تويت
ولادة علي(عليه السلام) في جوف الكعبة
واسم علي(عليه السلام) نزل من عند الله تعالى
كنت أن وعلينوراً بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق آدم [g] قسمَّ ذلك فيه وجعله جزأين، فجزءٌ أنا، وجزء علي( 1 ).
ولعل مثل هذا الحديث يكون تفسيراًلقوله (صلى الله عليه وآله):
أنا وعلي من شجرة واحدة، والناس من أشجار شتى( 2 ).
ومن فضائله(عليه السلام): أنه ولد في سيد الأيام يوم الجمعة ثالث عشر رجب، وهو من الأشهرالحرم سنة ثلاثين من عام الفيل، قبل الهجرة بثلاث وعـشرين سنة( 1 )،
ولد(عليه السلام) في جوف الكعبةالمـشرفة وذلك((لما قربت ولادته(عليه السلام)أتت فاطمة[ بنت أسد والدة أمير المؤمنين(عليها السلام)] إلى بيت الله وقالت:
ربي إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من الرّسل والكتب، مصدقة بكلام جدي إبراهيم، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت عليّ ولادتي،فانشق لها ركن الكعبة فدخلت في الكعبة وعاد الركن فالتأم والتصق.فإذا هي بحواء ومريم وآسية وأُم موسى وغيرهن فصنعن ما صنعن برسول الله وقت ولادته.
وفي بعض الأخبار المروية: أن فاطمة بنت أسد بقيت في الكعبة ثلاثة أيام ضيفة على ربها وأكلت من ثمار الجنة، فصار الناس يتحدثون في المجالس والنوادي عن هذا الحادث الخارق، والامر الغريب، وفي اليوم الثالث عند إجتماع الناس وتزاحمهم في المسجد الحرام، وإذا بالركن ينشق ثانياً، وتخرج فاطمة بنت أسد حاملةولدها))( 1 ).
ويعد علماء الإسلام شيعة وسنةهذه الفضيلة وهي ولادة أمير المؤمنين(عليه السلام)في جوف الكعبة من خصائص أمير المؤمنين(عليه السلام)خصه الله بها إجلالاً له، وإعلاء لمرتبته، وإظهاراً لتكرمه( 1 ).
والفضيلة الأُخرى التي امتاز بها الإمام علي(عليه السلام) أن اسمه الشريف كان مكتوباً على باب الجنة وعلى ساق العرش قبل أن يخلق آدم(عليه السلام). وقد اشتهر هذاالأمر حتى ذكره كبار علماء السنة ومحدثيهم ، فقد اخرج الطبراني بسنده
((عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله]وسلم: مكتوب على باب الجنة:محمد رسول الله صلى الله عليه [وآله]وسلم علي أخو رسول الله قبل أنتخلق السموات والأرض بألفي سنة21 ).
واخرج المحب الطبري وهو من مشاهير علماء السنة أيضاً:عن أبي الحمراء:قال: قال رسول اللهصلى الله عليه [وآله]وسلم: ليلة أُسري بي إلىالسماء نظرت إلى ساق العرش فرأيت كتاباً فهمته: (محمد رسول الله صلى اللهعليه [وآله]وسلم أيدته بعلي، ونصرته به) 31 ).
فإن الله كتب هذين الإسمين المباركين وجعلهما على أبواب الجنة وعلى العرش العظيم قبل انيخلق آدم أبو البشر بآلاف السنين، وهو الذي إختار له هذا الإسم المبارك قبل أن يولد ثم نزل اسمه المبارك من السماء بعد ولادته وتلك فضيلة أُخرى إختص بها أميرالمؤمنين علي(عليه السلام) فقد أخرج شهاب الدين الهمداني وهو أحد كبار علماء السنة عن(عباس بن عبدالمطلب(رض) قال:لما ولدت فاطمة بن أسد علياً، سمته باسم أبيها (أسد)، ولم يرضَ أبو طالب بهذا الإسم، فقال:هلمَّ حتى نعلوا أبا قبيس ليلاً، وندعوا خالق الخضراء لعله ينبئنا في اسمه.فلما أمسيا خرجا وصعدا أبا قبيس، ودعوا الله تعال، فأنشأ أبوطالب شعراً:يارَبّ هذا الغسق الدجي( *). والفلق المنبلج( * )المضيبيَّن لنا عن أمرك المقضي أيما نسمي ذلك الصبي؟
فإذا خشخشة من السماء، فرفع أبو طالب طرفه، فإذا لوح مثل زبرجد أخضر، فيه أربعة أسطر، فأخذه بكلتا يديه، وضمّه إلى صدرره ضماً شديداً، فإذامكتوب:خصصتما بالولد الزكي والطاهر المنتجب الرضي واسمه من قاهر العلي علي اشتق من العلي.
فَسرَّ أبو طالب سروراً، وخرَّ ساجداً لله تبارك وتعالى، وعقب عشر من الإبل، وكان اللوح معلقاً في بيت الله الحرام يفخر به بنو هاشم على قريش،حتى غلب الحجاج ابن الزبير( 1 ).
وقد ذكر الكنجي الشافعي هذه القصة في كتابه كفايةالطالب صفحة: 260 مع اختلاف في بعض كلمات الأبيات الشعرية:يا ربَّ هذا الغسق الدجي والقمر المنبلج(* ) المضي بين لنا من أمرك الخفي ماذا ترى ذا الصبي قال: فسمع صوت هاتف يقول:
يا أهل بيت المصطفى النبي خصصتم بالولد الزكي إن اسمه من شامخ عليّ علي اشتق من العلي.وقال نجم الدين العسكري: إن اللوح كان معلقاً في الكعبة. ومازال هنالك حتى سرقه هشام بن عبد الملك2 ).
ويستفاد من هذه القصة ان أبو طالبg كان مؤمناًبالله موحداً قبل ظهور الإسلام.
( 1 ) شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة/ ج9/ ص171، قال ورواه أحمد.
( 2 ) ينابيع المودة للعلامة القندوزي الحنفي/ الباب السادس والخمسون/ص212.
31) نور الأبصار للشبلنجي/ ص85.
41 )جمعاً بين كتاب: أبو طالب حامي الرسولa وناصره لنجم الدين العسكري / ص8/ ط: النجفالأشرف- الآداب سنة 1380 هـ، وبين كتاب ليالي بيشاور للسيد محمد الموسويv/ ص601/ ط:إيران- دار الكتاب الإسلامي الطبعة الأولى سنة 2006م.
( 1 ) ومن علماءالسنة الذين ذكروا ذلك: الحلبي في السيرة الحلبية/ج1/ ص139/ والمسعودي في مروجالذهب/ ج2/ ص349، والعقاد في عبقرية علي[g]ص43، والشبلنجي في نور الابصار/ ص85/ والكنجي الشافعي في كفايةالطالب/ ص407، والصفوي في نزهة المجالس/ ج2/ ص454، وابن البطريق في العمدة/ ص8،والسكتواري الحنفي في محاصرة الأوائل/ ص79.
( * ) الغسق : أولظلمة الليل، الدجي: المظلم.
( * ) الفلق المنبلج: الصبح المشرق.
( 1 ) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي/ ص300/ ط: بيروت- مؤسسة الأعلمي.
( * ) المنبلج:المشرق. (2) ابو طالب حامي الرسول (ص) وناصره لنجم الدين العسكري /ص805، مطبعةالاداب – النجف ،سنة الطبع 1380هـ
تعليق