بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البصيرة مصطلح عربي يعني:
لغةً : الإدراك، الفطنة، الدليل، الشاهد.
اصطلاحًا: انفتاح عين القلب، سعة الإدراك، استشفاف النتيجة ورؤيتها من البداية، مَلَكة تقييم الأيام الآتية مع اليوم المعاش والقدرة على النفاذ إلى كنه الأمور وخفايا المعضلات
وفي القاموس كانَ نافِذَ البَصيرَةِ ": قَوِيَّ الإِدْراكِ ، ثاقِبَ الفِكْرِ
قال عز وجل في محكم كتابه الكربم:
(ُقلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُواْ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَنَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )(108)سورة يوسف
في هذه الآية يتلقّى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الأوامر لتحديد الطريق والمنهج الذي يتّبعه، فيقول القرآن الكريم: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله) ثمّ يضيف:
(على بصيرة أنا ومن اتّبعني).
وهذه الجملة توضّح أنّ كلّ فرد مسلم مقتد بالرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) له نفس الدور في الدعوة إلى الحقّ، ولابدّ من دعوة الآخرين إلى الله، من خلال أفعالهم وأقوالهم، وكذلك تؤكّد هذه الجملة على أنّ القائد يجب أن تكون له بصيرة ومعرفة كافية، وإلاّ فإنّ دعوته ليست إلى الحقّ، وللتأكيد على ذلك يضيف القرآن الكريم: (وسبحان الله وما أنا من المشركين).
فهو يؤكّد على نزاهة الخالق الذي يدعو إليه وكماله المطلق الخالي من النقصان وأنّه لا يتّخذ معه شريكاً.
هذه في الواقع من خصائص القائد الصادق، أن يعلن بصراحة عن أهدافه وخُططه، وأن يسير هو والتابعين له على منهج واضح وسليم، لا أن تسودهم هالة من الإبهام في الهدف والطريقة. أو أن يسير كلّ واحد منهم في جهة معيّنة.
فواحدة من الطرق التي نتعرّف بها على القيادات الصادقة من الكاذبة هو أنّ القيادة الصادقة تتميّز بصراحة القول ووضوح الطريق
ورد في سورة الأنعام آية 104قوله تعالى:
{ قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها } أن«بصائر» جمع «بصيرة» من «البصر» بمعنى الرؤية، ولكنّها في الغالب رؤية ذهنية وعقلانية، وقد تطلق على كل ما يؤدي إِلى الفهم والإِدراك،
وفي سورة القيامة آية14في قوله تعالى:
(بل الإنسان على نفسه بصيرة)«بصيرة»: لها معنى مصدري بمعنى (الرؤيا والإطلاع)، ومعنى وصفي (الشخص المطّلع) ولذا فسّره البعض بمعنى(الحجة والدليل والبرهان) والذي هو واهب للمعرفة(1). تفسيرالأمثل
.وقال صاحب تفسير الميزان قدس سره : والبصيرة رؤية القلب والإِدراك الباطني وإطلاقها على الإِنسان من باب زيد عدل أو التقدير الانسان ذو بصيرة على نفسه
وقيل: المراد بالبصيرة الحجة كما في قوله تعالى,
{ ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر }
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
"كان عمّي العبّاس بن علي (عليه السلام) نافذ البصيرة ، صُلب الاِيمان ، جاهد مع أخيه الحسين ، وأبلى بلاءً حسناً ، ومضى شهيداً"
روى الصدوق في الخصال عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال :
"رحم الله عمّي العباس ، فلقد آثر وأبلى ، وفدى أخاه بنفسه ، حتى قُطعت يداه ، فأبدله الله بجناحين ، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب ، وان للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة"
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة العباس عليه السلام :
"سلام الله ، وسلام ملائكته المقرّبين ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين ، وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين ..." .
"وأشهد لك بالتسليم ، والتصديق ، والوفاء ، والنصيحة لخلف النبيّ المرسل ، والسبط المنتجب ، والدليل العالم ، والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم ..." .
"فجزاك الله عن رسوله ، وعن أمير المؤمنين ، وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت ، واحتسبت ، وأعنت فنعم عقبى الدار ..." .
"أشهد ، وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله ، المناصحون له في جهاد أعدائه ، المبالغون في نصرة أوليائه ، الذابّون عن أحبّائه ، فجزاك الله أفضل الجزاء وأوفى الجزاء ، وأوفى جزاء أحد ممن وفي ببيعته ، واستجاب لدعوته ، وأطاع ولاة أمره ..." .
"أشهد أنّك قد بالغت في النصيحة ، وأعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء ، وجعل روحك مع أرواح السعداء ، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلاً ، وأفضلها غرفاً ، ورفع ذكرك في علّيين وحشرك مع النبّيين ، والصديقين والشهداء ، والصالحين ، وحسن أُولئك رفيقاً.
السلام على سيدنا ومولانا أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين
علي ابن أبي طالب وعلى أمه سيدتنا أم البنين وعلى إخوته
المستشهدين في كربلاء الحسين00
************************************************** *.
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البصيرة مصطلح عربي يعني:
لغةً : الإدراك، الفطنة، الدليل، الشاهد.
اصطلاحًا: انفتاح عين القلب، سعة الإدراك، استشفاف النتيجة ورؤيتها من البداية، مَلَكة تقييم الأيام الآتية مع اليوم المعاش والقدرة على النفاذ إلى كنه الأمور وخفايا المعضلات
وفي القاموس كانَ نافِذَ البَصيرَةِ ": قَوِيَّ الإِدْراكِ ، ثاقِبَ الفِكْرِ
قال عز وجل في محكم كتابه الكربم:
(ُقلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُواْ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَنَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )(108)سورة يوسف
في هذه الآية يتلقّى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الأوامر لتحديد الطريق والمنهج الذي يتّبعه، فيقول القرآن الكريم: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله) ثمّ يضيف:
(على بصيرة أنا ومن اتّبعني).
وهذه الجملة توضّح أنّ كلّ فرد مسلم مقتد بالرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) له نفس الدور في الدعوة إلى الحقّ، ولابدّ من دعوة الآخرين إلى الله، من خلال أفعالهم وأقوالهم، وكذلك تؤكّد هذه الجملة على أنّ القائد يجب أن تكون له بصيرة ومعرفة كافية، وإلاّ فإنّ دعوته ليست إلى الحقّ، وللتأكيد على ذلك يضيف القرآن الكريم: (وسبحان الله وما أنا من المشركين).
فهو يؤكّد على نزاهة الخالق الذي يدعو إليه وكماله المطلق الخالي من النقصان وأنّه لا يتّخذ معه شريكاً.
هذه في الواقع من خصائص القائد الصادق، أن يعلن بصراحة عن أهدافه وخُططه، وأن يسير هو والتابعين له على منهج واضح وسليم، لا أن تسودهم هالة من الإبهام في الهدف والطريقة. أو أن يسير كلّ واحد منهم في جهة معيّنة.
فواحدة من الطرق التي نتعرّف بها على القيادات الصادقة من الكاذبة هو أنّ القيادة الصادقة تتميّز بصراحة القول ووضوح الطريق
ورد في سورة الأنعام آية 104قوله تعالى:
{ قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها } أن«بصائر» جمع «بصيرة» من «البصر» بمعنى الرؤية، ولكنّها في الغالب رؤية ذهنية وعقلانية، وقد تطلق على كل ما يؤدي إِلى الفهم والإِدراك،
وفي سورة القيامة آية14في قوله تعالى:
(بل الإنسان على نفسه بصيرة)«بصيرة»: لها معنى مصدري بمعنى (الرؤيا والإطلاع)، ومعنى وصفي (الشخص المطّلع) ولذا فسّره البعض بمعنى(الحجة والدليل والبرهان) والذي هو واهب للمعرفة(1). تفسيرالأمثل
.وقال صاحب تفسير الميزان قدس سره : والبصيرة رؤية القلب والإِدراك الباطني وإطلاقها على الإِنسان من باب زيد عدل أو التقدير الانسان ذو بصيرة على نفسه
وقيل: المراد بالبصيرة الحجة كما في قوله تعالى,
{ ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر }
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
"كان عمّي العبّاس بن علي (عليه السلام) نافذ البصيرة ، صُلب الاِيمان ، جاهد مع أخيه الحسين ، وأبلى بلاءً حسناً ، ومضى شهيداً"
روى الصدوق في الخصال عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال :
"رحم الله عمّي العباس ، فلقد آثر وأبلى ، وفدى أخاه بنفسه ، حتى قُطعت يداه ، فأبدله الله بجناحين ، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب ، وان للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة"
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة العباس عليه السلام :
"سلام الله ، وسلام ملائكته المقرّبين ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين ، وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين ..." .
"وأشهد لك بالتسليم ، والتصديق ، والوفاء ، والنصيحة لخلف النبيّ المرسل ، والسبط المنتجب ، والدليل العالم ، والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم ..." .
"فجزاك الله عن رسوله ، وعن أمير المؤمنين ، وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت ، واحتسبت ، وأعنت فنعم عقبى الدار ..." .
"أشهد ، وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله ، المناصحون له في جهاد أعدائه ، المبالغون في نصرة أوليائه ، الذابّون عن أحبّائه ، فجزاك الله أفضل الجزاء وأوفى الجزاء ، وأوفى جزاء أحد ممن وفي ببيعته ، واستجاب لدعوته ، وأطاع ولاة أمره ..." .
"أشهد أنّك قد بالغت في النصيحة ، وأعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء ، وجعل روحك مع أرواح السعداء ، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلاً ، وأفضلها غرفاً ، ورفع ذكرك في علّيين وحشرك مع النبّيين ، والصديقين والشهداء ، والصالحين ، وحسن أُولئك رفيقاً.
السلام على سيدنا ومولانا أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين
علي ابن أبي طالب وعلى أمه سيدتنا أم البنين وعلى إخوته
المستشهدين في كربلاء الحسين00
************************************************** *.
تعليق