الإمام الحجة في شعر أهل البيت (ع) والموالين
علاوة على ما ورد من الأخبار التي جاءت عن النبي (ص) وأهل بيته الأطهار في الامام المهدي عليه السلام، فقد أدلى الشعر العربي بدلوه في تعميق هذه العقيدة في قلوب المؤمنين وإرساءها في ضمائرهم.
لقد كان تقرب الشعراء من أهل البيت (ع) هو الدافع الأول في ذكرالامام المهدي الذي يعيد لأهل البيت تراثهم ومكانتهم السامية بين الناس، ويذكرهم بمال الأمر إليهم بعد استيلاء الظلمة والطواغيت على العروش فيحولوا الأرض ظلماً وجوراً، فمدح أهل البيت يتسامى بهذا الموعود الإلهي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً،والذي هو من شجرة محمد وآله الطاهرين. كما أن أئمة أهل البيت (ع) لهم النصيب الأوفر من هذه القصائد التي تدل على أن المهدي هو من شجرتهم المباركة كما قال أمير المؤمنين (ع) في هذه القصيدة(1):
قيامة والناس في دأـبها سقى الله قائمنا صاحب الـ
بل لك فاصـبر لأتعـابها هو المدرك الثأر لي يا حسين
يقصـر فـي قتل أحزابهـا لكل دمٍ ألف ألف وما
قولٌ بعذرٍ وأعتـابـها هنالك لا ينفع الظالمـين
سأل عيسى بن الفتح الامام الحسن العسكري (ع) : يا سيدي وأنت لك ولد؟ فقال (ع): والله يكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وأما الآن فلا، ثم أنشد عليه السلام(2):
بني حوالي الاسـود اللوابد لعلك يوماً أن تراني كأنـما
أقام زماناً وهو في الناس واحـد فإن تميماً قبل أن يلد الحصى
وأنشد دعبل الخزاعي قصيدته التائية للإمام الرضا يذكر فيها قائم آل محمد (ع)
تقطـع قلبـئ إثرهم حسراتِ فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد
يقوم على اسـم الله والبركاتِ خروج إمامٍ لا محالة خـارجٌ
يجزي على النعماء والنقماتِ يَميّز فينا كل حـقًّ وبـاطل
فغير بعيدٍ كلُ ما هو آت فيانفس طيبي ثم يا نفس ابـشري
قال لي الرضا (ع): أفلا ألحق هذين البيتين بقصيدتك؟
قلت: بلى يا أبن رسول الله فقال (ع):
ألحت على الاحشاء بالزفراتِ وقبرٌ بطوسٍ يالها من مصيـبةٍ
يفّرج عنا الهم والكرباتِ إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً
الهوامش:
(1) ينابيع المودة للقندوزي ص439
(2) الفصول المهمة ص270، الدمعة الساكبة 3/ 166 أعيان الشيعة 4ق 3/ 308
تعليق