إن قضيتنا الأساسية هي قضية هذه الليلة ومولودها الحجة بن الحسن صلوات الله عليه لكنا نشير الى هذه الضائقة الإقتصادية التي تمر بطلبة العلوم الدينية ، وما ينتج عنها من مشكلات معيشية ، تجعل بعض الطلبة تفتر هممهم عن طلب العلم
ينبغي لهؤلاء أن يعرفوا أي نعمة خصهم بها الله تعالى، وأي ألطاف أولاهم؟! فإن أعظم النعم هو إحياء النفوس التي قال الله تعالى عنها: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ( سورة المائدة:32 )
جاء رجل إلى الإمام الحسن(ع)بهدية فقال له: أيما أحب اليك، أن أرد عليك بدلها عشرين ضعفاً ، عشرين ألف درهم، أو أفتح لك باباً من العلم تقهر فلاناً الناصبي في قريتك ، تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الإختيار جمعت لك الأمرين ، وإن أسأت الإختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت؟!
فقال: يا ابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لأولئك الضعفاء من يده ، قدره عشرون ألف درهم ؟
قال: بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة
قال: يا بن رسول الله فكيف أختار الأدْوَن ؟! بل أختار الأفضل ، الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أوليائه
فقال الحسن بن علي(ص):قد أحسنت الإختيار، وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل ، فاتصل خبره به فقال له حين حضر معه: يا عبدالله ما ربح أحد مثل ربحك، ولااكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت: مودة الله أولاً، ومودة محمد وعلي ثانياً، ومودة الطيبين من آلهما ثالثاً، ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعاً ، ومودة إخوانك المؤمنين خامساً واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ماهو أفضل من الدنيا ألف مرة ، فهنيئاً لك هنيئاً ) (الإحتجاج :1/11 والبحار :2 /8 وتفسير العسكري ص347 )
هذه هي قيمة إحياء النفس بالمفهوم القرآني
والمهم أن نعرف بماذا يتم إحياء النفوس حتى نحيي أنفسنا وأنفس غيرنا ؟
هذا شهر رمضان يقبل علينا ، ونفوس الناس تتهيأ فيه لتلقي الفيض والعطاء الإلهي ، لمجاهدتهم نوازع الشهوات وأهم واجباتكم أنتم طبقة العلماء والفضلاء ، أن تستفيدوا من هذه الفرصة في إحياء نفوس الناس:وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ! وإن من أهم مصاديق إحياء الأنفس تعريفها بعقائد الإسلام خاصة إمام زمانها(ع)، وذلك للحديث الصحيح عن رسول الله(ص): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) (1)
فإحياء النفوس في عصرنا معرفته وتعريف الناس به، وإيجاد الإرتباط بين أيتام آل محمد(ص)وبين هذا الأب المحجوب الغائب عن الأنظار(ع)فإن الإرتباط بالله تعالى لا يتحقق إلا عن طريق الإرتباط بهم(ع) الإرتباط بمن منه الوجود لا يتحقق إلا بالإرتباط بمن به الوجود !
وعندما نريد التعرف على شخصيته(ع)وما تحتويه وما يحيط بها ، تقف محركات عقولنا عن العمل ، وكيف لا ، والإمام الرضا(ع)يقول في وصفه :
( بأبي وأمي سميُّ جدي ، شبيهي وشبيه موسى بن عمران ، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس! ) (العيون :1/9 ، وقد تقدم في الموضوع رقم:34)
إنها لأوصافٌ تحير العقل وقد ورد في صفة المسيح(ع)أن عليه جلابيب النور ، ففي مناظرة الإمام الرضا(ع)مع علماء النصارى: (ثم قال للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا(ع)؟ قال: أعرفه حرفاً حرفاً قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور ، ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر ؟
فقالا: قد قال ذلك شعيا(ع) قال الرضا(ع): يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول عيسى(ع): إني ذاهب الى ربكم وربي والبارقليطا جاءٍ ، هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت) (عيون أخبار الرضا(ع) :2/145)
لكن وصف الإمام المهدي(ع)أبلغ من ذلك: (عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس! ) ، ومع ذلك فلا نستطيع أن نعرف حقيقة جلابيب النور على نبي الله عيسى ، وجيوب النور على الإمام المهدي(ص)!
إن أحاديث أهل البيت(ع)جواهر مكنونة ، لم نعرف الى الآن كنوزها في معرفة الله تعالى ، ومعرفة وسائط فيضه وعطائه(ع) ! ونيل هذه الكنوز أمر صعب ، لا يحصل بالبحث والتعمق الفكري كما هو الحال في بقية العلوم، بل هو عطاء يختص به الله من يشاء من عباده
إن معرفة ولي الله الأعظم(ع)تحتاج الى أن يشمر خواص العلماء الأتقياء الذين اشتغلوا سنين طويلة في معالجة المسائل الفكرية ، ويدرسوا تعابير المعصومين (ع) الواردة في الأدعية والزيارات ، ويستخرجوا من كنوزها !
كم قرأنا هذه العبارة في دعاء الندبة:بنفسي أنتَ من عقيدِ عزٍَ لا يُسَامَى، لكن مهما فكرنا فيها لوعي معناها لكان قليلاً! فمامعنى (عقيد العز) ومن أي دوحة تفرع، والى أين بلغت رفعة هذا الفرع بحيث (لا يُسَامى) ، هكذا بصيغة المطلق المبني للمجهول ! فلا يمكن لفضل ولا شرف ولا منقبة ، أن تسامي مقامه الشريف(ع)!
إن للإمام المهدي صلوات الله عليه صفات مشتركة مع بقية المعصومين(ع) وصفات خاصة به،ويكفي أن نقرأ قوله تعالى: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِئَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( سورة الزمر:69 )
فظاهر الآية عن مشهد من يوم القيامة ، لكن هل تشرق الأرض قبل ذلك بهذا النور الرباني، وهل للآية معنى آخر؟ بلى ، فقد ذكر المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، وعظيم الطائفة الفضل بن شاذان النيشابوري، وعلي بن إبراهيم القمي أعلى الله مقامهم ، روايات في تفسيرها قال القمي&:2/253(حدثنا محمد بن أبي عبدالله(ع) قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله(ع) يقول في قوله: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا: رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام )!! (2)
الآن تشرق الأرض بنور الشمس ، لكن سيأتي يوم قبل يوم القيامة تشرق بنور الله عز وجل من نور وليه وحجته(ع)!
وقوله(ع): إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام ، سواء تعبيراً حقيقياً أو رمزياً ، فهو يكشف عن حقيقة عظيمة هي أن الإمام المهدي(ع)سرٌّ رباني كبير، وأنه عندما يحضر من عالم الغيب إلى عالم الشهود تقوم أشعة بدنه وجيوب النور التي خصه الله بها ، مقام نور الشمس والقمر! كما أن أشعة نفسه المباركة تشرق على البشر فتخرج معادن الإنسانية من القوة إلى الفعل، والناس كما قال رسول الله(ص)معادن كمعادن الذهب والفضة! فكيف نستطيع معرفة شخصية من هذا النوع ؟
ينبغي لهؤلاء أن يعرفوا أي نعمة خصهم بها الله تعالى، وأي ألطاف أولاهم؟! فإن أعظم النعم هو إحياء النفوس التي قال الله تعالى عنها: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ( سورة المائدة:32 )
جاء رجل إلى الإمام الحسن(ع)بهدية فقال له: أيما أحب اليك، أن أرد عليك بدلها عشرين ضعفاً ، عشرين ألف درهم، أو أفتح لك باباً من العلم تقهر فلاناً الناصبي في قريتك ، تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الإختيار جمعت لك الأمرين ، وإن أسأت الإختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت؟!
فقال: يا ابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لأولئك الضعفاء من يده ، قدره عشرون ألف درهم ؟
قال: بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة
قال: يا بن رسول الله فكيف أختار الأدْوَن ؟! بل أختار الأفضل ، الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أوليائه
فقال الحسن بن علي(ص):قد أحسنت الإختيار، وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل ، فاتصل خبره به فقال له حين حضر معه: يا عبدالله ما ربح أحد مثل ربحك، ولااكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت: مودة الله أولاً، ومودة محمد وعلي ثانياً، ومودة الطيبين من آلهما ثالثاً، ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعاً ، ومودة إخوانك المؤمنين خامساً واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ماهو أفضل من الدنيا ألف مرة ، فهنيئاً لك هنيئاً ) (الإحتجاج :1/11 والبحار :2 /8 وتفسير العسكري ص347 )
هذه هي قيمة إحياء النفس بالمفهوم القرآني
والمهم أن نعرف بماذا يتم إحياء النفوس حتى نحيي أنفسنا وأنفس غيرنا ؟
هذا شهر رمضان يقبل علينا ، ونفوس الناس تتهيأ فيه لتلقي الفيض والعطاء الإلهي ، لمجاهدتهم نوازع الشهوات وأهم واجباتكم أنتم طبقة العلماء والفضلاء ، أن تستفيدوا من هذه الفرصة في إحياء نفوس الناس:وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ! وإن من أهم مصاديق إحياء الأنفس تعريفها بعقائد الإسلام خاصة إمام زمانها(ع)، وذلك للحديث الصحيح عن رسول الله(ص): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) (1)
فإحياء النفوس في عصرنا معرفته وتعريف الناس به، وإيجاد الإرتباط بين أيتام آل محمد(ص)وبين هذا الأب المحجوب الغائب عن الأنظار(ع)فإن الإرتباط بالله تعالى لا يتحقق إلا عن طريق الإرتباط بهم(ع) الإرتباط بمن منه الوجود لا يتحقق إلا بالإرتباط بمن به الوجود !
وعندما نريد التعرف على شخصيته(ع)وما تحتويه وما يحيط بها ، تقف محركات عقولنا عن العمل ، وكيف لا ، والإمام الرضا(ع)يقول في وصفه :
( بأبي وأمي سميُّ جدي ، شبيهي وشبيه موسى بن عمران ، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس! ) (العيون :1/9 ، وقد تقدم في الموضوع رقم:34)
إنها لأوصافٌ تحير العقل وقد ورد في صفة المسيح(ع)أن عليه جلابيب النور ، ففي مناظرة الإمام الرضا(ع)مع علماء النصارى: (ثم قال للجاثليق: يا نصراني كيف علمك بكتاب شعيا(ع)؟ قال: أعرفه حرفاً حرفاً قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور ، ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر ؟
فقالا: قد قال ذلك شعيا(ع) قال الرضا(ع): يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول عيسى(ع): إني ذاهب الى ربكم وربي والبارقليطا جاءٍ ، هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت) (عيون أخبار الرضا(ع) :2/145)
لكن وصف الإمام المهدي(ع)أبلغ من ذلك: (عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس! ) ، ومع ذلك فلا نستطيع أن نعرف حقيقة جلابيب النور على نبي الله عيسى ، وجيوب النور على الإمام المهدي(ص)!
إن أحاديث أهل البيت(ع)جواهر مكنونة ، لم نعرف الى الآن كنوزها في معرفة الله تعالى ، ومعرفة وسائط فيضه وعطائه(ع) ! ونيل هذه الكنوز أمر صعب ، لا يحصل بالبحث والتعمق الفكري كما هو الحال في بقية العلوم، بل هو عطاء يختص به الله من يشاء من عباده
إن معرفة ولي الله الأعظم(ع)تحتاج الى أن يشمر خواص العلماء الأتقياء الذين اشتغلوا سنين طويلة في معالجة المسائل الفكرية ، ويدرسوا تعابير المعصومين (ع) الواردة في الأدعية والزيارات ، ويستخرجوا من كنوزها !
كم قرأنا هذه العبارة في دعاء الندبة:بنفسي أنتَ من عقيدِ عزٍَ لا يُسَامَى، لكن مهما فكرنا فيها لوعي معناها لكان قليلاً! فمامعنى (عقيد العز) ومن أي دوحة تفرع، والى أين بلغت رفعة هذا الفرع بحيث (لا يُسَامى) ، هكذا بصيغة المطلق المبني للمجهول ! فلا يمكن لفضل ولا شرف ولا منقبة ، أن تسامي مقامه الشريف(ع)!
إن للإمام المهدي صلوات الله عليه صفات مشتركة مع بقية المعصومين(ع) وصفات خاصة به،ويكفي أن نقرأ قوله تعالى: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِئَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( سورة الزمر:69 )
فظاهر الآية عن مشهد من يوم القيامة ، لكن هل تشرق الأرض قبل ذلك بهذا النور الرباني، وهل للآية معنى آخر؟ بلى ، فقد ذكر المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، وعظيم الطائفة الفضل بن شاذان النيشابوري، وعلي بن إبراهيم القمي أعلى الله مقامهم ، روايات في تفسيرها قال القمي&:2/253(حدثنا محمد بن أبي عبدالله(ع) قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله(ع) يقول في قوله: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا: رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام )!! (2)
الآن تشرق الأرض بنور الشمس ، لكن سيأتي يوم قبل يوم القيامة تشرق بنور الله عز وجل من نور وليه وحجته(ع)!
وقوله(ع): إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام ، سواء تعبيراً حقيقياً أو رمزياً ، فهو يكشف عن حقيقة عظيمة هي أن الإمام المهدي(ع)سرٌّ رباني كبير، وأنه عندما يحضر من عالم الغيب إلى عالم الشهود تقوم أشعة بدنه وجيوب النور التي خصه الله بها ، مقام نور الشمس والقمر! كما أن أشعة نفسه المباركة تشرق على البشر فتخرج معادن الإنسانية من القوة إلى الفعل، والناس كما قال رسول الله(ص)معادن كمعادن الذهب والفضة! فكيف نستطيع معرفة شخصية من هذا النوع ؟
تعليق