أقول حياة أمير المؤمنين كلها صفحات مشرقة
وكل محطة تحتاج الى وقفات
ولكن يمكن أن نأخذ بعض المواقف من سيرة هذا الإمام البطل
مثلاً نأخذ معركة الأحزاب أو الخندق تسمى الأحزاب لأن قريش تحالفت مع القبائل العربية واليهود والنصارى
وكان عدد جيش الكفر كبير جداً بحيث بلغ عشرة ألاف وقيل 18 ألف
وأصحاب النبي عددهم ثلاثة ألاف
بما فيهم أهل النفاق
أقول :
سارت الاحزاب خلف قائدها ابى سفيان متوجهه الى المدينه ومعها من الخيل الف فرس، وتصورت الاحزاب انه لم يبق بينها وبين دخول المدينه واستئصال محمد ومن معه الا قاب قوسين او ادنى، ولما وصلت فوجئت بالخندق مفاجاه تامه، وقال ابو سفيان:
تلك مكيده لا تعرفها العرب!!
ونظراً للامكانيات الهائلة التي كُرست لأجل هذه الحرب، وما جُعل لها من العدّة والعدد، فقد كان اشراف قريش واليهود يعتبرون هذه المعركة معركة مصيرية، واستقر رأيهم على ابادة المسلمين عن بكرة أبيهم.
وقد علم رسول الله بمسير جيش الأحزاب عن طريق تقرير سرّي بعثته إليه قبيلة خزاعة التي كانت تميل الى المسلمين
وقد خاف المسلمون هذا الجيش وشاورهم النبي صلى الله عليه وآله
وقد عرض سلمان الفارسي اقتراحاً بحفر خندق ليحول دون وصول العدو الى داخل المدينة
وتم حفر الخندق سريعاً بفضل الجهود المتواصلة للمسلمين، ’.
وكان خندقاً عميقاً لا يمكن عبوره
ولما شاهد المشركون الخندق تعجّبوا واخذتهم الدهشة؛ لأن حفر الخنادق كحيلة حربية لم يكن معروفاً بين العرب
فحاصروا المدينة مدّة تقارب عشرين يوماً، كان الطرفان اثناءها يترامون بالسهام، وكان فرسان قريش يقومون بحركات عسكرية وصولات وجولات بهدف بث الرعب والخوف في نفوس المسلمين
وعاش المسلمون ظروفاً عصيبة بسبب محاصرة المدينة من قبل العدو. وسادت المدينة اجواء يملؤها الترقّب والحذر، وهو ما صوره الله تعالى في القرآن الكريم بقوله:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً* إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا* هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً* وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً* وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً* ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سُئِلوا الفتنة لأتوْها وما تلبثوا بها إلا يسيراً* ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الأدبار وكان عهد الله مسؤولاً* قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتّعون إلا قليلاً} [الأحزاب:9ـ16
وجرت عده محاولات لاجتياز الخندق، كالمحاولات التى قام بها خالدبن الوليد، وعكرمه بن ابى جهل، وهبيره، وعمروبن العاص، ولكن محاولاتهم قد فشلت.
وبرز عمروبن ود امام الخندق، واخذ يدعو للمبارزه.
لا احد يجب بل أصاب القوم الخرس كما يقول القرآن ( وبلغت القلوب الحناجر )
فسكت المسلمون كان على رووسهم الطير، كما يقول الواقدى، مما دعى عمروبن ود ليقول:
فولقد بححت من الندا لجمعكم هل من مبارز
ولما سمعه على استاذن النبى ثلاثا، والرسول لا ياذن له، وذلك من أجل أتمام الحجة على القوم خاف واحد يقول كنت غافل
أو لم أسمع ، واخيرا اذن الرسول لعلى، واعطاه سيفه وعممه وقال:
اللهم اعنه عليه.
وكان عمروبن ود فارسا وعلى راجلا، والتقى الاثنان وجرى بينهما حوار ساقه الامام على باعصاب هادئه، وبثقه بالنفس تفوق التصور والتصديق.
ترجل عمرو والتقى مع اقوى رجل عرفه الاسلام قط، وثارت غبره وسمع الناس التكبير فايقنوا بان عليا قد قتل عمرو، وصعقت الاحزاب من هول النبا، وازدادت بطون قريش حقدا على النبى وآله، وتشاءموا، وفرح المسلمون وتفاءلوا خيرا.
لقد كان قتل عمروبن ود ضربه معنويه موجعه لتجمع الاحزاب.
وكانت هذه المبارزه نصرا موزرا للمسلمين فقال النبى:
(لمبارزة على بن ابى طالب (عليه السلام) لعمروبن ود يوم الخندق افضل من اعمال امتى الى يوم القيامه) .
لقد كفت هذه المبارزه المومنين القتال حقا، قال السيوط ى فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى:
(ورد اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى اللّه المومنين القتال)
قال: (واخرج ابن ابى حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن ابن مسعود انه كان يقرا:
(وكفى اللّه المومنين القتال بعلى بن ابى طالب).
وجاء فى ميزان الاعتدال حديثا مسندا عن ابن مسعود انه كان يقرا:
(وكفى اللّه المومنين القتال بعلى) .
لقد حسمت مبارزه الموقف نهائيا لصالح المسلمين، ولكنها اخرجت بصوره تستوعبها العقليه البشريه، وتصب فى خانه عمليه الابتلاء والامتحان الالهى.
لقد كان المسلمون فى حاله زلزله كبرى:
فالسلام عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا على هذه الأمة الظالمة
التي لم تعرف قدرك .
الجياشي
وكل محطة تحتاج الى وقفات
ولكن يمكن أن نأخذ بعض المواقف من سيرة هذا الإمام البطل
مثلاً نأخذ معركة الأحزاب أو الخندق تسمى الأحزاب لأن قريش تحالفت مع القبائل العربية واليهود والنصارى
وكان عدد جيش الكفر كبير جداً بحيث بلغ عشرة ألاف وقيل 18 ألف
وأصحاب النبي عددهم ثلاثة ألاف
بما فيهم أهل النفاق
أقول :
سارت الاحزاب خلف قائدها ابى سفيان متوجهه الى المدينه ومعها من الخيل الف فرس، وتصورت الاحزاب انه لم يبق بينها وبين دخول المدينه واستئصال محمد ومن معه الا قاب قوسين او ادنى، ولما وصلت فوجئت بالخندق مفاجاه تامه، وقال ابو سفيان:
تلك مكيده لا تعرفها العرب!!
ونظراً للامكانيات الهائلة التي كُرست لأجل هذه الحرب، وما جُعل لها من العدّة والعدد، فقد كان اشراف قريش واليهود يعتبرون هذه المعركة معركة مصيرية، واستقر رأيهم على ابادة المسلمين عن بكرة أبيهم.
وقد علم رسول الله بمسير جيش الأحزاب عن طريق تقرير سرّي بعثته إليه قبيلة خزاعة التي كانت تميل الى المسلمين
وقد خاف المسلمون هذا الجيش وشاورهم النبي صلى الله عليه وآله
وقد عرض سلمان الفارسي اقتراحاً بحفر خندق ليحول دون وصول العدو الى داخل المدينة
وتم حفر الخندق سريعاً بفضل الجهود المتواصلة للمسلمين، ’.
وكان خندقاً عميقاً لا يمكن عبوره
ولما شاهد المشركون الخندق تعجّبوا واخذتهم الدهشة؛ لأن حفر الخنادق كحيلة حربية لم يكن معروفاً بين العرب
فحاصروا المدينة مدّة تقارب عشرين يوماً، كان الطرفان اثناءها يترامون بالسهام، وكان فرسان قريش يقومون بحركات عسكرية وصولات وجولات بهدف بث الرعب والخوف في نفوس المسلمين
وعاش المسلمون ظروفاً عصيبة بسبب محاصرة المدينة من قبل العدو. وسادت المدينة اجواء يملؤها الترقّب والحذر، وهو ما صوره الله تعالى في القرآن الكريم بقوله:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً* إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا* هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً* وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً* وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً* ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سُئِلوا الفتنة لأتوْها وما تلبثوا بها إلا يسيراً* ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الأدبار وكان عهد الله مسؤولاً* قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتّعون إلا قليلاً} [الأحزاب:9ـ16
وجرت عده محاولات لاجتياز الخندق، كالمحاولات التى قام بها خالدبن الوليد، وعكرمه بن ابى جهل، وهبيره، وعمروبن العاص، ولكن محاولاتهم قد فشلت.
وبرز عمروبن ود امام الخندق، واخذ يدعو للمبارزه.
لا احد يجب بل أصاب القوم الخرس كما يقول القرآن ( وبلغت القلوب الحناجر )
فسكت المسلمون كان على رووسهم الطير، كما يقول الواقدى، مما دعى عمروبن ود ليقول:
فولقد بححت من الندا لجمعكم هل من مبارز
ولما سمعه على استاذن النبى ثلاثا، والرسول لا ياذن له، وذلك من أجل أتمام الحجة على القوم خاف واحد يقول كنت غافل
أو لم أسمع ، واخيرا اذن الرسول لعلى، واعطاه سيفه وعممه وقال:
اللهم اعنه عليه.
وكان عمروبن ود فارسا وعلى راجلا، والتقى الاثنان وجرى بينهما حوار ساقه الامام على باعصاب هادئه، وبثقه بالنفس تفوق التصور والتصديق.
ترجل عمرو والتقى مع اقوى رجل عرفه الاسلام قط، وثارت غبره وسمع الناس التكبير فايقنوا بان عليا قد قتل عمرو، وصعقت الاحزاب من هول النبا، وازدادت بطون قريش حقدا على النبى وآله، وتشاءموا، وفرح المسلمون وتفاءلوا خيرا.
لقد كان قتل عمروبن ود ضربه معنويه موجعه لتجمع الاحزاب.
وكانت هذه المبارزه نصرا موزرا للمسلمين فقال النبى:
(لمبارزة على بن ابى طالب (عليه السلام) لعمروبن ود يوم الخندق افضل من اعمال امتى الى يوم القيامه) .
لقد كفت هذه المبارزه المومنين القتال حقا، قال السيوط ى فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى:
(ورد اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى اللّه المومنين القتال)
قال: (واخرج ابن ابى حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن ابن مسعود انه كان يقرا:
(وكفى اللّه المومنين القتال بعلى بن ابى طالب).
وجاء فى ميزان الاعتدال حديثا مسندا عن ابن مسعود انه كان يقرا:
(وكفى اللّه المومنين القتال بعلى) .
لقد حسمت مبارزه الموقف نهائيا لصالح المسلمين، ولكنها اخرجت بصوره تستوعبها العقليه البشريه، وتصب فى خانه عمليه الابتلاء والامتحان الالهى.
لقد كان المسلمون فى حاله زلزله كبرى:
فالسلام عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا على هذه الأمة الظالمة
التي لم تعرف قدرك .
الجياشي
تعليق