الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء:
هذه هي القصيدة التي جاءت ردّاً على القصيدة الواردة من بغداد إلى النجف سنة 1317 هـ من أحد المنكرين للامام المهدي (عليه السلام):
بنفسي بعيد الدار قرّبه الفِكرُ*** وأدناه من عُشّاقه الشوق والذِكرُ
تَستّر لكن قد تجلّى بنوره*** فلا حُجبٌ تُخفيه عَنهم ولا سِترُ
ولاح لهم في كلّ شيء تجلّياً*** فلا يشتكى منه البعاد ولا الهجرُ
ألا طُل وإنْ عذّبت يا ليل بعده*** فمن بعد طول الليل يستعذب الفجرُ
وأقصر أطلت اللوم يا عاذلي به*** فلا مفصل إلاّ على حبّه قصرُ
عداك السنا من هذه الجذوة التي*** بأكباد أهل الحبّ شبّ لها جمرُ
وما الحبّ إلاّ سدرة المنتهى التي*** لهم من جناها لبّه ولك القشرُ
حبيبي بك الاشياء قامت فما الذي*** يقيم على إثباتك الجاهل الغمرُ
بفيك جرت عين الحياة ومذ دنا*** ليشرب منها عمّر الشارب الخضرُ
ولي فيك سرّ لو أبوح ببعضه*** لقلت من الايجاد هذا هو السرُّ
ولا غرو إن لاحت ولم يَرَ ضوءها*** أخو نظر لكن على عينه نكرُ
ولا بأس ممّن جاء يسأل قائلاً*** أيا علماء العصر يا من لهم خبرُ
لقد حار منّي الفكر بالقائم الذي*** تنازع فيه الناس والتبس الامرُ
عثرت ألا يا سائلاً تاه فكره*** على من له في كلّ مسألة خبرُ
أعرني منك اليوم اُذناً سميعة*** إذا ما قرأت الحقّ لم يَعرُها وَقْرُ
وقلباً ذكياً في التخاصم يغتدي*** لطائرة الانصاف عنك به وكرُ
أبا صالح خذها إليك خريدةً*** ولا يرتجى إلاّ القبول لها مهرُ
تمزّق من أعداك كلّ ممزّق*** ويمرّق في أكبادها الخوفُ والذعرُ
وذخراً ليوم الحشر أعددتكم بها*** ولم يفتقر عبد وأنتم له الذخرُ
إذا اسودّ وجهي بالذنوب فإنّ لي*** لديكم بها ما يستضاء به الحشرُ
ألستم لشرع الدين أنتم نشرتمُ*** ومنه إليكم فوّض الحشر والنشرُ
ألستم بساق العرش نوراً ومنكم*** لاهل السما التسبيح يُعلم والذكرُ
صفا الذهب الابريز أنتم وإنّما*** فؤادي إلاّ عن ولايتكم صفرُ
مواليّ ما آتي به من ثنائكم*** وقد ملئت منه الاناجيل والزبرُ
يواليكم قلبي على أنّ جرحه*** لرزئكم لا يستطاع له سبرُ
سلام عليكم كلّما نفحت صباً*** وما غربت شمسٌ وما طلع البدرُ
وينصركم منّي لساني ومقولي*** إذا ما يدي قد فاتها لكم النصرُ
ولا صبر لي حتّى أراها تطالعت*** لقائمكم في الجوّ راياته الخضرُ
بكم أستمدّ الفيض ثمّ أمدّكم*** ببحر ثناء فيكم ما له قعرُ19
([19]) ملحقات كشف الاستار : 247 ـ 258
هذه هي القصيدة التي جاءت ردّاً على القصيدة الواردة من بغداد إلى النجف سنة 1317 هـ من أحد المنكرين للامام المهدي (عليه السلام):
بنفسي بعيد الدار قرّبه الفِكرُ*** وأدناه من عُشّاقه الشوق والذِكرُ
تَستّر لكن قد تجلّى بنوره*** فلا حُجبٌ تُخفيه عَنهم ولا سِترُ
ولاح لهم في كلّ شيء تجلّياً*** فلا يشتكى منه البعاد ولا الهجرُ
ألا طُل وإنْ عذّبت يا ليل بعده*** فمن بعد طول الليل يستعذب الفجرُ
وأقصر أطلت اللوم يا عاذلي به*** فلا مفصل إلاّ على حبّه قصرُ
عداك السنا من هذه الجذوة التي*** بأكباد أهل الحبّ شبّ لها جمرُ
وما الحبّ إلاّ سدرة المنتهى التي*** لهم من جناها لبّه ولك القشرُ
حبيبي بك الاشياء قامت فما الذي*** يقيم على إثباتك الجاهل الغمرُ
بفيك جرت عين الحياة ومذ دنا*** ليشرب منها عمّر الشارب الخضرُ
ولي فيك سرّ لو أبوح ببعضه*** لقلت من الايجاد هذا هو السرُّ
ولا غرو إن لاحت ولم يَرَ ضوءها*** أخو نظر لكن على عينه نكرُ
ولا بأس ممّن جاء يسأل قائلاً*** أيا علماء العصر يا من لهم خبرُ
لقد حار منّي الفكر بالقائم الذي*** تنازع فيه الناس والتبس الامرُ
عثرت ألا يا سائلاً تاه فكره*** على من له في كلّ مسألة خبرُ
أعرني منك اليوم اُذناً سميعة*** إذا ما قرأت الحقّ لم يَعرُها وَقْرُ
وقلباً ذكياً في التخاصم يغتدي*** لطائرة الانصاف عنك به وكرُ
أبا صالح خذها إليك خريدةً*** ولا يرتجى إلاّ القبول لها مهرُ
تمزّق من أعداك كلّ ممزّق*** ويمرّق في أكبادها الخوفُ والذعرُ
وذخراً ليوم الحشر أعددتكم بها*** ولم يفتقر عبد وأنتم له الذخرُ
إذا اسودّ وجهي بالذنوب فإنّ لي*** لديكم بها ما يستضاء به الحشرُ
ألستم لشرع الدين أنتم نشرتمُ*** ومنه إليكم فوّض الحشر والنشرُ
ألستم بساق العرش نوراً ومنكم*** لاهل السما التسبيح يُعلم والذكرُ
صفا الذهب الابريز أنتم وإنّما*** فؤادي إلاّ عن ولايتكم صفرُ
مواليّ ما آتي به من ثنائكم*** وقد ملئت منه الاناجيل والزبرُ
يواليكم قلبي على أنّ جرحه*** لرزئكم لا يستطاع له سبرُ
سلام عليكم كلّما نفحت صباً*** وما غربت شمسٌ وما طلع البدرُ
وينصركم منّي لساني ومقولي*** إذا ما يدي قد فاتها لكم النصرُ
ولا صبر لي حتّى أراها تطالعت*** لقائمكم في الجوّ راياته الخضرُ
بكم أستمدّ الفيض ثمّ أمدّكم*** ببحر ثناء فيكم ما له قعرُ19
([19]) ملحقات كشف الاستار : 247 ـ 258
تعليق