: توزانُ المرأةِ في حَراكها الحياتي وزانٌ قُرآني :
_____________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ المنهج القُرآني الحكيم قد أقرّ َ الإعتدالَ والتوازنَ في التعاطي مع الأشياء في البعدين التكويني والتشريعي
وجوديا سلوكا وخيارا .
قال اللهُ تعالى
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49
{وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ }الشعراء182
وهذه الآية الشريفة ( وزِنوا ) هي نصٌ في الإرشاد إلى ضرورة إتخاذ سبيل الموازنة والعدالة فكرا وسلوكا
في حَراك هذه الحياة المزدحمة بالمتباينات والمنافيات والمُختلفات.
لتُشير بدقة إلى عمق معنى التوازن والإعتدال والعدل في إنتهاج الإنسان ومساراته
وهي عامة في حكمها ودلالتها وآثارها .
شاملةً كل ما يحدث وسيحدث من ظهور وبدو للمفاهيم الثقافية والسلوكية والفكرية في حياة الإنسان .
مؤكّدةً ضرورة وزانها وزاناً مستقيماً ومعتدلا .
وتمثّلَ التعميم هنا في حذف متعلق الأمر الإرشادي (وزِنوا ) وموضوعه
مُتركزاً على الشمولية والإستيعاب لكل شيء ممكن أن يخضع للميزان والوزن والإتزان
وبقسط ودقة وبمعيار مستقيم.
ومنه تعاطي المرأة مع أشيائها من ضرورة المحافظة على ذاتها وأهميّة تنميتها
وسلامة علاقتها بالرجل والمحيط الاجتماعي .
إنما عنيتُ المرأة هنا كونها مُستهدفةٌ كليّاً أينما حلّت وطلّتْ
لما لوجودها من إرتباط بالزينة والإغراء وغيرها .
وهذه حقيقة وجودية نصَّّ عليها القرآن الكريم
في قوله تعالى
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء }آل عمران14
فتوجَّبَ عليها القيام بالقسط في حَراكها الحياتي طلباً للنجاة في نفسها وكسباً لرضا الله تعالى في حقه
قال تعالى: ناقداً اللاوزان السلوكي والنفسي وناهياً عنه في ما يخص المرأة .
{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }الأحزاب33
{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب32
{ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }البقرة235
{ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25
ووجه سبحانه وتعالى بإتجاه إيجاد التوازن الأخلاقي والسلوكي والشخصي في بنيوية المرأة حياتيا .
فقال عز وجل :
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
وثمَّ ضرب مثلاً أعلى في رائعة التوازن الحَراكي سلوكيا ونفسيا في شخصية المرأة .
وقال عز وجل:
{فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }القصص25
وأقفُ هنا هُنيئة عند مفردة ((( على إستحياء ))))
والإستحياء هو الإنقباض في العفة والحشمة نفسيا وسلوكيا
ولعلّه والله تعالى العالم قد أُخِذَ مفهوم الحياء جزءاً ذاتيا في بنيوية المرأة الطالبة للتوازن والتكامل في أشيائها
حتى حكاه القرآن الكريم حالاً ووصفاً تلبست به إمرأة غير معصومة
لكنها قد تربتْ على مفاهيم ثقّف وعمل عليها
أهل العصمة كما هو شاهد الآية الشريفة هذه في قصة النبي شعيب :عليه السلام:
وكيف ما كان وإختصاراً للبيان ينبغي بنسائنا المُعاصرات إنتهاج نهج الموازنة في السلوك والفعل الإجتماعي وحتى النفسي .
فالتي على طريق التديَّن عليها أن لا تنجرف أمام عوامل التعرية الثقافية والعولميَّة
وإن كلّفها الصمود تضحيات وتضحيات .
والتي وقعتْ في شرِاك الغزو الآيديولوجي والثقافي
فالفرصة لازالت قائمة أمامها في التحرر والإستقلال من وعن براثن الحضارة الجديدة في نطاقها السلبي .
والرجوع إلى سبيل الدين والأخلاق رجوعاً نصوحا وفعليا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
_____________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ المنهج القُرآني الحكيم قد أقرّ َ الإعتدالَ والتوازنَ في التعاطي مع الأشياء في البعدين التكويني والتشريعي
وجوديا سلوكا وخيارا .
قال اللهُ تعالى
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49
{وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ }الشعراء182
وهذه الآية الشريفة ( وزِنوا ) هي نصٌ في الإرشاد إلى ضرورة إتخاذ سبيل الموازنة والعدالة فكرا وسلوكا
في حَراك هذه الحياة المزدحمة بالمتباينات والمنافيات والمُختلفات.
لتُشير بدقة إلى عمق معنى التوازن والإعتدال والعدل في إنتهاج الإنسان ومساراته
وهي عامة في حكمها ودلالتها وآثارها .
شاملةً كل ما يحدث وسيحدث من ظهور وبدو للمفاهيم الثقافية والسلوكية والفكرية في حياة الإنسان .
مؤكّدةً ضرورة وزانها وزاناً مستقيماً ومعتدلا .
وتمثّلَ التعميم هنا في حذف متعلق الأمر الإرشادي (وزِنوا ) وموضوعه
مُتركزاً على الشمولية والإستيعاب لكل شيء ممكن أن يخضع للميزان والوزن والإتزان
وبقسط ودقة وبمعيار مستقيم.
ومنه تعاطي المرأة مع أشيائها من ضرورة المحافظة على ذاتها وأهميّة تنميتها
وسلامة علاقتها بالرجل والمحيط الاجتماعي .
إنما عنيتُ المرأة هنا كونها مُستهدفةٌ كليّاً أينما حلّت وطلّتْ
لما لوجودها من إرتباط بالزينة والإغراء وغيرها .
وهذه حقيقة وجودية نصَّّ عليها القرآن الكريم
في قوله تعالى
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء }آل عمران14
فتوجَّبَ عليها القيام بالقسط في حَراكها الحياتي طلباً للنجاة في نفسها وكسباً لرضا الله تعالى في حقه
قال تعالى: ناقداً اللاوزان السلوكي والنفسي وناهياً عنه في ما يخص المرأة .
{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }الأحزاب33
{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب32
{ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }البقرة235
{ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25
ووجه سبحانه وتعالى بإتجاه إيجاد التوازن الأخلاقي والسلوكي والشخصي في بنيوية المرأة حياتيا .
فقال عز وجل :
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
وثمَّ ضرب مثلاً أعلى في رائعة التوازن الحَراكي سلوكيا ونفسيا في شخصية المرأة .
وقال عز وجل:
{فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }القصص25
وأقفُ هنا هُنيئة عند مفردة ((( على إستحياء ))))
والإستحياء هو الإنقباض في العفة والحشمة نفسيا وسلوكيا
ولعلّه والله تعالى العالم قد أُخِذَ مفهوم الحياء جزءاً ذاتيا في بنيوية المرأة الطالبة للتوازن والتكامل في أشيائها
حتى حكاه القرآن الكريم حالاً ووصفاً تلبست به إمرأة غير معصومة
لكنها قد تربتْ على مفاهيم ثقّف وعمل عليها
أهل العصمة كما هو شاهد الآية الشريفة هذه في قصة النبي شعيب :عليه السلام:
وكيف ما كان وإختصاراً للبيان ينبغي بنسائنا المُعاصرات إنتهاج نهج الموازنة في السلوك والفعل الإجتماعي وحتى النفسي .
فالتي على طريق التديَّن عليها أن لا تنجرف أمام عوامل التعرية الثقافية والعولميَّة
وإن كلّفها الصمود تضحيات وتضحيات .
والتي وقعتْ في شرِاك الغزو الآيديولوجي والثقافي
فالفرصة لازالت قائمة أمامها في التحرر والإستقلال من وعن براثن الحضارة الجديدة في نطاقها السلبي .
والرجوع إلى سبيل الدين والأخلاق رجوعاً نصوحا وفعليا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
تعليق