الرابع: قراءته - عليه السلام - وقت ولادته الكتب المنزلة من الله تعالى والصعود به إلى سرادق العرش
الرابع: قراءته - عليه السلام - وقت ولادته الكتب المنزلة من الله تعالى والصعود به إلى سرادق العرش 2663 / 7 - الحسين بن حمدان الحضيني في (هدايته): قال: حدثني هارون بن مسلم بن سعدان البصري ومحمد بن أحمد البغدادي وأحمد بن إسحاق وسهل بن زياد الآدمي و عبد الله بن جعفر، عن عدة من المشايخ الثقاة الذين كانوا مجاورين (4) للامامين - عليهما السلام -، عن سيدنا أبي الحسن وابي محمد - عليهما السلام - قالا: (إن الله عزوجل إذا
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: والله لاراه. (2) من المصدر والبحار. (3) كمال الدين: 426 ح 2 وعنه البحار 51 / 11 ح 14. ورواه في روضة الواعظين: 257 - 260، وقد تقدم قطعة منه في الحديث 2510 ويأتي ذيله في الحديث 2681. (4) في المصدر: ملازمين. [ * ]
[ 21 ]
أراد أن يخلق الامام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء [ من ] (1) المزن، فتسقط في ثمار الارض فيأكلها الحجة - عليه السلام -، فإذا استقرت في الموضع الذي تستقر فيه ومضي له أربعون يوما سمع الصوت، فإذا أتت له أربعة أشهر وقد حمل كتب على عضده الايمن: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) (2)، فإذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود من نور في كل مكان ينظر فيه إلى الخلائق وأعمالهم، وينزل أمر الله إليه في ذلك العمود، والعمود نصب عينيه حيث تولى ونظر). قال أبو محمد - عليه السلام -: دخلت على عمتي في دارها، فرأيت جارية من جواريهن قد زينت تسمى نرجس، فنظرت إليها نظرا أطلته)، فقالت لي عمتي حكيمة: يا سيدي تنظر إلى هذه الجارية نظرا شديدا ؟ فقلت له: (يا عمة ما نظري إليها إلا نظر التعجب مما لله فيها من إرادته وخيرته) فقالت [ لي ] (3): يا سيدي أحسبك تريدها ؟ فأمرتها أن تستأذن أبي علي بن محمد - عليهما السلام - في تسليمها إلي، ففعلت، فأمرها - عليه السلام - بذلك، فجاءتني بها). قال الحسين بن حمدان: وحدثني من أثق به من المشايخ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا - عليهما السلام - قال: كانت حكيمة تدخل على أبي محمد - عليه السلام - فتدعو له أن يرزقه الله ولدا، وأنها
(1) من المصدر، وفيه: فتسقط في ثمرة من ثمار الجنة. (2) الانعام: 115. (3) من المصدر. [ * ]
[ 22 ]
قالت: دخلت عليه فقلت له كما [ كنت ] (1) أقول ودعوت له كما كنت أدعو، فقال: ([ يا عمة ] (2) أما [ إن الذي ] (3) تدعين [ الله ] (4) أن يرزقنيه [ يولد في هذه الليلة ] (5) فاجعلي إفطارك عندنا)، فقلت: يا سيدي ممن يكون هذا المولود العظيم ؟ فقال: (من نرجس يا عمة). قالت: فقلت [ له ] (6): يا سيدي ما في جواريك أحب إلي منها، وقمت ودخلت عليها وكنت إذا دخلت [ الدار تتلقاني وتقبل يدي وتنزع خفي بيدها، فلما دخلت إليها ] (7) فعلت بي كما كانت تفعل، فانكببت على قدميها (8) فقبلتها ومنعتها مما كانت تفعله، فخاطبتني بالسيادة فخاطبتها بمثلها، فقالت [ لي ] (9): فديتك، فقلت لها أنا فداءك وجميع العالمين، فأنكرت ذلك مني، فقلت: لا تنكرين ما فعلت، فإن الله سيهب لك في هذه الليلة غلاما سيدا في الدنيا والآخرة وهو فرج للمؤمنين، فاستحيت فتأملتها فلم أر بها أثر حمل. فقلت لسيدي أبي محمد - عليه السلام -: ما أرى بها حملا، فتبسم - عليه السلام - فقال (إنا معاشر الاوصياء ليس نحمل في البطون وانما نحمل في الجنوب، ولا نخرج من الارحام. إنما نخرج من الفخذ الايمن من امهاتنا، لاننا نور الله الذي لا تناله الدناسات)، فقلت له: يا سيدي لقد أخبرتني انه يولد في هذه الليلة، ففي أي وقت منها ؟ فقال: (في
(1) من المصدر. (2 - 6) من المصدر والبحار. (7) من إثبات الوصية. (8) في المصدر والبحار: يديها، وفي البحار: فقبلتهما. (9) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 23 ]
طلوع الفجر يولد الكريم على الله إن شاء الله تعالى). قالت حكيمة: فقمت فأفطرت ونمت بالقرب من نرجس، وبات أبو محمد - عليه السلام - في صفة تلك الدار التي نحن فيها، فلما ورد وقت صلاة الليل [ قمت ] (1) ونرجس نائمة ما بها أثر ولادة، فأخذت في صلاتي ثم أوترت فأنا في الوتر حتى وقع في نفسي أن الفجر قد طلع، ودخل في قلبي شئ فصاح [ بي ] (2) أبو محمد - عليه السلام - من الصفة الثانية (لم يطلع الفجر يا عمة) فأسرعت الصلاة وتحركت نرجس فدنوت منها وضممتها إلي وسميت عليها، ثم قلت لها: هل تحسين بشئ ؟ فقالت: نعم، فوقع علي سبات لم أتمالك معه أن نمت، ووقع على نرجس مثل ذلك، فنامت فلم أنتبه إلا [ بحس ] (3) سيدي المهدي - عليه السلام - وصيحة أبي محمد - عليه السلام - يقول: (يا عمة هاتي إبني إلي)، فقد قبلته فكشفت عن سيدي - عليه السلام - فإذا [ أنا ] (4) به ساجدا يبلغ الارض بمساجده، وعلى ذراعه الايمن [ مكتوب ] (5) (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) (6)، فضممته إلي فوجدته مفروغا منه، ولففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد - عليه السلام -، فأخذه وأقعده على راحته اليسرى وجعل راحته اليمنى (7) على ظهره، ثم أدخل لسانه
(1 و 2) من المصدر. (3 و 4) من البحار. (5) من المصدر والبحار. (6) الاسراء: 82. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل هكذا: واقعده على راحته اليمنى وأمر يده على ظهره. [ * ]
[ 24 ]
- عليه السلام - في فمه وأمر بيده على ظهره وسمعه ومفاصله، ثم قال له: (تكلم يا بني)، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأن عليا أمير المؤمنين ولي الله - عليه السلام -)، ثم لم يزل يعدد السادة الائمة - عليهم السلام - إلى أن بلغ إلى نفسه، ودعا لاوليائه بالفرج على يده ثم أحجم، فقال أبو محمد - عليه السلام - (يا عمة إذهبي به إلى امه ليسلم عليها وأتيني به)، فمضيت به [ إلى امه ] (1) فسلم عليها ورددته إليه، ثم وقع بيني وبين [ ابي ] (2) محمد - عليه السلام - كالحجاب، فلم أر سيدي، فقلت له: يا سيدي أين مولانا ؟ فقال: أخذه مني من هو أحق به منك فإذا كان يوم السابع فأتينا، فلما كان اليوم السابع جئت فسلمت [ عليه ] (3) ثم جلست، فقال - عليه السلام -: (هلمي بابني)، فجئت بسيدي وهو في ثياب صفر، ففعل به كفعله [ الاول ] (4) وجعل لسانه - عليه السلام - في فمه، ثم قال له: تكلم يا بني، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله)، واثنى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والائمة - عليهم السلام - حتى وقف على أبيه، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في
(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 25 ]
الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) (1) ثم قال له: إقرأ يا بني مما أنزل الله على أنبيائه ورسله، فابتدأ بصحف آدم - عليه السلام - فقرأها بالسريانية، وكتاب ادريس، وكتاب نوح، وكتاب هود، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وانجيل عيسى، وقرآن (2) محمد جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ثم قص قصص النبيين والمرسلين إلى عهده. فلما كان [ بعد ] (3) أربعين يوما دخلت عليه إلى دار أبي محمد - عليه السلام - فإذا مولانا صاحب الزمان يمشي في الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته، فقال لي أبو محمد - عليه السلام -: (هذا المولود الكريم على الله عز وجل)، فقلت له: [ يا ] (4) سيدي له أربعون يوما وأنا ارى من أمره ما أرى. فقال - عليه السلام -: (يا عمة أما علمت أنا معاشر الاوصياء ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في جمعة، وننشأ في الجمعة [ مثل ما ينشأ غيرنا في الشهر، وننشأ في الشهر مثل ] (5) ما ينشأ غيرنا في السنة)، فقمت وقبلت راسه وانصرفت ثم عدت وتفقدته فلم اره، فقلت لسيدي ابي محمد - عليه السلام -: ما فعل مولانا ؟ فقال: (يا عمة إستودعناه الذي إستودعته ام موسى - عليه السلام -).
(1) القصص: 5 - 6. (2) في المصدر والبحار: وفرقان. (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) من إثبات الوصية. [ * ]
[ 26 ]
ثم قال - عليه السلام -: (لما وهب لي ربي مهدي هذه الامة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقف (1) بين يدي الله عزوجل، فقال له: مرحبا بك عبدي لنصرة ديني وإظهار أمري ومهدي عبادي، آليت أني بك آخذ وبك اعطى وبك اغفر وبك اعذب، اردداه أيها الملكان على أبيه ردا رفيقا، وأبلغاه أنه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن احق به الحق وازهق به الباطل، ويكون الدين لي واصبا). ثم قال: لما سقط من بطن امه إلى الارض وجد جاثيا على ركبتيه رافعا سبابتيه، ثم عطس فقال: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبدا ذاكرا لله غير مستنكف ولا مستكبر)، ثم قال - عليه السلام -: (زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة لو أذن [ الله ] (2) لي في الكلام لزال الشك). (
الرابع: قراءته - عليه السلام - وقت ولادته الكتب المنزلة من الله تعالى والصعود به إلى سرادق العرش 2663 / 7 - الحسين بن حمدان الحضيني في (هدايته): قال: حدثني هارون بن مسلم بن سعدان البصري ومحمد بن أحمد البغدادي وأحمد بن إسحاق وسهل بن زياد الآدمي و عبد الله بن جعفر، عن عدة من المشايخ الثقاة الذين كانوا مجاورين (4) للامامين - عليهما السلام -، عن سيدنا أبي الحسن وابي محمد - عليهما السلام - قالا: (إن الله عزوجل إذا
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: والله لاراه. (2) من المصدر والبحار. (3) كمال الدين: 426 ح 2 وعنه البحار 51 / 11 ح 14. ورواه في روضة الواعظين: 257 - 260، وقد تقدم قطعة منه في الحديث 2510 ويأتي ذيله في الحديث 2681. (4) في المصدر: ملازمين. [ * ]
[ 21 ]
أراد أن يخلق الامام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء [ من ] (1) المزن، فتسقط في ثمار الارض فيأكلها الحجة - عليه السلام -، فإذا استقرت في الموضع الذي تستقر فيه ومضي له أربعون يوما سمع الصوت، فإذا أتت له أربعة أشهر وقد حمل كتب على عضده الايمن: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) (2)، فإذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود من نور في كل مكان ينظر فيه إلى الخلائق وأعمالهم، وينزل أمر الله إليه في ذلك العمود، والعمود نصب عينيه حيث تولى ونظر). قال أبو محمد - عليه السلام -: دخلت على عمتي في دارها، فرأيت جارية من جواريهن قد زينت تسمى نرجس، فنظرت إليها نظرا أطلته)، فقالت لي عمتي حكيمة: يا سيدي تنظر إلى هذه الجارية نظرا شديدا ؟ فقلت له: (يا عمة ما نظري إليها إلا نظر التعجب مما لله فيها من إرادته وخيرته) فقالت [ لي ] (3): يا سيدي أحسبك تريدها ؟ فأمرتها أن تستأذن أبي علي بن محمد - عليهما السلام - في تسليمها إلي، ففعلت، فأمرها - عليه السلام - بذلك، فجاءتني بها). قال الحسين بن حمدان: وحدثني من أثق به من المشايخ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا - عليهما السلام - قال: كانت حكيمة تدخل على أبي محمد - عليه السلام - فتدعو له أن يرزقه الله ولدا، وأنها
(1) من المصدر، وفيه: فتسقط في ثمرة من ثمار الجنة. (2) الانعام: 115. (3) من المصدر. [ * ]
[ 22 ]
قالت: دخلت عليه فقلت له كما [ كنت ] (1) أقول ودعوت له كما كنت أدعو، فقال: ([ يا عمة ] (2) أما [ إن الذي ] (3) تدعين [ الله ] (4) أن يرزقنيه [ يولد في هذه الليلة ] (5) فاجعلي إفطارك عندنا)، فقلت: يا سيدي ممن يكون هذا المولود العظيم ؟ فقال: (من نرجس يا عمة). قالت: فقلت [ له ] (6): يا سيدي ما في جواريك أحب إلي منها، وقمت ودخلت عليها وكنت إذا دخلت [ الدار تتلقاني وتقبل يدي وتنزع خفي بيدها، فلما دخلت إليها ] (7) فعلت بي كما كانت تفعل، فانكببت على قدميها (8) فقبلتها ومنعتها مما كانت تفعله، فخاطبتني بالسيادة فخاطبتها بمثلها، فقالت [ لي ] (9): فديتك، فقلت لها أنا فداءك وجميع العالمين، فأنكرت ذلك مني، فقلت: لا تنكرين ما فعلت، فإن الله سيهب لك في هذه الليلة غلاما سيدا في الدنيا والآخرة وهو فرج للمؤمنين، فاستحيت فتأملتها فلم أر بها أثر حمل. فقلت لسيدي أبي محمد - عليه السلام -: ما أرى بها حملا، فتبسم - عليه السلام - فقال (إنا معاشر الاوصياء ليس نحمل في البطون وانما نحمل في الجنوب، ولا نخرج من الارحام. إنما نخرج من الفخذ الايمن من امهاتنا، لاننا نور الله الذي لا تناله الدناسات)، فقلت له: يا سيدي لقد أخبرتني انه يولد في هذه الليلة، ففي أي وقت منها ؟ فقال: (في
(1) من المصدر. (2 - 6) من المصدر والبحار. (7) من إثبات الوصية. (8) في المصدر والبحار: يديها، وفي البحار: فقبلتهما. (9) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 23 ]
طلوع الفجر يولد الكريم على الله إن شاء الله تعالى). قالت حكيمة: فقمت فأفطرت ونمت بالقرب من نرجس، وبات أبو محمد - عليه السلام - في صفة تلك الدار التي نحن فيها، فلما ورد وقت صلاة الليل [ قمت ] (1) ونرجس نائمة ما بها أثر ولادة، فأخذت في صلاتي ثم أوترت فأنا في الوتر حتى وقع في نفسي أن الفجر قد طلع، ودخل في قلبي شئ فصاح [ بي ] (2) أبو محمد - عليه السلام - من الصفة الثانية (لم يطلع الفجر يا عمة) فأسرعت الصلاة وتحركت نرجس فدنوت منها وضممتها إلي وسميت عليها، ثم قلت لها: هل تحسين بشئ ؟ فقالت: نعم، فوقع علي سبات لم أتمالك معه أن نمت، ووقع على نرجس مثل ذلك، فنامت فلم أنتبه إلا [ بحس ] (3) سيدي المهدي - عليه السلام - وصيحة أبي محمد - عليه السلام - يقول: (يا عمة هاتي إبني إلي)، فقد قبلته فكشفت عن سيدي - عليه السلام - فإذا [ أنا ] (4) به ساجدا يبلغ الارض بمساجده، وعلى ذراعه الايمن [ مكتوب ] (5) (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) (6)، فضممته إلي فوجدته مفروغا منه، ولففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد - عليه السلام -، فأخذه وأقعده على راحته اليسرى وجعل راحته اليمنى (7) على ظهره، ثم أدخل لسانه
(1 و 2) من المصدر. (3 و 4) من البحار. (5) من المصدر والبحار. (6) الاسراء: 82. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل هكذا: واقعده على راحته اليمنى وأمر يده على ظهره. [ * ]
[ 24 ]
- عليه السلام - في فمه وأمر بيده على ظهره وسمعه ومفاصله، ثم قال له: (تكلم يا بني)، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأن عليا أمير المؤمنين ولي الله - عليه السلام -)، ثم لم يزل يعدد السادة الائمة - عليهم السلام - إلى أن بلغ إلى نفسه، ودعا لاوليائه بالفرج على يده ثم أحجم، فقال أبو محمد - عليه السلام - (يا عمة إذهبي به إلى امه ليسلم عليها وأتيني به)، فمضيت به [ إلى امه ] (1) فسلم عليها ورددته إليه، ثم وقع بيني وبين [ ابي ] (2) محمد - عليه السلام - كالحجاب، فلم أر سيدي، فقلت له: يا سيدي أين مولانا ؟ فقال: أخذه مني من هو أحق به منك فإذا كان يوم السابع فأتينا، فلما كان اليوم السابع جئت فسلمت [ عليه ] (3) ثم جلست، فقال - عليه السلام -: (هلمي بابني)، فجئت بسيدي وهو في ثياب صفر، ففعل به كفعله [ الاول ] (4) وجعل لسانه - عليه السلام - في فمه، ثم قال له: تكلم يا بني، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله)، واثنى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والائمة - عليهم السلام - حتى وقف على أبيه، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في
(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 25 ]
الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) (1) ثم قال له: إقرأ يا بني مما أنزل الله على أنبيائه ورسله، فابتدأ بصحف آدم - عليه السلام - فقرأها بالسريانية، وكتاب ادريس، وكتاب نوح، وكتاب هود، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وانجيل عيسى، وقرآن (2) محمد جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ثم قص قصص النبيين والمرسلين إلى عهده. فلما كان [ بعد ] (3) أربعين يوما دخلت عليه إلى دار أبي محمد - عليه السلام - فإذا مولانا صاحب الزمان يمشي في الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته، فقال لي أبو محمد - عليه السلام -: (هذا المولود الكريم على الله عز وجل)، فقلت له: [ يا ] (4) سيدي له أربعون يوما وأنا ارى من أمره ما أرى. فقال - عليه السلام -: (يا عمة أما علمت أنا معاشر الاوصياء ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في جمعة، وننشأ في الجمعة [ مثل ما ينشأ غيرنا في الشهر، وننشأ في الشهر مثل ] (5) ما ينشأ غيرنا في السنة)، فقمت وقبلت راسه وانصرفت ثم عدت وتفقدته فلم اره، فقلت لسيدي ابي محمد - عليه السلام -: ما فعل مولانا ؟ فقال: (يا عمة إستودعناه الذي إستودعته ام موسى - عليه السلام -).
(1) القصص: 5 - 6. (2) في المصدر والبحار: وفرقان. (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) من إثبات الوصية. [ * ]
[ 26 ]
ثم قال - عليه السلام -: (لما وهب لي ربي مهدي هذه الامة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقف (1) بين يدي الله عزوجل، فقال له: مرحبا بك عبدي لنصرة ديني وإظهار أمري ومهدي عبادي، آليت أني بك آخذ وبك اعطى وبك اغفر وبك اعذب، اردداه أيها الملكان على أبيه ردا رفيقا، وأبلغاه أنه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن احق به الحق وازهق به الباطل، ويكون الدين لي واصبا). ثم قال: لما سقط من بطن امه إلى الارض وجد جاثيا على ركبتيه رافعا سبابتيه، ثم عطس فقال: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبدا ذاكرا لله غير مستنكف ولا مستكبر)، ثم قال - عليه السلام -: (زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة لو أذن [ الله ] (2) لي في الكلام لزال الشك). (
تعليق