مسابقة الصديقة الكبرى
الاسم المستعار : سامر الزيادي
س1 – تكلم عن فضائل ومقامات الزهراء ( عليها السلام ) التي خصها الله بها .
الجواب :
إنّ من المقامات التي خصت بها فاطمة الزهراء عليها السلام هو مقام الرضا أي ان الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، حيث جاءت الكثير من الروايات الشريفة المأثورة عن الرسول وأهل بيته عليهم السلام لتؤكد هذه المنقبة العظيمة للصديقة الشهيدة.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « يا فاطمة ان الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك »( المناقب : 3 | 106).
وكذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : « يا فاطمة أبشري فلك عند الله مقامٌ محمودٌ تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتُشفعين »(كنز الفوائد : 1 | 150).
ويظهر أيضاً مقامها عند الباري عز وجل من خلال الحديث الطويل الذي يروى عن أهل بيت العصمة عن الله تعالى حيث يقول الباري عز وجل :
« يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السموات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار »( سفينة البحار : 2 | 375).
ومن المقامات الأخرى لها عليها السلام هو علة الايجاد أي أنها كانت علة الموجودات التي خلقها الباري عز وجل وكما ورد في الحديث الذي يقول فيه الباري عز وجل : « يا أحمد ! لولاك لم خلقت الأفلاك ، ولولا علي لم خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما »(ملتقى البحرين : 14 ، فاطمة بهجة قلب المصطفى : 9 ، عن كشف اللآلي).
إن أفضل مقام تعطى فاطمة عليها السلام يوم القيامة هو مقام الشفاعة الكبرى والذي من خلال هذه المنزلة يظره قدر ومقام فاطمة عند الله تعالى يوم القيامة وأمام الخلائق جميعاً ، فلقد ورد في تفسير فرات ... فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله عزوجل : يا بنت حبيبي ، ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي ؟
فتقول : يا رب ! أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم ، فيقول الله : يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة .
قال أبو جعفر عليه السلام ـ والله ـ يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء . فاذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل :
يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي ؟
فيقولون : يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ؛ فيقول الله : يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة ، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة انظروا من كساكم لحب فاطمة ، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة ، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حب فاطمة ، خذوا بيده وأدخلوه الجنة .
قال أبو جعفر عليه السلام : ـ والله ـ لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق ، فإذا صاروا بين الطبقات ، نادوا كما قال الله تعالى : ( فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم ) فيقولون : ( فلو أنّ لنا كرة فنكون من المؤمنين ) .
قال أبو جعفر عليه السلام : هيهات هيهات منعوا ما طلبوا ( ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون )
س2 _ ماهي منزلة السيدة الزهراء عند أبيها رسول الله ( صلى الله عليه واله ) مستدلاً ببعض بالروايات ؟.
الجواب :
إن من الصعب المستصعب تحديد مكانة السيدة فاطمة الزهراء عند أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن الصحيح أن يقال: أنه خارج عن قدرة القلم واللسان، والتحليل والبيان، ويمكن لنا أن نجمل القول ونوجزه فنقول:
كانت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد حلّت في أوسع مكان من قلب أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقعت في نفسه الشريفة أحسن موقع.
هذه الروايات والأحاديث التي تدل على ما كانت تتمتع به السيدة فاطمة من المكانة في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله):
في العاشر من البحار: روى القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قالت فاطمة (عليها السلام): لما نزلت (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) هُبتُ رسول الله أن أقول له: يا أبة. فكنت أقول: يا رسول الله. فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثاً، ثم أقبل عليَّ فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيكِ ولا في أهلكِ ولا في نسلكِ، أنت مني وأنا منك، إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر، وقولي: يا أبة. فإنها أحيى للقلب وأرضى للرب.
أيضاً عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبَّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبَّت به وقبّلت يديه.. الخ.
وسأل بزل الهروي للحسين بن روح قال: كم بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: أربع. فقال: أيتهن أفضل؟ قال: فاطمة، قال: ولِمَ صارت أفضل وكانت أصغرهن سناً، وأقلهن صحبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: لخصلتين خصّها الله بهما:
1 - أنها ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
2 - نسل رسول الله منها، ولم يخصّها الله بذلك إلاّ بفضل إخلاص عرفه من نيّتها.
وفي كتاب مقتل الحسين للخوارزمي عن حذيفة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة..
وعن ابن عمر: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قبّل رأس فاطمة وقال: فداكِ أبوكِ، كما كنت فكوني. وفي رواية: فداكِ أبي وأمي.
وفي ذخائر العقبى عن عائشة: قبّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحر فاطمة. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله فعلتَ شيئاً لم تفعله؟ فقال: يا عائشة إني إذا اشتقت إلى الجنة قبّلت نحر فاطمة.
وروى القندوزي عن عائشة قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر قبّل نحر فاطمة وقال: منها أشمّ رائحة الجنة.
هذه الأحاديث الآتية - الصحيحة عند الفريقين - يمكن لنا أن نطّلع على المزيد من الأسباب والعلل التي كوّنت في سيدة النساء تلك القداسة والعظمة والجلالة:
1 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون) ومريم بنت عمران(مسند أحمد ج2 ص293، والاستيعاب في ترجمة خديجة.).
2 - وقال أيضاً: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد(نفس المصدر.).
3 - وقال أيضاً: حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم(الاستيعاب، والإصابة في ترجمة الزهراء.).
ان مقامها يظهر من خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نفسه حيث تارة يقول فداك أبوك ومرة أخرى يقول لها اُم أبيها ، وأخرى بضعة مني ولحمها لحمي ودمها دمي ولكن الأهم من هذا كله فإنها عليها السلام يكفي من مقامها ومنزلتها عند الرسول صلى الله عليه وآله انه قال في حقها : « من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله »(كشف الغمة : 1 | 467 ، الفصول المهمة : 128 ، نور الأبصار : 52 ، ونزهة المجالس : 2 | 228.).
وأيضاً قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لأنك منّي وأنا منك ، وأنت بضعة من وروحي التي بين جنبيّ ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إلى الله أشكو ظالميك من امتي »( كشف الغمة : 1 | 498.).
س3 _ما هو معنى الحديث الوارد في مصادر الفريقين الذي يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه واله ) :" فاطمة بضعة مني من أذها فقد أذاني ومن أغضبها فقد أغضبني " ؟
الجواب :
قوله(ص): "بضعة مني" لا يريد به الإشارة إلى الجانب المادي فإنه لا يخفى على أحد، وإنما يريد به الإشارة إلى ما هو أعمق من ذلك، فإن معنى أن يكون إنسانٌ ما قطعة من رسول الله(ص)، أنه يرتبط برسول الله ارتباطاً رسالياً عضوياً، كما لو كان جزءاً حياً من جسده.
ثم عندما يضيف(ص): "من أغضبها فقد أغضبني ومن آذاها فقد آذاني"، فإن أصحاب الرسالات لا ينفعلون عاطفياً عندما يؤذي الناس أولادهم، بل أي أب صالح لو أغضب الناس ابنه بالحق لأنه أساء إليهم، فإنه لا يغضب ولا ينفعل لذلك. إذاً فما معنى "من أغضبها فقد أغضبني..."
إن معناه أن فاطمة هي المرأة التي لا يمكن أن تسيء إلى أحد في قول أو فعل حتى يكون للناس حق في إيذائها وإغضابها، بل فاطمة لو غضبت فلا يملك أحد أن يغضبها، لأنها الإنسانه التي لا تغضب إلاّ لله، والإنسانة التي لا تسيء إلى أحد ولا تذنب أو تنحرف، فمن أغضبها فإنه يغضب الحق ويغضب الخطّ المستقيم، وهي الإنسانة التي لا تتأذى إلا عندما يُعصى الله أو ينحرف الناس عن طريق الله، ولذلك يتأذى رسول الله بأذاها، وإلاّ كيف يمكن أن يتأذى رسول الله(ص) لأذاها إن لم يكن أذاها مبرراً ومنسجماً مع الحق والرسالة؟
وهكذا قوله(ص) كما جاء في بعض الروايات: "يرضيني ما يرضيها "، فإن معناه أنها لا ترضى إلا ما يرضاه الله ورسوله، ولو لم يكن النبي(ص) مطّلعاً على عمق الزهراء(ع) وعلى كونها صورة عن روحه وفكره وخطه ورسالته، وعلى أن الرسالة قد انطبعت في شخصيتها وذابت شخصيتها في الرسالة، بحيث إنه لا يوجد فاصل بينها وبين الرسول وبينها وبين الرسالة، لما صحّ أن يربط رضاه برضاها وغضبه بغضبها. وهذا يدلل بوضوح على أن الزهراء(ع) معصومة مطهرة وبلغت الغاية في الكمال.
س4 _ لماذا أوصت فاطمة الزهراء عليها السلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ان تدفن سراً !! ولا يشهد تجهيزها ودفنها وتشيعها أبو بكر وعمر ؟.
الجواب :
إن الزهراء (ع) قد أوصت أميرالمؤمنين (عليه السلام) في أن يخفي قبرها (عليها السلام) ، حيث روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: ( لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصّت إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها, ولا يؤذن أحداً بمرضها, ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رضي الله عنها على الاستسرار بذلك كما وصّت به.
فلما حضرتها الوفاة, وصّت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولّى أمرها, ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها, فتولى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها وعفى موضع قبرها... ) (أمالي المفيد ص 281 ح 7 , أمالي الطوسي ح 1 ص 107).
عن ابن البطائني عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): لأي علّة دفنت فاطمة عليها السلام بالليل ولم تدفن بالنهار؟ قال: ( لأنها أوصت أن لا يصلي عليها الرجلان الاعرابيان ) (علل الشرائع للصدوق ج 1 ص 185)
ثانيا :: اخفاء قبر الزهراء عليها السلام سوف يقود كل مسلم للسؤال عن السبب في اخفاء قبر سيدة نساء العالمين ويقوده للبحث عن ملابسات استشهادها روحي لها الفداء فتكون حجر الاساس للبحث عن الحقيقه التي حاول التاريخ اخفائها وطمسها
أن أبا بكر تعمد إيذاء الزهراء وتكذيبها لئلا تحتج عليه بنصوص الغدير وغيرها على خلافة زوجها وابن عمها علي ونجد قرائن عديدة على ذلك ، منها ما أخرجه المؤرخون من أنها ( سلام الله عليها ) خرجت تطوف على مجالس الانصار وتطلب منهم النصرة والبيعة لابن عمها ، فكانوا يقولون : « يا ابنة رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به ، فيقول علي كرم الله وجهه : أفكنت أدع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟ فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم (تاريخ الخلفاء لابن قتيبة ج 1 ص 19 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( بيعة أبي بكر ) .
إن أحداث وفاة الزهراء عليها السلام فيها أمور محيرة !
قالت فاطمة لعلي عليهما السلام إذا لم تستطع تنفيذ وصيتي فأنت معذور ، فأخبرني حتى أوصي غيرك! وأوصته أن يقوم بمراسم جنازتها ويدفنها ليلاً ، ولا يخبر فلاناً وفلاناً بموتها وأن يخفي قبرها!
(أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني... وأن لايصلي علي أحدٌ منهم ولامن أتباعهم. وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار) !.
س5 _ كيف تثبت ظلامة السيدة الزهراء (عليها السلام) من صحيح البخاري وصحيح مسلم حصراً ؟.
الجواب :
صحيح البخاري ج 4 باب دعاء النبي (ص) الى الاسلام والنبوة ... ص 42:
عروة بن الزبير ان عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته: ( ان فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ).
صحيح البخاري ج 8 كتاب الفرائض، ص 3:
عن عروة عن عائشة: ( ان فاطمة والعباس عليهما السلام اتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال قال أبو بكر والله لا ادع امرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه الا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ).
فليت شعري هل من شهد لها الرسول (ص) بالجنة وانها روحه وبضعته تكذب وتدعي ما ليس لها ( وحاشاها ) ؟؟ ولماذا تبقى غاضبة ومهاجرة ومقاطعة لابي بكر حتى ماتت ، فهل تغضب من اجل الباطل ام من اجل الحق ؟؟
فمن هو الاصدق يا ترى ؟؟
يقول البخاري في صحيحه ج 4 ص 96 :
فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت ابا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت .
ويصرح البخاري في صحيحه ايضاً بغضب الزهراء بنت رسول الله على الأول بقوله :
فأبى ابو بكر ان يدفع الى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت ( اي غضبت ) فاطمة على ابي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي ستة اشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ، ولم يؤذن با ابا بكر وصلى عليها ( صحيح البخاري – ج5 ، ص 177 )
عن النبي أنه قال: (( فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها )) (صحيح مسلم ).
قال رسول الله (صلى الله عليه و آله):
(( إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ))
(( إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما انصبها ))
(( فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها ))(صحيح مسلم).
قال أبو بكر : إنّ رسول الله قال : « لا نورّث ما تركنا صدقة » ، إنّما يأكل آل محمّد في هذا المال ، وإنّي والله لا أُغيّر شيئاً من صدقة رسول الله عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ، ولاعملنّ فيها بما عمل به رسول الله ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته ، فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد النبي ستّة أشهر ، فلمّا توفّيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلّى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة (صحيح البخاري باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير .)
س6_ ماهي أنواع الظلامات التي تعرضت لها السيدة الزهراء(عليها السلام) من القوم ؟ اذكرها ؟.
الجواب :
أولاً - الهجوم على الدار
ذكر المؤرخون ومنهم ابن قتيبة في (( الإمامة والسياسة))، أنّ القوم جاءوا ـ بعد وفاة الرسول وحادثة السقيفة ـ بالحطب ليحرقوا بيت علي وفاطمة[الإمامة والسياسة، ابن قتيبة، ص:12، انتشارات الشريف الرضي، مصوّرة عن الطبعة المصرية، قم ـ إيران، 1969م. تاريخ الطبري، ج:2، ص:443، قم ـ إيران، مصورة عن الطبعة المصرية المطبوعة بتاريخ 1939م. أنساب الأشراف، ج:1، ص:586. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج:6، ص:50، وغيره، فراجع: عوالم الزهراء، ص:404 وما بعدها، فقد أشار إلى مصادر ذلك. وقد روى الحادثة صاحب الاحتجاج، ج:1، ص:105، على الشكل التالي: عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: "ثم إن عمر احتزم بإزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادي: ألا إن أبا بكر قد بويع له فهلمّوا إلى البيعة، فينثال الناس يبايعون، فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم ويحضرهم المسجد، فيبايعون، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي(ع)، فطالبه بالخروج، فأبى، فدعا عمر بحطبٍ ونار وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجنّ أو لأحرقنه على ما فيه، فقيل له إن فاطمة بنت رسول الله وولدَ رسول الله وآثار رسول الله(ص) فيه، وأنكر الناس ذلك من قوله، فلما عرف إنكارهم قال: ما بالكم أتروني فعلت ذلك، إنما أردت التهويل، فراسلهم علي أن ليس إلى خروجي حيلة، لأنني في جمع كتاب الله الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه، وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي ولا أدع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن..".]، تهديداً لهما ولمن يعتبرونهم معارضة قد اجتمعت في بيت علي (ع) ، وقد قيل لقائد الحملة: يا هذا، إنّ في البيت فاطمة، وفاطمة هي الإنسانة التي يلتقي المسلمون على حبّها واحترامها وتعظيمها، لأنها البنت الوحيدة التي تركها رسول الله بعد وفاته، ولأنها بضعة منه يغضبه ما يغضبها ويؤذيه ما يؤذيها...فكيف تأتي بالنار لتحرق بيتها؟
ولكنه قال كلمته الشهيرة التي عبّر الشاعر المصري (حافظ إبراهيم )عن خطورتها بقوله:
وقولة لعـلي قالهــا عمـر أكرم بسامعها أعظـم بملقيها
حرقت دارك لا أبقى عليك بها إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنـان وحاميـها
وهي قوله : ((وإن)).
ونحن نعتبر هذه الكلمة من أخطر الكلمات، لأنها تعني فيما تعنيه أنه لا مقدسات في هذا البيت، فلا مانع من أن يحرق على أهله !
ثانياً - مظالم أخرى
وهناك بعض الحوادث التي تعرّضت لها ، كما في مسألة حرق الدار ، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين، ولطم خدها وضربها.. ونحو ذلك
ثالثاً - منعها فدكاَ
مما أسيء به إلى الزهراء(ع) منعها فدكاً التي هي حق من حقوقها، كما يؤكد ذلك التاريخ السني والشيعي. فقد ذكر علماء الفريقين ومنهم السيوطي في ((الدر المنثور)) في تفسير قوله تعالى:{وآت ذا القربى حقه}[الإسراء126] ،أنه لما نزلت الآية، نحل الرسول ابنته فاطمة فدكاً التي كانت له ممّا صالحه اليهود عليه في حربه معهم[الدر المنثور، ج:4، ص:177. ينابيع المودة، القندوزي الحنفي، ج:1، ص:138، دار الأسوة، إيران، 1416هـ. وراجع: قادتنا كيف نعرفهم، ج:4، ص:319.]. والظاهر أن حق فاطمة(ع) في فدك كان معروفاً لدى المسلمين في الامتداد التاريخي، لذلك رأينا أن عمر بن عبد العزيز وهو خليفة أموي، أرجع فدكاً إلى أهل البيت[فتوح البلدان، ص:38، شرح النهج، ج:16، ص:216.]، ثم أخذت منهم وجاء أبو العباس السفّاح أول خلفاء بني العباس وأرجعها إليهم، حتى إذا استولى المنصور على الخلافة أخذها ثم ردها المهدي ثم قبضها المهدي وهارون، فلم تزل في أيديهم إلى أن ولي المأمون فردّها على الفاطميين[شرح النهج، ج:16، ص:216.]. حتى قال الشاعر في ذلك:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا بردِّ مأمـون هاشم فدكـا .
س7_ لماذا منع القوم السيدة الزهراء (عليها السلام) من البكاء على أبيها (صلى الله عليه وآله) مع ان البكاء على الأب امر طبيعي ؟
ولماذا عمدوا الى تهديم بيت الأحزان ؟.
الجواب :
فقد كان البكاء هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام الزهراء (عليها السلام) لاعلان الحق ورفض الباطل ، واستمراره ليلا ونهارا هو استمرار المطالبة بالحق واستمرار رفض الباطل ...
ومن هناك أدرك الخصوم المعاني التي يختزنها بكاء الزهراء (عليها السلام).
لذا قاموا بالتحريض عليه ، مع أنه من المستحبات البكاء على سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) وخير البشر أجمعين والزهراء (عليها السلام) حين بكت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وطال حزنها ، واظهرت هذا الحزن لم تخالف وصية رسول الله ، فهي : لم تخمش عليه وجها ، ولم ترخ عليه شعرا ، ولم تناد بالويل ، ولم تقم عليه نائحة ... إنما كان بكاؤها بكاء الثائرين ... كما يمثل بكاء شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على الحسين (عليه السلام) وتواصل هذا البكاء لقرون متمادية وحث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عليه كما ورد في الأحاديث الصحيحة المعتبرة ، ثورتهم ورفضهم للظلم والظالمين ، ومن هنا جاءت قوة منعه من قبل سلاطين الجور وائمة الضلال .
س8 _ ماهو سبب سكوت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) حينما اقتحم القوم داره بعد إحراقهم باب الدار ؟.
الجواب :
في حادثة الهجوم على الدار النبوية هبَّ علي (صلوات الله عليه) كالليث من داخل بيته بمجرد أن سمع استغاثة الزهراء (صلوات الله عليها) عند الباب، فأخذ بتلابيب عمر وطرحه أرضا ووجأ أنفه ورقبته وجلس على صدره وهمّ بقتله لولا أنه تذكر عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: "يا ابن صهاك! والذي أكرم محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليَّ رسول الله لعلمتَ أنك لا تدخل بيتي". (كتاب سُليم بن قيس الهلالي ص387).
فمن ذا يقول بأن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لم يدافع عن زوجته بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فالأمير (عليه السلام) هبّ لنجدة زوجته وحامى عنها بمجرّد أن سمع استغاثتها، بل وهمّ بقتل عمر لولا أن تذكر الوصية، لا كما يتوهّم هؤلاء الجهلة من أنه كان ساكتاً ينظر والعياذ بالله. أما ما وقع قبل ذلك من أحداث فإنما جرت فلتة وبشكل متسارع بعدما تطوّر الموقف فجأة واقتحم الأوغاد الدار.
من الأسباب التي دعت الإمام علي عليه السلام إلى السكوت:
( 1 ) - إقتداء الإمام علي (ع) برسول الله ( ص) في تركه جهاد المشركين بمكة ثلاثة عشرة سنة بعد النبوة ، وبالمدينة تسعة عشر شهراًً ، وذلك لقله أعوانه عليهم ، وكذلك علي (ع) ترك مجاهدة أعدائه لقله أعوانه عليهم ، فلما لم تبطل نبوة رسول الله (ص) مع تركه الجهاد ثلاثة عشر سنة وتسعة عشر شهراًً ، كذلك لم تبطل إمامة علي (ع) مع تركه الجهاد خمساًً وعشرين سنة إذ كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة.
( 2 ) - الخوف على الأمة من الفتنة الداخلية وشق العصى والدولة الإسلامية حديثة مما يؤدي الى ضعفها وتفككها ، بعد أن كان الفرس والروم يتربصون بدولة الإسلام الجديدة والناشئة حديثاًًًً ، وينتظرون أي فرصة ضعف لينقضوا عليها وإنهائها.
( 3 ) - وصية النبي الأكرم (ص) له بالسلم وعدم محاربه من سينقلبون عليه إلاّّ بعد التمكن.
( 4 ) - عدم مفاجئة الإمام علي (ع) بما سيجري عليه ، حيث أن النبي (ص) قد أخبره مسبقاً بأن الناس ستنقلب عليه ويلقي منها الظلم والضيم.
( 5 ) - إصرار الإمام علي (ع) على أن تكون المعارضة سلمية لا تتعدى حدود الإحتجاج وقطع الأعذار ، ولو كلف ذلك أن يجر إبن أبي طالب ويسحب من بيته سحباً للمبايعة ، أو إن يتعرض البيت الطاهر إلى التهديد بالإحراق ، ويلاحظ هنا أن الإمام علياًً (ع) عندما جاء ، أبو سفيان ، وقال له : ( لو شئت لأملأنها عليهم خيلاً ورجالاً ) ، نهره الإمام (ع) ورفض مبادرته.
( 6 ) - قلة الناصر والمعين ، فالإمام عرف غدر الناس وتركهم له مسبقاً ، قبل وفاة النبي (ص) ، لما رفضوا كتابة النبي (ص) للكتاب وقالوا :حسبنا كتاب الله ، ويقصدون بها لا حاجة لنا بعترتك ويكفينا القرآن الكريم فقط.
( 7 ) - تفضيل المصلحة الإسلامية على المصلحة الشخصية ، فالإمام ضحى ببيته وزوجته ونفسه فقط لكي يحافظ على الثقلين ( القرآن والإمامة ) مستمرة في الأمة ، تنفيذا لقول النبي (ص) : ( إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ).
( 8 ) - المحافظة على الإمامة وهي عصب إستمرار الإسلام المحمدي الصحيح حيث كان الحسن والحسين (ع) أطفال صغار غير مهيئين لخوض المعارك ، وبموتهم ينقطع أحد الثقلين ، وهذا ما تقيد به كل الأئمة (ع) مع طواغيت عصورهم.
س9 _ لماذا اخذ القوم فدك من السيدة الزهراء مع أنها ملك لها على حياة أبيها رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟.
الجواب :
ولما أجمع ابو بكر على منع فاطمه بنت رسول الله من فدك وبلغ ذلك فاطمه لاثت خمارها على رأسها واقبلت في لمه من حفدتها ...ثم أنت أنه اجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس ...فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه ...ويامعشر المهاجرين أبتز إرث أبي في الكتاب أن ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا . اعلام النساء للكحالة ج 4 ص 116 -118
ما تظن قصدهما بمنع فاطمة (عليها السلام) فدك؟
ألا يتقوى علي (عليه السلام) بحاصلها وغلّتها على المنازعة في الخلافة، ولهذا أتبعا ذلك بمنع فاطمة وعلي (عليهما السلام) وسائر بني هاشم وبني المطلب حقّهم في الخمس، فإن الفقير الذي لا مال له تضعف همّته ويتصاغر عند نفسه، ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرياسة(شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 16 / 236 ـ 237، أعلام النساء، كحالة: 4 / 124 ذكره باختصار.).
س10 _ هل توجد روايات من مصادر أهل السنة تثبت مظلومية الزهراء سواء كانت من كسر الظلع وإسقاط الجنين وإحراق الدار ؟ اذكرها بإيجاز ؟.
الجواب :
1- عن أبي بكر : (( أنه قال قبيل وفاته : إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن ووددت أني تركتهن ... وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ...))
[ تاريخ الطبري 3/430 ، العقد الفريد 2/254 ، كتاب الأموال لابن سلام ، مروج الذهب ، الإمامة والسياسة ] .
2ـ عن الطبري بسنده : (( أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرّقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة ... ))
[ تاريخ الطبري 3/202 ، وقريب منه ابن ابي شيبه من مشايخ البخاري في المصنف 7/432] .
3ـ عن البلاذري بسنده : (( إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطاب أتراك محرّقاً عليّ بابي ؟! قال : نعم ...))
[ أنساب الأشراف 1/ 586 ، وقريب منه ابن عبد ربه في العقد الفريد 5/13 وأبو الفداء في المختصر في أخبار البشر 1/156] .
4ـ عن عروة بن الزبير : (( أنه كان يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم ، قال عروة في مقام العذر والاعتذار لأخيه عبد الله بن الزبير : بأن عمر أحضر الحطب ليحرق الدار على من تخلّف عن البيعة لأبي بكر)) .
[ مروج الذهب 3/86 ، شرح ابن أبي الحديد 20/147 ] .
قال ابن أبي دارم المتوفى سنة 352 : (( إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن )) ]ميزان الاعتدال 1/139 ] .
5 ـ قال إبراهيم ابن سيار النظام المتوفى سنة 231 : (( إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها ، وكان يصيح عمر : احرقوا دارها بمن فيها ، وما كان بالدار غير علي و فاطمة والحسن والحسين))
[ الملل والنحل 1/59 ، الوافي بالوفيات 6/17] .
6ـ عن ابن قتيبة : (( إن محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي ))
[ المعارف لابن قتيبه كما عنه ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب 3/358 . علماً بان المعارف المطبوع قد حذف منه هذا المطلب ] .
7ـ عن شيخ ابن ابي الحديد : (( لما القت زينب ما في بطنها أهدر رسول الله دم هبار ، لأنه روّع زينب فألقت ما في بطنها ، فكان لابد أنه لو حضر ترويع القوم فاطمة الزهراء وإسقاط ما في بطنها لحكم باهدار دم من فعل ذلك ... فقال له ابن أبي الحديد : أروي عنك ما يرويه بعض الناس من أن فاطمة روعت فألقت محسناً ؟
فقال : لا تروه عني ولا ترو عني بطلانه )) [ شرح ابن أبي الحديد 14/192] .
س11_ ماهو السر الذي سره رسول الله (صلى الله عليه واله ) للزهراء فابتسمت لسماعه بعد أن كانت تبكي ؟.
الجواب :
وروى ابن سعد كاتب الواقدي باسناده عن عائشة، قالت: «كنت جالسة عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله، فقال: مرحباً بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن يساره فأسرّ اليها شيئاً، فبكت ثمَّ أسر اليها شيئاً فضحكت. قالت: قلت: ما رأيت ضحكاً أقرب من بكاء استخصك رسول الله بحديث ثم تبكين، قلت: اي شيء أسرّ إليك رسول الله؟ قالت: ما كنت لأفشي سرّه قالت: فلما قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سألتها فقالت: قال: ان جبرئيل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقرآن مرّة وانه أتاني العام فعارضني مرتين ولا اظن أجلي الاّ قد حضر ونعم السلف أنا لك وقال: أنت أسرع أهلي بي لحوقاً قالت: فبكيت لذلك ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمة، أو نساء العالمين، قالت: فضحكت»(مسند أحمد ج6 ص283 وهو في حلية الأولياء ج2 ص40 عن ابن عباس.).
س12 _ ماهي وصية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لابنتها ام المصائب زينب (عليها السلام) حين وفاتها .؟
الجواب :
وجاء في ثمرات الأعواد روي أن فاطمة ( عليها السلام ) لمَّا دنت منها الوفاة دعت ابنتها زينب ، فشمَّتها في نحرها ، وقبَّلتها في صدرها ، وقالت لها : هذه وديعةٌ لي عندك ، فإذا رأيتِ أخاكِ وحيداً فريداً شمّيه في نحره ، وقبِّليه في صدره ، فإنّ نحرَه موضعُ سيف ابن ذي الجوشن ، وإنّ صدرَه موضعُ حوافرِ خيولِ بني أميّة ، قال : فامتثلت الحوراء زينب ذلك.
ولمَّا كان يوم عاشورا ، وبقي الحسين ( عليه السلام ) وحيداً فريداً ، وأراد أن يودِّع العيال ويمضي إلى القتال ، أقبلت إليه أمُّ المصائب ( عليها السلام ) وقالت له : أخي! اكشف لي عن صدرك وعن نحرك ، فكشف لها الحسين ( عليه السلام ) عن صدره ، فقبَّلته في صدره ، وشمَّته في نحره ، ثمَّ وجَّهت وجهها نحو المدينة صائحةً : يا أمَّاه! قد استُرجعت الوديعة ، وأُخذت الأمانة ، فتعجَّب الحسين ( عليه السلام ) من كلامها ، فقال لها : أخيَّة! وما هي الأمانة ؟ قالت : اعلم يا بن أُم ، لمَّا دنت الوفاة من أمِّنا فاطمة ( عليها السلام ) قرَّبتني إليها ،وشمَّتني في نحري ، وقبَّلتني في صدري ، وقالت لي : يا بينَّة! هذه وديعةٌ لي عندك فإذا رأيتِ أخاكِ الحسين ( عليه السلام ) فريداً شمِّيه في نحره ، وقبِّليه في صدره.
قال الراوي : فلمَّا سمع بذكر أمِّه بكى ( عليه السلام ) ، وسُمِعَ مناد ينادي بين السماء والأرض : واولداه واحسيناه (ثمرات الأعواد ، السيِّد علي بن الحسين الهاشمي : 1/31 و272).
س1 – تكلم عن فضائل ومقامات الزهراء ( عليها السلام ) التي خصها الله بها .
الجواب :
إنّ من المقامات التي خصت بها فاطمة الزهراء عليها السلام هو مقام الرضا أي ان الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، حيث جاءت الكثير من الروايات الشريفة المأثورة عن الرسول وأهل بيته عليهم السلام لتؤكد هذه المنقبة العظيمة للصديقة الشهيدة.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « يا فاطمة ان الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك »( المناقب : 3 | 106).
وكذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : « يا فاطمة أبشري فلك عند الله مقامٌ محمودٌ تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتُشفعين »(كنز الفوائد : 1 | 150).
ويظهر أيضاً مقامها عند الباري عز وجل من خلال الحديث الطويل الذي يروى عن أهل بيت العصمة عن الله تعالى حيث يقول الباري عز وجل :
« يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السموات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار »( سفينة البحار : 2 | 375).
ومن المقامات الأخرى لها عليها السلام هو علة الايجاد أي أنها كانت علة الموجودات التي خلقها الباري عز وجل وكما ورد في الحديث الذي يقول فيه الباري عز وجل : « يا أحمد ! لولاك لم خلقت الأفلاك ، ولولا علي لم خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما »(ملتقى البحرين : 14 ، فاطمة بهجة قلب المصطفى : 9 ، عن كشف اللآلي).
إن أفضل مقام تعطى فاطمة عليها السلام يوم القيامة هو مقام الشفاعة الكبرى والذي من خلال هذه المنزلة يظره قدر ومقام فاطمة عند الله تعالى يوم القيامة وأمام الخلائق جميعاً ، فلقد ورد في تفسير فرات ... فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله عزوجل : يا بنت حبيبي ، ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي ؟
فتقول : يا رب ! أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم ، فيقول الله : يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة .
قال أبو جعفر عليه السلام ـ والله ـ يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء . فاذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل :
يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي ؟
فيقولون : يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ؛ فيقول الله : يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة ، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة انظروا من كساكم لحب فاطمة ، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة ، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حب فاطمة ، خذوا بيده وأدخلوه الجنة .
قال أبو جعفر عليه السلام : ـ والله ـ لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق ، فإذا صاروا بين الطبقات ، نادوا كما قال الله تعالى : ( فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم ) فيقولون : ( فلو أنّ لنا كرة فنكون من المؤمنين ) .
قال أبو جعفر عليه السلام : هيهات هيهات منعوا ما طلبوا ( ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون )
س2 _ ماهي منزلة السيدة الزهراء عند أبيها رسول الله ( صلى الله عليه واله ) مستدلاً ببعض بالروايات ؟.
الجواب :
إن من الصعب المستصعب تحديد مكانة السيدة فاطمة الزهراء عند أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن الصحيح أن يقال: أنه خارج عن قدرة القلم واللسان، والتحليل والبيان، ويمكن لنا أن نجمل القول ونوجزه فنقول:
كانت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد حلّت في أوسع مكان من قلب أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقعت في نفسه الشريفة أحسن موقع.
هذه الروايات والأحاديث التي تدل على ما كانت تتمتع به السيدة فاطمة من المكانة في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله):
في العاشر من البحار: روى القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قالت فاطمة (عليها السلام): لما نزلت (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) هُبتُ رسول الله أن أقول له: يا أبة. فكنت أقول: يا رسول الله. فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثاً، ثم أقبل عليَّ فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيكِ ولا في أهلكِ ولا في نسلكِ، أنت مني وأنا منك، إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر، وقولي: يا أبة. فإنها أحيى للقلب وأرضى للرب.
أيضاً عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبَّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبَّت به وقبّلت يديه.. الخ.
وسأل بزل الهروي للحسين بن روح قال: كم بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: أربع. فقال: أيتهن أفضل؟ قال: فاطمة، قال: ولِمَ صارت أفضل وكانت أصغرهن سناً، وأقلهن صحبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: لخصلتين خصّها الله بهما:
1 - أنها ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
2 - نسل رسول الله منها، ولم يخصّها الله بذلك إلاّ بفضل إخلاص عرفه من نيّتها.
وفي كتاب مقتل الحسين للخوارزمي عن حذيفة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة..
وعن ابن عمر: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قبّل رأس فاطمة وقال: فداكِ أبوكِ، كما كنت فكوني. وفي رواية: فداكِ أبي وأمي.
وفي ذخائر العقبى عن عائشة: قبّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحر فاطمة. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله فعلتَ شيئاً لم تفعله؟ فقال: يا عائشة إني إذا اشتقت إلى الجنة قبّلت نحر فاطمة.
وروى القندوزي عن عائشة قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر قبّل نحر فاطمة وقال: منها أشمّ رائحة الجنة.
هذه الأحاديث الآتية - الصحيحة عند الفريقين - يمكن لنا أن نطّلع على المزيد من الأسباب والعلل التي كوّنت في سيدة النساء تلك القداسة والعظمة والجلالة:
1 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون) ومريم بنت عمران(مسند أحمد ج2 ص293، والاستيعاب في ترجمة خديجة.).
2 - وقال أيضاً: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد(نفس المصدر.).
3 - وقال أيضاً: حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم(الاستيعاب، والإصابة في ترجمة الزهراء.).
ان مقامها يظهر من خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نفسه حيث تارة يقول فداك أبوك ومرة أخرى يقول لها اُم أبيها ، وأخرى بضعة مني ولحمها لحمي ودمها دمي ولكن الأهم من هذا كله فإنها عليها السلام يكفي من مقامها ومنزلتها عند الرسول صلى الله عليه وآله انه قال في حقها : « من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله »(كشف الغمة : 1 | 467 ، الفصول المهمة : 128 ، نور الأبصار : 52 ، ونزهة المجالس : 2 | 228.).
وأيضاً قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لأنك منّي وأنا منك ، وأنت بضعة من وروحي التي بين جنبيّ ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إلى الله أشكو ظالميك من امتي »( كشف الغمة : 1 | 498.).
س3 _ما هو معنى الحديث الوارد في مصادر الفريقين الذي يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه واله ) :" فاطمة بضعة مني من أذها فقد أذاني ومن أغضبها فقد أغضبني " ؟
الجواب :
قوله(ص): "بضعة مني" لا يريد به الإشارة إلى الجانب المادي فإنه لا يخفى على أحد، وإنما يريد به الإشارة إلى ما هو أعمق من ذلك، فإن معنى أن يكون إنسانٌ ما قطعة من رسول الله(ص)، أنه يرتبط برسول الله ارتباطاً رسالياً عضوياً، كما لو كان جزءاً حياً من جسده.
ثم عندما يضيف(ص): "من أغضبها فقد أغضبني ومن آذاها فقد آذاني"، فإن أصحاب الرسالات لا ينفعلون عاطفياً عندما يؤذي الناس أولادهم، بل أي أب صالح لو أغضب الناس ابنه بالحق لأنه أساء إليهم، فإنه لا يغضب ولا ينفعل لذلك. إذاً فما معنى "من أغضبها فقد أغضبني..."
إن معناه أن فاطمة هي المرأة التي لا يمكن أن تسيء إلى أحد في قول أو فعل حتى يكون للناس حق في إيذائها وإغضابها، بل فاطمة لو غضبت فلا يملك أحد أن يغضبها، لأنها الإنسانه التي لا تغضب إلاّ لله، والإنسانة التي لا تسيء إلى أحد ولا تذنب أو تنحرف، فمن أغضبها فإنه يغضب الحق ويغضب الخطّ المستقيم، وهي الإنسانة التي لا تتأذى إلا عندما يُعصى الله أو ينحرف الناس عن طريق الله، ولذلك يتأذى رسول الله بأذاها، وإلاّ كيف يمكن أن يتأذى رسول الله(ص) لأذاها إن لم يكن أذاها مبرراً ومنسجماً مع الحق والرسالة؟
وهكذا قوله(ص) كما جاء في بعض الروايات: "يرضيني ما يرضيها "، فإن معناه أنها لا ترضى إلا ما يرضاه الله ورسوله، ولو لم يكن النبي(ص) مطّلعاً على عمق الزهراء(ع) وعلى كونها صورة عن روحه وفكره وخطه ورسالته، وعلى أن الرسالة قد انطبعت في شخصيتها وذابت شخصيتها في الرسالة، بحيث إنه لا يوجد فاصل بينها وبين الرسول وبينها وبين الرسالة، لما صحّ أن يربط رضاه برضاها وغضبه بغضبها. وهذا يدلل بوضوح على أن الزهراء(ع) معصومة مطهرة وبلغت الغاية في الكمال.
س4 _ لماذا أوصت فاطمة الزهراء عليها السلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ان تدفن سراً !! ولا يشهد تجهيزها ودفنها وتشيعها أبو بكر وعمر ؟.
الجواب :
إن الزهراء (ع) قد أوصت أميرالمؤمنين (عليه السلام) في أن يخفي قبرها (عليها السلام) ، حيث روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) قال: ( لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصّت إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها, ولا يؤذن أحداً بمرضها, ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رضي الله عنها على الاستسرار بذلك كما وصّت به.
فلما حضرتها الوفاة, وصّت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولّى أمرها, ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها, فتولى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها وعفى موضع قبرها... ) (أمالي المفيد ص 281 ح 7 , أمالي الطوسي ح 1 ص 107).
عن ابن البطائني عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): لأي علّة دفنت فاطمة عليها السلام بالليل ولم تدفن بالنهار؟ قال: ( لأنها أوصت أن لا يصلي عليها الرجلان الاعرابيان ) (علل الشرائع للصدوق ج 1 ص 185)
ثانيا :: اخفاء قبر الزهراء عليها السلام سوف يقود كل مسلم للسؤال عن السبب في اخفاء قبر سيدة نساء العالمين ويقوده للبحث عن ملابسات استشهادها روحي لها الفداء فتكون حجر الاساس للبحث عن الحقيقه التي حاول التاريخ اخفائها وطمسها
أن أبا بكر تعمد إيذاء الزهراء وتكذيبها لئلا تحتج عليه بنصوص الغدير وغيرها على خلافة زوجها وابن عمها علي ونجد قرائن عديدة على ذلك ، منها ما أخرجه المؤرخون من أنها ( سلام الله عليها ) خرجت تطوف على مجالس الانصار وتطلب منهم النصرة والبيعة لابن عمها ، فكانوا يقولون : « يا ابنة رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به ، فيقول علي كرم الله وجهه : أفكنت أدع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟ فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم (تاريخ الخلفاء لابن قتيبة ج 1 ص 19 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( بيعة أبي بكر ) .
إن أحداث وفاة الزهراء عليها السلام فيها أمور محيرة !
قالت فاطمة لعلي عليهما السلام إذا لم تستطع تنفيذ وصيتي فأنت معذور ، فأخبرني حتى أوصي غيرك! وأوصته أن يقوم بمراسم جنازتها ويدفنها ليلاً ، ولا يخبر فلاناً وفلاناً بموتها وأن يخفي قبرها!
(أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني... وأن لايصلي علي أحدٌ منهم ولامن أتباعهم. وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار) !.
س5 _ كيف تثبت ظلامة السيدة الزهراء (عليها السلام) من صحيح البخاري وصحيح مسلم حصراً ؟.
الجواب :
صحيح البخاري ج 4 باب دعاء النبي (ص) الى الاسلام والنبوة ... ص 42:
عروة بن الزبير ان عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته: ( ان فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ).
صحيح البخاري ج 8 كتاب الفرائض، ص 3:
عن عروة عن عائشة: ( ان فاطمة والعباس عليهما السلام اتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال قال أبو بكر والله لا ادع امرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه الا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ).
فليت شعري هل من شهد لها الرسول (ص) بالجنة وانها روحه وبضعته تكذب وتدعي ما ليس لها ( وحاشاها ) ؟؟ ولماذا تبقى غاضبة ومهاجرة ومقاطعة لابي بكر حتى ماتت ، فهل تغضب من اجل الباطل ام من اجل الحق ؟؟
فمن هو الاصدق يا ترى ؟؟
يقول البخاري في صحيحه ج 4 ص 96 :
فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت ابا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت .
ويصرح البخاري في صحيحه ايضاً بغضب الزهراء بنت رسول الله على الأول بقوله :
فأبى ابو بكر ان يدفع الى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت ( اي غضبت ) فاطمة على ابي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي ستة اشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ، ولم يؤذن با ابا بكر وصلى عليها ( صحيح البخاري – ج5 ، ص 177 )
عن النبي أنه قال: (( فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها )) (صحيح مسلم ).
قال رسول الله (صلى الله عليه و آله):
(( إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ))
(( إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما انصبها ))
(( فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها ))(صحيح مسلم).
قال أبو بكر : إنّ رسول الله قال : « لا نورّث ما تركنا صدقة » ، إنّما يأكل آل محمّد في هذا المال ، وإنّي والله لا أُغيّر شيئاً من صدقة رسول الله عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ، ولاعملنّ فيها بما عمل به رسول الله ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته ، فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد النبي ستّة أشهر ، فلمّا توفّيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلّى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة (صحيح البخاري باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير .)
س6_ ماهي أنواع الظلامات التي تعرضت لها السيدة الزهراء(عليها السلام) من القوم ؟ اذكرها ؟.
الجواب :
أولاً - الهجوم على الدار
ذكر المؤرخون ومنهم ابن قتيبة في (( الإمامة والسياسة))، أنّ القوم جاءوا ـ بعد وفاة الرسول وحادثة السقيفة ـ بالحطب ليحرقوا بيت علي وفاطمة[الإمامة والسياسة، ابن قتيبة، ص:12، انتشارات الشريف الرضي، مصوّرة عن الطبعة المصرية، قم ـ إيران، 1969م. تاريخ الطبري، ج:2، ص:443، قم ـ إيران، مصورة عن الطبعة المصرية المطبوعة بتاريخ 1939م. أنساب الأشراف، ج:1، ص:586. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج:6، ص:50، وغيره، فراجع: عوالم الزهراء، ص:404 وما بعدها، فقد أشار إلى مصادر ذلك. وقد روى الحادثة صاحب الاحتجاج، ج:1، ص:105، على الشكل التالي: عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: "ثم إن عمر احتزم بإزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادي: ألا إن أبا بكر قد بويع له فهلمّوا إلى البيعة، فينثال الناس يبايعون، فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم ويحضرهم المسجد، فيبايعون، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي(ع)، فطالبه بالخروج، فأبى، فدعا عمر بحطبٍ ونار وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجنّ أو لأحرقنه على ما فيه، فقيل له إن فاطمة بنت رسول الله وولدَ رسول الله وآثار رسول الله(ص) فيه، وأنكر الناس ذلك من قوله، فلما عرف إنكارهم قال: ما بالكم أتروني فعلت ذلك، إنما أردت التهويل، فراسلهم علي أن ليس إلى خروجي حيلة، لأنني في جمع كتاب الله الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه، وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي ولا أدع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن..".]، تهديداً لهما ولمن يعتبرونهم معارضة قد اجتمعت في بيت علي (ع) ، وقد قيل لقائد الحملة: يا هذا، إنّ في البيت فاطمة، وفاطمة هي الإنسانة التي يلتقي المسلمون على حبّها واحترامها وتعظيمها، لأنها البنت الوحيدة التي تركها رسول الله بعد وفاته، ولأنها بضعة منه يغضبه ما يغضبها ويؤذيه ما يؤذيها...فكيف تأتي بالنار لتحرق بيتها؟
ولكنه قال كلمته الشهيرة التي عبّر الشاعر المصري (حافظ إبراهيم )عن خطورتها بقوله:
وقولة لعـلي قالهــا عمـر أكرم بسامعها أعظـم بملقيها
حرقت دارك لا أبقى عليك بها إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنـان وحاميـها
وهي قوله : ((وإن)).
ونحن نعتبر هذه الكلمة من أخطر الكلمات، لأنها تعني فيما تعنيه أنه لا مقدسات في هذا البيت، فلا مانع من أن يحرق على أهله !
ثانياً - مظالم أخرى
وهناك بعض الحوادث التي تعرّضت لها ، كما في مسألة حرق الدار ، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين، ولطم خدها وضربها.. ونحو ذلك
ثالثاً - منعها فدكاَ
مما أسيء به إلى الزهراء(ع) منعها فدكاً التي هي حق من حقوقها، كما يؤكد ذلك التاريخ السني والشيعي. فقد ذكر علماء الفريقين ومنهم السيوطي في ((الدر المنثور)) في تفسير قوله تعالى:{وآت ذا القربى حقه}[الإسراء126] ،أنه لما نزلت الآية، نحل الرسول ابنته فاطمة فدكاً التي كانت له ممّا صالحه اليهود عليه في حربه معهم[الدر المنثور، ج:4، ص:177. ينابيع المودة، القندوزي الحنفي، ج:1، ص:138، دار الأسوة، إيران، 1416هـ. وراجع: قادتنا كيف نعرفهم، ج:4، ص:319.]. والظاهر أن حق فاطمة(ع) في فدك كان معروفاً لدى المسلمين في الامتداد التاريخي، لذلك رأينا أن عمر بن عبد العزيز وهو خليفة أموي، أرجع فدكاً إلى أهل البيت[فتوح البلدان، ص:38، شرح النهج، ج:16، ص:216.]، ثم أخذت منهم وجاء أبو العباس السفّاح أول خلفاء بني العباس وأرجعها إليهم، حتى إذا استولى المنصور على الخلافة أخذها ثم ردها المهدي ثم قبضها المهدي وهارون، فلم تزل في أيديهم إلى أن ولي المأمون فردّها على الفاطميين[شرح النهج، ج:16، ص:216.]. حتى قال الشاعر في ذلك:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا بردِّ مأمـون هاشم فدكـا .
س7_ لماذا منع القوم السيدة الزهراء (عليها السلام) من البكاء على أبيها (صلى الله عليه وآله) مع ان البكاء على الأب امر طبيعي ؟
ولماذا عمدوا الى تهديم بيت الأحزان ؟.
الجواب :
فقد كان البكاء هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام الزهراء (عليها السلام) لاعلان الحق ورفض الباطل ، واستمراره ليلا ونهارا هو استمرار المطالبة بالحق واستمرار رفض الباطل ...
ومن هناك أدرك الخصوم المعاني التي يختزنها بكاء الزهراء (عليها السلام).
لذا قاموا بالتحريض عليه ، مع أنه من المستحبات البكاء على سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) وخير البشر أجمعين والزهراء (عليها السلام) حين بكت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وطال حزنها ، واظهرت هذا الحزن لم تخالف وصية رسول الله ، فهي : لم تخمش عليه وجها ، ولم ترخ عليه شعرا ، ولم تناد بالويل ، ولم تقم عليه نائحة ... إنما كان بكاؤها بكاء الثائرين ... كما يمثل بكاء شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على الحسين (عليه السلام) وتواصل هذا البكاء لقرون متمادية وحث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عليه كما ورد في الأحاديث الصحيحة المعتبرة ، ثورتهم ورفضهم للظلم والظالمين ، ومن هنا جاءت قوة منعه من قبل سلاطين الجور وائمة الضلال .
س8 _ ماهو سبب سكوت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) حينما اقتحم القوم داره بعد إحراقهم باب الدار ؟.
الجواب :
في حادثة الهجوم على الدار النبوية هبَّ علي (صلوات الله عليه) كالليث من داخل بيته بمجرد أن سمع استغاثة الزهراء (صلوات الله عليها) عند الباب، فأخذ بتلابيب عمر وطرحه أرضا ووجأ أنفه ورقبته وجلس على صدره وهمّ بقتله لولا أنه تذكر عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: "يا ابن صهاك! والذي أكرم محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليَّ رسول الله لعلمتَ أنك لا تدخل بيتي". (كتاب سُليم بن قيس الهلالي ص387).
فمن ذا يقول بأن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لم يدافع عن زوجته بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فالأمير (عليه السلام) هبّ لنجدة زوجته وحامى عنها بمجرّد أن سمع استغاثتها، بل وهمّ بقتل عمر لولا أن تذكر الوصية، لا كما يتوهّم هؤلاء الجهلة من أنه كان ساكتاً ينظر والعياذ بالله. أما ما وقع قبل ذلك من أحداث فإنما جرت فلتة وبشكل متسارع بعدما تطوّر الموقف فجأة واقتحم الأوغاد الدار.
من الأسباب التي دعت الإمام علي عليه السلام إلى السكوت:
( 1 ) - إقتداء الإمام علي (ع) برسول الله ( ص) في تركه جهاد المشركين بمكة ثلاثة عشرة سنة بعد النبوة ، وبالمدينة تسعة عشر شهراًً ، وذلك لقله أعوانه عليهم ، وكذلك علي (ع) ترك مجاهدة أعدائه لقله أعوانه عليهم ، فلما لم تبطل نبوة رسول الله (ص) مع تركه الجهاد ثلاثة عشر سنة وتسعة عشر شهراًً ، كذلك لم تبطل إمامة علي (ع) مع تركه الجهاد خمساًً وعشرين سنة إذ كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة.
( 2 ) - الخوف على الأمة من الفتنة الداخلية وشق العصى والدولة الإسلامية حديثة مما يؤدي الى ضعفها وتفككها ، بعد أن كان الفرس والروم يتربصون بدولة الإسلام الجديدة والناشئة حديثاًًًً ، وينتظرون أي فرصة ضعف لينقضوا عليها وإنهائها.
( 3 ) - وصية النبي الأكرم (ص) له بالسلم وعدم محاربه من سينقلبون عليه إلاّّ بعد التمكن.
( 4 ) - عدم مفاجئة الإمام علي (ع) بما سيجري عليه ، حيث أن النبي (ص) قد أخبره مسبقاً بأن الناس ستنقلب عليه ويلقي منها الظلم والضيم.
( 5 ) - إصرار الإمام علي (ع) على أن تكون المعارضة سلمية لا تتعدى حدود الإحتجاج وقطع الأعذار ، ولو كلف ذلك أن يجر إبن أبي طالب ويسحب من بيته سحباً للمبايعة ، أو إن يتعرض البيت الطاهر إلى التهديد بالإحراق ، ويلاحظ هنا أن الإمام علياًً (ع) عندما جاء ، أبو سفيان ، وقال له : ( لو شئت لأملأنها عليهم خيلاً ورجالاً ) ، نهره الإمام (ع) ورفض مبادرته.
( 6 ) - قلة الناصر والمعين ، فالإمام عرف غدر الناس وتركهم له مسبقاً ، قبل وفاة النبي (ص) ، لما رفضوا كتابة النبي (ص) للكتاب وقالوا :حسبنا كتاب الله ، ويقصدون بها لا حاجة لنا بعترتك ويكفينا القرآن الكريم فقط.
( 7 ) - تفضيل المصلحة الإسلامية على المصلحة الشخصية ، فالإمام ضحى ببيته وزوجته ونفسه فقط لكي يحافظ على الثقلين ( القرآن والإمامة ) مستمرة في الأمة ، تنفيذا لقول النبي (ص) : ( إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ).
( 8 ) - المحافظة على الإمامة وهي عصب إستمرار الإسلام المحمدي الصحيح حيث كان الحسن والحسين (ع) أطفال صغار غير مهيئين لخوض المعارك ، وبموتهم ينقطع أحد الثقلين ، وهذا ما تقيد به كل الأئمة (ع) مع طواغيت عصورهم.
س9 _ لماذا اخذ القوم فدك من السيدة الزهراء مع أنها ملك لها على حياة أبيها رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟.
الجواب :
ولما أجمع ابو بكر على منع فاطمه بنت رسول الله من فدك وبلغ ذلك فاطمه لاثت خمارها على رأسها واقبلت في لمه من حفدتها ...ثم أنت أنه اجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس ...فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه ...ويامعشر المهاجرين أبتز إرث أبي في الكتاب أن ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا . اعلام النساء للكحالة ج 4 ص 116 -118
ما تظن قصدهما بمنع فاطمة (عليها السلام) فدك؟
ألا يتقوى علي (عليه السلام) بحاصلها وغلّتها على المنازعة في الخلافة، ولهذا أتبعا ذلك بمنع فاطمة وعلي (عليهما السلام) وسائر بني هاشم وبني المطلب حقّهم في الخمس، فإن الفقير الذي لا مال له تضعف همّته ويتصاغر عند نفسه، ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرياسة(شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 16 / 236 ـ 237، أعلام النساء، كحالة: 4 / 124 ذكره باختصار.).
س10 _ هل توجد روايات من مصادر أهل السنة تثبت مظلومية الزهراء سواء كانت من كسر الظلع وإسقاط الجنين وإحراق الدار ؟ اذكرها بإيجاز ؟.
الجواب :
1- عن أبي بكر : (( أنه قال قبيل وفاته : إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن ووددت أني تركتهن ... وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ...))
[ تاريخ الطبري 3/430 ، العقد الفريد 2/254 ، كتاب الأموال لابن سلام ، مروج الذهب ، الإمامة والسياسة ] .
2ـ عن الطبري بسنده : (( أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرّقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة ... ))
[ تاريخ الطبري 3/202 ، وقريب منه ابن ابي شيبه من مشايخ البخاري في المصنف 7/432] .
3ـ عن البلاذري بسنده : (( إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطاب أتراك محرّقاً عليّ بابي ؟! قال : نعم ...))
[ أنساب الأشراف 1/ 586 ، وقريب منه ابن عبد ربه في العقد الفريد 5/13 وأبو الفداء في المختصر في أخبار البشر 1/156] .
4ـ عن عروة بن الزبير : (( أنه كان يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم ، قال عروة في مقام العذر والاعتذار لأخيه عبد الله بن الزبير : بأن عمر أحضر الحطب ليحرق الدار على من تخلّف عن البيعة لأبي بكر)) .
[ مروج الذهب 3/86 ، شرح ابن أبي الحديد 20/147 ] .
قال ابن أبي دارم المتوفى سنة 352 : (( إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن )) ]ميزان الاعتدال 1/139 ] .
5 ـ قال إبراهيم ابن سيار النظام المتوفى سنة 231 : (( إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها ، وكان يصيح عمر : احرقوا دارها بمن فيها ، وما كان بالدار غير علي و فاطمة والحسن والحسين))
[ الملل والنحل 1/59 ، الوافي بالوفيات 6/17] .
6ـ عن ابن قتيبة : (( إن محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي ))
[ المعارف لابن قتيبه كما عنه ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب 3/358 . علماً بان المعارف المطبوع قد حذف منه هذا المطلب ] .
7ـ عن شيخ ابن ابي الحديد : (( لما القت زينب ما في بطنها أهدر رسول الله دم هبار ، لأنه روّع زينب فألقت ما في بطنها ، فكان لابد أنه لو حضر ترويع القوم فاطمة الزهراء وإسقاط ما في بطنها لحكم باهدار دم من فعل ذلك ... فقال له ابن أبي الحديد : أروي عنك ما يرويه بعض الناس من أن فاطمة روعت فألقت محسناً ؟
فقال : لا تروه عني ولا ترو عني بطلانه )) [ شرح ابن أبي الحديد 14/192] .
س11_ ماهو السر الذي سره رسول الله (صلى الله عليه واله ) للزهراء فابتسمت لسماعه بعد أن كانت تبكي ؟.
الجواب :
وروى ابن سعد كاتب الواقدي باسناده عن عائشة، قالت: «كنت جالسة عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله، فقال: مرحباً بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن يساره فأسرّ اليها شيئاً، فبكت ثمَّ أسر اليها شيئاً فضحكت. قالت: قلت: ما رأيت ضحكاً أقرب من بكاء استخصك رسول الله بحديث ثم تبكين، قلت: اي شيء أسرّ إليك رسول الله؟ قالت: ما كنت لأفشي سرّه قالت: فلما قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سألتها فقالت: قال: ان جبرئيل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقرآن مرّة وانه أتاني العام فعارضني مرتين ولا اظن أجلي الاّ قد حضر ونعم السلف أنا لك وقال: أنت أسرع أهلي بي لحوقاً قالت: فبكيت لذلك ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمة، أو نساء العالمين، قالت: فضحكت»(مسند أحمد ج6 ص283 وهو في حلية الأولياء ج2 ص40 عن ابن عباس.).
س12 _ ماهي وصية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لابنتها ام المصائب زينب (عليها السلام) حين وفاتها .؟
الجواب :
وجاء في ثمرات الأعواد روي أن فاطمة ( عليها السلام ) لمَّا دنت منها الوفاة دعت ابنتها زينب ، فشمَّتها في نحرها ، وقبَّلتها في صدرها ، وقالت لها : هذه وديعةٌ لي عندك ، فإذا رأيتِ أخاكِ وحيداً فريداً شمّيه في نحره ، وقبِّليه في صدره ، فإنّ نحرَه موضعُ سيف ابن ذي الجوشن ، وإنّ صدرَه موضعُ حوافرِ خيولِ بني أميّة ، قال : فامتثلت الحوراء زينب ذلك.
ولمَّا كان يوم عاشورا ، وبقي الحسين ( عليه السلام ) وحيداً فريداً ، وأراد أن يودِّع العيال ويمضي إلى القتال ، أقبلت إليه أمُّ المصائب ( عليها السلام ) وقالت له : أخي! اكشف لي عن صدرك وعن نحرك ، فكشف لها الحسين ( عليه السلام ) عن صدره ، فقبَّلته في صدره ، وشمَّته في نحره ، ثمَّ وجَّهت وجهها نحو المدينة صائحةً : يا أمَّاه! قد استُرجعت الوديعة ، وأُخذت الأمانة ، فتعجَّب الحسين ( عليه السلام ) من كلامها ، فقال لها : أخيَّة! وما هي الأمانة ؟ قالت : اعلم يا بن أُم ، لمَّا دنت الوفاة من أمِّنا فاطمة ( عليها السلام ) قرَّبتني إليها ،وشمَّتني في نحري ، وقبَّلتني في صدري ، وقالت لي : يا بينَّة! هذه وديعةٌ لي عندك فإذا رأيتِ أخاكِ الحسين ( عليه السلام ) فريداً شمِّيه في نحره ، وقبِّليه في صدره.
قال الراوي : فلمَّا سمع بذكر أمِّه بكى ( عليه السلام ) ، وسُمِعَ مناد ينادي بين السماء والأرض : واولداه واحسيناه (ثمرات الأعواد ، السيِّد علي بن الحسين الهاشمي : 1/31 و272).
تعليق