رسالة إلى ولدي
قال تعالى : (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد )
بنى إبط الخطى والتفت حولي . أنا أباك . ذلك المسجى المحمول على الأكتاف . تلمه أعواد وتستره أمتار من قماش خشن لا يفكر المرء يوم أن يقتنيه مادام حيا . تسير به الخطى إلى قدره الذي أحاط به بدون أستئذان فرق بين روحه وجسده ...
بنى أتعلم بان أبوك غير راغب بالرحيل ألانه لا يملك الزاد والمتاع وهو يعلم بان السفر طويل وفيه كثير من المحطات التي تذوب فيها الأماني وتضيع معها الأحلام التي رسمها في زحمة الأمل الكاذب في دنيا الضياع ...
بني أذكرك أن الذكرى تنفع المؤمنين: باني كنت يوما وفي عنفوان الشباب منذ زمن مضى أسير بخطاك هذه وخلفي نعش أبي سائراً به إلى المقبرة لإنهاء مراسيم الدفن . حينها كنت جاهلاً بحال أبي وأحواله . كم كنت على عجل .وفي زحمت المسير وضجت المشيعين ، نادى أبي باسمي مرة. ومرةً أخرى نادى بكنيتي التي أعتادَ تسميتي بها وأنا صغير .ولكن الصوت تلاشى بين زحمة المعزين وأماني المستقبل التي كنت أحلم بها. وأخذت أسير أمام جثمانه فكنت ساعة غافلا والأخرى أتغافل شاغل نفسي بما ترك أبى من مال وجاه . كنت أتصور أن الموت لم يقربني بل الموت كان وهما في اعتقادي وعقيدتي –
بني:ـ وهذا أنا تعاد الكرة عليّ وتحملني الأكف وتسرع بي الخطى إلى حتفي جاهلة ما أكون عليه . وتعود أنت من جديد الابن المودع وأنا الأب الراحل .أنه المشهد السابق
بني:ـ مالي أراك تعجل حفر القبر وكأنك سأمت اللقاء من حبيب بات راحل إلى عالم ألا عودة أرجوك لا تعمق حفرة قبري ووسع بحبوحة لحدي عسى أن تعاودني الحياة وأعود أليكم لأنني لا أطيق الفراق والرحيل وحيد مقيدا تأسرني ذنوب قد اقترفتها في متاهات الدروب
. بني ... وسع سعت اللحد عسى أن تخفف عني الضغطات التي تطبق أضلعي وتخرج حليب ألام من أنفي وأضافري . وتضيع معه تلك الأحلام التي خلفتها
تحت ظل المكيفات والأضواء البراقة والملونة التي تملا جدران البيوت والمكاتب ..
أين هي الآن وأين أموالي حتى اشتري لحظة من تلك اللحظات التي ذابت في دنيا ألامس ..
بني:ـ لا تسرع الخطى بالرحيل انتظر لحظة حتى أملىء فكري فيك أحمّلك رسالة تكون في أولها طلب منك أن تصالح خصومي وتعد حقوق لهم في ذمتي طالما استحوذت عليها بالخديعة أو بالربا أو بالاحتيال . ولكن هل تقوى على ذلك ! وأناس تعتذر لهم بالنيابة عني فكم من مرة كانت الغيبة تخالج نفسي ولساني فيهم بل حتى سبهم وتكيد لهم وتحسدهم . وأكثر من ذلك بابني كم بهتهم دون سبب حتى أقرب الناس لي أمي وأبى وزوجتي …….
بني :ـ ولكن هل تقوى على ذلك ؟ بل تنسى كما نسيت أنا في زحمة الأفكار الممزوجة في فسحت الأمل
بني . تذكر أباك في دبر كل صلاة وفي كل دعاء وتصدق للسائل والمحروم عسى أن ترفع عن كتفي ذلك الحمل الذي أنهك كاهلي من الذنوب التي حصدتها من زرع الأمس .
بني ..لاأوصك بزيارة قبري ما استطعت حتى أشكو لك عن حال القبر الذي أنا فيه ووحشة ليله الدامس والثقل الذي فيه
.. بني .. تمهل قليلا في الرحيل عن قبري فأن جفاك عن زيارتي يزيد في شوقي ولهفتي أليك ويبعث الحزن في نفسي ويجعلني وحيد في عالم الغربة أرجوك اقصد مرقد أمير المؤمنين علي . عليه السلام ..أودعني أمانة عنده هذه الليلة وكل ليلة حتى يكون أنيسي في وحدتي بعد غياب الحبيب والقريب والصديق والغريب . بني . أقسم عليه بالزهراء البتول وولديها الحسنين عليهم سلام الله أن يدخلني في جواره وضيافته في عالم البرزخ ويحرسني من أهوال تلك الليلة لأنني اليوم ضيفه وقد أحرقته ذنوبه حسناته .. إذا كانت لديه حسنات .. ولكنه لا يخالج فكره القنوط من رحمة الله وشفاعتهم آل البيت(عليم السلام). بل ربط مصيره بالرجاء ومحبة آهل بيت النبوة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ..
بني ... إلى أين يلوذ العاصي والمذنب والمجرم الحقير . أليس إلى مولاه ؟
بني:ـ أُودعك الله أوصيك بتقوى الله فأنها خير زاد لمن نفذ زاده في ذلك السفر البعيد. . ..
قال تعالى : (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد )
بنى إبط الخطى والتفت حولي . أنا أباك . ذلك المسجى المحمول على الأكتاف . تلمه أعواد وتستره أمتار من قماش خشن لا يفكر المرء يوم أن يقتنيه مادام حيا . تسير به الخطى إلى قدره الذي أحاط به بدون أستئذان فرق بين روحه وجسده ...
بنى أتعلم بان أبوك غير راغب بالرحيل ألانه لا يملك الزاد والمتاع وهو يعلم بان السفر طويل وفيه كثير من المحطات التي تذوب فيها الأماني وتضيع معها الأحلام التي رسمها في زحمة الأمل الكاذب في دنيا الضياع ...
بني أذكرك أن الذكرى تنفع المؤمنين: باني كنت يوما وفي عنفوان الشباب منذ زمن مضى أسير بخطاك هذه وخلفي نعش أبي سائراً به إلى المقبرة لإنهاء مراسيم الدفن . حينها كنت جاهلاً بحال أبي وأحواله . كم كنت على عجل .وفي زحمت المسير وضجت المشيعين ، نادى أبي باسمي مرة. ومرةً أخرى نادى بكنيتي التي أعتادَ تسميتي بها وأنا صغير .ولكن الصوت تلاشى بين زحمة المعزين وأماني المستقبل التي كنت أحلم بها. وأخذت أسير أمام جثمانه فكنت ساعة غافلا والأخرى أتغافل شاغل نفسي بما ترك أبى من مال وجاه . كنت أتصور أن الموت لم يقربني بل الموت كان وهما في اعتقادي وعقيدتي –
بني:ـ وهذا أنا تعاد الكرة عليّ وتحملني الأكف وتسرع بي الخطى إلى حتفي جاهلة ما أكون عليه . وتعود أنت من جديد الابن المودع وأنا الأب الراحل .أنه المشهد السابق
بني:ـ مالي أراك تعجل حفر القبر وكأنك سأمت اللقاء من حبيب بات راحل إلى عالم ألا عودة أرجوك لا تعمق حفرة قبري ووسع بحبوحة لحدي عسى أن تعاودني الحياة وأعود أليكم لأنني لا أطيق الفراق والرحيل وحيد مقيدا تأسرني ذنوب قد اقترفتها في متاهات الدروب
. بني ... وسع سعت اللحد عسى أن تخفف عني الضغطات التي تطبق أضلعي وتخرج حليب ألام من أنفي وأضافري . وتضيع معه تلك الأحلام التي خلفتها
تحت ظل المكيفات والأضواء البراقة والملونة التي تملا جدران البيوت والمكاتب ..
أين هي الآن وأين أموالي حتى اشتري لحظة من تلك اللحظات التي ذابت في دنيا ألامس ..
بني:ـ لا تسرع الخطى بالرحيل انتظر لحظة حتى أملىء فكري فيك أحمّلك رسالة تكون في أولها طلب منك أن تصالح خصومي وتعد حقوق لهم في ذمتي طالما استحوذت عليها بالخديعة أو بالربا أو بالاحتيال . ولكن هل تقوى على ذلك ! وأناس تعتذر لهم بالنيابة عني فكم من مرة كانت الغيبة تخالج نفسي ولساني فيهم بل حتى سبهم وتكيد لهم وتحسدهم . وأكثر من ذلك بابني كم بهتهم دون سبب حتى أقرب الناس لي أمي وأبى وزوجتي …….
بني :ـ ولكن هل تقوى على ذلك ؟ بل تنسى كما نسيت أنا في زحمة الأفكار الممزوجة في فسحت الأمل
بني . تذكر أباك في دبر كل صلاة وفي كل دعاء وتصدق للسائل والمحروم عسى أن ترفع عن كتفي ذلك الحمل الذي أنهك كاهلي من الذنوب التي حصدتها من زرع الأمس .
بني ..لاأوصك بزيارة قبري ما استطعت حتى أشكو لك عن حال القبر الذي أنا فيه ووحشة ليله الدامس والثقل الذي فيه
.. بني .. تمهل قليلا في الرحيل عن قبري فأن جفاك عن زيارتي يزيد في شوقي ولهفتي أليك ويبعث الحزن في نفسي ويجعلني وحيد في عالم الغربة أرجوك اقصد مرقد أمير المؤمنين علي . عليه السلام ..أودعني أمانة عنده هذه الليلة وكل ليلة حتى يكون أنيسي في وحدتي بعد غياب الحبيب والقريب والصديق والغريب . بني . أقسم عليه بالزهراء البتول وولديها الحسنين عليهم سلام الله أن يدخلني في جواره وضيافته في عالم البرزخ ويحرسني من أهوال تلك الليلة لأنني اليوم ضيفه وقد أحرقته ذنوبه حسناته .. إذا كانت لديه حسنات .. ولكنه لا يخالج فكره القنوط من رحمة الله وشفاعتهم آل البيت(عليم السلام). بل ربط مصيره بالرجاء ومحبة آهل بيت النبوة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ..
بني ... إلى أين يلوذ العاصي والمذنب والمجرم الحقير . أليس إلى مولاه ؟
بني:ـ أُودعك الله أوصيك بتقوى الله فأنها خير زاد لمن نفذ زاده في ذلك السفر البعيد. . ..
تعليق