بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خطب علي عليه السلام في المبادرة إلى صالح الأعمال اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ[1]، وَابْتَاعُوا[2] مَا يَبْقَى لَكُمْ بِمَا يَزُولُ عَنْكُمْ، وَتَرَحَّلُوا[3] فَقَدْ جُدَّ بِكُمْ[4]، وَاسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَّكُمْ[5]، وَكُونُوا قَوْماً صِيحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا، وَعَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَهُمْ بِدَار فَاسْتَبْدَلُوا; فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدىً[6]، وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلاَّ الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ. وَإِنَّ غَايَةً تَنْقُصُهَا اللَّحْظَةُ، وَتَهْدِمُهَا السَّاعَةُ، لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِ الْمُدَّةِ. وَإِنَّ غَائِباً يَحْدُوهُ[7]الْجَدِيدَانِ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، لَحَرِيٌّ[8] بِسُرْعَةِ الأوْبَةِ[9]. وَإِنَّ قَادِماً يَقْدُمُ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِّقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌّ لأْضَلِ الْعُدَّةِ. فَتَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا، مِنَ الدُّنْيَا، مَا تَحْرُزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً[10]. فَاتَّقَى عَبْدٌ رَبَّهُ، نَصَحَ نَفْسَهُ، وَقَدَّمَ تَوْبَتَهُ، وَغَلَبَ شَهْوَتَهُ، فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ، وَأَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ، وَالشَّيْطَانُ مُوَكَّلٌ بِهِ، يُزَيِّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْكَبَهَا، وَيُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا[11]، حَتَّى إِذَا هَجَمَتْ مَنِيَّتُهُ عَلَيْهِ أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا. فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى كُلِّ ذِي غَفْلَة أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، وَأَنْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلَى الشِّقْوَةِ! نَسْأَلُ اللهَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ لاَ تُبْطِرُهُ نِعْمَةٌ[12]، وَلاَ تُقَصِّرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِ غَايَةٌ، وَلاَ تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَدَامَةٌ وَلاَ كَآبَةٌ.
---------------------------------------------
[1] «بَادِرُوا آجالَكُم بأعمالِكْم» أي : سابقوها وعاجلوها بها.
[2] ابتاعوا : اشتروا ما يبقى من النعيم الأبدي، بما يفنى من لذة الحياة الدنيا وشهواتها المنقضية.
[3] الترحّل : الانتقال، والمراد هنا لازمه، وهو : إعداد الزاد الذي لا بد منه للراحل.
[4] جُدّ بكم : أي حُثِثْتم وأُزْعجتم إلى الرحيل.
[5] أظَلكم : قرب منكم من كأنّ له ظلا قد ألقاه عليكم.
[6] سُدىً : مهملين.
[7] يحدوه: يسوقه، والجديدان : الليل والنهار.
[8] حَرِيّ : جدير.
[9] الأوْبَة : الرجعة.
[10] «ما تَحْرُزْون به أنفسَكُمْ» أي : تحفظونها به.
[11] يُسَوّفها : يؤجّلها، ويؤخرها.
[12] لا تُبْطِرُهُ النعمة : لا تطغيه، ولا تسدل على بصيرته حجاب الغفلة عما هو صائر إليه.
[1] «بَادِرُوا آجالَكُم بأعمالِكْم» أي : سابقوها وعاجلوها بها.
[2] ابتاعوا : اشتروا ما يبقى من النعيم الأبدي، بما يفنى من لذة الحياة الدنيا وشهواتها المنقضية.
[3] الترحّل : الانتقال، والمراد هنا لازمه، وهو : إعداد الزاد الذي لا بد منه للراحل.
[4] جُدّ بكم : أي حُثِثْتم وأُزْعجتم إلى الرحيل.
[5] أظَلكم : قرب منكم من كأنّ له ظلا قد ألقاه عليكم.
[6] سُدىً : مهملين.
[7] يحدوه: يسوقه، والجديدان : الليل والنهار.
[8] حَرِيّ : جدير.
[9] الأوْبَة : الرجعة.
[10] «ما تَحْرُزْون به أنفسَكُمْ» أي : تحفظونها به.
[11] يُسَوّفها : يؤجّلها، ويؤخرها.
[12] لا تُبْطِرُهُ النعمة : لا تطغيه، ولا تسدل على بصيرته حجاب الغفلة عما هو صائر إليه.
تعليق