موقف النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)من الصحابة عموماً
أما الأحاديث المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي لا تقصر عن ذلك. فقد ورد عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أن خاطبهم بقوله:
((لتتبعنَّ سنن من كان من قبلكم شبر بشبر وذراع بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم.
قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟))(1).
وعلى هذا يجري قول حذيفة: ((لتركبن سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، غير أني لا أدري تعبدون العجل أم لا))(2).
وفي موطأ مالك: ((وحدثني عن مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، أنه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لشهداء أحد: هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر الصديق: ألسنا يا رسول الله بإخوانهم، أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي. فبكى أبو بكر، ثم بكى.
ثم قال: أئنا لكائنون بعدك؟!))(3).
بل في حديث الحسن: ((أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قام على أهل البقيع، فقال:
السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين. لو تعلمون نجاكم الله
منه مما هو كائن بعدكم. ثم نظر إلى أصحابه، فقال: هؤلاء خير منكم. قالوا:
يا رسول الله، وما يجعلهم خيراً منا ؟ قد أسلمنا كما أسلموا وهاجرنا كما
هاجروا، وأنفقنا كما أنفقوا، فما يجعلهم خيراً منا ؟ قال: إن هؤلاء مضوا لم
يأكلوا من أجورهم شيئاً، وشهدت عليهم. وإنكم قد أكلتم من أجوركم بعدهم،
ولا أدري كيف تفعلون بعدي))(4).
كما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) إخطارهم بالفتن المقبلة عليهم. ففي حديث أسامة بن زيد
قال: ((أشرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أطم من آطام المدينة، ثم قال: هل ترون ما أرى؟. إني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر))(5).
وعن عبد الله بن عمر أنه قال: ((خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من ههنا، من حيث يطلع قرن الشيطان))(6).
وعنه أيضاً أنه قال: ((استند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حجرة عائشة، فقال: إن الفتنة ههنا، إن الفتنة ههنا، من حيث يطلع قرن الشيطان))(7).
وعنه أيضاً: ((أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مستقبل المنبر وهو يقول: ألا أن الفتنة ههنا مرتين من حيث يطلع قرن الشيطان))(،
وعن نافع عن عبد الله قال: ((قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطيباً، فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هنا الفتنة ثلاثاً من حيث يطلع قرن الشيطان))(9).
_________________
(1) - صحيح البخاري ج:6
ص:2669 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب قول النبي(صلى الله عليه وآله
وسلم) لتتبعن سنن من كان قبلكم، واللفظ له، ج:3 ص:1274 كتاب الأنبياء: باب
ما ذكر عن بني إسرائيل. سنن ابن ماجة ج:2 ص:1322 كتاب الفتن: باب افتراق
الأمم. مجمع الزوائد ج:7 ص:261 كتاب الفتن: باب منه في اتباع سنن من مضى.
المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:93 كتاب الإيمان. صحيح ابن حبان ج:15 ص:95 باب
إخباره عما يكون في أمته من الفتن والحوادث في (ذكر البيان بأن قوله: سنن
من قبلكم، أراد به أهل الكتابين). مسند أحمد ج:2 ص: (327، 511) مسند أبي
هريرة(رضي الله عنه)، ج:3 ص:89 مسند أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه). مسند
الطيالسي ج:2 ص:289 في (ما روى أبو سعيد الخدري عن النبي(صلى الله عليه
وآله وسلم)) فيما رواه (عطاء بن يسار عن أبي سعيد(رضي الله عنه)).
(3) مصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:481 كتاب الفتن: من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها.
موطأ مالك ج:2 ص:461 كتاب الجهاد: باب الشهداء في سبيل الله، واللفظ له. التمهيد لابن عبد البر ج:21 ص:228.
(4)- تاريخ المدينة المنورة ج:1 ص:94، واللفظ له. الزهد لابن مبارك ص:171.
المصنف لعبد الرزاق ج:3 ص:575 كتاب الجنائز: باب التسليم على القبور. تفسير
الثعالبي ج:4 ص:154.
(5)- صحيح البخاري ج:2 ص:871 كتاب المظالم: باب إماطة الأذى، واللفظ له.
صحيح مسلم ج:4 ص:2211 كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب نزول الفتن كمواقع
القطر. المستدرك على الصحيحين ج:4 ص:553 كتاب الفتن والملاحم. مسند أحمد
ج:5 ص:200 حديث أسامة بن زيد. وغيرها.
(6)- مسند أحمد ج:2 ص:23 ، ومثله ما في ص:26 في (مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)).
(7)- السنن الواردة في الفتن ج:1 ص:245 باب قول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): الفتنة من قبل الشرق.
(- فوائد الليث بن سعد ص:70 الحديث الحادي عشر.
(9)- صحيح البخاري ج:3 ص:1130 باب ما جاء في بيوت أزواج النبي: من أبواب الخمس.
أما الأحاديث المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي لا تقصر عن ذلك. فقد ورد عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أن خاطبهم بقوله:
((لتتبعنَّ سنن من كان من قبلكم شبر بشبر وذراع بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم.
قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟))(1).
وعلى هذا يجري قول حذيفة: ((لتركبن سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، غير أني لا أدري تعبدون العجل أم لا))(2).
وفي موطأ مالك: ((وحدثني عن مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، أنه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لشهداء أحد: هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر الصديق: ألسنا يا رسول الله بإخوانهم، أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي. فبكى أبو بكر، ثم بكى.
ثم قال: أئنا لكائنون بعدك؟!))(3).
بل في حديث الحسن: ((أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قام على أهل البقيع، فقال:
السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين. لو تعلمون نجاكم الله
منه مما هو كائن بعدكم. ثم نظر إلى أصحابه، فقال: هؤلاء خير منكم. قالوا:
يا رسول الله، وما يجعلهم خيراً منا ؟ قد أسلمنا كما أسلموا وهاجرنا كما
هاجروا، وأنفقنا كما أنفقوا، فما يجعلهم خيراً منا ؟ قال: إن هؤلاء مضوا لم
يأكلوا من أجورهم شيئاً، وشهدت عليهم. وإنكم قد أكلتم من أجوركم بعدهم،
ولا أدري كيف تفعلون بعدي))(4).
كما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) إخطارهم بالفتن المقبلة عليهم. ففي حديث أسامة بن زيد
قال: ((أشرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أطم من آطام المدينة، ثم قال: هل ترون ما أرى؟. إني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر))(5).
وعن عبد الله بن عمر أنه قال: ((خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من ههنا، من حيث يطلع قرن الشيطان))(6).
وعنه أيضاً أنه قال: ((استند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حجرة عائشة، فقال: إن الفتنة ههنا، إن الفتنة ههنا، من حيث يطلع قرن الشيطان))(7).
وعنه أيضاً: ((أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مستقبل المنبر وهو يقول: ألا أن الفتنة ههنا مرتين من حيث يطلع قرن الشيطان))(،
وعن نافع عن عبد الله قال: ((قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطيباً، فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هنا الفتنة ثلاثاً من حيث يطلع قرن الشيطان))(9).
_________________
(1) - صحيح البخاري ج:6
ص:2669 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب قول النبي(صلى الله عليه وآله
وسلم) لتتبعن سنن من كان قبلكم، واللفظ له، ج:3 ص:1274 كتاب الأنبياء: باب
ما ذكر عن بني إسرائيل. سنن ابن ماجة ج:2 ص:1322 كتاب الفتن: باب افتراق
الأمم. مجمع الزوائد ج:7 ص:261 كتاب الفتن: باب منه في اتباع سنن من مضى.
المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:93 كتاب الإيمان. صحيح ابن حبان ج:15 ص:95 باب
إخباره عما يكون في أمته من الفتن والحوادث في (ذكر البيان بأن قوله: سنن
من قبلكم، أراد به أهل الكتابين). مسند أحمد ج:2 ص: (327، 511) مسند أبي
هريرة(رضي الله عنه)، ج:3 ص:89 مسند أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه). مسند
الطيالسي ج:2 ص:289 في (ما روى أبو سعيد الخدري عن النبي(صلى الله عليه
وآله وسلم)) فيما رواه (عطاء بن يسار عن أبي سعيد(رضي الله عنه)).
(3) مصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:481 كتاب الفتن: من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها.
موطأ مالك ج:2 ص:461 كتاب الجهاد: باب الشهداء في سبيل الله، واللفظ له. التمهيد لابن عبد البر ج:21 ص:228.
(4)- تاريخ المدينة المنورة ج:1 ص:94، واللفظ له. الزهد لابن مبارك ص:171.
المصنف لعبد الرزاق ج:3 ص:575 كتاب الجنائز: باب التسليم على القبور. تفسير
الثعالبي ج:4 ص:154.
(5)- صحيح البخاري ج:2 ص:871 كتاب المظالم: باب إماطة الأذى، واللفظ له.
صحيح مسلم ج:4 ص:2211 كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب نزول الفتن كمواقع
القطر. المستدرك على الصحيحين ج:4 ص:553 كتاب الفتن والملاحم. مسند أحمد
ج:5 ص:200 حديث أسامة بن زيد. وغيرها.
(6)- مسند أحمد ج:2 ص:23 ، ومثله ما في ص:26 في (مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)).
(7)- السنن الواردة في الفتن ج:1 ص:245 باب قول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): الفتنة من قبل الشرق.
(- فوائد الليث بن سعد ص:70 الحديث الحادي عشر.
(9)- صحيح البخاري ج:3 ص:1130 باب ما جاء في بيوت أزواج النبي: من أبواب الخمس.
تعليق