تأملات مع ضوء القمر

تتراخى سدول الليل المظلم على أجفان هجرة النوم وهي تطرب على أنغام قيثارة مهجورة من زمن بعيد لايحن إلى سماعها إلا من عشقها وتعود على مغازلتها في ساعات السحر والناس تحبسهم سكرت النوم من تعب وكد النهار وسهر الليل الممزوج بالخمر المعتق والمجون والحفلات الصاخبة في ساعات متأخرة حتى تراهم يترنحون مع الهواء . كالفارس الذي يمتطي صهوة حبل ممدود بين عمودين . تراه فاقد استقرار الذهن والجسد . اما أصحاب القيثارة فإنهم عكس تلك الناس تراهم ينظرون للقمر تارة والى النجوم تارة أخرى يناجون الغيب بقلوب حرا ملؤها الاشتياق والحب العذري الذي اسكر وجدهم وهام بقلوبهم حتى أصبحوا متيمين بالمعشوق الذي طال انتظاره إنهم يعدون طيات الكتب يقرا ون دواوين الشعراء يفتشون الأسفار والزبور والإنجيل والتوراة والقران بحثا عن قصيدة يحفضونها ويرددونها عند اللقاء . في كل ليلة يسرحون في جوف الليل يعزفون بأصواتهم أشجى ما تعلموه على لحن القيثارة . وهاهم كل ساعة من ساعات السحر واقفين راكعين ساجدين . يرتلون آيات عشقوها يطرزونها بدموع الرهبة ونشوة اللقاء . ماذا ينتظرون . ولمن يغنون وبمن يهتفون ومن هو ذلك المعشوق الذي سلب لذة النوم من عيونهم حتى وسن الصباح . انه لا يعرفه إلا من عشقه وأصبح يجري مجرى الدم في عروقه .. مازال عبدي يتقرب ألي بالنوافل حتى أصبح سمعه وبصره ويده . حتى أحبه فيكون يدي وسمعي وبصري فلله در العاشقين