الشاعر الشهيد الكميت بن زيد الأسدي
من أعلام الشعر في العصر الأموي
( 60 ـــ 126 هـ )
يُعتبر الكميت بن زيد الأسدي من أوائل شعراء الإسلام الذين جعلوا من الشعر أداة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم، وكان لذلك أثره البعيد في تثقيف جمهور الناس الذين استلهموا من هذه الأشعار روح الثورة وفكرة الإصلاح والتغيير ...
وهذه القصيدة:من أعلام الشعر في العصر الأموي
( 60 ـــ 126 هـ )
يُعتبر الكميت بن زيد الأسدي من أوائل شعراء الإسلام الذين جعلوا من الشعر أداة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم، وكان لذلك أثره البعيد في تثقيف جمهور الناس الذين استلهموا من هذه الأشعار روح الثورة وفكرة الإصلاح والتغيير ...
طــربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبا منى و ذو الشوق يلعـب
ولـمْ يلـهني دار ولا رســمُ مَنـزلٍ وَلـم يتطـربني بَنـان مخضـبُ
وَلا أنـأ مِمـنْ يزجـرُ الطيـرُ همـهُ أَصاحَ غُـراب أمْ تعـرضَ ثَعلَبُ
وَلاَ السَّـانحـات البَارحـاتُ عشيّـةً أَمـرَّ سَليمُ القَرنِ أمْ مـرَّ أَغضبُ
ولكنْ إِلَـى أَهـلِ الفضـائلِ والنُّـهى وَخيرُ بنـي حواءَ والخيـرُ يُطلبُ
إِلَـى النقَّـرِ البيـضِ الـذينِ بِحُبّهِـم إِلَـى الله فيمـا نَالَنِـي أَتقـربُ
بنـي هَاشــم رهـطُ النَّبـيَّ فَإنَّـني بِهِـم وَلَهُـم أَرضَى مِراراً وَأَغضَبُ
خفضت لهـم منـي جنـاحي مـودةً إِلى كنـفٍ عطفـاه أهل ومـرحبُ
وكنـت لهـم مـن هـؤلاء وهـؤلا محبـا علـى انـي أذم و أغضـب
وأرمـى وأرمـي بالعـداوة أهلـهـا وانـي لأوذى فيهــم وأؤنـب
فمـا سـاءتي قول امرئ ذي عـداوةٍ بعـوارء فيهم يحتـديني فاجـذبُ
فقـل للذي في ظـل عمـياء جـونة ترى الجـور عدلا أين لا أين تذهب
بـأي كتـاب أم بأيـة سـنــة ترى حبـهم عـاراً على وتحسـب
أأسـلمُ ما تأتي بـه مِـن عـداوة وبعـض لهم لاجير بل هـو أشجب
سـتقرع منهـا سـنُ خزيان نـادمٍ إذا اليـوم ضـم النـاكثين العـصبصب
فمـالي إلا آل أحمـد شـيعــة ومالي إلا مشـعبُ الحـق مشـعب
ومـن غيرهم أرضى لنفـسي شيعة ومن بعدهـم لا من أجـل وأرجبُ
أريبُ رجـالا منهـم وتـريبنـي خـلائق ممـا أحـدثـوهن أريـب
إليكـم ذوي آل النبـي تطلعت نـوازع من قلـبي ظمـاء واليـبُ
فاني عن الأمـر الذي تكـرهونه بقـولي وفعلي ما استطعت لا جنبُ
يشـيرون بالأيـدي إلى وقولهـم ألا خـاب هـذا والمشيرون أخيبُ
فطائفـة قـد كفـرتني بحبـكم وطائفـة قالـوا مسـيء ومذنـب
فما سـاءني تكفيـر هاتيـك منهم ولا عيب هـاتيك التي هـي أعيب
يعيبونني من خبهـــم وضلالهم على حبكم بل يسخـرون وأعجب
وقالـوا ترابي هـــواه ورأيـه بذلك أدعى فيهم وألقـــــب
على ذاك إجرياي فيكم ضريبتي ولـو جمعـوا طـراً على واجلبوا
وأحمل أحقاد الأقـارب فيكـم وينصب لي في الأبعـدين فانصب
بخاتمكم غصباً تجـور أمـورهـم فلـم أر غصبـاً مثله يتغـصب
وجـدنا لكم في آل حاميم آيـة تأولهـا منـا تقـي ومعــرب
وفي غيـرها آيا وأياتتـا بعـت لكم نصب فيها لذي الشك منصب
بحقكم أمست قريش تقـودهـا وبالفذ منهـا والرديفين نـركـب
إذا اتضعونـا كارهيـن لبيعـة أناخوا لأخـرى والأزمـة تجـذبُ
ردافـاً علينا لم يسيموا رعيـة وهمهمـوا أن يمتـروها فيحلبـوا
ليفتعلوهـا فتنـة بعـد فتنـة فيفتصلوا أفـلاءهــا ثم يركبـوا
أقاربنـا الأدنـون منكم لعـلة وسـاستنا منهم ضبــاع وأذؤب
لنـا قائـد منهم عنيف وسائق يقحمنا تلك الجـراثيم متـعــب
وقالـوا ورثناهـا أبـانا وأمنا ومـا ورثتهـــم ذاك أم ولا أبُ
يرون لهم حقاً على الناس واجبا سـفاها وحـق الهاشميين أوجـبُ
ولكـن مواريث ابن آمنة الذي بـه دان شـرقي لكم ومغـربُ
فـدى لك موروثاً أبي وأبـو أبي
ونفسي ونفسـي بعد بالناس أطيبُ
بك اجتمعت أنسابُنا بعـد فرقة فنحن بنـو الإسـلام ندعي وننسبُ
حياتك كـانت مجـدنا وسـنائنا وموتك جـدع للعرانين مـرعـبُ
وأنت أميـن الله في الناس كلهم عَلينا وفيها اختـار شرق ومغـرِبُ
وتستخلفُ الأموات غيـرك كلهم ونعتب لَـو كنا على الحـقِ نعتبُ
فبوركت مولوداً وبوركت ناشِـئاً وبُوركت عند الشيب إذ أنتَ أشيبُ
وبُورك قبر أنت فيـه وبُـوركتْ بـه ولـه أهـل لذلـك يثـربُ
لقـد غيبوا براً وصدقاً ونائـلاً عشية واراك الصفيـح المنصـبُ
يقولون لم يُـورث ولولا تُراثـه لقـد شركت فيه بكيل وأرحـبُ
وعـك ولخم والسكون وحميـر وكندة والحـيان بكـر وتَغـلبُ
ولا نتشلت عضوين منهـا يُحابرُ وكـان لعبد القيس عضو مـؤربُ
ولا نتقلت من خندق في سـواهم ولاقتدحت قيس بهـا ثـم أثقبـوا
ولا كانت الأنصـار فيهـا أدلـة ولا غيبـاً عنها إذ النـاس غيـبُ
هُـم شهِدُوا بـدراً وخيبـرَ بعدها ويـوم حُـنينٍ والدمـاءُ تَصـيبُ
وهُـم رائموها غير ظئرٍ وأشـبَلُوا عليهَـا بأطـرافِ القنـا وتحـدبوا
فإن هي لم تصلح لقـوم سـواهم فإن ذوي القُـربى أحـقُ وأقـربُ
وإلا فقـولـوا غيرها تتعـرفـوا نواصيهـا تردي بنـا وهي شـزبُ
على مَ إذا زرنـا الزبيـر ونافعـاً بغـارتنـا بعـد المقـانب مقـنبُ
وشـاطَ على أرماحـنا بادعائهـا وتحويلهـا عنكم شـبيب وقعـنبُ
نقتلهـم جبـلاً فجيلاً نـراهـم شـــعائر قُربـانٍ بهـم يتقـربُ
لعـل عزيزاً آمنـا سـوف يبتـلي وذا سـلب منهم أنيقـاً سـيسلبُ
إذا انتحـوا الحـرب العوانَ حوارها وحـنَّ شـريـج بالمنـايا وتنـضبُ
فيالك أمـراً قـد اشـتت أمُـوره ودُنيــا أرى أســبابها تتقـضبُ
يروضـون دين الحقِ صعباً مُخـرماً بأفواهـهم والرائضُ الـدين أصعبُ
إذا شُرعُوا يومـاً على الغـي فتنـة طـريقهمُ فيهـا عن الحـق أنكـبُ
رضـوا بخـلافِ المُهـتدين وفيهـمُ مخبـاة أخـرى تصـانُ وتحجــبُ
وان زوجـوا أمـرين جوراً وبـدعة أتاخـوُا لأخـرى ذات ودقينِ تخطبُ
الـحوا ولجـوا فـي بعـاد ويُغضـةٍ فقـد نشبوا في حبل غـي وانشـبُوا
تفـرقت الدنيــا بهـم وتعـرضتْ لهـم بالنطـاف الآجنـاتِ فاشـربوا
حنانيك رب النـاسِ مـن أن يغـربي كما غـرهم شُـربُ الحيـاة المنضبُ
إذا قيل هـذا الحـق لا ميـل دونـهُ فانقاضـهم في الحـي حسـرى ولغبُ
وإن عرضت دون الضـلالة حـومـة أخاضـُوا إليـها طـائعيـن وأوثبُـوا
وقـد درسـوا القـرآن وافتلجُـوا به فكلهُــم راضٍ بـهِ مُتحــــزبُ
فمـن أين أو أنى وكيف ضـلالهـُـم هـدى والهـوى شتى بهـم مُتشعـبُ
فيـا موقـداً نـاراً لغيـرك ضـؤهـا ويا حاطبـا في غيـر حبـلك تحـطبُ
ألـم تـرني من حُب آل محمــــدٍ أروحُ وأغـدُو خائفــاً أتـرقــبُ
كأنـي جــان محــدثٍ وكأنمــا بهـم أتقـي من خشية العـار أجـربُ
علـى أي جــرم أم بأيـة ســيرةٍ أعنـفُ فــي تقـريظـهم وأؤنـبُ
أنـاس بهم عزت قريش فأصبحُـوا وفيهـم خبـاء المكرمـاتِ المُطنَّــبُ
مُصفونَ في الأحسابِ محضونَ نجرهم هـم المـحضُ منـا والصريحُ المهـذبُ
خصمون أشـراف لهـاميم سـادة مطاعـم أيسـار إذا النـاس أجدبــوا
إذا ما المراضيع الخمـاص تأوهـت من البـرد إذ مثـلان سـعد وعقـرب
وحـاردت النكـدُ ولـم يكــن لعقـبة قــدر المســتعيرين معقـبُ
وبـات وليـدُ الحـي طيـان ساغبا وكاعبـهم ذات العفــاوة أســغبُ
إذا نشـأت منهـم بأرض سـحابة فـلا النبت محظـور ولا الـبرق خـلبُ
وإن هـاج نبت العلم في الناس لم تزل لهـم تلعـة خضـراءُ منــه ومُـذنبُ
إذا إد لمستْ ظلماءُ أَمـرين حنـدس فبـدر لهـم فِيـها مضـيء وكـوكب
لهـم رتب فضـل علـى الناس كلهم فضـائل يســتعلي بهــا المتُـرتـبُ
مسـاميح منهـم قائلـون وفاعــل وسـباق غـايـات إلـى الخير مسهبُ
أولاك نبــي الله منـهم وجعفــر وحمــزة ليـثُ الفيـلقـين المجــربُ
هُمُ مَاهُـم وتـراً وشـفعاً لقومهـم لِفُقـدانهـم مـا يعــذر المتُـحـوّبُ
قتيـلُ التجـوبى الـذي استوأرت به يُسـاقُ بـه ســوقاً عنيـفاً ويحـنبُ
مَضَـوا سـلفاً لابـد أن مـصيرنا إليهـم فغــاد نحــوهـم متـأوبُ
كـذاك المنـايا لا وضـعياً رأيتـها تخطــى و لاذا هيبـــة تتـهـيبُ
وقـد غـادروا فينا مصـابيح أنجما لنـا ثقــة أيـان نخــشى ونرهـبُ
أولئك إن شطت بهـم غربة النـوى أمـاني نفسـي والهـوى حيث يشـعبُ
فهـل تبلغيهم على بعـد دارهـم نعـم ببـلاغ الله وجنـــاء ذ علـبُ
مُذكـرة لا يحمـل السـوط ربهـا ولا يأمـنُ الاشــفاق مـا يتـعـصبُ
كـأن ابن آوى موثـق تحت زورها يظفـرها طـوراً وطــوراً يـنيــبُ
إذا مـا احـزألت في المنـاخ تلفتت بمـر عـوبتي هوجـاء والقـلب أرعبُ
إذا اعصوصبت في أنيـق فكأنهــا بزجـرة أخـرى في سـواهن تضـربُ
تـرى المُـر والكـذان يرفضُ تحتها كمـا أرفـض قيضُ الأفـرخ المتقـوبُ
تــردد بالنـابين بعــد حنينـها صريفـاً كمـا رد الأغــاني أخـطبُ
إذا قطعـت أجـواز بيـد كأنمــا بأعـلامهـا نـوحُ المــآلي المسـلبُ
تعـرض قف بعـد قُفٍ يقـودهـا إلى سـبسبٍ منهـا ديـاميم سـبسبُ
إذا أنفـذت أحصانُ نجـدٍ رمي بهـا أخاشِـبُ شـماً من تهـامـة أخشـبُ
كتـوم إذا ضبـح المطـي كأنمــا تكـرمُ عـن أخلاقهـن وتـرغــبُ
مـن الأرحبيات العتـاقِ كأنهمــا شـبُونُ صـوارٍ فوق عليـاء قرهــبُ
ليـاح كـأن بالأتحميـة مســبغ إزاراً وفــي قبطيــةٍ متـجلــببُ
وتحسـبهُ ذا بـرقــع وكـأنـه بأســمال جيشــانيـة متنـــقبُ
تضيفـهُ تحـت الألاة مـوهنـــا بظلمـاء فيهـا الرعـدُ والبـرقُ صيبُ
ملث مــرث يخفشُ الأكـم ودقـهُ شـآبيب منهـا وادقــاتٍ و هيـدبُ
كـأن المطافيل المواليـه وســـطه يُجـاوبهـن الخيــزرانُ المُـثـقـبُ
يكـاليء مـن ظلمـاءِ ديجـور حندس إذا سـار فيهـا غيهـب حـل غيهبُ
فباكـره والشـمس لم يبـد قـرنهـا بأخــدان المسـتولغـاتِ المكـلـبُ
مجازيـع فـي فقرٍ مساريفُ فـي عنـىً سـوابحُ تطـفو تـارةً ثـم ترســبُ
فكـان ادراكـاً واعتـراكـاً كـأنـهُ علـى دبـرٍ يحميـهُ غيـرانُ مــوأبُ
يـذودُ بسـحماويهِ مـن ضـارياتهـا مداقيـعُ لـم يغثت عليهـن مكسـبُ
فـرابٍ فكـابٍ خـر للوجـهِ فوقـهُ جـديـة أوداجٍ على النحـر تشـخبُ
أذلك لا بـل تـلك غـب وجيفـهـا إذا مـا أكـل الصّـارحُـونَ وانقبُـوا
كـأن حصـى المعـزاء بين فُـروجهـا نـوى الرضـخ يلقى المصعدُ المتصـوبُ
إذا مـا قضت مِن أهـلِ يثـرب موعدا فمكــة مـن أوطـانهـا و المُحصُّـبُ
بك اجتمعت أنسابُنا بعـد فرقة فنحن بنـو الإسـلام ندعي وننسبُ
حياتك كـانت مجـدنا وسـنائنا وموتك جـدع للعرانين مـرعـبُ
وأنت أميـن الله في الناس كلهم عَلينا وفيها اختـار شرق ومغـرِبُ
وتستخلفُ الأموات غيـرك كلهم ونعتب لَـو كنا على الحـقِ نعتبُ
فبوركت مولوداً وبوركت ناشِـئاً وبُوركت عند الشيب إذ أنتَ أشيبُ
وبُورك قبر أنت فيـه وبُـوركتْ بـه ولـه أهـل لذلـك يثـربُ
لقـد غيبوا براً وصدقاً ونائـلاً عشية واراك الصفيـح المنصـبُ
يقولون لم يُـورث ولولا تُراثـه لقـد شركت فيه بكيل وأرحـبُ
وعـك ولخم والسكون وحميـر وكندة والحـيان بكـر وتَغـلبُ
ولا نتشلت عضوين منهـا يُحابرُ وكـان لعبد القيس عضو مـؤربُ
ولا نتقلت من خندق في سـواهم ولاقتدحت قيس بهـا ثـم أثقبـوا
ولا كانت الأنصـار فيهـا أدلـة ولا غيبـاً عنها إذ النـاس غيـبُ
هُـم شهِدُوا بـدراً وخيبـرَ بعدها ويـوم حُـنينٍ والدمـاءُ تَصـيبُ
وهُـم رائموها غير ظئرٍ وأشـبَلُوا عليهَـا بأطـرافِ القنـا وتحـدبوا
فإن هي لم تصلح لقـوم سـواهم فإن ذوي القُـربى أحـقُ وأقـربُ
وإلا فقـولـوا غيرها تتعـرفـوا نواصيهـا تردي بنـا وهي شـزبُ
على مَ إذا زرنـا الزبيـر ونافعـاً بغـارتنـا بعـد المقـانب مقـنبُ
وشـاطَ على أرماحـنا بادعائهـا وتحويلهـا عنكم شـبيب وقعـنبُ
نقتلهـم جبـلاً فجيلاً نـراهـم شـــعائر قُربـانٍ بهـم يتقـربُ
لعـل عزيزاً آمنـا سـوف يبتـلي وذا سـلب منهم أنيقـاً سـيسلبُ
إذا انتحـوا الحـرب العوانَ حوارها وحـنَّ شـريـج بالمنـايا وتنـضبُ
فيالك أمـراً قـد اشـتت أمُـوره ودُنيــا أرى أســبابها تتقـضبُ
يروضـون دين الحقِ صعباً مُخـرماً بأفواهـهم والرائضُ الـدين أصعبُ
إذا شُرعُوا يومـاً على الغـي فتنـة طـريقهمُ فيهـا عن الحـق أنكـبُ
رضـوا بخـلافِ المُهـتدين وفيهـمُ مخبـاة أخـرى تصـانُ وتحجــبُ
وان زوجـوا أمـرين جوراً وبـدعة أتاخـوُا لأخـرى ذات ودقينِ تخطبُ
الـحوا ولجـوا فـي بعـاد ويُغضـةٍ فقـد نشبوا في حبل غـي وانشـبُوا
تفـرقت الدنيــا بهـم وتعـرضتْ لهـم بالنطـاف الآجنـاتِ فاشـربوا
حنانيك رب النـاسِ مـن أن يغـربي كما غـرهم شُـربُ الحيـاة المنضبُ
إذا قيل هـذا الحـق لا ميـل دونـهُ فانقاضـهم في الحـي حسـرى ولغبُ
وإن عرضت دون الضـلالة حـومـة أخاضـُوا إليـها طـائعيـن وأوثبُـوا
وقـد درسـوا القـرآن وافتلجُـوا به فكلهُــم راضٍ بـهِ مُتحــــزبُ
فمـن أين أو أنى وكيف ضـلالهـُـم هـدى والهـوى شتى بهـم مُتشعـبُ
فيـا موقـداً نـاراً لغيـرك ضـؤهـا ويا حاطبـا في غيـر حبـلك تحـطبُ
ألـم تـرني من حُب آل محمــــدٍ أروحُ وأغـدُو خائفــاً أتـرقــبُ
كأنـي جــان محــدثٍ وكأنمــا بهـم أتقـي من خشية العـار أجـربُ
علـى أي جــرم أم بأيـة ســيرةٍ أعنـفُ فــي تقـريظـهم وأؤنـبُ
أنـاس بهم عزت قريش فأصبحُـوا وفيهـم خبـاء المكرمـاتِ المُطنَّــبُ
مُصفونَ في الأحسابِ محضونَ نجرهم هـم المـحضُ منـا والصريحُ المهـذبُ
خصمون أشـراف لهـاميم سـادة مطاعـم أيسـار إذا النـاس أجدبــوا
إذا ما المراضيع الخمـاص تأوهـت من البـرد إذ مثـلان سـعد وعقـرب
وحـاردت النكـدُ ولـم يكــن لعقـبة قــدر المســتعيرين معقـبُ
وبـات وليـدُ الحـي طيـان ساغبا وكاعبـهم ذات العفــاوة أســغبُ
إذا نشـأت منهـم بأرض سـحابة فـلا النبت محظـور ولا الـبرق خـلبُ
وإن هـاج نبت العلم في الناس لم تزل لهـم تلعـة خضـراءُ منــه ومُـذنبُ
إذا إد لمستْ ظلماءُ أَمـرين حنـدس فبـدر لهـم فِيـها مضـيء وكـوكب
لهـم رتب فضـل علـى الناس كلهم فضـائل يســتعلي بهــا المتُـرتـبُ
مسـاميح منهـم قائلـون وفاعــل وسـباق غـايـات إلـى الخير مسهبُ
أولاك نبــي الله منـهم وجعفــر وحمــزة ليـثُ الفيـلقـين المجــربُ
هُمُ مَاهُـم وتـراً وشـفعاً لقومهـم لِفُقـدانهـم مـا يعــذر المتُـحـوّبُ
قتيـلُ التجـوبى الـذي استوأرت به يُسـاقُ بـه ســوقاً عنيـفاً ويحـنبُ
مَضَـوا سـلفاً لابـد أن مـصيرنا إليهـم فغــاد نحــوهـم متـأوبُ
كـذاك المنـايا لا وضـعياً رأيتـها تخطــى و لاذا هيبـــة تتـهـيبُ
وقـد غـادروا فينا مصـابيح أنجما لنـا ثقــة أيـان نخــشى ونرهـبُ
أولئك إن شطت بهـم غربة النـوى أمـاني نفسـي والهـوى حيث يشـعبُ
فهـل تبلغيهم على بعـد دارهـم نعـم ببـلاغ الله وجنـــاء ذ علـبُ
مُذكـرة لا يحمـل السـوط ربهـا ولا يأمـنُ الاشــفاق مـا يتـعـصبُ
كـأن ابن آوى موثـق تحت زورها يظفـرها طـوراً وطــوراً يـنيــبُ
إذا مـا احـزألت في المنـاخ تلفتت بمـر عـوبتي هوجـاء والقـلب أرعبُ
إذا اعصوصبت في أنيـق فكأنهــا بزجـرة أخـرى في سـواهن تضـربُ
تـرى المُـر والكـذان يرفضُ تحتها كمـا أرفـض قيضُ الأفـرخ المتقـوبُ
تــردد بالنـابين بعــد حنينـها صريفـاً كمـا رد الأغــاني أخـطبُ
إذا قطعـت أجـواز بيـد كأنمــا بأعـلامهـا نـوحُ المــآلي المسـلبُ
تعـرض قف بعـد قُفٍ يقـودهـا إلى سـبسبٍ منهـا ديـاميم سـبسبُ
إذا أنفـذت أحصانُ نجـدٍ رمي بهـا أخاشِـبُ شـماً من تهـامـة أخشـبُ
كتـوم إذا ضبـح المطـي كأنمــا تكـرمُ عـن أخلاقهـن وتـرغــبُ
مـن الأرحبيات العتـاقِ كأنهمــا شـبُونُ صـوارٍ فوق عليـاء قرهــبُ
ليـاح كـأن بالأتحميـة مســبغ إزاراً وفــي قبطيــةٍ متـجلــببُ
وتحسـبهُ ذا بـرقــع وكـأنـه بأســمال جيشــانيـة متنـــقبُ
تضيفـهُ تحـت الألاة مـوهنـــا بظلمـاء فيهـا الرعـدُ والبـرقُ صيبُ
ملث مــرث يخفشُ الأكـم ودقـهُ شـآبيب منهـا وادقــاتٍ و هيـدبُ
كـأن المطافيل المواليـه وســـطه يُجـاوبهـن الخيــزرانُ المُـثـقـبُ
يكـاليء مـن ظلمـاءِ ديجـور حندس إذا سـار فيهـا غيهـب حـل غيهبُ
فباكـره والشـمس لم يبـد قـرنهـا بأخــدان المسـتولغـاتِ المكـلـبُ
مجازيـع فـي فقرٍ مساريفُ فـي عنـىً سـوابحُ تطـفو تـارةً ثـم ترســبُ
فكـان ادراكـاً واعتـراكـاً كـأنـهُ علـى دبـرٍ يحميـهُ غيـرانُ مــوأبُ
يـذودُ بسـحماويهِ مـن ضـارياتهـا مداقيـعُ لـم يغثت عليهـن مكسـبُ
فـرابٍ فكـابٍ خـر للوجـهِ فوقـهُ جـديـة أوداجٍ على النحـر تشـخبُ
أذلك لا بـل تـلك غـب وجيفـهـا إذا مـا أكـل الصّـارحُـونَ وانقبُـوا
كـأن حصـى المعـزاء بين فُـروجهـا نـوى الرضـخ يلقى المصعدُ المتصـوبُ
إذا مـا قضت مِن أهـلِ يثـرب موعدا فمكــة مـن أوطـانهـا و المُحصُّـبُ
تعليق