النياحة على الحسين عليه السلام في القارة الاوروبية |
( 95 ) وفي القارة الاوروبية وخاصة الاقطار القريبة من الصقع الآسيوي ، وبالأخص بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ، والممالك البلقانية التي كانت ردحا من الزمن تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية ، والتي تغلغل فيها المسلمون على مر الدهور والعصور منذ القرون الوسطى ، فقد كانت النياحة على الامام الشهيد الحسين عليه السلام واقامة شعائر العزاء والحزن عليه متداولة فيها الى حد ما ، ثم ان هذا التقليد الحزين قد تسرب من هذه البلدان الى سائر أقطار القارة الأوربية ، وخاصة خلال القرن الأخير ، وعقيب الحرب العالمية الاولى التي ازداد تردد المسلمين عليها ، واقيمت فيها المساجد ودور الضيافات الاسلامية . وتحدثنا أنباء هذه الاقطار عن اقامة هذه النياحة على الامام الحسين في عواصم ومدن تلك البلدان في العشرة الاولى من محرم . وفيما يلي وصف بعض هذه الحفلات الحزينة : الف ـ في انجلترا: 1ـ جاء في الصفحة « 369 » من الجزء الثامن ، من السنة الرابعة ، من مجلة « المرشد » البغدادية ضمن مقال مترجم عن الصحف الانجليزية ما عبارته : « ان أول ذكرى لشهيد الطف أقيم في لندن بمناسبة يوم عاشوراء ، في 17 ( 96 ) جون 1929 م ، الموافق 9 محرم 1348 هـ فقد احتفلت بهذه الذكرى الجمعية الاسلامية الغربية في لندن . وكانت هذه أول مظاهرة إسلامية بهذا الشأن تقام في بريطانيا اجتمع فيها كثير من الانجليز الذي اعتنقوا الدين الاسلامي ، ومن المسلمين الهنود والعرب وغيرهم المقيمين في بريطانيا ، والقيت الخطب على المنابر بوصف مجزرة كربلاء واستشهاد الامام عليه السلام ، وأمّ شهادة الامام كانت لأجل توحيد كلمة المسلمين والوئام بين أفرادهم . ثم ذكر فيها نماذج من كارثة الطف وتضحية الإمام عليه السلام وكان احتفالاً حزيناً ، جرت فيه الدموع على مقتل الامام عليه السلام . وأضافت هذه الصحف في وصف هذا الاحتفال الحزين وقالت : « ثم قام الرئيس الدكتور عبد الله السهروردي ، وذكر نماذجاً من كارثة الطف ، ومثل للحضور ما برز للحسين عليه السلام فيه من الشجاعة والايثار وحب الحق والمثابرة ، وذكر ما كان عليه أهل البيت على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من العز ، ثم ذكرهم ( بذي الفقار ) سيف الامام علي عليه السلام ، واستدعى من الزعيم « ذو الفقار علي خان » أن يفيد الجمع بخطابه ، فنهض قائلاً : إن شهادة الحسين قد وحدت كلمة الاسلام ، وأحكمت الرابطة بين المسلمين فانفض الجمع ، وكان الاحتفال يضم كثيراً من المسيحيين أيضاً » . 2 ـ وقد علمت من بعض الثقات الذين يترددون على انجلترا أنه خلال بعض سنوات الستينات من القرن العشرين الميلادي ، قام المسلمون المقيمون في لندن وبعض مدن انجلترا الأخرى ، بتسيير موكب للعزاء الحسيني في شوارعها في يوم عاشوراء ، لطم فيه المشتركون في الموكب وناحوا فيه على الحسين عليه السلام ولم تمنعهم الحكومة البريطانية من أداء هذه الشعائر ، وقد خطب فيه بعض المسلمين من الانجليز عن هذه الفاجعة الأليمة . 3 ـ وفي محرم سنة 1394 هـ أفادت أنباء لندن بأن ذكرى العزاء الحسيني أقيم أيضاً في بعض الدور التي يقيم فيها المسلمون في لندن خلال يومي التاسع ( 97 ) والعاشر من شهر محرم ـ التاسوعاء والعاشوراء ـ ومن بينها دار العلامة السيد محمد المشكاة أستاذ جامعة طهران سابقاً الذي اختار الإقامة في لندن في الآونة الأخيرة . ولقد اشترك في هذه المجالس النياحية والحفلات الحزينة كثير من المسلمين الانجليز والجاليات الاسلامية في لندن من عرب وإيرانيين وباكستانيين وهنود وسائر القوميات وفي مقدمتهم رجال السلك الدبلوماسي الاسلامي والعربي المعتمدين لدى البلاط البريطاني (1) . ب ـ في الأندلس ( أسبانيا ) : 1 ـ جاء في مقال نشرته مجلة الهادي الصادرة في قم بإيران باللغة العربية في عددها الثاني لسنتها الأولى المؤرخ ذي القعدة 1391 هـ بقلم الدكتور عبد اللطيف السعداني ، بفاس « المغرب » تحت عنوان : « حركات التشيع في المغرب ومظاهره » مشيراً الى أثر التشيع في الأندلس ، وإقامة المأتم على الامام الحسين الشهيد عليه السلام فيما نصه : « ومن حسن حظّنا هذه المرة أن أحد أعلام المفكرين في القرن الثامن الهجري ، لسان الدين ابن الخطيب ، أسعفنا بإشارة ذات أهمية كبرى ، والفضل في ذلك يعود الى إحدى النسخ الخطية الفريدة من مؤلفه التاريخي « أعلام الاعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام » التي حفظتها لنا خزانة جامعة القرويين بمدينة « فاس » من عاديات الزمن . وبهذه الإشارة تنحل العقدة المستعصية ، وينكشف لنا ما كان غامضاً من قبل ، مما أغفل الحديث عنه المؤرخون مما كان يجري في الأندلس من أثر التشيع ، ذلك أن ابن الخطيب عند حديثه عن دولة يزيد بن ____________ (1) كما أفادت الأنباء أن في يوم عاشوراء تسير المواكب في شوارع بريطانيا كأنك في مدينة كربلاء المقدسة فضلاً عن إقامة مجالس العزاء مفصلاً وفي أماكن بعيدة . |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
القارة الاوروبية--
تقليص
X
-
القارة الاوروبية--
sigpic
إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
لجن أبقه عبدكم وإنتم أسياديالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
معاوية انتقل به الحديث الى ذكر عادات الأندلسيين خاصة في ذكرى مقتل سيدنا الحسين من التمثيل بإقامة الجنائز ، وإنشاد المراثي . وقد أفادنا عظيم الفائدة حيث وصف إحدى هذه المراسيم وصفاً حياً شيقاً ، حتى ليخيل أننا نرى إحياء هذه الذكرى في بلد شيعي . وذكر أن هذه المراثي تسمى الحسينية ، وأن المحفظة عليها بقيت من قبل تاريخ ابن الخطيب الى أيامه ونبادر الآن الى نقل هذا الوصف على لسان صاحبه :
« ولم يزل الحزن متصلاً على الحسين ، والمآتم قائمة في البلاد ، يجتمع لها الناس ويحتفلون لذلك ليلة يوم قتل فيه ، بعد الأمان من نكير دول قتلته ، ولا سيما بشرق الأندلس . فكانوا على ما حدثنا به شيوخنا من أهل المشرق ـ يعني مشرق الأندلس ـ يقيمون رسم الجنازة حتى في شكل من الثياب ، يستجنى خلف سترة في بعض البيت ، ويحتفل بالأطعمة ، ويجلب القراء المحسنون ، ويوقد البخور ، ويتغنى بالمراثي الحسنة » .
وفي عهد ابن الخطيب كان ما يزال لهذه المراثي شأن أيضاً ؛ فإنه في سياق حديثه السابق زادنا تفصيلاً وبياناً عن الحسينية وطقوسها ، فقال :
« والحسينية التي يستعملها الى اليوم المسمعون ، فيلوون لها العمائم الملونة ، ويبدلون الأثواب ، كأنهم يشقون الأعلى عن الأسفل بقية من هذا لم تنقطع بعد ، وإن ضعفت . ومهما قيل الحسينية أو الصفة لم يدر اليوم أصلها .
وفي المغرب اليوم ما لا يزال أولئك المسمعون الذين أشار اليهم ابن الخطيب يعرفون بهذا الاسم ، وينشدون ، وكثرت في إنشادهم عل الأخص المدائح النبوية . كما أن الأغنية الأندلسية الشائعة اليوم في بلاد المغرب تشتمل في أكثرها على المدائح النبوية أيضاً » انتهى كلام السعداني .
أقول : ويظهر من هذا الوصف أن النياحة على الامام الحسين وإقامة شعائر الحزن والاسى عليه ، قد تداوله المسلمون في الأندلس منذ أن وطئت أقدام
( 99 )المسلمين أرض الأندلس وبقيت هذه التقاليد في هذه البلاد الاسلامية النائية حتى القرن الثامن الهجري ـ كما يستبان من كلام ابن الخطيب ـ ويستنتج من استعمال كلمة الحسينية التي استعملها المسلمون هناك لإقامة العزاء الحسيني وإنشاد المراثي فيها أنه كان للشيعة شأن يذكر في الأندلس .
هذا وقد نشرت المجلة السالفة الذكر في عددها الثالث لسنتها الأولى المؤرخ صفر 1392 هـ تتمة مقال الاستاذ السعداني ، الذي نقل فيه بعض المراثي على الامام الشهيد ، تلك المراثي التي إن دلت على شيء فإنما تدل على تغلغل المذهب الشيعي في بعض طبقات الشعب في الاندلس والمغرب العربي ، وعلى شدة تعلقهم بالحسين الشهيد ، وقيامهم بمراسيم النوح عليه في ذكراه الأليمة .sigpic
إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي
- اقتباس
- تعليق
-
إن ما قاله الاستاذ السعداني في ذلك هو ما يلي :
كما أفادنا ابن الخطيب بنقله نموذجاً لهذه المراثي مدى عناية الشعراء بهذا الموضوع . وعرفنا بأحد شعراء الشيعة في الأندلس ، الذي اشتهر برثاء سيدنا الحسين ، وهو أبو البحر صفوان بن إدريس بن إبراهيم النجيي المرسي ( 561 ـ 598 هـ) هذه القصيدة كانت مشهورة وينشدها المسمعون ، وهي كما يلي :
ســـــــلام كأزهـار الربــى يتنســـم * عــــلــى منزل منـه الهــدى يتعلــمعلى مصــــرع للفــاطميين غيبــت * لأوجهــهــــم فـــيـــه بـدور وأنجــمعلى مشهــد لو كنــت حاضر أهله * لعاينت أعـــضـــــــاء النبــي تقسـمعلى كربلاء لا أخلف الغيب كربـلا * وإلا فـــــان الــدمـع أنــدى وأكــرممصارع ضجــت يثرب لمصابــــهـا * وناح عليهـن الحـــــطيــم وزمـــزمومكة والاستــار والركن والصفــا * وموقف حـج والمقــام المعـــــظــمثم يستطرد الشاعر بإسناد القصيدة على هذا الوتر ، ويقول :
لو أن رسول الله يحيــى بعيدهـم * رأى ابــن زيــاد أمهكيـف تعقــموأقبلت الزهراء قــدس تربهــــا * تــنادي أباهـا والمدامــع تسجــم
( 100 )تقول : أبي هـم غـادروا ابني نهبـة * كمـــا صاغه قيس ومــا مـج أرقـمسقوا حسنا للسم كـــــاســا رويـــة * ولم يقرعـــــوا سنــا ولــم يتندمـواوهم قطعوا رأس الحسيـن بكـربـلا * كأنهم قد أحسنـوا حــــيــن أجرمـوافخذ منهم ثاري وسكــن جـــوانحـاً * وأجفان عيـن تستطــــــيـر وتسجــمأبي وانتصر للسبط واذكـر مصابه * وغـــــلته والنهـر ريـــان مفعـــــــمويختم الشاعر قصيدته الطويلة تلك بهذه الأبيات :
فيا أيهــا المغـــــرور والله غــاضــب * لبنت رســول الله أيــن تيـــــمـــــم ؟ألا طرب يقـــــلى ألا حـــزن يصطفـى * ألا أدمع تجــــرى ألا قلـب يضـرم ؟قـــــفوا ساعـــدونا بالدمــوع فأنهـــا * لتصغــــر في حق الحسيــن ويعظـمومهما سمعتهم في الحسـيـن مراثياً * تعبر عــــن محـض الأسى وتتــرجمفمـــدوا أكـــــفاً مسعـــديـن بــدعــوة * وصلوا عـلى جد الحسين وسلمــواثم يواصل الأستاذ السعداني كلامه ويقول :
« ونتلمس هذه الحركة فيما بعد عصر مبدع هذه القصيدة الحسينية ، فنعثر على أثر آخر للفكر الشيعي ؛ حيث نلتقي بأحد أدباء الأندلس في النصف الأول من القرن السابع الهجري ، هو القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي البلنسي ، المقتول في 20 محرم سنة 658 هـ ونقف على اسم كتابين من مؤلفاته العديدة ، موضوعها هو رثاء سيدنا الحسين .
أولهما : « اللجين في رثاء الحسين » ولا يعرف اليوم أثر لهذا الكتاب غير اسمه .
وثانيهما : « درر السمط في أخبار السبط » وكان كل ما بقي من هذا الكتاب هو ما نقله المقري في كتابه : « نفح الطيب من غصن أندلس الرطيب » وقد اعترف المقري بأنه أغفل نقل بعض الفقرات من الكتاب مما يشم منه رائحه التشيع . ثم إنه اكتفى بنقل جزء من الباقي فقط ... » الخ .sigpic
إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة ابوعلاء العكيلي مشاهدة المشاركةجزيت خيرا
بارك الله فيكsigpic
إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة مهندسة كهرباء مشاهدة المشاركةبارك الله فيكsigpic
إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق