إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا استعاذت مريم وهي تراه تقياً ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا استعاذت مريم وهي تراه تقياً ؟

    جاء في سورة مريم (ع): ﴿قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾(1)، لماذا استعاذت مريم (ع) اذا كان مَن رأته كان "تقيا"؟

    الجواب :

    لم تكن السيدة مريم (ع) تعلم بهوية مَن فاجئها بالدخول عليها لأنَّه كان في صورة بشر، ولم يعرِّف بعدُ لها عن نفسه ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾(2) ولهذا أوجست منه خيفة وظنَّت انَّه إنَّما أراد بها سوءً، فاستعاذت بالله تعالى منه، وإنَّما قالت: ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾(3)لأنَّ تقوى الله تعالى والمحاذرة من غضبه هو ما يردع الإنسان ويحجزه عن مقارفة المعصية.



    فالسيدة مريم (ع) لم تكن تعلم انَّه تقيٌّ أو ليس بتقي ولكنَّه لو كان تقيَّاً واقعاً فإنَّ تذكيره بتقواه سوف يحجزه عن مقارفة الذنب، لأنَّ التقي وإنْ كان قد تجمح به رغبته فتُوقعه في الذنب إلا انَّه إذا ذُكِّر بتقواه أحجم وتراجع، ولذلك رُوي عن عليٍّ أمير المؤمنين (ع) انَّه قال: "علمتْ أنَّ التقي ينهاه التُقى عن المعصية"(4).



    وإنْ لم يكن تقياً فإنَّ تذكيره بالتقوى هو السبيل المتاح لها للردع، فقد تُدركه بهذا التذكير خشيةٌ من الله تعالى فيرتدع عمَّا أراد اقترافه، فقول مريم (ع): ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ وعظٌ وتذكير بما يجب أنْ يكون عليه الإنسان العاقل من الاتَّصاف بالتقوى لله جلَّ وعلا، فمساق قولها: ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ أشبه شيءٍ بقول الضعيف للقوي الذي يهمُّ بقتله: إنْ كنت انساناً فلا تقتلني، أو قول المرأة له: "إنْ كنتَ شهماً فلا تضربني" وذلك لأنَّ الإنسانية تقتضي الرحمة، والشهامة تقتضي عدم ضرب المرأة، فقول الضعيف: إنْ كنت انساناً تذكيرٌ بما ينبغي أن يكون عليه القويُّ من الاتَّصاف بالإنسانية المساوقة للرحمة، وقول المرأة: إنْ كنتَ شهماً تذكيرٌ بما ينبغي ان يكون عليه الرجل من الاتَّصاف بالشهامة المفضية لعدم التعدِّي على المرأة.



    وكذلك فإنَّ قول مريم (ع): ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ تذكيرٌ بما يجب ان يكون عليه الإنسان من التقوى المفضية للإرتداع عن مقارفة الذنب والتعرُّض لسخط الله تعالى وعذابه، فيكون التذكير بالتقوى تذكيراً بسخط الله وعذابه والذي من المنتظر أنْ يكون رادعاً عن التعدِّي.



    والمتحصل إنَّ قول مريم (ع): ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ معناه إن كنت تقياً واقعاً فلتردعك تقواك عن مساورة الذنب، وإنْ لم يكن المخاطَب تقياً كانت ثمرة التذكير بالتقوى هي التذكير بسخط الله تعالى الموجب لإحداث التقوى في النفس بما يفضي للإرتداع من الذنب.



    1- سورة مريم الآية/18.

    2- سورة مريم الآية/17.

    3- سورة مريم الآية/18.

    4- تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 6 ص 411.

  • #2

    موضوع رائع بارك الله فيكم

    اخي الفاضل

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
      أحسنتم اخي الكريم على طرحكم النوراني
      جعله الله في ميزان حسناتكم
      شكرا" لكم
      ودمتم في رعاية وحفظ الباري.
      " وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك فَتَرْضَى "

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


        ان وصف مريم عليها السلام للشخص الآتي لها بالتقوى فانه يحتمل انّه يتسم بالتقوى الظاهرة علائمها على محياه، لذلك خاطبته بهذه الصفة، إذ لعلّ نفسه قد سولت له في لحظة من اللحظات لذلك أرادت أن تذكره بالله تعالى حتى يردعه عن أي فعل مخالف للتقوى..
        أو يحتمل انّها استعارت هذه الكلمة حتى تذكر المقبل عليها بالله عزّ وجلّ فانّ كثير من الناس حتى المنغمسين بالذنوب والمعاصي فانّه يهتزّ كيانه لذكر الله إذا ما صدر هذا الذكر من إنسان يعتبر من أولياء الله تعالى، وبذلك قد يثوب الى رشده..


        الأخ القدير سامر الزيّادي..
        أحسنتم ووفقكم الله لكل ما يحب ويرضى...


        تعليق


        • #5
          ​احسنت وفقك الله


          (لاي الامور تدفن سرا بضعه المصطفى ويعفى ثراها)

          تعليق


          • #6
            أحسنتم أخي سامر ، بارك الله تعالى بكم ..
            فما ذكرتموه أشار إليه جماعة من العلماء رضوان الله تعالى عليهم والتزموه ، بناء على الظاهر القرآني ..
            لكن فيه -عند أهل الحكمة- نظر شديد، كونه -في الراجح- يتقاطع مع بعض الثوابت..

            ولا يخفى عليكم أنّ جلّ القرآن مبني على التقدير والمجاز ؛ حتّى قال العلماء لذلك : هو قطعي الصدور ظني الدلالة!!!!!!!

            فمن الوجوه التي ذكرها بعض كبار العلماء أنّ مريم أرواحنا لذكرها الفداء قالت هذا للتعليم ؛ أي أنّ المرأة إذا جوبهت بمثل هذا الموقف فلتقل هذا الكلام ، وإلا فلا يغيب عنها جبرائيل حتى من بعد التمثّل ، وهي التي كانت تحدثها الملائكة تؤانسها وتأتيها برزقها بكرة وعشيا منذ أن كانت طفلة (ست إلى ثمان سنين) في محراب بيت المقدس ..
            والزبدة : فهذا الوجه مبني على قاعدة إياك أعني واسمعي يا جارة ، وله نظائر في القرآن ، فتأمل .

            أحسنتم مولاي على ما تفظلتم به من بيان سلس للوجه المسرود من قبلكم ، مع التنبيه على أنه في إجماله لا ينافي الذي حكيناه عن بعض العلماء ..
            كثر الله فينا مثلك من أهل البراعة

            تعليق


            • #7
              اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين شكرا اخي الفاضل للمعلومات بارك الله بك

              تعليق


              • #8
                احسنت اخي سامر على هذه المعلومات بوركت وجعلها الله زاداً لك يوم القيامة
                sigpic

                لاتسألني من انا والأهل أين
                هاك أسمي خادماً أم البنين

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X