التفكير والإتصال الأثيري
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
هذه الأفكار التي تنبعث منا لا تذهب سدى..
كل فكر ينطلق منا يسبح في الفضاء يؤثر بنا ويؤثر في غيرنا .
فما من فكرة نفكر بها ونركز عليها إلا وتلقى محلا يؤثر فيه .
الأفكار هي عبارة عن أشياء غير مادية لا تلمس ولا ترى
ولكن تأثيرها كالهواء الذي نتنفسه ونستنشقه وهو لا يرى !
كما أن هناك تموجات صوتية لا تسمعها الأذن !
وتموجات ضوئية لا تدركها العين ! ولكنها ثابتة .
وبالتالي بات ضرورياً أن ندرك أهمية ما تفعله الأفكار بنا
وفي التأثير علينا وعلى غيرنا من حيث لا نشعر.
عندما تفكر في شخص ما
فإن تياراً أثيرياً أو مساراً ينبعث بينكما
من خلاله تنطلق الفكرة ..
ولكي تصل الفكرة لا بد من طاقة وقوة وشحنة كهروغناطيسية
قادرة على تأدية المهمة .
بعد تحديد الرسالة والأفكار
التي تريد أن تؤثر فيها على شخص بعيد عنك
لا بد أن تنفعل وتتحدث إليه بصوت لو أمكن
وأن تشعر نفسك إنك في اتصال معه
وبعضهم يؤكد أن هناك ما يسمى إحساس المعرفة
وهو أنك تتلقى شعوراً يشبه التلقي في عالم الإيميل الإنترنتي
يعلمك بوصول رسالة إلى الآخر .
ربما تصله بشكل منام أو يسمع صوتاً أو يشعر بجسدك قريباً
أو تصله على صورة فكرة ما يمتثل لها لا شعورياً
كحال المنوم مغناطيسياً وهكذا .
ليس للأفكار علاقة بالزمان والمكان
وليس مهماً أن يكون من تفكر به قريباً منك
فالزمان والمكان ليس لهما أهمية في عالم التفكير.
وكلما كانت العلاقة العاطفية قوية بينك وبين من تفكر به
فأن التأثير يكون أقوى وأشد بينكما.
والأقوى منكما يقدر على التأثير في الآخر
لما يمتلكه من قدرة ذهنية ونفسية غير طبيعية .
ولهذا كان المحب يحرك المحبوب إليه
فيتحرك بحركة الرسالة الذهنية منه إليه
حتى يصبح الثابت وهو المحبوب متحركاً محباً بحركة المحب.
ولهذا أيضاً يحسن بالإنسان أن يحسن اختيار صحبته .
الرفقة والصحبة الطيبة
الرفقة والصحبة تحرك الإنسان بقدر ما فيها من حب.
فالحب محرك قوي ويسري في الإنسان ويؤثر بشكل خفي ولطيف .
المرأة أقدر على قراءة الأفكار والتأثر بها
نظراً لقوة عاطفتها ومشاعرها .
عندما نفكر نرسل في الفضاء اهتزازات مادة دقيقة أثيرية
لها نفس وجود الأبخرة والغازات الطيارة
أو السوائل والأجسام الصلبة
ولو أننا لا نراها بأعيننا ونلمسها بحواسنا
كما أننا لا نرى الاهتزازات المغناطيسية
المنبعثة من حجر المغناطيس
لتجذب إليه كتلة الحديد .
إذا قرر الإنسان اقتحام هذا العالم الفسيح
الرحب الغريب العجيب الفريد
عالم الأفكار والخواطر والمشاعر والأحاسيس
سيجعله كل ذلك يتعرف من أين تأتي هذه كلها
وسيعيش في أجواء مثيرة للغاية .
الإتزان هو المطلوب
أي أن لا يتحول جل تفكير الإنسان
إلى مراقبة هذه الخواطر والهواجس التي تتملكه
فتشل قدراته التفكيرية
فيما هو مفيد ومثمر في مجالات أخرى مهمة .
كن مرنا في عالم الأفكار
ومستعداً وجاداً
للتغلب على المشاكل النفسية والذهنية التي ترد إليك .
عليك أن تتحلى بالصفاء والنقاء الداخلي
واليقظة الروحية أو التأمل حتى تتلقى الأفكار بكل سهولة .
لكي تكوّن الفكرة
هل مر معك شعور خفي يسري فيك
تتحول فيه فجأة من الإيجابية إلى السبية ،
ربما في لحظة تفكيرك بأحد من الناس .
فالتفكير بأي إنسان كما يقول علماء الطاقة
يتيح اتصالاً أثيرياً بينكما يحمل أربع احتمالات وهي:
اتصال أثيري إيجابي
عندما تفكر إيجابياً بإنسان
ويكون هو إيجابياً فكلاكما سيقوي الآخر.
اتصال أثيري سلبي
حين يكون أحدكما إيجابي والآخر سلبي
سيؤثر هذا سلبياً على واحدكما .
اتصال نفساني روحاني
حين تفكر بالخوف أو بالشجاعة أو بالحب أو بالبغض
فكل من يحمل مثل هذه الأفكار والمشاعر حولك
سوف يهبك من خير أو شر ما عنده .
الخلاصة
أولاً : نحن نؤثر ونتأثر في الآخرين
عبر مسارات فكرية ذهنية غير مرئية .
ثانياً : إننا نجذب إلينا كل ما نفكر به .
الكاتبة سلام الحاج
تعليق