الفصل الاول: الشيخ الكُليني و عِللُ الغيبة
إن الشيخ الكُليني (ره) صنّف الكتاب الكبير المعروف به المسمّى بالكافي في عشرين سنة.
مات ببغداد سنة ثلاثمائة و تسع عشرين، قال ذلك الشيخ النجاشي في رجاله(2) يؤرّخ للعشرين عاماً التي صرفها الشيخ الكليني في تأليفه للكافي منذُمتى؟ إلى متى ويظهر أن ذلك كان بعد الثلاثمائة إلى ماقبل وفاته بعشر سنين.
أي فيما بين الثلاثمائة إلى الثلاثمائة والعشرون للهجرة تقريباً، اي إن ذلك كان بعد بداية الغيبة الصُغرى بأربعين عاماً تقريباً.
وفي كتابه الكافي عقد لصاحب الزمان (عج) ثمانية أبواب في عشرين صفحة، بابان
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ پس از اصل شناخت حُجت خدا در اين دوران، هيچ فرعى از فروع معرفت مهم تر از معرفتِ حِكمت و فلسفه ى غيبت حضرت حجت، نيست. از اين رو از ميان موضوع هاى پيشنهادى اجلاس دوسالانه بررسى ابعاد وجودى حضرت مهدى(ع)، اين موضوع را برگزيدم، و درباره ى آن به اخبار ائمّه ى اطهار (ع) در منابع معتبر روايى به ترتيب زمان صدور و تاريخ تأليف كتاب ها، مراجعه و اين نوشتار را تنظيم و تقديم كردم «تا چه قبول افتد و چه در نظر آيد».(مؤلف)
2 ـ رجال النجاشي: 377، رقم 1027.
منها في الغيبة ذلك في عشرة صفحات، من دون عنوان:
علّة الغيبة. الأول من البابين، باب نادر في حال الغيبة، فيه ثلاثة أخبار ليس فيها شيء عن عِلل الغيبة، وفي الباب الثانى منهما ثلاثون حديثاً.
1 ـ حكمة المحنة و التمحيص:
الحديث الثاني في الباب الثاني للغيبة: بسنده عن الإمام الكاظم (ع) قال: إنّه لابدّ لصاحب الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر مَنْ كان يقول به; إنّما هي فتنة من الله عزّوجلّ امتحن بها خلقه.
الثالث فيه: بسنده عن أبيه الإمام الصادق (ع) قال: أما والله ليُغيّبنّ امامكم سنيناً من دهركم (و) لمُتَحَصُنّ حتى يُقال: مات أو هلك بأىّ واد سلك.
و الخبر الخامس فيه، بسنده عنه (ع) ايضاً قال: اِن للقائم غيبة قبل أن يقوم. اِنّ الله عزّوجلّ يحبّ أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.
ثم عقد لهذا المعنى باباً مستقلاً بعنوان: باب التمحيص والامتحان، ضمّنه ستة أخبار عن الأئمة الأطهار (ع)، آخرها عن منصور الصيقل قال: كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوساً (نتحدّث عند الإمام الصادق (ع)) و هو يسمع كلامنا، فقال لنا: في أىّ شىء انتم؟ هيهات هيهات، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتى تُغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتى تمحّصوا، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتى تميَّزوا، لا والله لا يكون ما تمدّون اليه اعينكم إلاّ بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون اليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويُسعد مَنْ يُسعد.
و اختصره في الخبر الثالث: عن منصور الصيقل نفسه قال: قال لي أبو عبدالله الصادق (ع): يا منصور، إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلاّ بعد إياس، و لا والله حتى تميّزوا، و لا
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ اُصول الكافي: 336، ح 2 و 3.
(2)2 ـ المصدر السابق: 337، ح 5.
والله حتى تُمحّصوا، و لا والله حتى يشقى مِنْ يشقى و يُسعد مِنْ يُسعد.
و هذا هو الخبر المرتبط بالموضوع و ما عداه في مطلق التمحيص و الإمتحان، وقد مرّ أن الكليني لم يُعنون شيئاً من ذلك بعلّة الغيبة أو نحوه، وسيأتي من الشيخ الطوسي التنبيه إلى أن ذلك لا يمكن أن يكون علّة للغيبة.
2 ـ حكمة الخوف على النفس:
وأربعة من أخبار الباب هي: 5 و 9 و 18 و 29 كُلّها عن زُرارة عن الصادق (ع) لا أحسبها إلاّ خبراً واحداً بثلاثة طرق، اقصرها التاسع و الثامن عشر، و أطول منها التاسع والعشرون، و اكملها الخبر الخامس الذى مرّ صدره وذيله قال فيه زُرارة: سمعت أباعبدالله (ع) يقول: إنّ للقائم غيبةً قبل أن يقوم. قلت: و لِمَ؟ قال: يخاف. و أومأ بيده إلى بطنه.
3 ـ علّة أن لا تكون عليه بيعة:
و في الخبر السابع و العشرين من أخبار باب الغيبة: بسنده عن هشام بن سالم عن الصادق (ع) أيضاً قال: يقوم القائم وليس في عُنقه عهد ولاعقد ولا بيعة.
الفصل الثانى: الشيخ النعمانى و أول كتاب في الغيبة
في أوائل عهد الغيبة الصغرى في بلدة النعمانية وُلد لابراهيم بن جعفر ولدٌ سماه محمداً، درس أوائل العلوم على يد ولده ثم رحل في طلب العلم إلى بغداد و فسكنها.
و في اوائل القرن الرابع الهجري هاجر الشيخ الكليني الرازى الى بغداد، و فيها و بعد عشرون عاماً من التصنيف تمّ كتابه (الكافي) و خلال هذه الفترة وازره الشيخ ابوعبدالله محمد بن ابراهيم النعمانى لطلب العلم و الروآية فاختص به و كان يكتب له كتاب
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ المصدر السابق: 370، ح 6 و 3.
(2)2 ـ اصول الكافى: 337، ح 5.
(3)3 ـ المصدر السابق: 342، ح 27.
«الكافي»(1) حتى توفى الشيخ الكلينى في 329 هـ.
كانت يومئذ مدينة حلب و الشام تبعاً لمصر يحكمها الأمير كافور الأخشيدى فاستقلّ بالأمر فى حلب سيف الدولة علي بن عبدالله بن حمدان عام 333 هـ واستولى على الشام و الجزيرة، فتوافد عليه حملة العلم ونوابغ الشعراء(2) فكان ممن و فد عليه الشيخ النعماني من بغداد.
بعد حدود عشرة سنين في أواخر سنة 342 هـ. املى النعمانى على كاتبه محمد بن أبي الحسن الشجاعي كتابه في الغيبة(3) كتب في مقدمة كتابه سبب تأليفه ايّاه فقال:
«فإنّا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلى التشيّع، المنتمية إلى محمد وآله صلّى الله عليهم ممن يقول بالإمامة.. قد تفرقت كلمتها وتشعبت مذاهبها، و استهانت بفرائض الله عزّوجلّ و خفّت إلى محارم الله تعالى، فطال بعضها غُلّواً، و انخفض بعضها تقصيراً، و شكّوا جميعاًـ إلاّ القليل ـ في امام زمانهم و وليّ أمرهم و حجة ربّهم التي اختارها بعلمه... للمحنة الواقعة بهذه الغيبة.. فلم يزل الشك و الارتياب قادحَين في قلوبهم، كما قال أميرالمؤمنين (ع) في كلامه لكميل بن زياد في صفة طالبي العلم و حملته: «أو منقاد لأهل الحق لا بصيرة له، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة» حتى اتاهم ذلك إلى التيه و الحيرة، و العمى و الضلالة، و لم يبق منهم إلاّ القليل النذر الذين ثبتوا على دين الله و تمسّكوا بحبل الله، و لم يحيدوا عن صراط الله المستقيم، و تحقق فيهم و صف الفرقة الثابتة على الحق التي لا تزعزعها الرياح و لا يضرّها الفتن، و لا يغرّها لمع السراب، و لم تدخل في دين الله بالرجال فتخرج منه بهم..
.. و لعمري ما أتى مَنْ تاه و تحيّر و افتتن و انتقل عن الحق و تعلّق بمذاهب اهل الزخرف و الباطل، إلاّ من قلّة الرواية و العلم و عدم الدراية و الفهم، فإنّهم الأشقياء لم يهتمّوا بطلب
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ كما عن عين الغزال: 12 و في مرآة العقول 1: 396.
2 ـ تاريخ الشيعة: 139.
3 ـ الغيبة للنعماني: 9 ط بيروت، في الحاشية، و قارن: 103.
العلم و لم يتّعبوا أنفسهم في اقتنائه و روايته من معادنه الصافية، على انهم لو رووا ثم لم يدروا لكانوا بمنزلة مَنْ لم يرووا..
.. و اكثر مَنْ دخل في هذه المذاهب إنّما دخل على أحوال:
فمنهم: مَنْ دخله بغير رواية و لا علم، فلما اعترضه يسير الشبهة تاه.
و منهم: مَنْ اراده طلباً للدنيا وحطامها، فلما أماله الغواة و الدنياويون إليها، مال مؤثراً لها على الدين، مغترّاً مع ذلك بزخرف القول غروراً من الشياطين..
.. ومنهم: مَنْ تحلّى بهذا الأمر للرياء و التحسّن بظاهره و طلباً للرئاسة وشهوة لها و شغفاً بها، من غير اعتقاد للحق و لا اخلاص فيه، فسلب الله جماله وغيّر حاله و أعدّ له نكاله.
و منهم: مَنْ دان على ضعف من إيمانه و وهن من نفسه بصحة ما نطق به منه، فلما وقعت هذه المحنة (الغيبة) التي آذننا أولياء الله بها منذ ثلاثمائة سنة تحيّر ووقف..
.. فقصدت القربة إلى الله عزّوجلّ بذكر ماجاء عن الأئمّة الصادقين الطاهرين: من لدن أميرالمؤمنين (ع) إلى آخر مَنْ روى عنه منهم، فى هذه الغيبة التي عمى عن حقيقتها و نورها مَنْ أبعده الله عن العلم بها و الهداية إلى ما أُوتي عنهم (ع) فيها، ما يصحّح لأهل الحق مارووه و دانوا به، و تؤكّد حجّتهم بوقوعها وبصدق ما آذنوا به منها..»
و كأن النعمانىّ رأى أن ما رواه شيخه الكليني في «اُصول الكافي» في زهاء الستين خبراً في عشرة صفحات غير كاف أو غير شاف لغليل هذا الجمع غير القليل عن هذه الشُبهة الكثيرة و غير القليلة بشأن الغيبة، فجمع في أول كتاب مستقل في الغيبة في خمسة و عشرون باباً ماوفقه الله لجمعه من الأحاديث التي رواها الشيوخ عن الأئمة الصادقين (ع) أجمعين في الغيبة بحسب ماحضره.
1 ـ النعمانى و حكمة التمحيص:
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ الغيبة للنعماني: 11 ـ 13 باختصار و اختيار.
(2)2 ـ الغيبة للنعماني: 17.
لم يُخصّص النعماني باباً من الخمس و العشرين باباً بعلّة أو حكمة الغيبة، نعم خصّص الباب الحادي عشر منها بعنوان ماروى فيما يلحق الشيعة من التمحيص عند الغيبة، ونوّه إليه في مقدمته بعنوان باب مايلحق الشيعة من التمحيص و الغربلة والتفرقة، وقد قدّم في المقدمة من جملة ما أورده في ذلك الباب حديثين.
ونصّ النعماني على أن التمحيص علّة الغيبة في الباب السابع
قال: والغيبة.. للأمر الذي يريده الله والتدبير الذى أمضاه في الخلق بوقوع التمحيص و الإمتحان والبلبلة و الغربلة للتصفية فيمن يدّعى هذا الأمر.
و قال، اِن هذا الامام جُعل كمال الدين به وعلى يديه، وتمحيص الخلق وإمتحانهم وتمييزهم في غيبته لتحصيل الخاص الخالص الصافي منهم بالإقامة على نظام أمره و الإقرار بإمامته، و الديانة لله بانه حق و أنه كائن، و أن أرضه لا تخلو منه و أن غاب شخصه، تصديقاً و إيماناً و إيقاناً بكل ما قاله رسول الله و أمير المؤمنين والأئمة (ع) وبشّروا به من قيامه بعد غيبته بالسيف عند اليأس منه.
و ختم الباب بقوله: غيبة إلامام في هذا الزمان الذى نحن فيه لتمحيص مَنْ يُمَحَّص وهلكة مَنْ يهلك ونجاة مَنْ ينجو بالثبات على الحق ونفيّ الريب و الشك، والايقان بماورد من الأئمة (ع) من أنه: لابدّ من كون هذه الغمة ثم انكشافها عند مشيئة الله لا مشيئة خلقه و اقتراحهم.
جعلنا الله من المؤمنين المتمسّكين بحبله وممن ينجو من فتنة الغيبة التي يهلك فيها مَنْ اختار لنفسه ولم يرض باختيار ربّه واستجعل تدبير الله ولم يصبر كما أمر.
ومن رواياته في ذلك: مارواه عن الإمام الصادق (ع) عن الإمام علي (ع)، قال: وليبعثَنّ الله رجلاً من وُلدي فى آخر الزمان، يُطالب بدمائنا، و ليُغيّبنّ عنهم، تمييزاً لأهل
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ المصدر السابق: 14.
(2)2 ـ المصدر السابق: 115.
(3)3 ـ المصدر نفسه: 122.
(4)4 ـ المصدر السابق: 128.
الإمام الصادق (ع) قال: «اِن الله يمتحن قلوب الشيعة»(3) ثم ما رواه عن الإمام الباقر (ع) وقد مرّ وسيجىء استبعاد الشيخ الطوسي(ره) أن تكون المحنة وحكمة الغيبة. ومثله عن الرضا (ع)
2 ـ النعماني و علّة أن لا تكون عليه بيعة:
في الخبر السابع و الأربعين من باب: ماروى في غيبة الإمام المنتظر (عج) روى بسنده عن الكُناسي عن الإمام الباقر (ع) قال: «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين (و) لا يقوم القائم ولأحد في عُنقه بيعة».
ثم روى ما رواه الكليني عن هُشام بن سالم عن الصادق قال: «يقوم القائم وليس لأحد في عُنقه عقد ولاعهد ولابيعة».
3 ـ النعماني و علّة الخوف على النفس:
و الأخبار الأربعة أو بالأحرى الأسناد الأربعة لخبر زرارة عن أحدهما (ع) التي رواها الكليني في «الكافى» رواها النعماني في غيبته وزاد عليها طريقين آخرين.
ذكر ثلاثة طرق لخبر المفضّل بن عمر عنه (ع) قال: «إذا قام القائم تلا هذه الآية: ( ففررتُ منكم لمّا خِفْتُكُم )،(7) ثم علّق عليها قال: هذه الأحاديث مصداق قوله: اِنّ فيه سُنّةً من موسى و أنه خائف يترقّب».
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ المصدر السابق: 92.
2 ـ م.ن: 100، 101.
3 ـ م.ن: 110.
(4)4 ـ م.ن: 140 ح 17 و 15.
(5)5 ـ م.ن: 113 و 114 ح 47 و 48 و كرّره في 127 ح 91 و في: 228 مثله او نحوه.
(6)6 ـ م.ن: 117، 118 و راجع: 110 ح 35.
7 ـ الشعراء: 26/21.
(8)8 ـ الغيبة للنعمانى: 116 ح 55 و 56 و 57.
4 ـ كراهية التوقيت؟
مرّ أن الشيخ الكليني في «الكافي» عقد ثمانية أبواب لصاحب الزمان (عج) سادسها بعنوان: (باب كراهية التوقيت)، روى فيه خبرين عن الإمام الباقر(ع) و خمسة أخبار عن الإمام الصادق (ع)(1) في نفى التوقيت لظهوره (عج)، و يبقى أنه لماذا عبّر عنه بالكراهية دون الحرمة؟
عسى ولعلّه ورد في بعض الأخبار عنهم (ع) و بالخصوص في خبرين عن الصادق (ع)، ذكرهما النعماني في الباب نفسه وأولهما الخبر 86 عن الكليني ـ وليس في الكافي ـ بسنده عن علي بن أبي حمزة البطائني، عنه (ع) قال:
لابدّ لصاحب الأمر من غيبة.. و ما بثلاثين من وحشة.
و الثاني هو الخبر التسعون بسنده عنه(ع) قال: القائم من ولدي يُعمّر عمر الخليل: مائة و عشرين سنة ويظهر في صورة شاب ابن اثنين وثلاثين سنة.
ثم علّق عليهما فقال: إن قولهم الذي يُروى عنهم في الوقت إنّما هو على جهة التسكين للشيعة والتقريب للأمر عليها; اِذ كانوا قد قالوا:
إنّا لانوقّت، و مَنْ روى لكم عنّا توقيتاً فلا تصدقوه (بل) ولاتهابوا أن تُكذّبوه ولا تعملوا عليه.
ثم عنون النعمانى باباً بعنوان: ما جاء في المنع عن التوقيت و التسمية لصاحب الأمر (ع)، أورد فيه خمسة عشر خبراً، السبعة الأخيرة منها هى التى أوردها شيخه الكليني في باب كراهية التوقيت من «الكافي».
سادسها: ما رواه بسنده، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين عن ابيهما عن الإمام الكاظم (ع) قال: يا علي، إن الشيعة تُربّى بالأماني منذ مئتيّ سنة.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ اصول الكافي 1: 368، 369.
(2)2 ـ الغيبة للنعماني: 125 ح 86 و 90.
وكان ابوه يقطين من موالي بني العباس فقال لابنه علي:
ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن؟!
فأجابه علىّ ابنه قال: إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد، غير أنّ أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم، و إن أمرنا لم يحضر فعلِّلنا بالأماني إذ لو قيل لنا، إن هذا الأمر لايكون إلا إلى مئتي سنة أو ثلاثمائة سنة ليئست القلوب وقست، ولرجع عامة الناس عن الإيمان إلى الإسلام، ولكن قالوا: ما اسرعه وما أقربه تألّفاً لقلوب الناس و تقريباً للفرج.
إن الشيخ الكُليني (ره) صنّف الكتاب الكبير المعروف به المسمّى بالكافي في عشرين سنة.
مات ببغداد سنة ثلاثمائة و تسع عشرين، قال ذلك الشيخ النجاشي في رجاله(2) يؤرّخ للعشرين عاماً التي صرفها الشيخ الكليني في تأليفه للكافي منذُمتى؟ إلى متى ويظهر أن ذلك كان بعد الثلاثمائة إلى ماقبل وفاته بعشر سنين.
أي فيما بين الثلاثمائة إلى الثلاثمائة والعشرون للهجرة تقريباً، اي إن ذلك كان بعد بداية الغيبة الصُغرى بأربعين عاماً تقريباً.
وفي كتابه الكافي عقد لصاحب الزمان (عج) ثمانية أبواب في عشرين صفحة، بابان
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ پس از اصل شناخت حُجت خدا در اين دوران، هيچ فرعى از فروع معرفت مهم تر از معرفتِ حِكمت و فلسفه ى غيبت حضرت حجت، نيست. از اين رو از ميان موضوع هاى پيشنهادى اجلاس دوسالانه بررسى ابعاد وجودى حضرت مهدى(ع)، اين موضوع را برگزيدم، و درباره ى آن به اخبار ائمّه ى اطهار (ع) در منابع معتبر روايى به ترتيب زمان صدور و تاريخ تأليف كتاب ها، مراجعه و اين نوشتار را تنظيم و تقديم كردم «تا چه قبول افتد و چه در نظر آيد».(مؤلف)
2 ـ رجال النجاشي: 377، رقم 1027.
منها في الغيبة ذلك في عشرة صفحات، من دون عنوان:
علّة الغيبة. الأول من البابين، باب نادر في حال الغيبة، فيه ثلاثة أخبار ليس فيها شيء عن عِلل الغيبة، وفي الباب الثانى منهما ثلاثون حديثاً.
1 ـ حكمة المحنة و التمحيص:
الحديث الثاني في الباب الثاني للغيبة: بسنده عن الإمام الكاظم (ع) قال: إنّه لابدّ لصاحب الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر مَنْ كان يقول به; إنّما هي فتنة من الله عزّوجلّ امتحن بها خلقه.
الثالث فيه: بسنده عن أبيه الإمام الصادق (ع) قال: أما والله ليُغيّبنّ امامكم سنيناً من دهركم (و) لمُتَحَصُنّ حتى يُقال: مات أو هلك بأىّ واد سلك.
و الخبر الخامس فيه، بسنده عنه (ع) ايضاً قال: اِن للقائم غيبة قبل أن يقوم. اِنّ الله عزّوجلّ يحبّ أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.
ثم عقد لهذا المعنى باباً مستقلاً بعنوان: باب التمحيص والامتحان، ضمّنه ستة أخبار عن الأئمة الأطهار (ع)، آخرها عن منصور الصيقل قال: كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوساً (نتحدّث عند الإمام الصادق (ع)) و هو يسمع كلامنا، فقال لنا: في أىّ شىء انتم؟ هيهات هيهات، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتى تُغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتى تمحّصوا، لا والله لا يكون ما تمدون اليه اعينكم حتى تميَّزوا، لا والله لا يكون ما تمدّون اليه اعينكم إلاّ بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون اليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويُسعد مَنْ يُسعد.
و اختصره في الخبر الثالث: عن منصور الصيقل نفسه قال: قال لي أبو عبدالله الصادق (ع): يا منصور، إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلاّ بعد إياس، و لا والله حتى تميّزوا، و لا
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ اُصول الكافي: 336، ح 2 و 3.
(2)2 ـ المصدر السابق: 337، ح 5.
والله حتى تُمحّصوا، و لا والله حتى يشقى مِنْ يشقى و يُسعد مِنْ يُسعد.
و هذا هو الخبر المرتبط بالموضوع و ما عداه في مطلق التمحيص و الإمتحان، وقد مرّ أن الكليني لم يُعنون شيئاً من ذلك بعلّة الغيبة أو نحوه، وسيأتي من الشيخ الطوسي التنبيه إلى أن ذلك لا يمكن أن يكون علّة للغيبة.
2 ـ حكمة الخوف على النفس:
وأربعة من أخبار الباب هي: 5 و 9 و 18 و 29 كُلّها عن زُرارة عن الصادق (ع) لا أحسبها إلاّ خبراً واحداً بثلاثة طرق، اقصرها التاسع و الثامن عشر، و أطول منها التاسع والعشرون، و اكملها الخبر الخامس الذى مرّ صدره وذيله قال فيه زُرارة: سمعت أباعبدالله (ع) يقول: إنّ للقائم غيبةً قبل أن يقوم. قلت: و لِمَ؟ قال: يخاف. و أومأ بيده إلى بطنه.
3 ـ علّة أن لا تكون عليه بيعة:
و في الخبر السابع و العشرين من أخبار باب الغيبة: بسنده عن هشام بن سالم عن الصادق (ع) أيضاً قال: يقوم القائم وليس في عُنقه عهد ولاعقد ولا بيعة.
الفصل الثانى: الشيخ النعمانى و أول كتاب في الغيبة
في أوائل عهد الغيبة الصغرى في بلدة النعمانية وُلد لابراهيم بن جعفر ولدٌ سماه محمداً، درس أوائل العلوم على يد ولده ثم رحل في طلب العلم إلى بغداد و فسكنها.
و في اوائل القرن الرابع الهجري هاجر الشيخ الكليني الرازى الى بغداد، و فيها و بعد عشرون عاماً من التصنيف تمّ كتابه (الكافي) و خلال هذه الفترة وازره الشيخ ابوعبدالله محمد بن ابراهيم النعمانى لطلب العلم و الروآية فاختص به و كان يكتب له كتاب
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ المصدر السابق: 370، ح 6 و 3.
(2)2 ـ اصول الكافى: 337، ح 5.
(3)3 ـ المصدر السابق: 342، ح 27.
«الكافي»(1) حتى توفى الشيخ الكلينى في 329 هـ.
كانت يومئذ مدينة حلب و الشام تبعاً لمصر يحكمها الأمير كافور الأخشيدى فاستقلّ بالأمر فى حلب سيف الدولة علي بن عبدالله بن حمدان عام 333 هـ واستولى على الشام و الجزيرة، فتوافد عليه حملة العلم ونوابغ الشعراء(2) فكان ممن و فد عليه الشيخ النعماني من بغداد.
بعد حدود عشرة سنين في أواخر سنة 342 هـ. املى النعمانى على كاتبه محمد بن أبي الحسن الشجاعي كتابه في الغيبة(3) كتب في مقدمة كتابه سبب تأليفه ايّاه فقال:
«فإنّا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلى التشيّع، المنتمية إلى محمد وآله صلّى الله عليهم ممن يقول بالإمامة.. قد تفرقت كلمتها وتشعبت مذاهبها، و استهانت بفرائض الله عزّوجلّ و خفّت إلى محارم الله تعالى، فطال بعضها غُلّواً، و انخفض بعضها تقصيراً، و شكّوا جميعاًـ إلاّ القليل ـ في امام زمانهم و وليّ أمرهم و حجة ربّهم التي اختارها بعلمه... للمحنة الواقعة بهذه الغيبة.. فلم يزل الشك و الارتياب قادحَين في قلوبهم، كما قال أميرالمؤمنين (ع) في كلامه لكميل بن زياد في صفة طالبي العلم و حملته: «أو منقاد لأهل الحق لا بصيرة له، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة» حتى اتاهم ذلك إلى التيه و الحيرة، و العمى و الضلالة، و لم يبق منهم إلاّ القليل النذر الذين ثبتوا على دين الله و تمسّكوا بحبل الله، و لم يحيدوا عن صراط الله المستقيم، و تحقق فيهم و صف الفرقة الثابتة على الحق التي لا تزعزعها الرياح و لا يضرّها الفتن، و لا يغرّها لمع السراب، و لم تدخل في دين الله بالرجال فتخرج منه بهم..
.. و لعمري ما أتى مَنْ تاه و تحيّر و افتتن و انتقل عن الحق و تعلّق بمذاهب اهل الزخرف و الباطل، إلاّ من قلّة الرواية و العلم و عدم الدراية و الفهم، فإنّهم الأشقياء لم يهتمّوا بطلب
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ كما عن عين الغزال: 12 و في مرآة العقول 1: 396.
2 ـ تاريخ الشيعة: 139.
3 ـ الغيبة للنعماني: 9 ط بيروت، في الحاشية، و قارن: 103.
العلم و لم يتّعبوا أنفسهم في اقتنائه و روايته من معادنه الصافية، على انهم لو رووا ثم لم يدروا لكانوا بمنزلة مَنْ لم يرووا..
.. و اكثر مَنْ دخل في هذه المذاهب إنّما دخل على أحوال:
فمنهم: مَنْ دخله بغير رواية و لا علم، فلما اعترضه يسير الشبهة تاه.
و منهم: مَنْ اراده طلباً للدنيا وحطامها، فلما أماله الغواة و الدنياويون إليها، مال مؤثراً لها على الدين، مغترّاً مع ذلك بزخرف القول غروراً من الشياطين..
.. ومنهم: مَنْ تحلّى بهذا الأمر للرياء و التحسّن بظاهره و طلباً للرئاسة وشهوة لها و شغفاً بها، من غير اعتقاد للحق و لا اخلاص فيه، فسلب الله جماله وغيّر حاله و أعدّ له نكاله.
و منهم: مَنْ دان على ضعف من إيمانه و وهن من نفسه بصحة ما نطق به منه، فلما وقعت هذه المحنة (الغيبة) التي آذننا أولياء الله بها منذ ثلاثمائة سنة تحيّر ووقف..
.. فقصدت القربة إلى الله عزّوجلّ بذكر ماجاء عن الأئمّة الصادقين الطاهرين: من لدن أميرالمؤمنين (ع) إلى آخر مَنْ روى عنه منهم، فى هذه الغيبة التي عمى عن حقيقتها و نورها مَنْ أبعده الله عن العلم بها و الهداية إلى ما أُوتي عنهم (ع) فيها، ما يصحّح لأهل الحق مارووه و دانوا به، و تؤكّد حجّتهم بوقوعها وبصدق ما آذنوا به منها..»
و كأن النعمانىّ رأى أن ما رواه شيخه الكليني في «اُصول الكافي» في زهاء الستين خبراً في عشرة صفحات غير كاف أو غير شاف لغليل هذا الجمع غير القليل عن هذه الشُبهة الكثيرة و غير القليلة بشأن الغيبة، فجمع في أول كتاب مستقل في الغيبة في خمسة و عشرون باباً ماوفقه الله لجمعه من الأحاديث التي رواها الشيوخ عن الأئمة الصادقين (ع) أجمعين في الغيبة بحسب ماحضره.
1 ـ النعمانى و حكمة التمحيص:
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ الغيبة للنعماني: 11 ـ 13 باختصار و اختيار.
(2)2 ـ الغيبة للنعماني: 17.
لم يُخصّص النعماني باباً من الخمس و العشرين باباً بعلّة أو حكمة الغيبة، نعم خصّص الباب الحادي عشر منها بعنوان ماروى فيما يلحق الشيعة من التمحيص عند الغيبة، ونوّه إليه في مقدمته بعنوان باب مايلحق الشيعة من التمحيص و الغربلة والتفرقة، وقد قدّم في المقدمة من جملة ما أورده في ذلك الباب حديثين.
ونصّ النعماني على أن التمحيص علّة الغيبة في الباب السابع
قال: والغيبة.. للأمر الذي يريده الله والتدبير الذى أمضاه في الخلق بوقوع التمحيص و الإمتحان والبلبلة و الغربلة للتصفية فيمن يدّعى هذا الأمر.
و قال، اِن هذا الامام جُعل كمال الدين به وعلى يديه، وتمحيص الخلق وإمتحانهم وتمييزهم في غيبته لتحصيل الخاص الخالص الصافي منهم بالإقامة على نظام أمره و الإقرار بإمامته، و الديانة لله بانه حق و أنه كائن، و أن أرضه لا تخلو منه و أن غاب شخصه، تصديقاً و إيماناً و إيقاناً بكل ما قاله رسول الله و أمير المؤمنين والأئمة (ع) وبشّروا به من قيامه بعد غيبته بالسيف عند اليأس منه.
و ختم الباب بقوله: غيبة إلامام في هذا الزمان الذى نحن فيه لتمحيص مَنْ يُمَحَّص وهلكة مَنْ يهلك ونجاة مَنْ ينجو بالثبات على الحق ونفيّ الريب و الشك، والايقان بماورد من الأئمة (ع) من أنه: لابدّ من كون هذه الغمة ثم انكشافها عند مشيئة الله لا مشيئة خلقه و اقتراحهم.
جعلنا الله من المؤمنين المتمسّكين بحبله وممن ينجو من فتنة الغيبة التي يهلك فيها مَنْ اختار لنفسه ولم يرض باختيار ربّه واستجعل تدبير الله ولم يصبر كما أمر.
ومن رواياته في ذلك: مارواه عن الإمام الصادق (ع) عن الإمام علي (ع)، قال: وليبعثَنّ الله رجلاً من وُلدي فى آخر الزمان، يُطالب بدمائنا، و ليُغيّبنّ عنهم، تمييزاً لأهل
ـــــــــــــــــــــ
(1)1 ـ المصدر السابق: 14.
(2)2 ـ المصدر السابق: 115.
(3)3 ـ المصدر نفسه: 122.
(4)4 ـ المصدر السابق: 128.
الإمام الصادق (ع) قال: «اِن الله يمتحن قلوب الشيعة»(3) ثم ما رواه عن الإمام الباقر (ع) وقد مرّ وسيجىء استبعاد الشيخ الطوسي(ره) أن تكون المحنة وحكمة الغيبة. ومثله عن الرضا (ع)
2 ـ النعماني و علّة أن لا تكون عليه بيعة:
في الخبر السابع و الأربعين من باب: ماروى في غيبة الإمام المنتظر (عج) روى بسنده عن الكُناسي عن الإمام الباقر (ع) قال: «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين (و) لا يقوم القائم ولأحد في عُنقه بيعة».
ثم روى ما رواه الكليني عن هُشام بن سالم عن الصادق قال: «يقوم القائم وليس لأحد في عُنقه عقد ولاعهد ولابيعة».
3 ـ النعماني و علّة الخوف على النفس:
و الأخبار الأربعة أو بالأحرى الأسناد الأربعة لخبر زرارة عن أحدهما (ع) التي رواها الكليني في «الكافى» رواها النعماني في غيبته وزاد عليها طريقين آخرين.
ذكر ثلاثة طرق لخبر المفضّل بن عمر عنه (ع) قال: «إذا قام القائم تلا هذه الآية: ( ففررتُ منكم لمّا خِفْتُكُم )،(7) ثم علّق عليها قال: هذه الأحاديث مصداق قوله: اِنّ فيه سُنّةً من موسى و أنه خائف يترقّب».
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ المصدر السابق: 92.
2 ـ م.ن: 100، 101.
3 ـ م.ن: 110.
(4)4 ـ م.ن: 140 ح 17 و 15.
(5)5 ـ م.ن: 113 و 114 ح 47 و 48 و كرّره في 127 ح 91 و في: 228 مثله او نحوه.
(6)6 ـ م.ن: 117، 118 و راجع: 110 ح 35.
7 ـ الشعراء: 26/21.
(8)8 ـ الغيبة للنعمانى: 116 ح 55 و 56 و 57.
4 ـ كراهية التوقيت؟
مرّ أن الشيخ الكليني في «الكافي» عقد ثمانية أبواب لصاحب الزمان (عج) سادسها بعنوان: (باب كراهية التوقيت)، روى فيه خبرين عن الإمام الباقر(ع) و خمسة أخبار عن الإمام الصادق (ع)(1) في نفى التوقيت لظهوره (عج)، و يبقى أنه لماذا عبّر عنه بالكراهية دون الحرمة؟
عسى ولعلّه ورد في بعض الأخبار عنهم (ع) و بالخصوص في خبرين عن الصادق (ع)، ذكرهما النعماني في الباب نفسه وأولهما الخبر 86 عن الكليني ـ وليس في الكافي ـ بسنده عن علي بن أبي حمزة البطائني، عنه (ع) قال:
لابدّ لصاحب الأمر من غيبة.. و ما بثلاثين من وحشة.
و الثاني هو الخبر التسعون بسنده عنه(ع) قال: القائم من ولدي يُعمّر عمر الخليل: مائة و عشرين سنة ويظهر في صورة شاب ابن اثنين وثلاثين سنة.
ثم علّق عليهما فقال: إن قولهم الذي يُروى عنهم في الوقت إنّما هو على جهة التسكين للشيعة والتقريب للأمر عليها; اِذ كانوا قد قالوا:
إنّا لانوقّت، و مَنْ روى لكم عنّا توقيتاً فلا تصدقوه (بل) ولاتهابوا أن تُكذّبوه ولا تعملوا عليه.
ثم عنون النعمانى باباً بعنوان: ما جاء في المنع عن التوقيت و التسمية لصاحب الأمر (ع)، أورد فيه خمسة عشر خبراً، السبعة الأخيرة منها هى التى أوردها شيخه الكليني في باب كراهية التوقيت من «الكافي».
سادسها: ما رواه بسنده، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين عن ابيهما عن الإمام الكاظم (ع) قال: يا علي، إن الشيعة تُربّى بالأماني منذ مئتيّ سنة.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ اصول الكافي 1: 368، 369.
(2)2 ـ الغيبة للنعماني: 125 ح 86 و 90.
وكان ابوه يقطين من موالي بني العباس فقال لابنه علي:
ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن؟!
فأجابه علىّ ابنه قال: إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد، غير أنّ أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم، و إن أمرنا لم يحضر فعلِّلنا بالأماني إذ لو قيل لنا، إن هذا الأمر لايكون إلا إلى مئتي سنة أو ثلاثمائة سنة ليئست القلوب وقست، ولرجع عامة الناس عن الإيمان إلى الإسلام، ولكن قالوا: ما اسرعه وما أقربه تألّفاً لقلوب الناس و تقريباً للفرج.
تعليق