طَرقات الباب يعرفها بالفطرة ، فهي عزف إيذان بقدوم الحنين ،
والده الَذي يوقظ الشمس لتشرق على الزهور الغافيات ، هو من يعزف على الباب بعد يوم طويل من العبث ،
يركض قبل كل الأطفال محمد لكنه يصل آخرهم ، لأنه الأصغر ، يصرخ من خلفهم علَّ الصوت يسبق أقدام أخوته ،
محمد : هل جلبت لي علبة الألوان يا أبي ؟
الأب : ما خرجت إلا من أجلها يا ولدي ..
يحتضنها بلهفة ويفاخر إخوته بها ، لكن سرعان ما يلاحظ أنها تحتوي على الكثير من اللّون الأخضر .
محمد: أبي إن فيها الكثير من اللّون الأخضر ؟
يجثو الأب ويمسح على رأس محمد ثم يسرّه القول :
في بلاد الرمال حتى الربيع أحمر ، وكأن الأخضر يكرهنا ، لا نراه إلا في ملابس الحرب المختمرة بالعرق والدم ،
أنا من أشترى كل هذا الأخضر يا ولدي ، أنشره في كل مكان ولون به حياتك
محمد : "بلاد الرمال" ...؟
ألم تقل أن في السابق كان أسم أرضنا "أرض السواد " من كثرة أشجارها وظِلالها ؟
"أرض السواد" لم يعد اسم تاريخي بقدر ما هو اسم مستمد من واقعنا اليومي يا ولدي ،
فالقلوب السوداء ولافتات الحزن وأعمال الناس كلها تؤيد ذلك ، لكننا نريدها أرض الخَضار
أحفظ أقلامك ولا تكتب إلا أخضراً على جبين الأيام
والده الَذي يوقظ الشمس لتشرق على الزهور الغافيات ، هو من يعزف على الباب بعد يوم طويل من العبث ،
يركض قبل كل الأطفال محمد لكنه يصل آخرهم ، لأنه الأصغر ، يصرخ من خلفهم علَّ الصوت يسبق أقدام أخوته ،
محمد : هل جلبت لي علبة الألوان يا أبي ؟
الأب : ما خرجت إلا من أجلها يا ولدي ..
يحتضنها بلهفة ويفاخر إخوته بها ، لكن سرعان ما يلاحظ أنها تحتوي على الكثير من اللّون الأخضر .
محمد: أبي إن فيها الكثير من اللّون الأخضر ؟
يجثو الأب ويمسح على رأس محمد ثم يسرّه القول :
في بلاد الرمال حتى الربيع أحمر ، وكأن الأخضر يكرهنا ، لا نراه إلا في ملابس الحرب المختمرة بالعرق والدم ،
أنا من أشترى كل هذا الأخضر يا ولدي ، أنشره في كل مكان ولون به حياتك
محمد : "بلاد الرمال" ...؟
ألم تقل أن في السابق كان أسم أرضنا "أرض السواد " من كثرة أشجارها وظِلالها ؟
"أرض السواد" لم يعد اسم تاريخي بقدر ما هو اسم مستمد من واقعنا اليومي يا ولدي ،
فالقلوب السوداء ولافتات الحزن وأعمال الناس كلها تؤيد ذلك ، لكننا نريدها أرض الخَضار
أحفظ أقلامك ولا تكتب إلا أخضراً على جبين الأيام
تعليق