بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط به علمك
الأصمعي والمرأة الصابرة
كان الأصمعي وزيراً للمأمون، ذلك المأمون الذي كان أحد شياطين عصره، وأحد دهاة زمانه، وكان الأصمعي عالماً يُشكّ في أمره.
قال الأصمعي: كنت أرافق المأمون في قافلة صيد ترفيهية ـ والصيد الترفي الذي كان يقوم به حكام بني أمية وبني العباس حرام بنظر الإسلام، كونه تبذير وإسراف وإتلاف لثروات وأموال المسلمين ـ، وفي أثناء المسير أضعت القافلة لأرى نفسي وحيداً في صحراء قاحلة، وبعد مسيرة تحمّلية شاهدت من بعيد خيمة تلوح في الأفق فتحركت صوبها لأجد فيها امرأة شابة جميلة فسلمت عليها، وجلست في ظل خيمتها وقلت لها: هل لي شربة ماء؟ فتغيّر لونها وقالت: لم اكتسب إذناً من زوجي في مثل هذا الأمر، وإن كان لك أن تشرب شيئاً فهذا غدائي أقدّمه لك وهو ضياح من لبن.
يقول الأصمعي: شربتُ اللبن وجلست في ظل الخيمة ساعة، بعدها شاهدت فارساً على جمل، فقامت المرأة من جلساتها وحملت بيدها قليلاً من الماء وكأني بها تنتظر ذلك الفارس.
نعم، وصل الفارس إلى الخيمة وكان زوجها، فقدمت له الماء ليشرب ثم نزل من جمله وإذا به رجل عجوز، أسود الشكل قبيح، لا يُطاق منظره، سيء الخلق والأخلاق، فهمّت المرأة نفسها وجاءته بطبق وإبريق لتغسل له يديه ورجليه ووجهه.
بدأ زوجها بالتحجج، وإثارة ما لا يثيره العاقل الفطن، حيث كان يسيء مخاطبتها، وتتلطف له بالردّ، ولسوء خلقه لم أتحمل الجلوس في ظل خيمته بل فضلت الجلوس في الشمس المحرقة بعيداً، على أن أجلس إلى خيمته واستمع إلى سوء أدبه.
وما إن تحركت حتى قامت امرأته لتوديعي، حيث لم يكن هو مهتماً لهذا الموضوع بالمرة، وعندما دنت المرأة مني قلت لها.
أيها المرأة، إنك شابة جميلة، فلِمَ ارتباطك بهذا الشيخ العجوز الذي لا يمتلك من حطام الدنيا إلاَّ أخلاقاً سيئة وجملاً هزيلاً، بالإضافة إلى شكله القبيح؟!.
فأجابت بعد أن بان عليها الامتعاض: أيها الرجل أتريد الإيقاع بيني وبينه، ألام تعلم بأن الدنيا زائلة والآخرة دائمة، وإنني بعملي هذا أروم رضا الله تعالى، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله:
"الإيمان نصفان: نصف في الصبر، ونصف في الشكر"(78).
وإن تحمّلي لسوء خلقه يصل بي إلى درجات الصبر الساميات، وعليه يجب أن أشكر الباري تعالى على هذه النعمة، فنعمة الصبر تحتاج إلى شكر، لذا سأديم خدمتي لزوجي حتى يكتمل إيماني.
هذه هي المرأة المسلمة الحقيقية، لا تلك التي تنساق وراء المغريات بسهولة، وهذا ما شاهدناه ـ مع الأسف ـ في بعض النساء اللواتي تنكّرن للشرع والاسلام ... مهم لكل أمرأة أن تتعلم الصبر من هذه المسلمة وتتعلم الأنقطاع والأخلاص التام لله تعالى ...
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط به علمك
الأصمعي والمرأة الصابرة
كان الأصمعي وزيراً للمأمون، ذلك المأمون الذي كان أحد شياطين عصره، وأحد دهاة زمانه، وكان الأصمعي عالماً يُشكّ في أمره.
قال الأصمعي: كنت أرافق المأمون في قافلة صيد ترفيهية ـ والصيد الترفي الذي كان يقوم به حكام بني أمية وبني العباس حرام بنظر الإسلام، كونه تبذير وإسراف وإتلاف لثروات وأموال المسلمين ـ، وفي أثناء المسير أضعت القافلة لأرى نفسي وحيداً في صحراء قاحلة، وبعد مسيرة تحمّلية شاهدت من بعيد خيمة تلوح في الأفق فتحركت صوبها لأجد فيها امرأة شابة جميلة فسلمت عليها، وجلست في ظل خيمتها وقلت لها: هل لي شربة ماء؟ فتغيّر لونها وقالت: لم اكتسب إذناً من زوجي في مثل هذا الأمر، وإن كان لك أن تشرب شيئاً فهذا غدائي أقدّمه لك وهو ضياح من لبن.
يقول الأصمعي: شربتُ اللبن وجلست في ظل الخيمة ساعة، بعدها شاهدت فارساً على جمل، فقامت المرأة من جلساتها وحملت بيدها قليلاً من الماء وكأني بها تنتظر ذلك الفارس.
نعم، وصل الفارس إلى الخيمة وكان زوجها، فقدمت له الماء ليشرب ثم نزل من جمله وإذا به رجل عجوز، أسود الشكل قبيح، لا يُطاق منظره، سيء الخلق والأخلاق، فهمّت المرأة نفسها وجاءته بطبق وإبريق لتغسل له يديه ورجليه ووجهه.
بدأ زوجها بالتحجج، وإثارة ما لا يثيره العاقل الفطن، حيث كان يسيء مخاطبتها، وتتلطف له بالردّ، ولسوء خلقه لم أتحمل الجلوس في ظل خيمته بل فضلت الجلوس في الشمس المحرقة بعيداً، على أن أجلس إلى خيمته واستمع إلى سوء أدبه.
وما إن تحركت حتى قامت امرأته لتوديعي، حيث لم يكن هو مهتماً لهذا الموضوع بالمرة، وعندما دنت المرأة مني قلت لها.
أيها المرأة، إنك شابة جميلة، فلِمَ ارتباطك بهذا الشيخ العجوز الذي لا يمتلك من حطام الدنيا إلاَّ أخلاقاً سيئة وجملاً هزيلاً، بالإضافة إلى شكله القبيح؟!.
فأجابت بعد أن بان عليها الامتعاض: أيها الرجل أتريد الإيقاع بيني وبينه، ألام تعلم بأن الدنيا زائلة والآخرة دائمة، وإنني بعملي هذا أروم رضا الله تعالى، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله:
"الإيمان نصفان: نصف في الصبر، ونصف في الشكر"(78).
وإن تحمّلي لسوء خلقه يصل بي إلى درجات الصبر الساميات، وعليه يجب أن أشكر الباري تعالى على هذه النعمة، فنعمة الصبر تحتاج إلى شكر، لذا سأديم خدمتي لزوجي حتى يكتمل إيماني.
هذه هي المرأة المسلمة الحقيقية، لا تلك التي تنساق وراء المغريات بسهولة، وهذا ما شاهدناه ـ مع الأسف ـ في بعض النساء اللواتي تنكّرن للشرع والاسلام ... مهم لكل أمرأة أن تتعلم الصبر من هذه المسلمة وتتعلم الأنقطاع والأخلاص التام لله تعالى ...
تعليق