سماحتكم ندوة أخرى حول إثبات إقامة دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه و علامات الظهور؟ ج- علامات الظهور قسمان بعضها تحقق فلا نحتاج إلى البحث عنه, أما العلامات التي لم تتحقق وهي قليلة جداً مذكورة في كتب الأصحاب, مثل إكمال الدين وإتمام النعمة, والشيخ الطوسي أشار إليها أيضاً وكذلك صاحب كتاب الأمالي. ولا نحتاج إلى إقامة ندوة، فهذه علامات تكوينية والتكهن بها غير ممكن ولا يعلم بوقتها إلاّ هو. س20- هل صحيح أن هناك روايات تذهب إلى أن الإمام المهدي يستشهد على يد امرأة؟ ج- هناك رواية لم يثبت سندها. وقد قلت قبل قليل لإخوتي: لتكونوا على بيّنة أن الروايات التي تتعرض لبيان خصوصيات أعماله سلام الله عليه بعد ظهوره مختلفة وإثبات سندها مشكل, ولا يمكن الجزم بشيء من الخصوصيات الجزئية لما يحدث في زمان الإمام بعد ظهوره الشريف, إنما نقول أنه يكوّن حكماً إسلامياً حقيقياً لا يخاف في دولته أحد من المؤمنين. س21- هل يوجد من علماء العامّة المعروفين من يؤمن بولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه كما يؤمن به الشيعة؟ ومن هم؟ ج- لم يظهر لي أحد, فقط ظهر لي بعضهم مثل الدكتور محمد إقبال لكن بعد ذلك تشيّع, ترك ذلك المذهب، وهو الذي طرح فكرة تأسيس دولة باكستان على يد محمد علي جنان. س22- من هم الأبدال؟ وما هو السبيل والمنهج للوصول إلى هذه المرتبة العالية؟ ج- لا سبيل إلى ذلك إلاّ تقوى الله, ويتم ذلك تحت إشراف وهداية وإرشاد رجل عاقل فاهم عالم حتى يرشد الإنسان إلى كيفية الالتزام بتقوى الله وكيف يسري إلى تزكية النفس وطهارة النفس، وكل ذلك يحتاج إلى البحث والعلم والفحص والعمل. س23- ما هو رأي سماحتكم حول الولاية التكوينية للإمام عجل الله فرجه, مع توضيح الولاية! ج- الولاية التكوينية, هذه كلمة ترددت على ألسن الناس.. إنّ الولاية التشريعية تعني تشريع الأحكام, فالله شرع الدين والأحكام على يد الرسول, والأئمة كانوا موضحين ومفسرين لتلك الأحكام, نعم إذا تمكن أحد من الأئمة مثل أمير المؤمنين لفترة محدودة والإمام الحسن فترة وجيزة جداً أشهر فقط من إقامة سلطة ظاهرية يفتقد إلى تشريع بعض الأحكام, مثل قواعد المرور وقواعد الشرطة وقواعد الأمن والمخابرات ونحو ذلك, هذا المقدار من التشريعات بيد الإمام, وهذه من ملازمات الولاية العامة, أي السلطة التشريعية. وأمّا الولاية التكوينية بمعنى أن يكون غير الله تعالى _ يعني أحد المعصومين _ له تصرف في الإحياء والإماتة وما إلى ذلك, فإنّ كان المقصود به أن الله تعالى استقال ( العياذ بالله) فهذا كفر وإلحاد، وقد نفى الله سبحانه وتعالى هذا المعنى, وقال في كتابه: }كُلّ يَومٍ هُوَ فِي شَأن {(3) ونسب هذا الفكر إلى اليهود ولعنهم }وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَة {. (4) وإن كان المقصود أن المعصوم ربّما يتمكّن من التصرف في التكوينيات بعنوان الإعجاز فذلك من صميم معتقدات الإمامية. والحمد لله رب العالمينالهوامش:
(1) الروم (30) : 41.
(2) لاحظ: مختصر بصائر الدرجات: 117، بحار الأنوار: 52 / 336 الحديث 71.
(3) الرحمن (55) : 29.
تعليق