قد لا يرغب العديد من الكتاب او القراء البحث في الموضوعات التاريخية وينظرون الى منهج التحليل التاريخي بانه لا يصلح لدراسة واقع قائم او يمكن ان يؤدي الى فهم حقائق امور معاصرة ، وهي ربما نظرة قاصرة وسلبية في فهم التاريخ .. لكننا نجد في الجانب الاخر كتاباً يعملون على اعادة التاريخ بروح العصر وبعين الحقيقة وهذا هو المهم لا يكفي ان نعيد التاريخ دون حقائقه فهناك من كتب وظلم التاريخ وظلم اهله . اما اليوم فاجد نفسي امام باحثنا الدكتور سيد علاء الجوادي يعيد في نفوسنا شخصيات وشموع وقناديل درب الاسلام الحقة التي لم تاخذ حقها بما يكفي وهو يكتب ليس بالنظر الى التاريخ والوقوف عنده ولكن ليرينا ان هناك اشراقات في التاريخ تصلح لعلاج امراض اجتماعية قائمة وهذه هي روح الاصالة التي نبحث عنها عندما نرى التاريخ بروح الحاضر وانطلاقة المستقبل . ولعل الدكتور الجوادي هو من الكتاب القلائل الذين يقومون بهذا المجهود الفكري الكبير .
اما موضوع البحث فأرى فيه اختيار اكثر من موفق فهو كتب عن شخصية سيدنا الحمزة بن عبد المطلب عم الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك البطل الهمام الذي وقفا بكل شموخ واقتدار مدافعا عن الحق واقفا بوجه الظلم والجور . ان الذي دفعني للتعليق على الموضوع اسباب عدة اولها الشخصية التاريخية المميزة لعم الرسول الاعظم وثانيها تطرق السيد الباحث الى هكذا موضوع لطالما نحتاجه في بحوثنا وقراءاتنا ولعل القلة الذين تناولوا موضوع ابو الشهداء ، اما السبب الثالث فهو اطلاعي على بعض الكتابات التي تعمل على طمس معالم تاريخية لها الفضل الكبير في حياة الامة وتسعى بالمقابل على ابراز ناس وشخصيات اساءت الى الاسلام ومعالمه فاجد من يكتب منصفا عن الوحشي وهند آكلة الاكباد فيكتب منصفا للوحشي ولا يذكر من هو الحمزة وما هو فضله في بدايات الاسلام في وقت واجه الاسلام من الهجمات ما واجه.
انني ارى ان البحث لم يكتب للبحث في التاريخ وانما كتب ليلعمنا انه مازل هناك معسكر وفئة ظالمة للتاريخ ولازالت تعمل بكل قوتها في الحاضر من اجل ان تفرغ تاريخنا وحاضرنا من محتواه لنفتح اعيننا بلا مستقبل وهذا اشكال فكري يحتاج الى اقلام تتصدى وعقول تعي حجم ما نواجهه من استلاب فكري وثقافي لتاريخنا وتراثنا ، اسفاً اقول لازال هناك البعض من يمجد القتلة على حساب اصحاب الحق .
ولكني بالمقابل فخور ان في اقلام مفكرينا قلم مثل قلم الدكتور الجوادي تذكرنا برموز تاريخية لازالت شعلتها متقدة حتى الان .
الدكتور محمد الخفاجي
تعليق