التناص مع القرآن الكريم في شعر مفدي زكرياء:
لم يكن مفدي زكرياء بدعا في الشع ا رء منحيث صلته بالقرآن الكريم، وتأثره به، ذلك أن الثقافة العربية
على توالي العصور الإسلامية كانت في مجملها تعتمد القرآن الكريم مصد ا ر تدور حوله الأبحاث والد ا رسات
اللغوية والأدبية والفكرية، وهناك العديد من النماذج من بدايات العصر الإسلامي إلى العصر الحديث، على أن
مفدي فاق الكثير من أق ا رنه الشع ا رءفي اعتماد اللغة القرآنية، وأخذ الصور والرموز العديدة من كتاب الله، وقد
حالفه النجاح في الغالب في توظيف المعاني القرآنية،وليس هذا مدعاة للغا ربة فقد كان لنشأته الدينية وبيئته
الثقافية والاجتماعية التي تحكم الدين في السلوك اليومي أثر على حياته وشعره، لقد تربى في منطقة معروفة
بتدينها الواسع وولائها الكبير للمعتقد، فلم يثن عن هذا الجو الديني ولا عن أساليبه التعليمية، ثم كان لنشأة الحركة
الإصلاحية التي وجد الشاعر نفسه محاطا بها،ومن ثم أحد رموزها الفاعلين، مما عمق ثقافته الإسلامية
فاعتمدها وسيلة اتصال بالجماهير وطريقه الرد على الخصوم والأعداء، فضلا عن ذلك فان البيئة المي ا زبية لم
تكن متأثرة بالثقافة الغربية ولم تستفحل فيها الحركات الفكرية الأجنبية، ولهذا وجد الشاعر نفسه يكرع من النبع
الصافي : القرآن الكريم، والتراث العربي القديم الذي لا يخلو هو الآخر بدوره من الأثر القرآني.
وقد لاحظنا أن صلة الشاعر بالقرآن الكريم كانت عميقة فتركت آثارها في أكثر من جانب، ولذلك ارتأينا
أن ندرسها من حيث اللغة والصورة والرمز والموسيقى.
1) اللغة:
يختلف الشعراء في التعامل مع أداة التجربة الشعرية، فيصبح لكل شاعر ميزة يتفرد بها في تناول اللغة، فهناك
مثلا من يأخذ الألفاظ والتراكيب الجاهزةدون اجتهاد للإبداع في مجال العلاقات اللغوية، ومفدي زكرياء ينهج
طريقة خاصة تتميز بالتصاقه الشديد بالقرآن الكريم ونهله منه مفردات وت ا ركيب يحسن توظيفها.
ولعل قارئا يقول: إن الألفاظ التي احتواها القرآن الكريم هي ملك اللغة العربية قبل أن يستخدمها القرآن
الكريم، ومن هنا الشاعر حر في التعامل معها.
إن مفدي زكرياء وهو ينظم أشعاره يعتمد على ذخيرته اللغوية
والتي تكونت لديه من اتصاله الوثيق بالقرآن وبلغة القرآن ، والقارئ لأشعاره يجد أساليب وكلمات القرآن مبسوطة
أمامه ومنتشرة في أشعاره، وبالتالي فانه يصدر عن معجم اللغة العربية العام، وكلما ق أ ر القارئ قصائده يستحضر
الكثير من ألفاظ القرآن الكريم، من ذلكقوله :
.( واقض يا موت في ما أنت قاض أنا ا رض،إن عاش شعبي سعيدا ( 1
فهذا اقتباس من قوله تعالى: ﴿ قالوا لن نؤثركعلى ما جاءنا من البيّنات والذي فطرنا فا قْضِ ما أنت قاض إنما
تقضي هذه الحياة الدنيا ﴾( 2)، فالعبارة الواردة في الآية الكريمة تناص نلاحظه في الشطر الأول " فاقض يا موت
في ما أنت قاض" تدل على رسوخ مبدأ القدر الديني في معتقد الشاعر .
وقوله :
.( زعموا قتله...وما صلبوه ليس في الخالدينعيسى الوحيدا( 3
لم يكن مفدي زكرياء بدعا في الشع ا رء منحيث صلته بالقرآن الكريم، وتأثره به، ذلك أن الثقافة العربية
على توالي العصور الإسلامية كانت في مجملها تعتمد القرآن الكريم مصد ا ر تدور حوله الأبحاث والد ا رسات
اللغوية والأدبية والفكرية، وهناك العديد من النماذج من بدايات العصر الإسلامي إلى العصر الحديث، على أن
مفدي فاق الكثير من أق ا رنه الشع ا رءفي اعتماد اللغة القرآنية، وأخذ الصور والرموز العديدة من كتاب الله، وقد
حالفه النجاح في الغالب في توظيف المعاني القرآنية،وليس هذا مدعاة للغا ربة فقد كان لنشأته الدينية وبيئته
الثقافية والاجتماعية التي تحكم الدين في السلوك اليومي أثر على حياته وشعره، لقد تربى في منطقة معروفة
بتدينها الواسع وولائها الكبير للمعتقد، فلم يثن عن هذا الجو الديني ولا عن أساليبه التعليمية، ثم كان لنشأة الحركة
الإصلاحية التي وجد الشاعر نفسه محاطا بها،ومن ثم أحد رموزها الفاعلين، مما عمق ثقافته الإسلامية
فاعتمدها وسيلة اتصال بالجماهير وطريقه الرد على الخصوم والأعداء، فضلا عن ذلك فان البيئة المي ا زبية لم
تكن متأثرة بالثقافة الغربية ولم تستفحل فيها الحركات الفكرية الأجنبية، ولهذا وجد الشاعر نفسه يكرع من النبع
الصافي : القرآن الكريم، والتراث العربي القديم الذي لا يخلو هو الآخر بدوره من الأثر القرآني.
وقد لاحظنا أن صلة الشاعر بالقرآن الكريم كانت عميقة فتركت آثارها في أكثر من جانب، ولذلك ارتأينا
أن ندرسها من حيث اللغة والصورة والرمز والموسيقى.
1) اللغة:
يختلف الشعراء في التعامل مع أداة التجربة الشعرية، فيصبح لكل شاعر ميزة يتفرد بها في تناول اللغة، فهناك
مثلا من يأخذ الألفاظ والتراكيب الجاهزةدون اجتهاد للإبداع في مجال العلاقات اللغوية، ومفدي زكرياء ينهج
طريقة خاصة تتميز بالتصاقه الشديد بالقرآن الكريم ونهله منه مفردات وت ا ركيب يحسن توظيفها.
ولعل قارئا يقول: إن الألفاظ التي احتواها القرآن الكريم هي ملك اللغة العربية قبل أن يستخدمها القرآن
الكريم، ومن هنا الشاعر حر في التعامل معها.
إن مفدي زكرياء وهو ينظم أشعاره يعتمد على ذخيرته اللغوية
والتي تكونت لديه من اتصاله الوثيق بالقرآن وبلغة القرآن ، والقارئ لأشعاره يجد أساليب وكلمات القرآن مبسوطة
أمامه ومنتشرة في أشعاره، وبالتالي فانه يصدر عن معجم اللغة العربية العام، وكلما ق أ ر القارئ قصائده يستحضر
الكثير من ألفاظ القرآن الكريم، من ذلكقوله :
.( واقض يا موت في ما أنت قاض أنا ا رض،إن عاش شعبي سعيدا ( 1
فهذا اقتباس من قوله تعالى: ﴿ قالوا لن نؤثركعلى ما جاءنا من البيّنات والذي فطرنا فا قْضِ ما أنت قاض إنما
تقضي هذه الحياة الدنيا ﴾( 2)، فالعبارة الواردة في الآية الكريمة تناص نلاحظه في الشطر الأول " فاقض يا موت
في ما أنت قاض" تدل على رسوخ مبدأ القدر الديني في معتقد الشاعر .
وقوله :
.( زعموا قتله...وما صلبوه ليس في الخالدينعيسى الوحيدا( 3
تعليق