ولادة الإمام الحسين ( عليه السلام )
اسمه وكنيته ونسبه ( عليه السلام )
الإمام أبو عبد الله،
الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
ألقابه ( عليه السلام )
سيّد الشهداء،
أبو الأئمّة،
سيّد شباب أهل الجنّة،
السيّد،
الرشيد،
الشهيد،
الزكي،
الطيّب،
المُبارك،
السبط،
التابع لمرضاة الله،
الدليل على ذات الله... .
تاريخ ولادته ( عليه السلام ) ومكانها
3 شعبان عام 4ه، المدينة المنوّرة.
أُمّه ( عليه السلام ) وزوجته
أُمّه السيّدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
وزوجته السيّدة شاه زنان بنت يَزدَجُرد بن شهريار بن كسرى،
ويقال: إن اسمها شهربانو أُمّ الإمام علي زين العابدين ( عليه السلام ) ،
وله زوجات أُخر.
مدّة حمله ( عليه السلام )
كانت مدّة حمله ستّة أشهر، ولم يولد لستّة أشهر إلّا عيسى بن مريم والحسين ( صلى الله عليه وآله ) .
رؤيا أُمّ الفضل
رأت أُمّ الفضل بنت الحارث في منامها رؤيا غريبة لم تهتدِ إلى تأويلها، فهرعت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
قائلة له: رأيت حلماً مُنكراً كأنّ قطعة من جسدك قُطعت
ووُضعت في حِجري!
فأزاح النبي ( صلى الله عليه وآله ) مخاوفها،
وبشّرها بخير، قائلاً: « خيراً رأيتِ، تَلد فاطمةُ غلاماً فيكون في حِجرك »، فولدت فاطمة الحسين ( عليه السلام )،
فقالت : وكان في حجري كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .
إخبار النبي ( صلى الله عليه وآله )
بقتله ( عليه السلام )
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
«إنّ جبرائيل ( عليه السلام ) نزل على محمّد ( صلى الله عليه وآله )،
فقال له : يا محمّد،
إنّ الله يبشّرك بمولودٍ يولد من فاطمة،
تقتله أُمّتك من بعدك،
فقال: « يا جبرائيل، وعلى ربّي السلام،
لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أُمّتي من بعدي »،
فعرج ثمّ هبط ( عليه السلام ) فقال له مثل ذلك،
فقال ( صلى الله عليه وآله ) :« يا جبرائيل، وعلى ربّي السلام،
لا حاجة لي في مولود تقتله أُمّتي من بعدي »،
فعرج جبرائيل ( عليه السلام ) إلى السماء ثمّ هبط
فقال : يا محمّد إن ربّك يقرئك السلام ويبشّرك بأنّه جاعل في
ذرّيته الإمامة والولاية والوصية،
فقال : « قد رضيت ».
ثمّ أرسل ( صلى الله عليه وآله )
إلى فاطمة( عليها السلام ) : « إنّ الله يبشّرني بمولود يولد
لك تقتله أُمّتي من بعدي »،
فأرسلت إليه : « لا حاجة لي في مولود تقتله أُمّتك من بعدك »،
فأرسل إليها : « إنّ الله قد جعل في ذرّيته الإمامة والولاية والوصية »، فأرسلت إليه: « أن قد رضيت »( 2 ).
بكاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) عند ولادته ( عليه السلام )
لمّا بُشِّر الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) بسبطه المبارك،
خفّ مسرعاً إلى بيت بضعته فاطمة ( عليها السلام )
وهو ثقيل الخطوات ، وقد ساد عليه الحزن ،
فنادى : « يَا أسماء، هَلُمِّي ابني » .
فناولته أسماء ، فاحتضنه النبي ( صلى الله عليه وآله )
وجعل يُوسعه تقبيلاً وقد انفجر بالبكاء ،
فذُهِلت أسماء وانبرت تقول : فِداك أبي وأُمّي ، ممّ بكاؤك ؟!
فأجابها النبي ( صلى الله عليه وآله )
وقد غامت عيناه بالدموع : « على ابني هذا »،
فقالت : إنّه وُلد الساعة !!
فأجابها الرسول ( صلى الله عليه وآله )
بصوتٍ متقطّع النبرات حزناً وأسىً قائلاً : « تَقتُلُه الفِئةُ البَاغية من بعدي،
لا أنَالَهُمُ اللهُ شفاعَتي ».
ثمّ أَسَرّ إلى أسماء قائلاً : « لا تُخبري فاطمة،
فإنّها حديثة عهد بولادة... » ( 3 ) .
مراسيم ولادته ( عليه السلام )
أجرى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه أكثر المراسيم
الشرعية لوليده المبارك ،
فقام ( صلى الله عليه وآله ) بما يلي :
1ـ الأذان والإقامة : أذّن ( صلى الله عليه وآله ) في أُذنه اليمنى،
وأقام في اليسرى،
وجاء في الخبر : إنّ ذلك عِصمةٌ للمولود من الشيطان الرجيم .
2ـ التسمية : سمّاه النبي( صلى الله عليه وآله ) حُسيناً،
كما سمّى أخاه حَسَناً.
يقول المؤرّخون : « لم تكن العرب في جاهليتها تعرف هذين
الاسمين حتّى تُسمِّي أبناءهم بهما،
وإنّما سمّاها النبي ( صلى الله عليه وآله )
بهما بوحي من السماء».
3ـ العقيقة : وبعدما انطوت سبعة أيّام من ولادة الحسين ( عليه السلام ) أمر النبي( صلى الله عليه وآله ) أن يُعقّ عنه بكبش ويُوزّع
لحمه على الفقراء ، وكان ذلك من جملة ما شرّعه الإسلام
في ميادين البِرِّ والإحسان إلى الفقراء .
4ـ حَلْق رأسه : وأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يُحلق رأس
وليده ويُتصدّق بزنته فضّة على الفقراء ـ
وكان وزنه كما في الحديث درهماً ونصفاً ـ
وطلى رأسه بالخلُوق ، ونهى عمّا كان يفعله أهل الجاهلية
من طلاء رأس الوليد بالدم.
من أقوال الشعراء فيه ( عليه السلام )
1ـ قال الشيخ محمّد جواد البلاغي ( قدس سره )
في ولادته ( عليه السلام ) :
شعبان كم نعمت عين الهدى فيه ** لولا المحرّم يأتي في دواهيه
وأشرق الدين من أنوار ثالثه ** لولا تغشّاه عاشور بداجيه
وارتاح بالسبط قلب المصطفى فرحاً ** لو لم يرعه بذكر الطفّ ناعيه
رآه خير وليد يستجار به ** وخير مستشهدٍ في الدين يحميه
قرّت به عين خير الرسل ثمّ بكت ** فهل نهنّيه فيه أم نعزّيه
إن تبتهج فاطم في يوم مولده ** فليلة الطفّ أمست من بواكيه(4).
2ـ قال شاعر آخر بالمناسبة :
بدر تألق في سما العلياء ** ذاك الوليد لفاطم الزهراء
أرج يفوح على الدنى ميلاده ** فيه الوجود معطّر الأرجاء
وبه الرسول قد أحتفى مستبشراً ** طلق المحيا مفعم الأحناء
ولحيدر زفّت بشائر عيده ** أكرم بمولدٍ سيّد الشهداء
غذّاه أصبعه الشريف لبانة ** حتّى ارتوى من أعذب الإرواء
3ـ قال شاعر آخر بالمناسبة :
في شهرِ شعبانٍ وُلِدتَ فأزهَرَتْ ** كلُّ الشهورِ ومِن سناكَ تنوّرت
شمسٌ ولم يدري الكسوفَ ضياؤها ** زانتْ لمطلَعِها النجومُ وكبّرتْ
صلّى عليكَ اللهُ في قُرآنهِ ** والأرضُ بالشرفِ الوليدِ تطهّرتْ
أنتَ الملاذُ الملتجى وسفينُنا ** إذ للنجاةِ نرى السفينةَ أبحرَت
يا ساعةً وُلِدَ الحسينُ بها إذا ** حانتْ وقُدرتُهُ الإلهُ بها جَرتْ
ـــــــــــــــــــــــــ
1ـ الإرشاد 2/129.
2ـ الكافي 1/464.
3ـ اُنظر : روضة الواعظين : 154.
4ـ أعيان الشيعة 4/256.
تعليق