إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نبذة عن حياة الامام الجواد ( عليه السلام )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نبذة عن حياة الامام الجواد ( عليه السلام )









    الإمام محمد الجواد (عليه السلام)

    الاسم :
    الإمام محمد الجواد (ع)

    اسم الأب :
    الإمام علي الرضا (ع)

    اسم الأم :
    خيزران

    تاريخ الولادة :
    10 رجب سنة 195 للهجرة

    محل الولادة :
    المدينة

    تاريخ الاستشهاد :
    6 ذي الحجة سنة 220 للهجرة

    محل الاستشهاد :
    الكاظمية

    محل الدفن :
    الكاظمية



    القابه الشريفة :
    المنتجب والمرتضى والزكي والقانع والرضي واشهرها الجواد

    ** بشرى المولد العظيم **


    لقد اورد شيخ الطائفة الطوسي ﴿رحمه الله﴾ هذا الدعاء في كتابه المسمى
    ب(مصباح المتهجد)
    *« قال ابن عياش و خرج إلى أهلي على يد الشيخ الكبير أبي القاسم رضي الله عنه
    في مقامه عندهم هذا الدعاء في أيام رجب اللهم إني أسألك بالمولودين في
    رجب محمد بن علي الثاني و ابنه علي بن محمد المنتجب
    و أتقرب بهما إليك خير القرب. . . »

    المواجهة الأولى
    في يوم دافئ، وأشعّة الشمس تتسلّل برفق عبر أزقّة مدينة بغداد،
    وتبدأ انتشارها فوق السّهول المترامية الأطراف حولها،
    خرج المأمون العباسي مع نفر من حاشيته للصيد،
    وقد امتطوا جيادهم يسابقون بها الريح، مصطحبين صقورهم وكلابهم،
    قاصدين السّهول الممتدّة حول المدينة.

    بغداد في تلك الأيام كانت مدينةً كبيرةً جداً،
    تحيط بها مزارع البرتقال وكروم العنب وأشجار النّخيل،
    يزيّنها العشب الأخضر والورود.

    كان الموكب يجتاز شوارع العاصمة، مثيراً الرعب والذّعر في قلوب الناس.
    وفي أحد الشوارع صادف مجموعةً من الصبية يلعبون ويتراكضون،
    وما إن شعر الصبيّة باقتراب خيل الحاكم حتى هربوا في كلّ اتّجاهٍ؛
    وتلك كانت صورة الحكّام المرعبة،
    فقد ترك أسلاف المأمون كالرّشيد والمنصور وهشامٍ والحجاج بصمات
    البطش والإرهاب في النفوس.

    خلت الساحة من الأطفال، عدا طفل منهم،
    انتصب شامخاً أمام الموكب غير آبهٍ به، ممّا أثار دهشة المأمون،
    فأمر بإحضار الصبيّ إليه، وخاطبه قائلاً: لماذا لم تهرب مع الصبية الآخرين؟
    قال الصبيّ: مالي ذنب فأفرّ منه، ولا الطريق ضيّق فأوسّعه عليك،
    فسر حيث شئت.

    قال المأمون متعجّباً من جرأة الغلام: من تكون أنت؟
    قال: أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
    الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

    قال المأمون: ما تعرف من العلوم؟
    قال: سلني عن أخبار السّماوات.
    (لقد سأل المأمون الغلام الصغير عمّا يعرفه من العلوم،
    والعلوم لا يعرفها إلاّ من درسها، وقضى السنين في تعلّمها،
    فكيف يسأل عنها غلاماً صغيراً؟

    والجواب أنّ المأمون يعلم ذلك، لكنّه بعد أن عرف أنّ الغلام هو ابن
    الإمام الرضا (ع)، وأنّه فرع من الشجرة المباركة،
    شجرة أهل البيت عليهم السلام، الذين يتوارثون العلوم والمعارف،
    كلاّ عمّن سبقه، سأله هذا السؤال الطبيعيّ).

    ترك المأمون الإمام مبتعداً نحو السّهول،
    وهو غارق في التفكير بأمر هذا الغلام، ومضى النهار إلا أقلّه،
    والمأمون لا يجد صيداً، فأطلق أحد صقوره يبحث عن طريدة؛
    حلّق الصّقر عالياً وغاب عن الأنظار ساعةً،
    عاد بعدها وهو يحمل حيّةً بين مخالبه، وألقاها أمام المأمون،
    أمر المأمون بوضع الحيّة في صندوق وقال لأصحابه:
    قد دنا حتف ذلك الغلام في هذا اليوم، وعلى يديّ.
    ثمّ عاد أدراجه نحو بغداد.

    وفي طريق عودته، التقى بالصبيّة أنفسهم وابن الرضا بينهم،
    فاقترب منه قائلاً (وكأنّما يتابع معه حديث الصباح):

    وما عندك من أخبار السماوات؟
    أجاب الإمام قائلاً: حدثني أبي عن آبائه، عن النبيّ، عن جبرائيل،
    عن ربّ العالمين أنّه قال: بين السماء والهواء عجاج
    (والعجاج هو الغبار أو الدخان) يتلاطم به الأمواج .
    فيه حيات خضر البطون، رقط الظهور (لونها مبقّع بالبياض والسواد)،
    يصيدها الملوك بالبزاة الشهب، ليمتحنوا به العلماء . .

    فقال المأمون: صدقت، وصدق أبوك، وصدق جدّك، وصدق ربّك.
    كان هذا هو اللّقاء الأول بين الإمام والمأمون، وتوالت اللّقاءات،
    وتعرّف المأمون أكثر وأكثر على مناقب الإمام العالية،
    وضلوعه بالعلم والمعرفة، وصمّم أن يزوّجه ابنته.

    اعتراض العباسيين
    كان المأمون يرمي من تزويج ابنته من الإمام الجواد (ع)،
    إلى اكتساب رضى السادة العلويين،
    وإزالة ذكرى الموت المفاجئ للإمام الرضا عليه السلام من الخواطر،
    مدّعياً الصفاء معهم، كما يرمي من جهة ثانية إلى أن يكون الإمام الجواد
    على مقربةٍ منه، ليتمكّن من مراقبته بواسطة عيونه وجواسيسه،
    ومعرفة تحرّكاته واتّصالاته، وقد سبق للمأمون أن اتّبع الأسلوب نفسه
    مع الإمام الرضا عليه السلام.

    ولمّا علم العباسيون بالأمر، ثقل عليهم واستكبروه،
    وخافوا أن ينتهي الأمر مع الجواد إلى ما انتهى إليه مع أبيه الرضا،
    فيفوز بولاية عهد المأمون.

    اجتمع نفر منهم إلى المأمون قائلين:
    ننشدك الله يا أميرالمؤمنين أن تصرف النظر عن هذا الأمر الذي عزمت
    عليه من تزويج ابن الرضا؛ فإنّا نخاف أن تخرج عنّا أمراً قد ملكناه،
    وتنزع عنّا عزّاً قد ألبسناه،
    فقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم آل عليّ قديماً وحديثاً،
    وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك معهم،
    وقد كنّا في وهلةٍ (فزع) من عملك مع الرضا ما عملت،
    حتّى كفانا الله ألمهمّ من ذلك، فالله الله أن تردّنا إلى غم انحسر عنّا (زال عنا)،
    فاصرف رأيك عن ابن الرضا، واعدل إلى من تراه من أهل بيتك
    يصلح لها دون غيرهم . .

    فأجابهم المأمون: أمّا ما كان بينكم وبين آل أبي طالب،
    فأنتم السبب فيه، ولو أنصفتم القوم لكانوا أولى بكم.
    وأمّا ما كان يفعله من قبلي بهم، فقد كان قاطعاً للرّحم، وأعوذ بالله من ذلك . .
    وأمّا أبوجعفرٍ محمد (الجواد) بن عليّ فقد اخترته لتبريزه (تفوّقه)
    على كافّة أهل الفضل في العلم، مع صغر سنّه..
    وأنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه، ليعلموا أنّ الرأي ما رأيت فيه.

    فقالوا: أتزوّج ابنتك وقرّة عينك صبياً لم يتفقّه في دين الله،
    ولم يعرف حلاله من حرامه، ولا فرضه من سننه؟
    فأمهله ليتأدّب ويقرأ القرآن ويتفقّه في الدين، ثمّ اصنع ما تراه بعد ذلك . .

    فقال لهم: ويحكم، إنّي أعرف بهذا الفتى منكم، وإنّه لأفقه منكم . .
    وإن شئتم فامتحنوه، فإن كان كما وصفتم قبلت منكم .

    فقالوا: لقد رضينا لك ولأنفسنا بامتحانه؛ فخلّ بيننا وبينه،
    لنعيّن من يسأله بحضرتك عن شيءٍ من فقه الشريعة،
    فإن أصاب الجواب لم يكن لنا اعتراض، وإن عجز عن ذلك فقد كفينا أمره.

    قبل المأمون، وعيّن لهم يوماً لذلك.
    ثم اجتمع رأيهم على يحيى بن أكثم ، قاضي القضاة يومذاك،
    على أن يسأل الإمام مسألة لا يعرف الجواب عنها،
    ووعدوه بأموالٍ وفيرةٍ إن هو استطاع ذلك.

    مجلس الامتحان
    وفي اليوم الذي عيّنه المأمون، حضر الإمام وقاضي القضاة والمأمون،
    كما حضر كبار العباسييّن، وأعيان الدولة، وجلس الناس على مراتبهم،
    بينما أجلس المأمون الإمام الجواد إلى جانبه.

    من الجدير بالذكر أنّ تلك المجالس الفخمة التي كان العباسيون يقيمونها
    من وقت إلى آخر، لم تكن بالنسبة إليهم إلاّ مجالس ترفٍ ولهوٍ،
    ولم تكن تعقد بناءً على التعاليم الإسلامية التي تراعي أصول التساوي بين الناس،
    ولم يسيروا فيها على خطى الرسول صلى الله عليه وآله،
    وخطى الإمام عليّ عليه السلام،
    في جعلها مجالس للمذاكرة في تعاليم الإسلام وأحكامه،
    ممّا يعود بالفائدة على الجميع،
    بل كانت مجالس للمناظرة والمبارزة الكلاميّة وإلقاء الأشعار والخطب.
    فحضور الإمام في هذا المجلس لم يكن حضور مشارك أو حتى ضيفٍ،
    بل كان - في الواقع - حضوراً قهريّاً إجبارياً لا يستطيع منه فكاكاً ..
    على أيّ حالٍ، فقد جلس الإمام في مكانٍ فخمٍ مزيّن إلى جانب المأمون،
    كما جلس النبيّ يوسف - من قبل - إلى جانب فرعون مصر.
    وفي قصص الأنبياء دروس للناس،
    تبيّن لهم الحقائق الكامنة وراء الأحداث التاريخية المختلفة باختلاف الأزمان،
    فها هو يوسف النبي، يجلس إلى جوار فرعون مصر ويدير له شؤون دولته،
    وفي يوم آخر، يقوم نبيّ آخر هو موسى عليه السلام، ضدّ فرعون آخر،
    فيهزمه ويقضي عليه. ولكنّ الكثرين لا يفكّرون في أحداث التاريخ،
    ويعجزون عن فهمها وإدراك مغزاها.
    تقول الآية الشريفة:

    { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسّائلين}.
    ساد المجلس صمت مطبق، والكلّ يتطلّع إلى رؤية الإمام الجواد،
    هذا القادم الجديد إلى بغداد، والذي لم تقع عليه أعين الناس من قبل،
    ورؤية مقدرته، وهو ابن تسع سنين، في مواجهة قاضي قضاة بغداد،
    ويتساءلون: هل في مقدور حفيد رسول الله أن يصمد أمام أسئلة هذا العالم الكبير؟

    قطع القاضي يحيى بن أكثم حبل الصمت، والتفت إلى المأمون قائلاً:
    أيأذن لي أميرالمؤمنين بأن أوجّه سؤالاً إلى أبي جعفر بن الرّضا؟
    أجاب المأمون: عليك أن تأخذ الإذن منه . .
    التفت يحيى بن أكثم إلى الإمام الجواد قائلاً:
    �أتأذن لي - جعلت فذاك - في مسألة؟ فقال له أبو جعفر: سل إن شئت.
    قال يحيى: ماذا تقول في محرم قتل صيداً؟ أجاب الإمام:

    قتله في حلّ أوحرم؟ عالماً كان المحرم أم جاهلاً؟ قتله عمداً أو خطأ؟
    حرّاً كان أم عبداً؟ صغيراً كان أو كبيراً؟ مبتدئاً بالقتل أم معيداً؟
    من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد أم من كباره؟
    مصرّاً على ما فعل أم نادماً؟ في الليل كان قتله للصيد في أوكاره أم نهاراً؟
    محرماً كان بالعمرة إذ قتله، أو بالحجّ كان محرماً؟

    فتحيّر يحيى بن أكثم، وبان في وجهه العجز والانقطاع،
    وتلجلج حتى عرف أهل المجلس أمره�.

    لم يكن يحيى بن أكثم قد سمع - حتى يومه ذاك -
    بأكثر من وجه واحدٍ للمحرم الذي يقتل صيداً، ولم يعرف لذلك سوى حكم واحدٍ،
    ويفاجأ الآن بأنّ سؤالاً قصيراً واحداً يحتاج - في الإجابة عليه -
    إلى كلّ ذلك التفصيل الكبير . .

    تحيّر يحيى بن أكثم، وتحيّر معه كلّ من حضر المجلس،
    وأدركوا بأنّ الإمام الجواد عليه السلام بحر من العلم والمعرفة؛
    فقد أعطاهم - على صغر سنه - درساً في الأحكام،
    وهو أنّ الحكم في كلّ مسألةٍ يختلف باختلاف ظروفها وملابساتها.

    ويروى أنّ المأمون طلب من الإمام أن يسأل يحيى بن أكثم كما سأله،
    فأجابه الإمام إلى طلبه، وسأل القاضي سؤالاً لم يعرف الإجابة عليه،
    وقال: والله لا أهتدي لجوابك، ولا أعرف الوجه في ذلك، فإن رأيت أن تفيدنا.
    فاستجاب الإمام إلى رغبته، وأعطاه جواب المسألة . .

    عند ذاك، أقبل المأمون على من حضره من أهل بيته قائلاً: ويحكم،
    إنّ أهل هذا البيت خصّوا من بين الخلق بما ترون من الفضل،
    وإنّ صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال،
    أما علمتم أنّ رسول الله (ص) افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين
    عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهو ابن عشر سنين. وقبل الإسلام منه،
    ولم يدع أحداً في سنه غيره؟ أفلا تعلمون الآن ما خصّ الله به هؤلاء القوم،
    وأنّهم ذريّة بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم؟ فقالوا:
    صدقت يا أميرالمؤمنين، إنّ ما تراه هو الصّواب.

    زواج سياسيّ
    سرّ المأمون لخروجه من المراهنة منتصراً، ورأى أن يستغلّ الفرصة المتاحة،
    فالتفت نحو الإمام قائلاً:

    يا بقيّة الرسول صلى الله عليه وآله، لقد علمت فضلك ومنزلتك،
    واخترتك زوجاً لابنتي �أمّ الفضل ،
    وإنّي - رغم معارضة الكثيرين لهذا الزّواج - أطلب منك القبول.

    تردّد الإمام؛ فهو يعرف تماماً ما يرمي إليه المأمون من هذه المصاهرة،
    ويدرك الأهداف التي تكمن وراءها، فهي ليست في الواقع إلاّ زواجاً سياسيّاً،
    يحقّق للمأمون أغراضه في تهدئة وإرضاء العلويّين وفي جعل الإمام الجواد
    قريباً منه وتحت مراقبته .

    شعر الإمام بالضيق، لكنّه كان يدرك حرج الموقف،
    فهو لا يستطيع أن يرفض طلب المأمون أمام هذا الجمع الكبير من أعيان بغداد، ورجالات الدولة وقوّادها، ففي الرّفض إهانة عظيمة للمأمون،
    والله وحده يعلم النتائج . .

    هنا لم يجد الإمام بدّاً من القبول،
    لكنّه اشترط أن يحدّد لابنة المأمون صداقاً مساوياً لصداق جدّته الزهراء
    عليها السلام، وهو خمسمئة درهمٍ.
    ورضي المأمون . .

    أقام المأمون بهذه المناسبة احتفالاً عظيماً، هيّأ له جميع مظاهر الأبّهة والجلال،
    وأمر الخدم والحشم بارتداء الملابس الفاخرة،
    وراحوا يستقبلون الضيوف ويوزّعون عليهم الهدايا الثّمينة؛
    ثمّ فرشت الموائد الحافلة بأفخر الطعام، وأكل الناس.

    بقي الإمام يكتم سخطه من هذه المصاهرة، ومن الأعباء التي خلّفتها له،
    وأحسّ بتسلّط المأمون عليه، وكم كان يتمنّى لو بقي في المدينة . .
    فهو يدرك أنّ الذي فعل بالإمام الرضا عليه السلام،
    من صنوف المكرو التّآمر ما فعل، حتى لقد اغتاله أخيراً بأسلوب جبان غادرٍ،
    هو نفسه المأمون الذي يصاهره الآن،
    ولعلّه أصبح أكثر إصراراً على المضيّ في خططه الماكرة،
    الرامية إلى اجتثاث أمر الإمامة من الجذور،
    ما دام يرى فيها خطراً جدّياً يتهدّد وجوده ومستقبله في الحكم . .
    فكّر الإمام بكلّ هذا، لكنّه لم يستطع حيال الأمر شيئاً غير الصبر،
    وأسلم أمره لله سبحانه.

    ودارت الأيام . . وكبرت .أمّ الفضل .وكبر الإمام، وتمّ الزواج . .
    عاش الإمام الجواد عليه السلام في بغداد مدّة من الزّمن بعد زواجه،
    وقد حاول المأمون جرّه إلى المجالس التي يقيمها العباسيّون، لكنّه لم ينجح،
    فقد حرص الإمام على تجنّبها والابتعاد عنها ما وسعه ذلك،
    وإذا صادف حضوره بعضها،
    فقد كان يستغلّ وجوده لإزجاء النّصح والموعظة الحسنة،
    ومناظرة أصحاب الأفكار والعقائد المنحرفة، وكانت تلك الفترة -
    رغم ما تخلّلها من مضايقاتٍ - فترةً هادئةً إجمالاً،
    انصرف فيها عليه السلام إلى القيام بالإرشاد والتوجيه،
    إلى ما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.

    وقبل وفاة المأمون بعامٍ واحدٍ تقريباً،
    خرج الإمام من بغداد ترافقه زوجته قاصدين مكّة للحجّ،
    وبعد أداء الحجّ توجّه إلى المدينة، وبقي فيها حتى وفاة المأمون،
    واستلام المعتصم للحكم بعده.

    الإمام (عليه السلام) والمعتصم
    كان المعتصم أكثر ظلماً وجوراً من أخيه المأمون،
    وكان يكثر من اللّهو والشرب ورحلات الصيد، لكنّه كان يهاب الإمام (ع)،
    ويخشى تأثيره على الناس، وما يلمسه من احترامهم له والتفافهم حوله،
    فأصرّ على استقدامه ثانيةً إلى بغداد، وذلك لنفس الأسباب التي سبقت من قبل.

    خلّف الإمام في المدينة ابنه أبا الحسن عليّاً الهادي عليهما السلام،
    بعد أن أوصى له بالإمامة من بعده، وتوجّه إلى العراق.
    وكان المعتصم لمّا يزل يتحيّن الفرص للتخلّص منه،
    يساعده في ذلك ابن أخيه جعفر بن المأمون،
    ويعقوب بن داود كبير فقهاء القصر، وغيرهما من الأعوان.

    كان ابن داود يحقد على الإمام لأنّه يرى في وجوده تحديداً لنفوذه بين العامّة،
    وتهديداً لمركزه لدى المعتصم، وقد جرت بينهما مناظرات عدّة،
    كان ابن داود يخرج منها منهزماً أمام قوّة الحقّ والمنطق والصواب،
    وحدث مرّة أن أتي بسارقٍ إلى مجلس المعتصم،
    فطلب من الفقهاء رأيهم في كيفيّة إقامة الحدّ على السارق،
    فأشار عليه ابن داود أن يقطع يده من الرّسغ،
    وأقرّه على رأيه أكثر العلماء، بينما أشار بعضهم بقطع يد السارق من الساعد.
    هنا التفت المعتصم إلى الإمام يطلب رأيه، فأشار عليه بقطع أصابع اليد فقط،
    لأنّ قطع اليد من الرّسغ يزيل موضعاً من مواضع السجود السبعة،
    وهو راحة اليد.

    أعجب المعتصم برأي الإمام وأخذ به، متجاهلاً آراء الفقهاء الآخرين،
    فعظم الأمر على ابن داود، فلأوّل مرّةٍ يهمل المعتصم فتواه ويأخذ بفتوى غيره،
    والإمام هو السّبب في ذلك، فصار يتحيّن الفرص للإيقاع به،
    واستطاع آخر الأمر أن يوغر عليه صدر المعتصم،
    ويوقظ عنده هاجس الخوف على الحكم، والخوف من اتّساع نفوذ العلويين،
    وذكّره بما كان يفعله أسلافه من العباسيّين بحقّ أهل بيت الرسول (ص).
    فصمّم المعتصم على الغدر بالإمام، وأقدم على دسّ السمّ له في الطعام،
    بالطريقة الجبانة الغادرة نفسها، ويقال إنّ أداته في فعلته النكراء تلك،
    كانت زوجة الإمام أمّ الفضل، نظراً لما تكنّه من حقدٍ على الإمام،
    لتفضيله أمّ الإمام الهادي عليها.
    وتوفّي عليه السلام متأثّراً بالسمّ في اليوم السادس من ذي الحجة سنة 220 للهجرة، وهو في ريعان شبابه،
    ودفن في الكاظميّة إلي جوار جدّه الإمام الكاظم عليهما السلام.

    الأثر الطيّب
    كانت حياته عليه السلام صورةً عن حياة آبائه الأطهار،
    عاشها في أداء الرسالة وتأدية الأمانة، رغم المصاعب والشدائد التي كانت تحيط به، وقد اجتمع حوله الناس،
    وروى عنه الرواة عشرات الأحاديث في مختلف المواضيع.
    وأثرت عنه أقوال تعدّ من أبلغ الحكم والمواعظ.

    قال له أحد أصحابه يوماً: يا مولاي، إنّي لأرّجو أن تكون القائم من آل بيت محمد،
    الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً،
    فقال عليه السلام:

    ما منّا إلا قائم بأمر الله، وهادٍ إلى دين الله،
    ولكنّ القائم الذي يطهّر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود،
    ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، هو الذي تخفى على الناس ولادته،
    ويغيب عنهم شخصه، وهو الذي تطوى له الأرض، ويذلّ له كلّ صعب،
    يجتمع إليه من بكم الله جميعاً، إن الله على كلّ شيءٍ قدير }.
    فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص، أظهر الله أمره،
    وإذا كمل له العقد وهو عشره آلاف رجل، خرج بإذن الله،
    فلا يزال يقتل أعداء الله، حتى يرضى الله.

    ومن الأقوال المأثورة عنه قوله عليه السلام:
    حسب المرء من كمال المروءة تركه ما لا يجمل به،
    ومن حيائه أن لا يلقى أحداً بما يكره . . ومن سخائه برّه بمن يجب حقّه عليه، وإخراجه حقّ الله من ماله، ومن إسلامه تركه ما لا يعنيه،
    وتجنّبه الجدال والمراء في دينه، ومن كرمه إيثاره على نفسه،
    ومن صبره قلّة شكواه، ومن إنصافه قبول الحقّ إذا بان له . .
    ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه . .
    ومن سلامته قلّة حفظه لعيوب غيره، وعنايته بإصلاح عيوبه.

    وقال عليه السلام: العامل بالظلم والمعين له والرّاضي به شركاء.
    وقال (ع) أيضاً: من عمل بغير علمٍ كان ما يفسد أكثر مما يصلح،
    إيّاك ومصاحبة الشّرير، فإنّه كالسيف المسلول، يحسن منظره ويقبح أثره . . .
    عز المؤمن غناه عن الناس.

    وقد أحاطت كلماته عليه السلام بجميع الجوانب التي تشدّ الإنسان إلى الخلق الكريم، والأدب الرفيع، والسلوك القويم، وكلّ ما يرفع من شأن الإنسان،
    ويوفّر له السعادة، والكرامة، في دنياه وآخرته.

    لهذا ونحوه، وهب الأئمة من أهل البيت عليهم السلام حياتهم ووجودهم،
    وتحمّلوا في سبيل ذلك كلّ أنواع الظلم والجور والتّشريد،
    ورحلوا عن دنيا الناس بأجسادهم،
    وظلّوا فيها أحياء بسيرتهم ومبادئهم وتعاليمهم،
    التي تلهم الأجيال كلّ معاني الخير والنبل والفضيلة،
    في كلّ زمانٍ ومكانٍ.



    بشرى المولد العظيم
    لقد اورد شيخ الطائفة الطوسي ﴿رحمه الله﴾
    هذا الدعاء في كتابه المسمى ب(مصباح المتهجد)
    *« قال ابن عياش و خرج إلى أهلي على يد الشيخ الكبير أبي القاسم رضي الله عنه
    في مقامه عندهم هذا الدعاء في أيام رجب اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب
    محمد بن علي الثاني و ابنه علي بن محمد المنتجب و أتقرب بهما إليك خير القرب. . . »
    لقد سمعت من هذا الصبي عجبا
    * حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام )
    قالت : لما حضرت ولادة الخيزران ام أبي جعفر ( عليه السلام )
    دعاني الرضا فقال لي : يا حكيمة احضري ولادتها وادخلي وإياها والقابلة بيتا ،
    ووضع لنا مصباحا وأغلق الباب علينا فلما أخذها الطلق طفى المصباح وبين
    يديها طست فاغتممت بطفي المصباح ، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبوجعفر
    ( عليه السلام ) في الطست واذا عليه شئ رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره
    حتى أضاء البيت فأبصرناه فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك
    الغشاء فجاء الرضا ففتح الباب وقد فرغنا من أمره ،
    فأخذه فوضعه في المهد وقال لي : يا حكيمة الزمي مهده .
    قالت : فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء
    ثم نظر يمينه ويساره ثم قال : أشهد أن لاإله إلاالله وأشهد أن محمدا رسول الله ،
    فقمت ذعرة فزعة فأتيت أبا الحسن ( عليه السلام )
    فقلت له : لقد سمعت من هذا الصبي عجبا ،
    فقال : وما ذاك ؟
    فأخبرته الخبر فقال : يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر .(1
    النص عليه بالإمامة
    عن محمد بن أبي عباد وكان يكتب للرضا ﴿عليه السلام﴾ ضمه إليه الفضل بن سهل،
    قال: ماكان ﴿عليه السلام﴾ يذكر محمدا ابنه ﴿عليه السلام﴾
    إلا بكنيته يقول كتب إلي أبو جعفر، وكنت أكتب إلى أبي جعفر هو صبي بالمدينة،
    فيخاطبه بالتعظيم، وترد كتب أبي جعفر عليه السلام في نهاية البلاغة والحسن،
    فسمعته يقول: أبو جعفر وصيي وخليفتي في أهلي من بعدى.(2
    *عن محمد بن عمرو الزيات عن ابن قياما
    قال: دخلت على أبي الحسن الرضا ع﴿ليه السلام﴾ وقد ولد له أبو جعفر
    عليه السلام فقال: إن الله قد وهب لي من يرثني ويرث آل داود(3.
    *عن ابن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن موسى ﴿عليه السلام﴾
    من قبل أن يقدم العراق بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه،
    فنظر إلي وقال: يا محمد ستكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك
    قال: قلت: وما يكون جعلني الله فداك فقد أقلقتني ؟
    قال: أصير إلى هذه الطاغية أما إنه لا يبدأني منه سوء،
    ومن الذي يكون بعده قال: قلت: وما يكون جعلني الله فداك ؟
    قال: يضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء قال: قلت: وما ذلك جعلني الله فداك ؟
    قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحده إمامته من بعدي كان كمن ظلم
    علي بن أبي طالب ﴿عليه السلام﴾ إمامته وجحده حقه بعد رسول الله
    ﴿صلى الله عليه وآله﴾ قال: قلت: والله لئن مد الله لي في العمر لا سلمن له حقه،
    ولاقرن بامامته قال: صدقت يا محمد يمد الله في عمرك، وتسلم له حقة،
    وتقر له بامامته وإمامة من يكون من بعده، قال: قلت: ومن ذاك ؟
    قال: ابنه محمد، قال: قلت له: الرضا والتسليم.(4
    طرف من معاجزه ﴿عليه السلام﴾
    * لما توجه أبو جعفر ﴿عليه السلام﴾ من بغداد منصرفا من عند المأمون ومعه
    ام الفضل قاصدا بها إلى المدينة صار إلى شارع باب الكوفة،
    ومعه الناس يشيعونه، فانتهى إلى دار المسيب عند مغيب الشمس نزل ودخل
    المسجد وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد،
    فدعا بكوز من الماء فتوضأ في أصل النبقة فصلى بالناس صلاة المغرب فقرأ
    في الاولى منها الحمد، وإذا جاء نصرالله، وقرأ في الثانية الحمد وقل هو الله أحد،
    وقنت قبل ركوعه فيها، وصلى الثالثة وتشهد ثم جلس هنيئة يذكر الله جل اسمه
    وقام من غير أن يعقب وصلى النوافل أربع ركعات وعقب بعدها،
    وسجد سجدتي الشكر ثم خرج.
    فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملا حسنا فتعجبوا من ذلك
    وأكلوا منها فوجدوه نبقا حلوا لا عجم له،
    وودعوه ومضى عليه السلام من وقته إلى المدينة فلم يزل بها إلى أن أشخصه
    المعتصم في أول سنة خمس وعشرين ومائتين إلى بغداد وأقام بها حتى
    توفي عليه السلام في آخر ذي القعدة، من هذه السنة،
    فدفن في ظهر جده أبي الحسن موسى عليهما السلام,(5
    *عن ابن اروبه أنه قال: إن المعتصم دعا جماعة من وزرائه فقال:
    اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى زورا واكتبوا أنه أراد أن يخرج
    ثم دعاه فقال: إنك أردت أن تخرج علي فقال: والله ما فعلت شيئا من ذلك،
    قال: إن فلانا وفلانا شهدوا عليك فاحضروا
    فقالوا: نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك،
    قال: وكان جالسا في بهو فرفع أبو جعفر عليه السلام يده
    وقال: اللهم إن كانوا كذبوا علي فخذهم،
    قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يرجف ويذهب ويجيئ و كلما قام واحد
    وقع المعتصم: يا ابن رسول الله إنى تائب مما قلت،
    فادع ربك أن يسكنه فقال: اللهم سكنه إنك تعلم أنهم أعداؤك وأعدائي فسكن.(6
    الامام الجواد ﴿عليه السلام﴾ يجيب على اسئلة الناس
    *ورد ان يحيى بن اكثم سال الامام الجواد ﴿عليه السلام﴾ عدة اسئلة ولنقرا بعضها ...
    فقال يحيى: قد روي أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لو لم ابعث لبعث عمر،
    فقال عليه السلام: كتاب الله أصدق من هذا الحديث،
    يقول الله في كتابه " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح "
    فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه،
    وكان الانبياء عليهم السلام لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك
    وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله،
    وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نبئت وآدم بين الروح والجسد.
    فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله قال :
    ما احتبس الوحي عني قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب،
    فقال عليه السلام : وهذا محال أيضا لانه لا يجوز أن يشك النبي صلى الله عليه
    وآله في نبوته، قال الله تعالى: " الله يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس "
    فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به.(7
    *وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: استأذن على أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾
    قوم من أهل النواحي فأذن لهم فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين
    ألف مسألة فأجاب وله عشر سنين.(8
    ما منا الا قائم بأمر الله
    *عن الاسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني قال:
    قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام:
    إني لارجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملا الارض قسطا
    وعدلا كما ملئت ظلما وجورا،
    فقال عليه السلام:
    يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمرالله عزوجل وهاد إلى دينه،
    ولكن القائم الذي يطهر الله به الارض من أهل الكفر والجحود،
    ويملاها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه،
    ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله وكنيه،
    وهو الذي تطوى له الارض، ويذل له كل صعب،
    يجتمع إليه أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الارض
    وذلك قول الله عزوجل " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير ".
    فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر أمره، فإذا أكمل له العقد،
    وهو عشرة آلاف رجل، خرج بإذن الله عزوجل،
    فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عزوجل. قال عبد العظيم:
    فقلت له: يا سيدي وكيف يعلم أن الله قد رضي ؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة.
    فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما.(9
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
    1- مناقب آل أبى طالب
    2- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 18
    3- نفس المصدر اعلاه
    4- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 19
    5- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 89
    6- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 45
    7- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 82
    8- بحار الأنوار / جزء 50 / صفحة 93
    9- بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة 283




    التعديل الأخير تم بواسطة الراصد الجديد; الساعة 21-05-2013, 06:24 PM.












  • #2
    جعل الله هذا الجهد في ميزان أعمالك أخي الفضل
    صن النفس وأحملها على ما يزينها---------تعش سالماً والقول فيك جميلٌ

    sigpic

    تعليق


    • #3


      اختي الكريمة العفيلة زينب
      شكرا لكي على هذا الدعاء الجميل
      وعلى هذا المرور الاجمل
      جزاكي الله عز وجل خير الجزاء المحسنين













      تعليق


      • #4
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #5


          اختي الكريمة
          من نسل عبيدك احسبني ياحسين
          مروركي جميل
          جزاكي الله عز وجل خير الجزاء













          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X