معاني الحروف المقطعة في أوائل السور
ان الحروف المقطعة في أوائل السور هي الحروف النورانية على اصطلاح علماء الجفر، وهي أربعة عشر حرفاً يجمعها قولك : (صراط علي حق نمسكه) وهي الحروف السعيدة ، وباقي الحروف ظلمانية منحوسة: وهذه الحروف النورانية بعدد منازل القمر الطالعة ، والظلمانية أربعة عشر عكسها بعدد المنازل الهابطة، وإنما كانت أربعة عشر لأنها متضمنة للمبادئ الأربعة التي دار عليها الوجود: (الخلق، والرزق، والحياة، والموت) من فوارة النور واستواء الرحمن على العرش بإعطاء كل ذي حق حقه بمسألته وعطيته.
وإنما وهبهم ما سألوه من نعمه، فهو الوهاب والجواد، فالوهاب بحساب الجمل الكبير: أربعة عشر، والجواد كذلك، و(يد) المعبر عنها بالقدرة وبالنعمة: أربعة عشر.
فظهر هذا العدد الشريف في هذه الحروف الشريفة لكونها قرينة لقصبة الياقوت وأبواباً للملك والملكوت والجبروت، وسراً مقنعاً بالسر من اللاهوت.
وإنما ذكرت الحروف النورانية التي هي قصبة الياقوت ذات الأربعة عشر مقاماً ولم تذكر الظلمانية معها، لتأصلها وتبعية الظلمانية، فترك ذكرها في مقام النور إشارة إلى عدمها فيه وإن وجدت ثانياً وبالعرض به قال تعالى: (والقمر قدرناه منازل) إشارة إلى أن القمر يزيد إلى أربع عشرة ليلة بعدد النورانية، وينقص في أربع عشرة ليلة بعدد الظلمانية، وإشارة إلى النفس الكلية وظهورها في العلويات الأربعة عشر غيباً وشهادة نورانية، وفي السفليات الأربعة عشر غيباً وشهادة ظلمانية.
والكلام الذي ذكرناه مجمل وتفصيله لا يسعه المقام، وإنما ذكرناه لنثبت لك بأن ما توصل إليه الشيعة في هذا الصدد بعيد الغور بالغ الدقة، بحيث لا يقاس إليه كلام البوني وأمثاله من العلماء.
وأراك تطالبني بتفسير هذه الحروف على نحو ما ورد عندنا في كتب الأخبار بعد الإغماض عن كتب الأسرار التي يعسر بل ربما يتعذر عليكم فهمها لعدم أنسكم بمبانيها فضلاً عن معانيها.
أقول: اختلف في الحروف المقطعة المفتتح بها السور على أقوال:
الأول: أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله ، وهو المروي عن الأئمة(عليهم السلام).
الثاني: أنها من أسماء السور ومفاتحها.
الثالث: أن المراد بها أسماء الله تعالى، فمعنى (ألم) أنا الله أعلم، و(آلمر) أنا الله أعلم وأرى، و(آلمص) أنا الله أعلم وافصل، والكاف في (كهيعص) من كافف، والهاء من هادف، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد في صادق. وقيل: الكاف: كربلاء، والهاء: هلاك العترة، والياء: يزيد، والعين: عطش الحسين، والصاد: صبره. وقيل الألف يدل على أسم الله، واللام على أسم جبرئيل، والميم على أسم محمد، فمعنى (آلم) هو: القرآن منزل من الله بلسان جبرئيل على محمد (ص). وقيل: الألف: مفتاح أسم الله، واللام مفتاح أسم اللطيف، والميم: مفتاح أسم محمد.
وقال أهل الإشارة الألف من (أنا) واللام من (لي). والميم من (مني)، فأشار بالألف إلى أنه الكل، وباللام إلى أن له الكل، وبالميم إلى أن منه الكل.
وقيل: الألف من الآلاء، واللام من اللطيف، والميم من المجيد. أقسم الله سبحانه من آلائه ولطفه ومجده.
وقيل: الألف من أقصى الحلق وهو مبدأ المخارج، واللام من طرف اللسان وهو وسطها، والميم من الشفة وهو آخرها، جمع سبحانه بينها في (آلم) إيماء إلى أن العبد ينبغي أن يكون أول كلامه ووسطه وآخره في ذكره تعالى. وعن علي (ع): إن لكل كتاب صفوة وصفوة القرآن حروف التهجي.
هذا وفي المقام وجوه أخرى أغفلناها لئلا يطول بنا الكلام. والسلام ختام.
ان الحروف المقطعة في أوائل السور هي الحروف النورانية على اصطلاح علماء الجفر، وهي أربعة عشر حرفاً يجمعها قولك : (صراط علي حق نمسكه) وهي الحروف السعيدة ، وباقي الحروف ظلمانية منحوسة: وهذه الحروف النورانية بعدد منازل القمر الطالعة ، والظلمانية أربعة عشر عكسها بعدد المنازل الهابطة، وإنما كانت أربعة عشر لأنها متضمنة للمبادئ الأربعة التي دار عليها الوجود: (الخلق، والرزق، والحياة، والموت) من فوارة النور واستواء الرحمن على العرش بإعطاء كل ذي حق حقه بمسألته وعطيته.
وإنما وهبهم ما سألوه من نعمه، فهو الوهاب والجواد، فالوهاب بحساب الجمل الكبير: أربعة عشر، والجواد كذلك، و(يد) المعبر عنها بالقدرة وبالنعمة: أربعة عشر.
فظهر هذا العدد الشريف في هذه الحروف الشريفة لكونها قرينة لقصبة الياقوت وأبواباً للملك والملكوت والجبروت، وسراً مقنعاً بالسر من اللاهوت.
وإنما ذكرت الحروف النورانية التي هي قصبة الياقوت ذات الأربعة عشر مقاماً ولم تذكر الظلمانية معها، لتأصلها وتبعية الظلمانية، فترك ذكرها في مقام النور إشارة إلى عدمها فيه وإن وجدت ثانياً وبالعرض به قال تعالى: (والقمر قدرناه منازل) إشارة إلى أن القمر يزيد إلى أربع عشرة ليلة بعدد النورانية، وينقص في أربع عشرة ليلة بعدد الظلمانية، وإشارة إلى النفس الكلية وظهورها في العلويات الأربعة عشر غيباً وشهادة نورانية، وفي السفليات الأربعة عشر غيباً وشهادة ظلمانية.
والكلام الذي ذكرناه مجمل وتفصيله لا يسعه المقام، وإنما ذكرناه لنثبت لك بأن ما توصل إليه الشيعة في هذا الصدد بعيد الغور بالغ الدقة، بحيث لا يقاس إليه كلام البوني وأمثاله من العلماء.
وأراك تطالبني بتفسير هذه الحروف على نحو ما ورد عندنا في كتب الأخبار بعد الإغماض عن كتب الأسرار التي يعسر بل ربما يتعذر عليكم فهمها لعدم أنسكم بمبانيها فضلاً عن معانيها.
أقول: اختلف في الحروف المقطعة المفتتح بها السور على أقوال:
الأول: أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله ، وهو المروي عن الأئمة(عليهم السلام).
الثاني: أنها من أسماء السور ومفاتحها.
الثالث: أن المراد بها أسماء الله تعالى، فمعنى (ألم) أنا الله أعلم، و(آلمر) أنا الله أعلم وأرى، و(آلمص) أنا الله أعلم وافصل، والكاف في (كهيعص) من كافف، والهاء من هادف، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد في صادق. وقيل: الكاف: كربلاء، والهاء: هلاك العترة، والياء: يزيد، والعين: عطش الحسين، والصاد: صبره. وقيل الألف يدل على أسم الله، واللام على أسم جبرئيل، والميم على أسم محمد، فمعنى (آلم) هو: القرآن منزل من الله بلسان جبرئيل على محمد (ص). وقيل: الألف: مفتاح أسم الله، واللام مفتاح أسم اللطيف، والميم: مفتاح أسم محمد.
وقال أهل الإشارة الألف من (أنا) واللام من (لي). والميم من (مني)، فأشار بالألف إلى أنه الكل، وباللام إلى أن له الكل، وبالميم إلى أن منه الكل.
وقيل: الألف من الآلاء، واللام من اللطيف، والميم من المجيد. أقسم الله سبحانه من آلائه ولطفه ومجده.
وقيل: الألف من أقصى الحلق وهو مبدأ المخارج، واللام من طرف اللسان وهو وسطها، والميم من الشفة وهو آخرها، جمع سبحانه بينها في (آلم) إيماء إلى أن العبد ينبغي أن يكون أول كلامه ووسطه وآخره في ذكره تعالى. وعن علي (ع): إن لكل كتاب صفوة وصفوة القرآن حروف التهجي.
هذا وفي المقام وجوه أخرى أغفلناها لئلا يطول بنا الكلام. والسلام ختام.
تعليق