سحور سحورسحور تسحروا يرحمكم الله
كلمات يطرب لها القلب ويذوب بها يطلقها المؤذن بصوته الملكوتي ما ان يدخل شهر الخير والبركة..
حينها اخذني خيالي الى قول الله تبارك وتعالى ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى))
نعم طلب منا ذلك بمجرد ان دخلنا في سن التكليف، فهل نحن من المتزودين.
يحتاج الامرالى لحظة تامل وإعادة الحساب لما اعددناه اوسنعده ليوم الفاقة يوم لاينفع فيه مال ولابنون، تذكرت حينها ايام الشباب وكيف انقضت وما اعددته لذلك اليوم ان كان هناك ما يستحق.
اتبعها المؤذن بصوته الشجي (اشرب الماء وعجّل)..
نعم تذكرت بانه سيأتي عليّ يوم اكون في سن يقترب رويدا رويدا من اللقاء المرتقب الذي لامفر منه..
فهل ساتدارك مايمكن تداركه لان الامر يمرّ بالعجل وانا على يقين بان الله غفور رحيم وهو الحليم بعباده..
بينما انا اتفكر في هذا تردد الى اسماعي ذلك الصوت مجددا ولكن بنداء آخر -وكأني في غفوة قد صحوت منها- وهو يقول (امساك امساك)، متذكرا قول الامام عليه السلام (الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا)..
عندها لم اتمالك نفسي فجلست لان قدماي لم تستطيعا ان تحملاني..
تذكرت بانه سياتي يوم سامسك عن هذه الدنيا فلا استطيع ان ادفع عن نفسي او انفعها، هو يوم الفراق عن هذه الدنيا فاندم اشد الندم عما ضيعته من عمري بين لهو ولعب وانا في غفلة عن هذا اليوم الذي تواعدني الله به..
بعدها صدح المؤذن بالتكبير والتهليل، لا مجال للتفكير فهذا التكبير اشبه بالتكبير على جثتي التي تصرخ ولايسمعها احد اغيثوني ارجعوني لعلي اعمل صالحا، ولكن هيهات فقد جرى القلم..
اصبح الصباح والناس صيام وانا أتذكر ان بعد التكبير سياتي اليوم الذي حذرنا الله منه وهو جوع وعطش يوم القيامة..
جاءت النهاية نهاية اليوم الرمضاني عندها لابد من فرحة للصائم الحقيقي بافطاره كما عبر عنه نبينا الاكرم صلّى الله عليه وآله..
فهل ياترى بعد جوع وعطش ذلك اليوم الموعود ترى لنا فرحة، فقد وعد الله المتقين بان يفطروا من حوض الكوثر من ساقيه الأمير حيدر..
تعليق