أزمنة البنفسج.. مساحة لهموم الذات والاخر
رضا المحمداوي
تتعدد إنشغالات الشاعر :موسى أحمد في مجموعتهِ الشعرية ( ازمنة البنفسج ) بين موضوعات ,الوطن ,والذات , والمرأة , والطبيعة.
وتبرز مساحة هموم الوطن واضحةً ً,وبحدود صافية ,ضمن المجموعة التي ضمّتْ ثلاث عشرة قصيدة ,لكن بتنويعات عديدة ,تبدأ ُ من مخاطبة يثقلها الهم في قصيدة " صوت "
وطني أيها الساكن
شغاف القلوب
ورئة هواؤها مهد الروح
عند سنوات الحصار
يالؤلؤة الاوطان يا عراق
وتمتد تلك المساحة لتصل في قصيدة ( صباحك ياعراق ) الى الوان العشق,
تلك الالوان التي تشعُّ من شمس الوطن حيث البحث عن ملاذ آمن تستريح الذات فيه وتلقي ما عندها من كبد بعد ان اشعلوا الحريق
ويبقى الشاعر بذات صيغة المخاطبة الشفيفة الاولى
وطني شمسك تضيء الكون
وتحفظ سر العاشقين
وتمسح التعب
المجدول على الجبين
وتنصهر الذات بقضية الوطن في قصيدة ( قلق الرؤى ) وهي اطول قصيدة في المجموعة , مع مع الابقاء على صيغة المخاطبة الصادرة من ( الانا) الى ( الآخر) , وتؤسس هذه القصيدة مشهدها الاول
حسبُكَ انك إبتدأت
وظلال افقك
صخرة جبل
وضوء قمر
وتاريخ يمرُّ عبر بواباتنا
وتجيء المقاطع الشعرية المنفصلة بذاتها ,والمتصلة بكلية القصيدة ,والتي اعتمدها الشاعر اسلوبا ًفي التعامل مع البنية الفنية للقصيدة .....تجيء هذه المقاطع لتعاود بناء قوة المفتتح كما في المقطع الثاني
لن تغادر المكان
وجرحك واحة ظمأ
لكن التداعي والاستطراد كان يأخذ القصيدة في بعض المواضع منها الى غير ما بدأتْ بهِ من كثافة , وينأى بها بعيدا ًعمّا حفلتْ به مقاطعها من قوة في الاستهلال .
اما حضور الغرباء امام صوت الذات والوطن فيتمظهر بصورة قراصنة البحر واسماك القرش ، قد يثيرون الضجيج لكنهم ينتهون الى حطام 0000مجرد حطام ؛ ويتكرر حضور الغرباء ، الضعيف ، الواهن ، في خضم ثنائية الحب والحرب في حين نتلمس قوة الوطن وصورته الطاغية ، الهادرة وذلك في قصيدة ( إلفتُ الحب والحرب )
أجسادهم عناقيد هرمة
وانتَ تكابر
مثل الطوفان
لترسم القصيدة للوطن لوحة ارضية مزدانة بالسنابل والاشجار والعشب وسحر الجمال واكتحال الالوان ، وهي واحدة من القصائد التي أفصحتْ عن إ نشغال الشاعر بالطبيعة 0
ويلقي الوطن بظلالهِ في قصيدة ( ظلال الغربة ) وهي من القصائد التي استفاد الشاعر من معطيات قصيدة التفعيلة في بنائها من دون قصائد المجموعة الاخرى التي غلبتْ عليها قصيدة النثر ؛ وترصد ( ظلال الغربة ) الحياة الانسانية في ظل الغربة والاغتراب فيصبح الصوت مجرد بحة ناي ،وإحتراق ،وارتطام بالصخور ، وُيلغى عندها الكلام او ُقلْ تتعطل اللغة وتحاصرك الوحشة ويواجهك السؤال: ( مَنْ يأويك َ ؟ )
مستوحشٌ أنتَ
في غربتكَ
دون حضور
وامام قضية الحياة وما تواجههُ من صور الموت الذي يحاول الآخرون فرضهُ عليها ، يحاول الشاعر أن يمتلك نبوءة ً ما ولذا تراهُ يُعلنُ في قصيدة (قناديل)
لجة ُ الوجع ستحتضر
وستعلو فرحة الصباحات
ترنيمة الفجر
- 2 -
ثمة إحتفاء كبير بالطبيعة وموجوداتها ومفرداتها الكثيرة ورموز حياتها وصورها ، لقد شكلتْ هذه الطبيعة مساحة أمان واسعة،واشارت ْ بهذه الصورة او تلك الى الجنة التي يفتقدها الانسان ويهفو اليها :
هل تعبرُ لسورة النهر
فوق الارض
التي داستها سنابك الخيل ؟
وعبر لغة حالمة يرتمي الشاعر في حضن الطبيعة محاولا ً غسل وجع الايام ومسح التعب المستكين :
رُبّما أرى وردة ًهنا
أو أبصر في الصحراء
حبات سوسن
ووسط الاحتفاء بالطبيعة وهي : أوراق البيلسان ، وحفيف الشجر ، والشمس والغيم والمطر 0000وسط هذه الصور الضاجة بالحيوية والنشاط نرى الشاعر يتوسل :
رفقا ً00000رفقا ً
أيها التعب
بمصير البشر
- 3 -
للمرأة في القصائد الغنائية حضورها الطاغي حيث تتأجج العاطفة ويغلي الوجدان ، لكن الشاعر يهفو الى تلك المرأة- الحلم بعجز تام إذ ْ لا يقوى على الاتيان بشيء سوى الحلم بها
وتطمين الروح بلقائها والفرح لمرآها ؛ وتظهر المرأة حيناً أشبه بالمستحيل ويواجهها ( المُحب) بكلمات مرتجفة وأسى ، وقد تُلغى كل فاعليته الذاتية المشلولة حينما يسود الصمت
صمتُ أناملكِ
مطبقٌ على راحتي يديَّ
وثمة كلام يتعطل
رضا المحمداوي
رضا المحمداوي
تتعدد إنشغالات الشاعر :موسى أحمد في مجموعتهِ الشعرية ( ازمنة البنفسج ) بين موضوعات ,الوطن ,والذات , والمرأة , والطبيعة.
وتبرز مساحة هموم الوطن واضحةً ً,وبحدود صافية ,ضمن المجموعة التي ضمّتْ ثلاث عشرة قصيدة ,لكن بتنويعات عديدة ,تبدأ ُ من مخاطبة يثقلها الهم في قصيدة " صوت "
وطني أيها الساكن
شغاف القلوب
ورئة هواؤها مهد الروح
عند سنوات الحصار
يالؤلؤة الاوطان يا عراق
وتمتد تلك المساحة لتصل في قصيدة ( صباحك ياعراق ) الى الوان العشق,
تلك الالوان التي تشعُّ من شمس الوطن حيث البحث عن ملاذ آمن تستريح الذات فيه وتلقي ما عندها من كبد بعد ان اشعلوا الحريق
ويبقى الشاعر بذات صيغة المخاطبة الشفيفة الاولى
وطني شمسك تضيء الكون
وتحفظ سر العاشقين
وتمسح التعب
المجدول على الجبين
وتنصهر الذات بقضية الوطن في قصيدة ( قلق الرؤى ) وهي اطول قصيدة في المجموعة , مع مع الابقاء على صيغة المخاطبة الصادرة من ( الانا) الى ( الآخر) , وتؤسس هذه القصيدة مشهدها الاول
حسبُكَ انك إبتدأت
وظلال افقك
صخرة جبل
وضوء قمر
وتاريخ يمرُّ عبر بواباتنا
وتجيء المقاطع الشعرية المنفصلة بذاتها ,والمتصلة بكلية القصيدة ,والتي اعتمدها الشاعر اسلوبا ًفي التعامل مع البنية الفنية للقصيدة .....تجيء هذه المقاطع لتعاود بناء قوة المفتتح كما في المقطع الثاني
لن تغادر المكان
وجرحك واحة ظمأ
لكن التداعي والاستطراد كان يأخذ القصيدة في بعض المواضع منها الى غير ما بدأتْ بهِ من كثافة , وينأى بها بعيدا ًعمّا حفلتْ به مقاطعها من قوة في الاستهلال .
اما حضور الغرباء امام صوت الذات والوطن فيتمظهر بصورة قراصنة البحر واسماك القرش ، قد يثيرون الضجيج لكنهم ينتهون الى حطام 0000مجرد حطام ؛ ويتكرر حضور الغرباء ، الضعيف ، الواهن ، في خضم ثنائية الحب والحرب في حين نتلمس قوة الوطن وصورته الطاغية ، الهادرة وذلك في قصيدة ( إلفتُ الحب والحرب )
أجسادهم عناقيد هرمة
وانتَ تكابر
مثل الطوفان
لترسم القصيدة للوطن لوحة ارضية مزدانة بالسنابل والاشجار والعشب وسحر الجمال واكتحال الالوان ، وهي واحدة من القصائد التي أفصحتْ عن إ نشغال الشاعر بالطبيعة 0
ويلقي الوطن بظلالهِ في قصيدة ( ظلال الغربة ) وهي من القصائد التي استفاد الشاعر من معطيات قصيدة التفعيلة في بنائها من دون قصائد المجموعة الاخرى التي غلبتْ عليها قصيدة النثر ؛ وترصد ( ظلال الغربة ) الحياة الانسانية في ظل الغربة والاغتراب فيصبح الصوت مجرد بحة ناي ،وإحتراق ،وارتطام بالصخور ، وُيلغى عندها الكلام او ُقلْ تتعطل اللغة وتحاصرك الوحشة ويواجهك السؤال: ( مَنْ يأويك َ ؟ )
مستوحشٌ أنتَ
في غربتكَ
دون حضور
وامام قضية الحياة وما تواجههُ من صور الموت الذي يحاول الآخرون فرضهُ عليها ، يحاول الشاعر أن يمتلك نبوءة ً ما ولذا تراهُ يُعلنُ في قصيدة (قناديل)
لجة ُ الوجع ستحتضر
وستعلو فرحة الصباحات
ترنيمة الفجر
- 2 -
ثمة إحتفاء كبير بالطبيعة وموجوداتها ومفرداتها الكثيرة ورموز حياتها وصورها ، لقد شكلتْ هذه الطبيعة مساحة أمان واسعة،واشارت ْ بهذه الصورة او تلك الى الجنة التي يفتقدها الانسان ويهفو اليها :
هل تعبرُ لسورة النهر
فوق الارض
التي داستها سنابك الخيل ؟
وعبر لغة حالمة يرتمي الشاعر في حضن الطبيعة محاولا ً غسل وجع الايام ومسح التعب المستكين :
رُبّما أرى وردة ًهنا
أو أبصر في الصحراء
حبات سوسن
ووسط الاحتفاء بالطبيعة وهي : أوراق البيلسان ، وحفيف الشجر ، والشمس والغيم والمطر 0000وسط هذه الصور الضاجة بالحيوية والنشاط نرى الشاعر يتوسل :
رفقا ً00000رفقا ً
أيها التعب
بمصير البشر
- 3 -
للمرأة في القصائد الغنائية حضورها الطاغي حيث تتأجج العاطفة ويغلي الوجدان ، لكن الشاعر يهفو الى تلك المرأة- الحلم بعجز تام إذ ْ لا يقوى على الاتيان بشيء سوى الحلم بها
وتطمين الروح بلقائها والفرح لمرآها ؛ وتظهر المرأة حيناً أشبه بالمستحيل ويواجهها ( المُحب) بكلمات مرتجفة وأسى ، وقد تُلغى كل فاعليته الذاتية المشلولة حينما يسود الصمت
صمتُ أناملكِ
مطبقٌ على راحتي يديَّ
وثمة كلام يتعطل
رضا المحمداوي
تعليق