التناص القرآني في مياه النص الأول لصادق الطريحي
أثير محسن الهاشمي
ترى كريستيفيا ان التناص قانون جوهري، اذ هي نصوص تتم صناعتها عبر امتصاص، وفي الوقت نفسه هدم النصوص الأخرى للفضاء المتداخل نصيا .
و بحسب سوليرس فأن التناص في كل نص، يتموضع في ملتقى نصوص كثيرة بحيث يعتبر قراءة جديدة، تشديدا وتكثيفا .
يهيمن التناص القرآني في مجموعة مياه النص الأول للشاعر صادق الطريحي، اذ يتنوع هذا التوظيف القرآني من نص الى آخر بحسب ما يقتضيه النص من سرد اسلوبي، وما يشتمله المعنى من مبنى حكائي، يقول
وترسمها النواقيس في كنائس السواد
رطبا جنيا
يساقط في الصبح 10ص
يتناص الشاعر مع الآية القرآنية وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً مريم25
يرسم الطريحي هنا رسما شعريا متناصا مع القرآن الكريم، وهو تناص واضح،، وورد التغيير في بنية النص من خلال التقديم والتأخير،بقرن قصة مريم ع بالكنائس التي اصابها الحزن جرّاء الحروب .
يقول ايضا
كيف الوصول الى المدينة يا ترى ؟
اذ جاء من اقصى المدينة سائلا 19ص
يتناص الشاعر مع الآية القرآنية وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ القصص20
يعكس الشاعر صورة التوظيف القرآني، من يسعى» سائلا .
ففي كلمة يسعى » القرآن الكريم يسعى فعل قابل للحركة والتجديد . وكذلك ورود البطل رجل يسعى .
اما في النص الشعري سائل اسم فاعل من الفعل الثلاثي سأل . ولم يرد البطل رجل بل ورد السائل مبني للمجهول .
ان السمة الرئيسة التي كرّسها الشاعر سمة المكان المدينة كما في عنوان القصيدة المدينة التي تشبه اسمي ولذلك تناص مع الآية القرآنية التي تحمل تجليات المدينة ومحورها البطل الرجل .
يقول في نص آخر
امرأة
واضحة جدا
كزجاجة لا شرقية ولا غربية
تطعم اطفالها حليب اليونسيف ص43
يوظف الشاعر في النص اقتباسا قرآنيا اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْلَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ النور35
يعكس الطريحي تشبيها من تشبيهات النور الآلهي ويحول هذه التشبيهات على
امرأة واضحة جدا كزجاجة لا شرقية ولا غربية .
تطعم اطفالها من حليب اليونسيف .
ان التداخل النصي ما بين لغة قرآنية، ومابين لغة تداولية حديثة، يسهم في صنع نسق شعري متآلف دينيا وآخر تداوليا ينصهران في بوتقة الشعر
ونخيل من انشودة المطر
يتمايلن صفا صفا
حيث النخيل سرب من النساء ص44
يتميز هذا النص الشعري بالآتي
1 اقتباس شعري من السياب، ونخيل من انشودةالمطر .
2 اقتباس قرآني يتمايلن صفا صفا من قوله تعالى وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً الفجر22
يقول ايضا
يرفع في البيت الذي ضربته الحروب
ربّ اجعل هذا القلب آمنا
وامنح جسده من الكلمات
ما يجعل اجيالا من الشظايا
لا ترغب اليه
آمين آمين ص72
يتضمن هذا النص صورا قرآنية وَإِذْ قَالَإِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ إبراهيم 35
يتميز هذا النص بالآتي
1 بلد ابراهيم ع » الاصنام
بلد الطريحي » الحروب
2 دعاء نبي الله ابراهيم ع جماعي رب اجعل هذا البلد آمنا
دعاء الطريحي ذاتي رب اجعل هذا القلب آمنا
يقول في نص آخر
قال اقرأ ..
قلتُ لستُ بقارئ
سلاما قال لي ومضى
هكذا اسرى بي الأزل ص97
يتناص الشاعر مع قصة النبي محمد صلى اللهعليه وآله وسلم في قوله تعالى اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ العلق1
يستلهم الشاعر نصوصه الشعرية من روحية النص القرآني، وسمة التناص القرآني في الشعر بشكل عام، ان يُوظف بالشكل الذي يليق بحسن صنعة توظيفه ونسجه وحياكته ليتلاءم مع النص الشعري ووحدته الموضعية والفنية .
وهذا ما تجسد في نصوص الطريحي بشكلٍ يتناغممع وحدة القصيدة لديه، وهو بهذا على الرغم من خصائص التناص تلك، الا ان الشاعر يدعوالى الخلاص من هيمنة ذلك التناص الذي لحق به فطرة ام قصدا
امنحيني الخلاص
الخلاص من سطوة الوضوح
الخلاص من سطوة التناص ص57
فسطوة الوضوح تعكس صفة المباشرة اللغوية في القول والفعل، فعله ولغته هو وما يفعله الآخر من مباشرة في الاشياء، اما سطوة التناصفثمة معنيان، الاول يتجسد في تناصه لعباراته اللغوية من النص القرآني، والمعنى الآخرما يعكس صفة اللاتجديد في الحياة التي بدأت ولم تزل ذاتها حروب وفقر وحرمان، والشاعر يبحث عن الخلاص من كلا المعنييْن .
أثير محسن الهاشمي
ترى كريستيفيا ان التناص قانون جوهري، اذ هي نصوص تتم صناعتها عبر امتصاص، وفي الوقت نفسه هدم النصوص الأخرى للفضاء المتداخل نصيا .
و بحسب سوليرس فأن التناص في كل نص، يتموضع في ملتقى نصوص كثيرة بحيث يعتبر قراءة جديدة، تشديدا وتكثيفا .
يهيمن التناص القرآني في مجموعة مياه النص الأول للشاعر صادق الطريحي، اذ يتنوع هذا التوظيف القرآني من نص الى آخر بحسب ما يقتضيه النص من سرد اسلوبي، وما يشتمله المعنى من مبنى حكائي، يقول
وترسمها النواقيس في كنائس السواد
رطبا جنيا
يساقط في الصبح 10ص
يتناص الشاعر مع الآية القرآنية وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً مريم25
يرسم الطريحي هنا رسما شعريا متناصا مع القرآن الكريم، وهو تناص واضح،، وورد التغيير في بنية النص من خلال التقديم والتأخير،بقرن قصة مريم ع بالكنائس التي اصابها الحزن جرّاء الحروب .
يقول ايضا
كيف الوصول الى المدينة يا ترى ؟
اذ جاء من اقصى المدينة سائلا 19ص
يتناص الشاعر مع الآية القرآنية وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ القصص20
يعكس الشاعر صورة التوظيف القرآني، من يسعى» سائلا .
ففي كلمة يسعى » القرآن الكريم يسعى فعل قابل للحركة والتجديد . وكذلك ورود البطل رجل يسعى .
اما في النص الشعري سائل اسم فاعل من الفعل الثلاثي سأل . ولم يرد البطل رجل بل ورد السائل مبني للمجهول .
ان السمة الرئيسة التي كرّسها الشاعر سمة المكان المدينة كما في عنوان القصيدة المدينة التي تشبه اسمي ولذلك تناص مع الآية القرآنية التي تحمل تجليات المدينة ومحورها البطل الرجل .
يقول في نص آخر
امرأة
واضحة جدا
كزجاجة لا شرقية ولا غربية
تطعم اطفالها حليب اليونسيف ص43
يوظف الشاعر في النص اقتباسا قرآنيا اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْلَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ النور35
يعكس الطريحي تشبيها من تشبيهات النور الآلهي ويحول هذه التشبيهات على
امرأة واضحة جدا كزجاجة لا شرقية ولا غربية .
تطعم اطفالها من حليب اليونسيف .
ان التداخل النصي ما بين لغة قرآنية، ومابين لغة تداولية حديثة، يسهم في صنع نسق شعري متآلف دينيا وآخر تداوليا ينصهران في بوتقة الشعر
ونخيل من انشودة المطر
يتمايلن صفا صفا
حيث النخيل سرب من النساء ص44
يتميز هذا النص الشعري بالآتي
1 اقتباس شعري من السياب، ونخيل من انشودةالمطر .
2 اقتباس قرآني يتمايلن صفا صفا من قوله تعالى وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً الفجر22
يقول ايضا
يرفع في البيت الذي ضربته الحروب
ربّ اجعل هذا القلب آمنا
وامنح جسده من الكلمات
ما يجعل اجيالا من الشظايا
لا ترغب اليه
آمين آمين ص72
يتضمن هذا النص صورا قرآنية وَإِذْ قَالَإِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ إبراهيم 35
يتميز هذا النص بالآتي
1 بلد ابراهيم ع » الاصنام
بلد الطريحي » الحروب
2 دعاء نبي الله ابراهيم ع جماعي رب اجعل هذا البلد آمنا
دعاء الطريحي ذاتي رب اجعل هذا القلب آمنا
يقول في نص آخر
قال اقرأ ..
قلتُ لستُ بقارئ
سلاما قال لي ومضى
هكذا اسرى بي الأزل ص97
يتناص الشاعر مع قصة النبي محمد صلى اللهعليه وآله وسلم في قوله تعالى اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ العلق1
يستلهم الشاعر نصوصه الشعرية من روحية النص القرآني، وسمة التناص القرآني في الشعر بشكل عام، ان يُوظف بالشكل الذي يليق بحسن صنعة توظيفه ونسجه وحياكته ليتلاءم مع النص الشعري ووحدته الموضعية والفنية .
وهذا ما تجسد في نصوص الطريحي بشكلٍ يتناغممع وحدة القصيدة لديه، وهو بهذا على الرغم من خصائص التناص تلك، الا ان الشاعر يدعوالى الخلاص من هيمنة ذلك التناص الذي لحق به فطرة ام قصدا
امنحيني الخلاص
الخلاص من سطوة الوضوح
الخلاص من سطوة التناص ص57
فسطوة الوضوح تعكس صفة المباشرة اللغوية في القول والفعل، فعله ولغته هو وما يفعله الآخر من مباشرة في الاشياء، اما سطوة التناصفثمة معنيان، الاول يتجسد في تناصه لعباراته اللغوية من النص القرآني، والمعنى الآخرما يعكس صفة اللاتجديد في الحياة التي بدأت ولم تزل ذاتها حروب وفقر وحرمان، والشاعر يبحث عن الخلاص من كلا المعنييْن .
تعليق