تويت
الأعـــسر...اسرار وحقائق
بقلم:عدنان فاضل الربيعيالأعسر أو الأشول أي الشخص الذي يستخدم يده اليسرى أكثر من يده اليمنى في عملالأشياء الأساسية في الأمور الشخصية مثل الأكلوالكتابة وهي ليست مؤشراًمهما كما يبدو لأن العديد من العسر يستخدمون اليد اليمنى للكتابة بينما يستخدموناليد اليسرى لعمل المهام الأخرى.ومن السهولة التعرف على الشخص الأعسر من الأشهر الأولىلولادته حيث إذا ناولته شيئا يمدّ يده اليسرى تلقائيا ويأخذه.. حين نصر على الطفل أنيتناول هذا الشيء بيده اليمنى يعزف عنها غير آسف.. وإذا وقعت لعبته على الأرض فإنهيقوم بتناولها بيده اليسرى ..
بعض الأمهات ينتابهن الهم والغم من هذه الحقيقة..ويعتبرنهانوعا من الإعاقة....أو ما شابه ذلك وهي ليست كذلك على الإطلاق ،المشكلة هنا فينا..لأننا نعيش في عالم طغى عليه كم الذين يكتبون بيدهم اليمنى ..ونعتقد خطأً إن هذاهو الوضع الأسلم والأمثل ... فنحول حياة الأعسر لجحيم .يضطر الطفل الأعسر لاستخدامالناحية اليسرى من جسمه بدلا من الناحية اليمنى وهذه طبيعة وتركيبة بيولوجية خلقهالله عليها بتركيب دماغي مختلف عن باقي الأطفال..ولا ضرر أبدا عليه منها بل علىالعكس فإنها سوف تكون مستقبلا مدعاة لنبوغه في عدة مواد دراسية تحتاج ذهنا متقداوذكاءً عاليا، أحيانا يضغط الأهل على الطفل الأعسر لإجباره على استخدام الناحيةاليمنى ويربطون اليد اليسرى خلف ظهر الطفل الأعسر ليجبرونه على استخدام اليداليمنى ويقولون له إن الشيطان يأكل بيده اليسرى... حيث يفضلون أن يأكل طفلهم باليداليمنى وقد ينجح الطفل نتيجة لتلك الضغوط في الأكل باليد اليمنى ولكن يستخدم اليداليسرى في باقي الأنشطة ،ولا يستطيع بعض هؤلاء الأطفال النجاح في استخدام اليداليمنى مهما كانت وسائل الإقناع، لأن الطفل غير مهيأ وظيفيا أو تشريحيا لاستخدامالناحية اليمنى ويكون لذلك نتائج وخيمة منها -تأخر الكلام أو تهتهة أثناء الحديث - القلق الشديدالناتج عن عدم القدرة على التكيف أو على إرضاء الكبار - ضعف الثقة بالنفس،حيث يظن الطفل أنه مسؤول عن عدم المقدرة على استخدام اليد اليمنىومما يدعو للتفاؤل أنالطفل الأعسر مرشح جدا للإبداع والتفوق الفني كما أنه مطلوب بشدة للرياضياتالتنافسية لأن استخدامه للناحية اليسرى يساعد على إرباك المنافسين، وقد أثبت العلمإن تركيبته البيولوجية جعلت من الشخص العسراوي بارعا في الموسيقى والرياضيات وكافةأنواع الرياضة البدنية التي تتطلب مجهودا عاليا، كالمبارزة بالسيف والتنس والبيسبولويعتقد علماء فرنسيون بأن الشخص الأعسر هو أكثر قدرة على المواجهة وله ميزة قتاليةتفوق الشخص الذي يتعامل بيده اليمنى. والأعسر بطبيعته لديه قدرة أكبر على البقاءفي المجتمع الذي يطغى عليه العنف وأوضحوا أنه نظرا لان الأعسر يعتبر نفسه من الأقليةتكون دائما لديه ميزة إستراتيجية عند القتال التقارير تقول إن 60 %من الأطفالالعسر يبرعون في المواد التي تتطلب جهدا ذهنيا وجسمانيا ولله سبحانه وتعالى حكمةفي اختلاف البشر. وينصح المتخصصون الأبوين أن يتركا الطفل وشأنه، فاستخدام اليداليسرى ليس مكروها إذا كان نتيجة ظروف تشريحية وفسيولوجية تحول دون استخدام اليداليمنى وعند دخول الطفل الأعسر إلى المدرسة يجب أن ينبه معلموه إلى هذه الطبيعة معالتوصية بعدم إجباره على استخدام يده اليمنى في الكتابة أو الفنون وما شابه ذلكلضمان استقراره النفسي وإتاحة الفرصة لإبداعاته ... وكل ما يحتاجه عند الكتابة هو أننوجه دفتره نحو اليسار كي لا يضع يده فوق الكلمات التي يكتبها فتتسخ يده والصفحة معا،دعوه يرتاح ولا تشغلوا بالكم به قطعاأسباب العسر لم يكتشف العلم إلى الآن الأسباب التي تؤدى إلىالعسر حيث أنها تعتبر حالة جسدية تجعل الشخص يستعمل تلقائياً يده اليسرى بدلاً مناليمنى ولكن يعتقد إن الأمر متعلق بمشيئة الخالق بسبب أمر ما مرضي أو استخدام نوعمن العقاقير أثناء تطور المخ للجنين قبل الولادة ومن خلال معايشتنا لعدد من اللذينيستخدمون اليد اليسرى ( الأعسر) بان دور الوراثة في ولادة أطفال عسر ممكن ولكنبنسب قليلة جداً حيث إن هناك دراسة علمية أجريت على 270 جنيناًَ (من عمر 3 اشهرإلى9أشهر) وأظهرت إن حوالي 92 % منهم يضع إصبعه الأيمن في فمه حتى قبل أن يولد الأعسر في المجتمعحوالي 13 في المائةمن الرجال و 11 في المائة من النساء شول ( أعسر ) الآن، مقارنة بـ 3 في المائة فقطلمن عندهم هذه الصفة الذين ولدوا قبل عام 1910. ويقول خبراء إن ارتفاع النسبة يمكنتفسيره جزئيا إلى زيادة تقبل هذه الصفة في المجتمعات. في القرنين الـقرن 18 والـقرن 19 كان ينظر إلى هذهالصفة أنها بمثابة إعاقة، هناك العديد من الدراسات التي تتحدث عن تميز هؤلاء الفئةوتفوقهم في عدة مجالات. يطالب هؤلاء الأقلية في بعض البلدان بمزيد من الحقوقوالاعتبار نظرا لاختلافهم عن معظم الناس. كما توقف إجبار الأطفال وقسرهم علىاستعمال اليد اليمنى في البلدان الأوربية وغيرها حيث كان ذلكشائعا في حقبة سيطرة الكنيسة.الدماغيتألف الدماغ من نصفي كرتينملتصقين من الناحية الداخلية ويكون أحدهما هو المسيطر على الآخر. وعادة ما يكوننصف الكرة المخية الأيسر هو الذي يسيطر على النصف الآخر وعلى جميع الإشاراتالصادرة من الدماغ إلى الجسم وذلك في الأشخاص الذين يستعملون اليد اليمنى أكثر. وأما الذين يستعملون اليداليسرى فإن نصف الكرة المخية المسيطر هو أيضا الأيسر في كثير من الحالات وهؤلاءيستطيعون استعمال اليد اليمنى في بعض المهارات مثل تقشير الفواكه ورمي الكرةوأحيانا الكتابة. بينما حوالي 30 - 40% من الذين يستعملون يدهم اليسرى يكون نصفالكرة المخية المسيطر هو الأيمن وهؤلاء هم الذين يصعب عليهم استعمال اليد اليمنىفي مختلف المهارات الحركيةدماغالأعسر ومن المعروف إن نصف الدماغ (الأيسر)يتحكم بالعمليات المنطقية والتحليلية كتعلم الرياضيات واللغة والمنطق؛ في حين إننصف الدماغ الأيمن يتحكم بالعمليات الوجدانية والتعبيرية كالفنون والآداب والموسيقى..وبناء على هذه التقسيمات (أو التخصصات) يمكن القول إن النصف الأيسر هو النصف المسيطرلدى المهندسين ورجال الأعمال وعلماء الرياضيات. في حين إن النصف الأيمن هو الجانبالمسيطر لدى الفنانين والشعراء والأدباء وهذا ما نلاحظه في شخص أحد العاملين فيهذه المجلة فرغم أن مركز اللغة يوجد في الجانب الأيسر إلا أن مستعملي اليد اليسرىيستعينون (أيضا) بنصف الدماغ الأيمن لتطوير مهاراتهم اللغوية والتعبير عن أفكارهمبشكل أفضل.. رغم أنهم يشكلون أقلية في أي مجتمع لا تتجاوز العشرة بالمائة إلا إنهميشكلون تقريباً 50% من عدد المشاهير والسياسيين وهم غالباً الفئة الأكثر طلاقة فيالحديث والخطابة.
| |
| |
تعليق