قوله تعالى في سورة التكاثر :

[نور العترة]

( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم )

مالمقصود بالنعيم ؟
ذكر المفسرون في المراد بالنعيم آراء عديدة تفوق العشرة، نورد منها ثلاثة وجوه لاتنافي بينها:
الوجه الأول: ( النعيم الصحة والعافية والشباب والمال):
ما ورد عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: إنه العافية.
ويعضده قوله (ص): «لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، و عن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه، و عن علمه ماذا عمل به».
وروي عن ابن عباس: النعيم صحة الأبدان و الأسماع و الأبصار. قال: يسأل اللّه العباد فيم استعملوا و هو أعلم بذلك منهم. و هو قوله: إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (الإسراء: 36).
الوجه الثاني: ( النعيم الرسول الأعظم "ص"):
عن جابر الجعفي قال: دخلت على الباقر(ع) فقال: ما تقول أرباب التأويل في قوله: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)؟ فقلت: يقولون الظل و الماء البارد فقال: لو أنك أدخلت بيتك أحدا و أقعدته في ظلٍّ و أسقيته ماءاً بارداً أتمـُن عليه؟ فقلت: لا، قال: فاللّه أكرم من أن يطعم عبده و يسقيه ثم يسأله عنه، فقلت: ما تأويله؟ قال: النعيم هو رسول اللّه (ص) أنعم اللّه به على هذا العالم فاستنقذهم به من الضلالة، أما سمعت قوله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا (آل عمران: 164).
الوجه الثالث: ( ولاية أهل البيت "ع"):
ما ورد في شواهد التنزيل للعالم السني الحافظ الحسكاني: عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله عزّ و جلّ: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال:عن ولاية عليّ بن أبي طالب (ع).
وفي رواية أخرى عن جعفر بن محمد (ع) في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال: نحن النعيم.
وروى المفسر السني الآلوسي في روح المعاني: أن أبا حنيفة سأل الصادق (ع): ما النعيم؟ قال: نحن أهل البيت النعيم أنعم اللّه تعالى بنا على العباد و بنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين.

جعفر الشيخ الستري - دار الوفاء القرانية

[المفيد]

بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


انّ كلمة ((النعيم)) الواردة في هذه الآية الكريمة هي مطلقة تشمل كلّ ما أنعم الله تعالى على عباده، لذلك فالعبد مسؤول عن هذه النعم وسيُسأل عنها..
طبعاً يُسأل عن الأهم فالأهم..
ومن أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا هي نعمة الولاية لمحمد وآل محمد عليهم السلام..

وما جعلت هذه النعم للعباد إلاّ لغاية واحدة هي إيصال الانسان الى السعادة الاخروية وهي التقرب من الله تعالى والسكن في جنانه الواسعة بعد أن تكون هذه النعم وسيلة للعبادة الحقة لذا قال تعالى في كتابه العزيز ((وما خلقت الجنّ والانس إلاّ ليعبدون))، لذلك إذا ما سُئلوا عن هذه النعم وكيفما صُرفت فسيكون معلوماً بأنها صُرفت في طاعة الله تعالى ورضوانه، عندها سيجازيهم الله الجزاء الأوفى كما قال تعالى ((وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى*ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى))النجم: 40، 41..
طبعاً يكون ذلك إذا ما أستُثمرت هذه النعم في طاعة وعبادة الله تعالى، أما إذا كان العكس كما قال تعالى ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ))النحل: 112، فستكون هذه النعم عليهم نقمة وسُيسألون عنها فتكون سبباً في دخولهم نار جهنّم..

ومثل ذلك واقع في حياتنا اليومية، فأنت حينما تعطي ابنك مبلغاً كبيراً من المال وتقول له اصرفه في العمل والتجارة حتى يكون الربح وفير وتزيد التجارة، وعند نهاية الشهر أو السنة سأحاسبك على كل فلس صُرف، فعندما يأتي ويقدم لك التقرير الشهري أو السنوي فانّك ستعلم أين أنفقت، فلو أنفق بعضها على غير التجارة والعمل ستوبخه وتعاقبه، أما إذا ما سار نحو ما تريد وهو يحاول إرضاءك وزيادة التجارة فبالتأكيد سوف تكافئه وتقربه منك..
هذا في حياتنا الاعتيادية البسيطة فكيف بالحياة الأبدية عندما نقف أمام ربّ السماوات والأرض وجبارهما، ألا يستحق الأمر منّا أن نسأل أنفسنا هنا قبل أن نُسأل هناك ونحاسبها قبل أن نحاسب، وقد قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا))، وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ((ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا ازداد لله شكرا وإن عمل سيئا استغفر الله وتاب إليه))..


الأخت القديرة نور العترة..
جعلكم الله تعالى من الذين يسعون في رضاه تعالى ويعملون من أجل التقرب اليه...

[الدكتور حسين]

بنيتي نور العترة محفوظة بحفظ الرحمن وأنار وجهك بنور القران وعطر طريقك وفرشها بالورود والريحان لأن كل من يتخذ القران وسيلة للتعبير جعل الله له طريقا للجنة لك منا كل التقدير والاحترام .

[من نسل عبيدك احسبني ياحسين]

وفقكي ربي بكل كلمة تكتبيها