بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ وعجل فرج ال بيت محمد
قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} لقمان: 14
والوفاء لله أن تشكر الله ولمن أنعم عليك ومن أعظم النعم التي يجب أن يشكرها العبد هو شكره لوالديه.
وهذا الشكر لا يخص فترة حياتهما فقط بل حتى بعد مماتهما أيضاً فأنه يلزم الابن أن يبذل عن والديه كل خير حتى يزيد الله في حسناته أو يرفع عن كاهله السيئات.
فقد جاء عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : «إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما ثم يموتان، فلا يقضي عنهما دينهما، ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله عز وجل عاقاً لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عز وجل باراً» (1)
وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول في رواية: «من يضمن لي بر الوالدين وصلة الرحم أضمن له كثرة المال، وزيادة العمر، والمحبة في العشيرة»(2)
ولذلك يكون بر الوالدين من أعظم الموجبات لرضا الله سبحانه وتعالى، وأثر رضا الله سبحانه وتعالى عليه بأن تكون الدنيا في خدمته وطوعه، ومنها تفتح له أبواب الرزق. وكم من أشخاص يطرقون أبواب الرزق في أحرج الأمور، فلا يحصلون على ما يريدون وذلك لأن مانع الرزق موجود وهو عقوق الوالدين، أو عدم الالتفات إليهما بعد وفاتهما.
ومما يؤيد ذلك ما نقله المرحوم النهاوندي وهو من علمائنا في كتابه راحة الروح : أنه رأى بعض الموتى فرحين مستبشرين ورأى أمامهم شيخاً حزيناً مهموماً، فسأله عن حاله:
ما بالك مع هؤلاء وأنت بهذا الحال، الجميع فرح ما عداك؟
قال هذا الشيخ الحزين : إنّ هؤلاء لهم أولاد يتصدقون عنهم ولهم. فتصل إليهم المسرات، وتنعكس عليهم كأفراح (في تجليات برزخيه ونعيم برزخي) أما أنا فلا يتصدق عنّي!!
فقال له المرحوم النهاوندي: وهل لك ولد؟
قال : نعم عندي ولد، ويشتغل في غسل الأقمشة على الشاطئ.
يقول الشيخ النهاوندي : جلست من النوم وذهبت فعلا إلى شاطئ البحر أتحقق من صحة الرؤية أو أنها أضغاث أحلام، فوجدت ذلك الرجل في المكان الموصوف لي بالهيئة التي أخبرني عليها. فقد رأيته يشتغل بغسل الأقمشة .. فاقتربت منه وسألته عن حاله فأبدى لي الضيق في رزقه أنه بحالة يُرثى لها.
وقلت له : تصدق لوالدك إنّ والدك توفى، وهو بحاجة إلى صدقتك.
فما أن سمع الكلام حتى تبرم منه فقال: وما عساي أن أتصدق لوالدي وأنا ليس لديّ شيء؟
قلت له : ومع ذلك تصدق فإنّ الصدقة لها الأثر الطيب الذي سينعكس على حياتك.
فرد علي : هذه ثلاثة أكف من الماء آخذها من البحر وألقى بها على الشاطئ، قال هذا ما أستطيع أن أقدمه صدقة لوالدي. سمعت قوله فمشيت، وفي الليل رأيت نفس الرؤية ولكنني رأيته فرحًا مستبشرًا.
فقلت له : تبدلت أحوالك؟
قال : نعم إنّ ولدي تصدق عنِّي.
قلت : وكيف تصدق عنك؟ لقد ذهبت إليه فلم أره تصدق عنك!!
فرد علي : نعم إنّ ولدي هذا تصدق عنِّي فسألته وكيف تصدق عنك؟
قال : بثلاثة أكف من ماء البحر.
قلت : إن ماء البحر لا قيمة له، فكيف رجع عليك بهذا الخير؟ قال: كانت هناك سمكة صغيرة، قد خرجت من البحر فلم تستطع العودة إليه وقد أعياها التعب، وكادت أن تموت لولا الأكف الثلاثة من ماء البحر التي ساعدتها على المقاومة والرجوع إلى البحر، وتقبل الله بلطفه هذا الصدقة منه، والله تبارك وتعالى قبل تلك الصدقة. فتغير حالي عما كان عليه.
ويتابع المرحوم النهاوندي في كتابه بالقول : وبعَد مدة رأيت ذاك الشخص الذي كان في حالة يرثى لها من الضيق والفقر بحالة من الثراء والغناء بعد أن كانت حياته ضنكا ومليئة بالمشاكل والصعاب.
وأنت أيها السالك إلى الله يجب أن تلتفت إلى قانونه في الكون من أن بر الوالدين من أعظم الواجبات، وأن عقوقهما من الكبائر التي حرمها الله وتوعد فاعلها بالخذلان والخزي في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا حرمانه من الرزق، وفي الآخرة سوء العاقبة التي يختم بها في آخر ساعة من الدنيا وأول ساعة من الآخرة، فعن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) :
«ليعمل البار ما شاء أن يعمل، فلن يدخل النار»(3)
وهذا من الآثار العظيمة أي أن خطيئته لا تحيط به ولا الآثام التي تصدر منه لن تؤدي به إلى المقت بل أنّ بر الوالدين يؤدي به إلى أن يختم له بالحسنى وأن ينال مرتبة من الرضوان الإلهي وحينئذ يكون من الصالحين.
فعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في رواية أخرى:
«سُئل عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة لوقتها ثم أي شيء؟ قال: بر الوالدين، ثم أي شيء؟ قال: الجهاد في سبيل الله عز وجل»(4)
ويكفيك أن تعلم أن والديك جنتك ونارك، كما جاءت به الروايات. وهنا أنفض غبار التقصير عن كاهلك، وكن متصفا بالوفاء لهما فكم أسديا لك من معروف لم يرجيا منك جزاءً ولا شكوراً. فلا تقابل عطاءهما بالجحود والنكران، أو التقصير والخذلان. نجّانا الله وإياكم من هذا الخذلان بحق محمد وآله.
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ وعجل فرج ال بيت محمد
قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} لقمان: 14
والوفاء لله أن تشكر الله ولمن أنعم عليك ومن أعظم النعم التي يجب أن يشكرها العبد هو شكره لوالديه.
وهذا الشكر لا يخص فترة حياتهما فقط بل حتى بعد مماتهما أيضاً فأنه يلزم الابن أن يبذل عن والديه كل خير حتى يزيد الله في حسناته أو يرفع عن كاهله السيئات.
فقد جاء عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : «إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما ثم يموتان، فلا يقضي عنهما دينهما، ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله عز وجل عاقاً لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عز وجل باراً» (1)
وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول في رواية: «من يضمن لي بر الوالدين وصلة الرحم أضمن له كثرة المال، وزيادة العمر، والمحبة في العشيرة»(2)
ولذلك يكون بر الوالدين من أعظم الموجبات لرضا الله سبحانه وتعالى، وأثر رضا الله سبحانه وتعالى عليه بأن تكون الدنيا في خدمته وطوعه، ومنها تفتح له أبواب الرزق. وكم من أشخاص يطرقون أبواب الرزق في أحرج الأمور، فلا يحصلون على ما يريدون وذلك لأن مانع الرزق موجود وهو عقوق الوالدين، أو عدم الالتفات إليهما بعد وفاتهما.
ومما يؤيد ذلك ما نقله المرحوم النهاوندي وهو من علمائنا في كتابه راحة الروح : أنه رأى بعض الموتى فرحين مستبشرين ورأى أمامهم شيخاً حزيناً مهموماً، فسأله عن حاله:
ما بالك مع هؤلاء وأنت بهذا الحال، الجميع فرح ما عداك؟
قال هذا الشيخ الحزين : إنّ هؤلاء لهم أولاد يتصدقون عنهم ولهم. فتصل إليهم المسرات، وتنعكس عليهم كأفراح (في تجليات برزخيه ونعيم برزخي) أما أنا فلا يتصدق عنّي!!
فقال له المرحوم النهاوندي: وهل لك ولد؟
قال : نعم عندي ولد، ويشتغل في غسل الأقمشة على الشاطئ.
يقول الشيخ النهاوندي : جلست من النوم وذهبت فعلا إلى شاطئ البحر أتحقق من صحة الرؤية أو أنها أضغاث أحلام، فوجدت ذلك الرجل في المكان الموصوف لي بالهيئة التي أخبرني عليها. فقد رأيته يشتغل بغسل الأقمشة .. فاقتربت منه وسألته عن حاله فأبدى لي الضيق في رزقه أنه بحالة يُرثى لها.
وقلت له : تصدق لوالدك إنّ والدك توفى، وهو بحاجة إلى صدقتك.
فما أن سمع الكلام حتى تبرم منه فقال: وما عساي أن أتصدق لوالدي وأنا ليس لديّ شيء؟
قلت له : ومع ذلك تصدق فإنّ الصدقة لها الأثر الطيب الذي سينعكس على حياتك.
فرد علي : هذه ثلاثة أكف من الماء آخذها من البحر وألقى بها على الشاطئ، قال هذا ما أستطيع أن أقدمه صدقة لوالدي. سمعت قوله فمشيت، وفي الليل رأيت نفس الرؤية ولكنني رأيته فرحًا مستبشرًا.
فقلت له : تبدلت أحوالك؟
قال : نعم إنّ ولدي تصدق عنِّي.
قلت : وكيف تصدق عنك؟ لقد ذهبت إليه فلم أره تصدق عنك!!
فرد علي : نعم إنّ ولدي هذا تصدق عنِّي فسألته وكيف تصدق عنك؟
قال : بثلاثة أكف من ماء البحر.
قلت : إن ماء البحر لا قيمة له، فكيف رجع عليك بهذا الخير؟ قال: كانت هناك سمكة صغيرة، قد خرجت من البحر فلم تستطع العودة إليه وقد أعياها التعب، وكادت أن تموت لولا الأكف الثلاثة من ماء البحر التي ساعدتها على المقاومة والرجوع إلى البحر، وتقبل الله بلطفه هذا الصدقة منه، والله تبارك وتعالى قبل تلك الصدقة. فتغير حالي عما كان عليه.
ويتابع المرحوم النهاوندي في كتابه بالقول : وبعَد مدة رأيت ذاك الشخص الذي كان في حالة يرثى لها من الضيق والفقر بحالة من الثراء والغناء بعد أن كانت حياته ضنكا ومليئة بالمشاكل والصعاب.
وأنت أيها السالك إلى الله يجب أن تلتفت إلى قانونه في الكون من أن بر الوالدين من أعظم الواجبات، وأن عقوقهما من الكبائر التي حرمها الله وتوعد فاعلها بالخذلان والخزي في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا حرمانه من الرزق، وفي الآخرة سوء العاقبة التي يختم بها في آخر ساعة من الدنيا وأول ساعة من الآخرة، فعن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) :
«ليعمل البار ما شاء أن يعمل، فلن يدخل النار»(3)
وهذا من الآثار العظيمة أي أن خطيئته لا تحيط به ولا الآثام التي تصدر منه لن تؤدي به إلى المقت بل أنّ بر الوالدين يؤدي به إلى أن يختم له بالحسنى وأن ينال مرتبة من الرضوان الإلهي وحينئذ يكون من الصالحين.
فعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في رواية أخرى:
«سُئل عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة لوقتها ثم أي شيء؟ قال: بر الوالدين، ثم أي شيء؟ قال: الجهاد في سبيل الله عز وجل»(4)
ويكفيك أن تعلم أن والديك جنتك ونارك، كما جاءت به الروايات. وهنا أنفض غبار التقصير عن كاهلك، وكن متصفا بالوفاء لهما فكم أسديا لك من معروف لم يرجيا منك جزاءً ولا شكوراً. فلا تقابل عطاءهما بالجحود والنكران، أو التقصير والخذلان. نجّانا الله وإياكم من هذا الخذلان بحق محمد وآله.
تعليق